منتديات غديرخم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
شاركنا برأيك بالتسجيل معنا
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
.:: حيـاك الله ::.
منتديات غديرخم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
شاركنا برأيك بالتسجيل معنا
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
.:: حيـاك الله ::.
منتديات غديرخم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات غديرخم

نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب كل هما وغما سينجلي بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  دخولدخول  العاب مجانيةالعاب مجانية  
المواضيع الأخيرة
» علاج قرحة المعدة والقالون
عهد  منا  يازهراء Emptyالثلاثاء مارس 21, 2023 11:58 am من طرف الحسناوي

» علاج قرحة المعدة
عهد  منا  يازهراء Emptyالخميس مارس 16, 2023 12:04 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» علاج الفالول
عهد  منا  يازهراء Emptyالأربعاء مارس 15, 2023 11:03 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» السيدة عائشة ترضع الرجال
عهد  منا  يازهراء Emptyالسبت ديسمبر 24, 2022 12:28 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» موقع ترددات القنوات الفضائيه
عهد  منا  يازهراء Emptyالإثنين مارس 01, 2021 11:53 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» سيرفراتipTv
عهد  منا  يازهراء Emptyالسبت يناير 30, 2021 10:05 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» طريقة تثبيت الألواحpvcعلى جدران المنزل
عهد  منا  يازهراء Emptyالثلاثاء نوفمبر 24, 2020 12:15 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» مؤامرة قتل خليفة المسلمين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
عهد  منا  يازهراء Emptyالإثنين مايو 25, 2020 12:55 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
عهد  منا  يازهراء Emptyالثلاثاء مايو 12, 2020 3:23 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

منتدى
القرآن الكريم بين يديك
ht
القران الكريما
تـــــويــــتــــر أعـــجاب ونِِِِِِـــشر
المواضيع الأكثر نشاطاً
تحميل برنامج Wireless Key View 2011 لفك باسوورد شبكة الوايرلس wifi
عهد منا يازهراء
حمل برنامج خيرة الامام الصادق
ابوبكر وعمر ابن الخطاب يتأمرون لقتل علي ابن ابي طالب
عائشة زوجة الرسول الكريم وصفحة من حياتها
شعيب بن صالح التميمي
يحى بن زيد عليه السلام
ابن تيميّة في صورةه الحقيقية
العباس ابن علي ابن ابي طالب
اعطال لوحة المفاتيح
المواضيع الأكثر شعبية
سعد الحريري ابن ملك السعودية حقيقه اخفاها التاريخ
حمل برنامج خيرة الامام الصادق
تحميل برنامج Wireless Key View 2011 لفك باسوورد شبكة الوايرلس wifi
Free Download Manager
العباس ابن علي ابن ابي طالب
اعدادات التلفاز Earthlink TV
قصة حب الوطن
ابوبكر وعمر ابن الخطاب يتأمرون لقتل علي ابن ابي طالب
عائشة زوجة الرسول الكريم وصفحة من حياتها
حمل كتاب اعمال ليلة القدر
العاب

االعاب مجانية جميلةا
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط ألأسلام وبيت آل الرسول على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات غديرخم على موقع حفض الصفحات

 

 عهد منا يازهراء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر
Anonymous



عهد  منا  يازهراء Empty
02112010
مُساهمةعهد منا يازهراء

السلام عليكم اصدقائنا وأسررتمونا بأنظمامكم معنا في المنتدى وكان لنا الشرف بذالك شكرا لكم اخوتنا وبارك الله فيكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

عهد منا يازهراء :: تعاليق

ali ahmad
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 11:15 am من طرف ali ahmad
[b]حيالله كل الاصدقاء[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الخميس نوفمبر 04, 2010 2:32 pm من طرف msngby
شارك معنا في حملة الدفاع عن الزهراء سلام الله عليها‎
بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( انما فاطمة بضعة مني ، يؤذيني ما آذاها )

