قصة الرجل الذي باع إبنته حبا في أهل البيت عليهم السلام
=====================
كان رجلا مؤمناً يقيم عزاء للإمام الحسين عليه السلام في كل سنة
وليس له من الأسرة غير زوجته وبنتاً واحدة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات
فجاءت تلك السنة فلم يكن لديه شيء من المادة ليقيم به المأتم
وكان يقيمه في كل سنة على حسابه الخاص
فحاول بكل صورة أن يحصل شيء فلم يجد
حتى بقيت ليلة واحدة على شهر محرم
فجلس مع زوجته ليلاًبعد أن نامت إبنته
وقال لها : يا فلانة في كل سنة نقيم مأتم الحسين في بيتنا
وأنتي تستقبلين النساء اللواتي يأتين إلى بيتك
وتقومين في خدمتهن من طعام وماء وغيره
وأنا أسقبل الرجال الذين يأتون إلى الحسينية وأقوم بخدمتهم كذلك
وهذه السنة ماذا نعمل ؟
هل نغلق الحسينية وأنتي تمضين للمآتم وأنا كذلك ؟
فما هو رأيك ؟
فقالت له زوجته : أنت ما هو رأيك
قال لها : الرأي أن نقوم هذه الساعة ما دامت البنت نائمة
وندخل الحسينية من الباب الداخلي
ويجلس كل منا جانب المنبر وكل منا يشتكي عند صنفه
أنت تشتكين حالك عند الزهراء
وأنا أشكى حالي عند الحسين سلام الله عليهم
فقالت له زوجته : هذا هو الرأي
فقاموا ودخلوا الحسينية
وجلس كل منهما جانبا من المنبر وجعلوا يشتكون حالهما
هي تقول أترضين يا فاطمة الزهراء كل سنة المأتم عندي وهذه السنة نغلق الحسينية
وهو يقول : أترضى يا أبا عبدالله كل سنة المأتم عندي وهذه السنة نغلق الحسينية
وبقيا يبكيان حتى علا صوتهما بالبكاء
فاستيقضت البنت على صوت البكاء ففتحت عينيها
وقامت من فراشها الخاص ومضت إلي غرفتة أبيها وأمها
فأعطت إشارة الإستئذان وفتحت الغرفة
فلم تجدهم فيها وتسمع صوتهما يبكون ولا تدرى أين هما
فقامت تبحث عنهم في المنزل وتتبع الصوت فإذا صوتهم بالحسينية
فجاءت ومدت يدها إلي عضة الباب لتفتحه
فلما أحسوا أبواها بالباب يريد يفتح كفكفوا دموعهم
وعلموا إن البنت قد جاءتهم وسكتوا عن البكاء
ففتحت البنت الباب
وإذا هي ترى أبويها جالسين كل منهما جانباً من المنبر
فبعد السلام عليهم وعلى الحسين
قالت لهم : ما لجلوسكم هذه الساعة هنا يا والداي ؟
فقالوا : لها يا بنية نقرأ ونبكي
فقالت لهم : أنا لست غبية وإنما أنا أعرف ذلك
ولا ليست هذه الساعة ساعة القراءة
ثانيا القراءة ليست بهذه الصفة
وإنما القراءة أنتي يا أمي تجلسين في البيت عند النساء اللواتي يأتين لسماع القراءة
وأبي يجلس عند باب الحسينية الخارجي عند الرجال والقارئ على المنبر يقرأ
ولكن أقسم عليكم بحق صاحب هذا المنبر إلا ما أخبرتموني بالحقيقة
فقالوا لها يا بنية أنت عارفة كل سنة نقيم المأتم
وهذه السنة لم يكن عندنا شيء من المادة نقيم به المأتم
فجئنا نشتكي حالنا عند الحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام بذلك
فتبسمت البنت في وجه أبويها وقالت هذا شيئا بسيط جدا
قوموا وامضوا إلى فراشكما وناموا واطمئنوا
وأنا أنام في فراشي كذلك
فإذا يا والدي أصبحنا وصلينا وأفطرنا وارتفعت الشمس
يأخذني أبوي إلي السوق ويبيعني
ويعمل بثمني مأتم الحسين إن شاء الله
فقالوا لها : أأنت راضية يا بنية ؟
قالت : نعم
فقاموا جميعا ونام كل منهم في فراشه
ولما أصبحوا وصلوا وأفطروا وارتفعت ا لشمس
أخذ الأب بيد إبنته بعد أن ودعت أمها وهي ضاحكة مستبشرة وأمها وأبوها كذلك
خرج بها إلى السوق ونادى من يشترى هذه البنت ؟
حتى مر على محل تجاري كبير لتاجر يهودي