قبل ايام خرج السلفي عبد الرحمن دمشقية على البالتوك وبدأ كعادته السخرية من آل البيت عليهم السلام فقد اشتهر في احد مقاطعه بالسخرية البغيضة من الامام الحسن عليه السلام واصدار الفاظ بشعة بحق امامنا الشهيد

واليوم تجرأ باتهام سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام بسرقة ارض فدك والسخرية من البتول قبحه الله

ولأن القوم صالوا وجالوا بما فعله ياسر الحبيب من اساءة للسيدة عائشة نحن اليوم سنرد بالمثل وسنرفع نحن ايضا " قميص عثمان " كما رفعوا ونطالبهم بالاعتذار وتجريم ما فعله دمشقية كما جرمنا نحن ما فعله ياسر الحبيب

ونأمل من الجميع المشاركة بهذه الحملة بارسالها الى كل الايملات والمنتديات

في الرابط التالي مقطع ما قاله دمشقية في حق السيدة الطاهرة وابنها سيد الشهداء سلام الله عليهم


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


msngby
عهد يازهراء
مُساهمة الخميس نوفمبر 04, 2010 2:59 pm من طرف msngby
قسما يا زهراء سنثأر!‎
‏بات لزاما علينا ونحن نقترب من إكمال خمس سنوات من عمر "خدام المهدي عليه السلام"؛ أن نبوح بسرٍ ظل مخفيا في الآنف من الزمن. ولم يكن في واردنا أن نبوح به، لأنه سر ظل طيّ الكتمان طوال هذه الفترة إلا في حدود ضيقة وفي دوائر شديدة الخصوصية، ولم نكن نرى أن ينتشر هذا السر في سنوات المهد، لما قد يعتري تلك السنوات من مخاطر الانزلاق في الدعاية وتزكية النفس، ولما قد يؤديه مثل ذلك البوح من تبعات غير ضرورية في مرحلة التأسيس.

أما وقد تجاوز الخدّام هذه المرحلة، وأصبحت أقدامهم أكثر ثباتا ونفوسهم أكثر طمأنينة، بعدما صقلتهم التجربة، ومحّصهم البلاء، فإن هذا السر وأمثاله لا مندوحة عن كشفه وتبيانه، حتى ولو كان بهذا الحجم وبهذه الخطورة، لأن أمرا كهذا لابد أن يظهر يوما، وفي ظهوره حافز - إن شاء الله تعالى - لتحقيق المبادئ والمُثُل العليا لخدام الإمام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

أما سرّنا المخفي، فيكمن في السبب الحقيقي لقيام هذه الهيئة المباركة وتأسيس هذا الخط، وما يتعلق بنقطة التفكير بالانطلاق، والغاية الأساسية من التحرك والإنشاء. متى كان ذلك.. وأين.. ولماذا؟!

أما الزمان فكان في مثل هذه الأيام، قبل ست سنوات، أي في أيام استشهاد قطب رحى الوجود والأكوان، مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. وأما المكان فكان في مجلس فاطمي عامر، ارتقى فيه الخطيب المنبر، فبدأ يقصّ على الحاضرين قصة مقتل الزهراء أرواحنا فداها. وبينما كان الجميع يبكون ويندبون؛ ضجّ (أحدنا) بالعويل والصياح ما إن وصل الخطيب إلى لحظة ما صرخت الزهراء "آه" بين الحائط والباب!

وهنا أقسم (أحدنا) بهذا القسم: "قسما يا زهراء سنثأر"!

ومنذ ذلك الحين، حملنا أمانة هذا القسم المقدّس، ونذرنا أنفسنا للثأر للزهراء صلوات الله عليها، مهما اجترّ ذلك من تحدّيات ومواجهات ورزايا وخطوب. ولذا فإن أحدا لم يسجّل طوال هذه الخمس سنوات؛ تراجعا واحدا من الخدّام عن مبدأ من مبادئهم، لأن الخدّام قد باعوا دنياهم من أجل الزهراء سلام الله عليها، كما باعهم كلُّ من استعبدته الدنيا من الناس.. من أجل الدنيا!

ومع هذا؛ فلا يصح لنا أن نكابر على أنفسنا، كأن نقول : أننا لم نتأثّر أو نتضرر يوما بسبب التزامنا بسلوك هذا المسلك الوعر، بل نقول أننا تأثرنا كثيرا، وتضرّرنا أكثر، وقاسينا مرارا من عدم استعداد أحدٍ يُذكر للوقوف إلى جانبنا في المحن والمصاعب، لافتقاد معظم البشر الجرأة والشجاعة التي تجعلهم أنصارا للدين بحق. بيد أننا كنا واثقين من تأييد الزهراء أرواحنا فداها، وكان قد هوّن علينا كل ما نزل بنا من الكرب أنه "بعينها" صلوات الله وسلامه عليها.

لقد كان أمرا صعب المراس علينا؛ أن نسير في هذا الطريق الشائك لوحدنا مع ثلة قليلة من الناس امتلكت القوة الإيمانية الخالصة، وحتى هذه الثلة القليلة، لم تكن بمعزل عن الاهتزاز في فترات، والتضعضع في أخرى، فإن القوة تظل في حالة صعود ونزول مع اختلاف الظروف وحجم التحدّيات. ولكن وعلى كل حال؛ ظل "خدام المهدي عليه السلام" صامدين لم يتزحزحوا عن البرّ بقسمهم الأعظم إذ قالوا: "قسما يا زهراء سنثأر"..

كيف استطاعوا ذلك؟ والجواب يتلخّص في كلمة عظيمة من كلمات المولى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، والتي نطق بها تنفيسا عن همّه الأكبر، وحزنه الأعمق، وانكساره الأشد. وإن من الواجب أن تكون هذه الكلمة العظيمة نبراسا ومنهاجا لكل مؤمن موالٍ حيث قال عليه السلام: "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةََ ضربا"!!

كلنا يعرف أن الأمير (عليه السلام) عندما قام بتغسيل الزهراء (عليها السلام) لاحظ أن متنها قد اسودَّ من ضربة السوط التي أقدم عليها السفلة الأنذال من أبناء العواهر في الحملة البكرية العمرية اللعينة! فكيف يا ترى كانت مشاعر عليٍّ (عليه السلام) وهو يرى ما حلَّ بزوجته البتول الشهيدة المقتولة؟! لا شك أنها بقت غصّة في صدره الشريف، وجرحا نازفا من قلبه المقدّس، وهكذا ينبغي لكل مؤمن موالٍ أن يكون.

وعندما كان الخدّام يتعرّضون للرزايا، وحينما كان الجبناء ينفضّون من حولهم، كانوا بلا شك يتأثرون، ولكن هذه الكلمة العلوية العظيمة كانت تتوقد في قلوبهم نارا، فكانوا كلّما استذكروها يزدادون تحمّلا وصبرا وغيرة على مقام سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، تلك الغيرة التي جعلتهم يصمدون حتى اليوم، وإلى ما شاء الله تعالى. ولعل هذه الكلمة بحق تصلح لأن تكون شعارا لهم.. "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةَ ضربا".

إننا مدركون تمام الإدراك أن الالتزام بهذه الكلمة، والبرّ بذلك القسم، سيكلفنا الكثير الكثير من التضحيات، غير أننا لا نرى كل ذلك شيئا يُذكر أمام بحر التضحيات التي قدّمها أئمتنا المظلومون المقتولون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ويكفي فخرا أن راية الخدّام لا تزال خفاقة عالية بحمد الله تعالى، رغم ما اجتهد به أهل الضلال والنفاق؛ والنصب والكفر؛ لتنكيسها وإنهاء وجودها! ولكنهم جهلوا أن هناك سرا! وغاب عنهم أن هناك قوة إلهية "دارت على معرفتها القرون الأولى" تقف وراء هذه الراية وتدافع عنها وتحمي من يحملها.. إنها الزهراء أرواحنا وأرواح العالمين لتراب أقدامها الفداء.