فناداه التاجر وقال : ما عندك
فقال له : عندي هذه إبنتي أبيعها
فقال له اليهودي : بكم تبيعها ؟
فقال له : بخمسمائة دينار
فقال اليهودي : لقد إشتريت منك
فكتبوا كتاب البيع
واستلم الأب المبلغ
واستلم اليهودي البنت ومضى بها إلى المنزل وكان عنده عائلة كبيرة
فقال لها : يا بنية أنت مسلمة ونحن يهود
فأنا أخصص لك هذه الغرفة وحدك
وهذا فراش وملابس وأكل وماء كله من المسلمين
فبقت البنت في غرفتها مرة تخرج تتجول في المنزل
ومرة في غرفتها حتى ليلة السابع من المحرم
فبينما اليهودي نائماً إلي جانب زوجته
وبعد منتصف الليل وإذا بباب المنزل يطرق فسمعته زوجته قأيقضت زوجها
وقالت : قم وانظر من الطارق هذه الساعة
فقام اليهودي إلي الباب فلما فتحه
وإذا به يرى أربعة رجال أنوارهم ساطعة
ومعهم إمرأة محدوبة الظهر لابسة السواد معصبة الرأس
وهم واقفين عند الباب
فقال لهم اليهودي : من أنتم ؟
فقال الذي يتقدمهم : أنا رسول الله
وهذا إبن عمي علي بن أبي طالب
وهذا ولداه وسبطاي الحسن والحسين
وهذه المرأة هي إبنتي فاطمة الزهراء
فقال اليهودي : أنا رجل ليس بمسلم فلما أنتم قاصدين إلي ؟
فقال له رسول الله : نحن لسنا قاصدين إليك وإنما جئنا نزور إبنتنا
فقال اليهودي : ألكم بنت عندي ؟
فقال رسول الله : نعم إبنتنا التي إشتريتها في يوم كذا من فلان
وخصصت لها غرفة لوحدها فأذن لنا بالدخول لكي نزورها
فأذن لهم اليهودي فدخلوا
ومضوا سائرين لغرفة البنت
وفتحوا الباب وإذا هي جالسة وواضعة رأسها بين ركبتيها وهي تبكي
فأول ما أخذتها فاطمة الزهراء
ووضعتها في حجرها وقبلتها ومسحت دموعها بكمها
وقالت لها : وما يبكيكي يا بنية ؟
فقالت البنت : يا أماه أبكي لرؤيا رأيتها في منامي قبل دخولكم عليّ
كأن قد دخل رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين
وكأني بفاطمة الزهراء وضعتني في حجرها وقبلتني
فجلست وطلبت من الله إن أرى هؤلاء باليقضة
فقالت لها فاطمة الزهراء : لقد تحققت رؤياك يا بنيهة
أنا فاطمة الزهراء
وهذا بعلي علي
وهذان ولداي الحسن والحسين
وهذا أبي رسول الله عليه الصلاة والسلام
ثم أخذها رسول الله ووضعها في حجره وقبلها
ثم ناولها علي كذلك
ثم ناولها ولده الحسن كذلك
ثم ناولها الحسين كذلك
ثم ودعوها وخرجوا
كل هذا واليهودي ينظر ذلك
فعاد اليهودي إلي زوجته
فقالت له : ومن الطارق ؟
قال لها : ناس لهم شغل عندي يتعلق بالتجارة ولم يخبرها بالحقيقة
ولكن بات اليهودي تلك الليلة قلقاً
فلما أصبح قام وأخذ البنت وخرج ذاهباً بها إلي أبيها
وكان أبوها جالس عند باب الحسينية
مرة ينظر إلي الجالسين في الحسينية ليلبي طلباتهم من ماء وغيره
ومرة ينظر الشارع ليستقبل الذين يأتون إليه
فبينما هو كذلك وإذا به يرى اليهودي على بعد قابض علي يد ابنته
ومقبل بها إليه فقال : وافضيحتاه !!! هذه إبنتي لم تستقر عند اليهودي
وقد عادها عليّ ويريد الثمن وأنا صرفته علي المأتم وليس عندي شيء
فمن أين آتي له يا الله
ولما وصل اليهودي مع البنت سلم على أبيها
وقال اليهودي له : خذ إبنتك
فقال له أبوها : صرفت الدنانير
فقال خذ إبنتك والدنانير
أتبيعني بنتاً ؟
يزورها رسول الله
وعلي
وفاطمة
والحسن
والحسين
وأنا
( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله )
فأسلم اليهودي وكافته ووضعوا ممتلكاتهم في خدمة الحسين عليه السلام
الإثنين مايو 30, 2011 4:08 am من طرف ali ahmad