لا عجب إذن أن يأتينا اتصال هاتفي من إحدى قارئات "المنبر" التي شهدت بأنها رأت الصديقة الكبرى (سلام الله عليها) في المنام فقالت لها: "مجلة المنبر مجلتنا"!!

إنه السرّ.. قسما يا زهراء سنثأر!


--
لا إسلام بلا فاطمة ولا علي ولا الحسن ولا الحسين

الإسلام إسلام محمد وآل محمد عليهم السلام

نوالي من والاهم ونعادي من عاداهم
نحن سلم لمن سالمهم وحرب لمن حاربهم


msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الجمعة نوفمبر 05, 2010 6:48 am من طرف msngby
اللهم صلى على محمد وال محمد

تحيات محب وخادم محمد واله الطيبين الطاهرين

اللهم صلى على محمد وال محمد

نعذيكم بذكرى أستشهاد الأمام الجواد عليه السلام‎


اللهم صلِّ على صاحب الدعوة المحمدية ،والمظلومية الفاطمية ، والشجاعة الحيدرية ، والصلابة الحسنية ، والاستقامة الحسينية ،والبتول الزينبية, والعبادة السجادية ، والمآثر الباقرية ، والآثار الجعفرية ، والعلوم الكاظمية والحجج الرضوية ، والفضائل الجوادية ،والأنوار الهادية، والهيبة العسكرية ، والحجة الإلهية والسلام على الأنبياء والمرسلين والشهداء والصديقين والملائكة المقربين والعلماء والمجاهدين والأولياء والصالحين والمسلمين منذ آدم الى قيام يوم الدين


من هو الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السَّلام ) ؟

الاجابة للشيخ صالح الكرباسي


فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول الإمام محمد بن علي الجواد ( عليه السَّلام ) :
إسمه و نسبه : هو الإمام محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) .
و هو تاسع الأئمة الاثنى عشر من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) و حادي عشر المعصومين الأربعة عشر .
ألقابه : من أشهر ألقابه ( عليه السَّلام ) : الجواد ، التقي ، المنتجب ، القانع .
كنية : أبو جعفر الثاني ، لأن جده الامام محمد الباقر ( عليه السَّلام ) يُكنّى بابي جعفر الأول .
أبوه : الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السَّلام ) ثامن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .
أمه : سبيكة ، و هي أم ولد [1] ، و تُكنّى أم الحسن ، ذكر المؤرخون لها أسماءً أخرى ، منها : مريسية ، درة ، ريحانه ، و يبدو أن الامام الرضا ( عليه السَّلام ) سمّاها " خيزران " .
ولادته : يوم الجمعة التاسع عشر من شهر رمضان المبارك أو العاشر من شهر رجب سنة (195) هجرية .
محل ولادته : المدينة المنورة .
مدة عمره : (25) سنة .
مدة إمامته : ( 21 ) سنة أي من آخر شهر صفر سنة (203) وحتى ( 10 ) من شهر رجب أو أواخر شهر ذي القعدة سنة ( 220 ) هجرية .
نقش خاتمه : المهيمن عضدي ، من كثرت شهواته دامت حسراته .
زوجاته : من زوجاته : سمانة المغربية .
شهادته : استشهد الامام الجواد ( عليه السَّلام ) في العاشر من شهر رجب ، و قيل في آخر شهر ذي القعدة سنة (220) هجرية ببغداد .
سبب شهادته : السُّم على يد زوجته أم الفضل بأمر من المعتصم العباسي أيام خلافته ؟
مدفنه : مدينة الكاظمية / العراق ، بجوار جده الكاظم ( عليه السَّلام ) في مقابر قريش .
زيارته المختصرة : اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الاَْرْضِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى آبائِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى اَبْنائِكَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلى اَوْلِيائِكَ ، اَشْهَدُ اَنَّكَ قَدْ اَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَ آتَيْتَ الزّكاةَ، وَ اَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَ تَلَوْتَ الْكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَ جاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، وَصَبَرْتَ عَلَى الاَْذى في جَنْبِهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ، اَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَِوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَِعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ .
من كلماته المضيئة :
· قال رجلٌ للإمام الجواد ( عليه السَّلام ) أوصني .
فقال ( عليه السَّلام ) و تقبل ؟
قال : نعم .
قال ( عليه السَّلام ) : توسد الصبر ، و اعتنق الفقر ، و ارفض الشهوات ، و خالف الهوى ، و اعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون .
· و قال ( عليه السَّلام ) : من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله ، و إن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس .
· و قال ( عليه السَّلام ) : تأخير التوبة اغترار ، و طول التسويف حيرة ، و الاعتلال على الله هلكة ، و الإصرار على الذنب أمن لمكر الله ، ﴿ أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [1] .
· و قال ( عليه السَّلام ) : إظهار الشي‏ء قبل أن يستحكم مفسدة له .
· و قال ( عليه السَّلام ) : المؤمن يحتاج إلى توفيق من الله و واعظ من نفسه و قبول ممن ينصحه .
شعاع من سيرته المباركة :
روى الحسنُ بن محمّد بن سليمان ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أَبيه ، عن الريان بن شبيب قالَ :
لمّا أَرادَ المأمونُ أَن يُزوِّج ابْنَتَه أمَّ الْفَضْل أَبا جعفر محمد بن عليّ ( عليهما السلام ) بَلَغَ ذلك العباسيّين فغَلُظَ عليهم و اسْتَكْبَروه ، و خافُوا أَنْ يَنْتَهِيَ الأمرُ معه إِلى ما انتَهى مع الرضا ( عليه السَّلام ) فخاضوا في ذلك ، و اجْتَمَعَ منهم أَهلُ بيته الأدْنَونَ منه .
فقالوا له : ننشدُك اللّهَ - يا أَميرَ المؤمنين - أَنْ تُقيمَ على هذا الأمرِ الذي قد عَزَمْتَ عليه من تزويج ابن الرضا ، فإنّا نخَافُ أَن يَخْرُجَ به عنّا أَمرٌ قد ملَّكَنَاهُ اللّهُ ، و يُنْزَعَ مِنّا عزٌّ قد أَلبَسَناه اللهُّ ، و قد عَرَفْتَ ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديماً و حديثاً ، و ما كان عليه الخلفاءُ الراشدون قَبْلَكَ من تبعيدهم و التصغيرِ بهم ، و قد كُنّا في وَهْلةٍ من عَمَلِك مع الرضا ما عَمِلْتَ ، حتى كَفانَا اللّهُ المهمَّ من ذلك ، فاللّهَ اللّهَ أَنْ تَرُدَّنا إِلى غمٍّ قد انْحَسَرَ عنّا ، واصْرِفْ رَأْيَك عن ابن الرضا و اعْدِلْ إِلى مَنْ تراه من أَهل بيتك يَصْلَحً لذلك دونَ غيره .
فقالَ لهم المأمونُ : أَمّا ما بينكم وبينَ ال أَبي طالب فأَنتُمُ السَبَبُ فيه ، و لو أَنْصَفْتُمُ القَوْمَ لكانَ أَولى بكم ، و أَمّا ما كان يَفْعَله مَنْ كانَ قبلي بهم فقد كانَ قاطِعاً للرحِم ، أَعوذ باللهِّ من ذلك ، و واللّهِ ما نَدِمْتُ على ما كانَ منّي من استخلافِ الرضا ، و لقد سَألته أنْ يَقوُمَ بالأمْرِ و انزَعُه عن نفسي فأَبى ، و كانَ أَمْرُ اللّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ، و أَمّا أَبوجعفر محمّدُ بن عليّ فقد اخْترْته لتبريزه على كافةِ أَهْلِ الْفَضْلِ في العلمِ والْفَضْلِ مع صِغَرِ سِنِّه ، و الأعجُوبة فيه بذلك ، و أَنا أَرْجُو أَنْ يَظْهَرَ للناسِ ما قد عَرَفْتُه منه فيَعْلَموا أَنّ الرأيَ ما رَأَيْتُ فيه .
فقالوُا : إِنَ هذا الصبي و انْ راقَكَ منه هَدْيُه ، فإِنّه صبي لا معرفةَ له و لا فِقْهَ ، فأَمْهِلْه ليتأَدَّبَ و يَتَفَقَّهَ في الدين ، ثم اصْنَعْ ما تراه بعد ذلك .
فقالَ لهم : ويحْكُم إِنّني أَعْرَفُ بهذا الفتى منكم ، وِ انّ هذا من أَهل بَيْتٍ عِلْمُهم من اللّه و مَوادِّه و الهامه ، لم يَزَلْ آباؤه أَغنياءَ في علمِ الدينِ و الأدبِ عن الرعايا الناقصةِ عن حدِّ الكمالِ ، فانْ شِئْتُمْ فامْتَحِنُوا أَبا جعفرٍ بما يَتَبَيٌنُ لكم به ما وَصَفْتُ من حالِه .
قالوا له : قد رَضِيْنا لك يا أَميرَ المؤمنين و لانفُسِنا بامْتِحانِه ، فخلِّ بيننا و بينه لنَنْصِبَ مَنْ يَسْأله بحَضْرَتِك عن شيءٍ من فِقْه الشريعة، فإِنْ أَصابَ في الجواب عنه لم يَكُنَْ لنا اعتراض في أَمْرِه و ظَهَرَ للخاصةِ و العامةِ سَديد رَأْي أَميرِ المؤمنين ، و إنْ عَجَزَ عن ذلك فقد كُفْينا الخَطْبَ في معناه .
فقالَ لهم المأمونُ : شأنَكم و ذاك متى أَرَدْتُم .
فخَرجوا من عنده و أَجْمَعَ رَأيهُم على مسألةِ يحيى بن أَكْثَم و هو يومئذٍ قاضي القضاة على أَنْ يَسْألَه مسألةً لا يَعْرِفُ الجوابَ فيها ، و وَعَدوهُ باَمْوالٍ نفيسةٍ على ذلك ، و عادُوا إلى المأمونِ فَسَأَلوه أَنْ يَخْتارَ لهم يوماً للاجتماع ، فأَجابَهُم إلى ذلك .
واجْتَمَعُوا في اليوم الذي اتفَقوا عليه ، وحَضَرَ معهم يحيى بن أَكْثَم ، وأَمَرَ المأمونُ أَنْ يُفْرَشَ لأبي جعفرَ ( عليه السَّلام ) دست [2] ، و تُجْعَلَ له فيه مِسْوَرتان [3] ، ففُعِلَ ذلك ، و خَرَجَ أَبو جعفر ( عليه السَّلام ) و هو يومئذٍ ابنُ تسع سنين و أشهُر ، فجَلَسَ بين المِسْوَرتَيْن ، و جَلَسَ يحيى بن أكثم بين يديه ، و قامَ الناسُ في مَراتبِهِم و المأمونُ جالسٌ في دَست مُتَّصِل بدَست أَبي جعفر ( عليه السَّلام ) .
فقالَ يحيى بن أَكثم للمأمونِ : يَأذَنُ لي أَمير المؤمنينَ أَنْ أَسْأَلَ أَبا جعفر ؟
فقالَ له المأمونُ : اسْتَأْذِنْه في ذلك ، فاَقْبَلَ عليه يحيى بن أَكثم .
فقالَ : أَتَاْذَنُ لي - جُعِلْتُ فداك - في مَسْألَةٍ ؟
فقالَ له أَبوجعفر ( عليه السَّلام ) : " سَلْ إِنْ شِئْتَ " .
قالَ يحيى : ما تَقولُ - جُعِلْتُ فداك - في مُحرِمِ قَتَلَ صَيْداً ؟
فقال له أَبو جعفر: " قَتَلَه في حِلٍّ أَو حَرَم ؟ عالماً كانَ المُحْرِمُ أَم جاهلاً ؟ قَتَلَه عَمْداً أَو خَطَأ ؟ حُراً كانَ المُحْرِمُ أَم عَبْدا ً؟ صَغيراً كانَ أَم كبيراً ؟ مُبْتَدِئاً بالقتلِ أَمْ مُعيداً ؟ مِنْ ذَواتِ الطيرِ كانَ الصيدُ أَمْ من غيرِها ؟ مِنْ صِغارِ الصيد كانَ أَم كِبارِها مصُرّاً على ما فَعَلَ أَو نادِماً ؟ في
الليلِ كانَ قَتْلَهُ للصيدِ أَم نَهاراً ؟ مُحْرِماً كانَ بالعُمْرةِ إذْ قَتَلَه أَو بالحجِّ كانَ مُحْرِماً " ؟
فتَحَيَّرَ يحيى بن أَكثم وبانَ في وجهه الْعَجْزُ و الانقطاعُ و لَجْلَجَ حتى عَرَفَ جمَاعَةُ أَهْلِ المجلس أمْرَه .
فقالَ المأمونُ : الحمدُ لله على هذه النعمة و التوفيقِ لي في الرأْي .
ثم نَظَرَ إِلى أَهْلِ بَيْتِه و قالَ لهم : أَعَرَفتمُ الآنَ ما كُنْتُم تُنْكِرُونَه ؟
ثم أَقْبَلَ على أَبي جعفر ( عليه السَّلام ) فقالَ له : أَتَخْطُب يا أَبا جعفر ؟
قالَ : " نعم يا أميرَ المؤمنين " .
فقالَ له المأمونُ : اُخْطُبْ ، جُعِلْتُ فداكَ ، لِنَفْسِكَ ، فقد رَضيتُكَ لِنَفْسي و أَنا مُزَوِّجُكَ أُمَّ الفَضْل ابَنتي وِان رَغَمَ قومٌ لذلك .
فقال أَبو جعفر ( عليه السَّلام ) : " الحمد للهّ إِقراراً بنعمتِه ، و لا إِلهَ إلا اللّه إِخْلاصاً لوَحْدانِيتهِ ، و صَلىّ اللّهُ على محمّدٍ سيِّدِ بَرِيَّتِه والأصْفياءِ من عترتهِ .
أَمّا بَعْدُ : فقد كانَ من فَضْل اللّه على الأنام أَنْ أَغناهُم بالحلالِ عن الحَرامِ ، فقالَ سُبْحانَه : ﴿ وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [4] ثمَّ إِنَّ محمّد بن عليّ بن موسى يَخْطُبُ أُمَّ الفَضْلِ بنْتَ عبداللهِّ المأمونِ ، و قد بَذَلَ لها من الصداقِ مَهْرَ جَدَّتِه فاطمة بنت محمّد ( عليهما السلام ) و هو خمسمائة درهم جياداً ، فهَلْ زَوَّجْتَه يا أَميرَ المؤمنين بها على هذا الصداقِ المذكور ؟ " .
قالَ المأمونُ : نعم ، قد زَوَجْتُك أَبا جعفر أُم الفضل ابْنَتي على هذا الصداق المذكور ، فهل قَبِلْتَ النكاحَ ؟
قالَ أًبو جعفر ( عليه السَّلام ) : " قد قَبِلْتُ ذلك و رَضِيتُ به " .
فاَمَرَ المأمونُ أَنْ يَقْعُدَ الناسُ على مَراتِبهِم في الخاصّةِ و العامةِ .
قالَ الريان : ولم نَلْبثْ أَنْ سَمِعْنا أَصْواتاً تُشْبِهُ أَصْواتَ المَلاحينَ في مُحاوَراتهم ، فإذا الخدم يَجُرُّون سفينةً مَصْنُوعةً من فِضَةٍ مَشْدُودةٍ بالحِبالِ من الإبريسم على عَجلٍ مملؤةً من الغاليةِ [5] ، فأمَرَ المأمونُ أنْ تُخْضَبَ لِحَى الخاصّة من تلك الغاليةِ ، ثُمَّ مُدَّت إِلى دارِ العامّة فطُيِّبوا منها ، و وُضِعَتِ الموائدُ فأكَلَ الناسُ ، و خَرَجَتِ الجوائزُ إِلى كُلِّ قوم على قدرهم ، فلما تَفَرَّقَ الناسُ و بَقِيَ من الخاصةِ مَنْ بَقي ، قالَ المأمونُ لأبي جعفر : إِنْ رَأيتَ - جُعِلْتُ فداك - أنْ تَذْكُرَ الفِقْهَ فيما فَصلْته من وُجُوه قَتْلِ المُحْرمِ الصيدَ لِنَعْلَمَه و نَسْتَفيدَه .
فقالَ أَبو جعفر ( عليه السَّلام ) : " نعم ، إِنَ المُحرمَ إذا قَتَلَ صَيْداً في الحِل و كانَ الصَيْدُ من ذواتِ الطَيْرِ و كانَ من كِبارِها فعليه شاةٌ ، فإِنْ كانَ أَصابَه في الحَرَم فعليه الجزاءُ مُضاعَفاً ، و إذا قَتَلَ فَرْخاً في الحِلِّ فعليه حَمْل قد فُطِمَ منَ اللبن ، و إذا قَتَله في الحرم فعليه الحمْلُ و قيمةُ الفَرْخِ ، و ان كانَ من الوحْشِ وكانَ حمارَ وَحْشٍ فعليَه بَقَرَةٌ ، وِ ان كانَ نَعامةً فعليه بدنة ، و إن كانَ ظَبْياً فعليه شاةٌ ، فإِن قَتَلَ شَيئأ من ذلك في الحَرَمِ فعليه الجزاءُ مُضاعَفأ هَدْياً بالغَ الكعبةِ ، وِ اذا أَصابَ المُحْرِمُ ما يجب عليه الهَدْي فيه و كانَ إِحْرامُه للحجِّ نَحَرَه بمنى ، و ان كانَ إِحرامُه للعُمْرة نَحَرَه بمكّةَ ، وجزاءُ الصَيْدِ على العالِم و الجاهِل سواء ، و في العَمْدِ له المأثَمُ ، و هو موضوعٌ عنه في الخَطَأ ، و الكفّارةُ على الحرِّ في نفسه ، و على السيد في عبدِه ، و الصغيرُ لا كفّارةَ عليه ، و هي على الكبير واجبة ، و النادِمُ يَسْقُطُ بنَدمِه عنه عقابُ الآخِرَة ، و المُصِرُّ يجب عليه العقابُ في الآخِرَةِ " .
فقالَ له المأمونُ : أَحْسَنْتَ - أَبا جعفر - أحْسَنَ اللهُ إِليك ، فإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تَسْألَ يحيى عن مسألةٍ كما سَأَلك .
فقالَ أَبو جعفر ليحيى : " أَسْأَلُك ؟ " .
قالَ : ذلك إِليك - جُعِلْتُ فداك - فإِنْ عَرَفْتُ جوابَ ما تَسْأَلُني عنه و ِالا اسْتَفَدْتُه منك .
فقالَ له أَبو جعفر ( عليه السَّلام ) : " خَبِّرْني عن رجل نَظَرَ إِلى امْرأةٍ في أَوّل النهارِ فكانَ نَظَرُه إِليها حراماً عليه ، فلمّا ارْتَفَعَ النهارُ حَلَتْ له ، فلمّا زالَتِ الشمسُ حَرُمَتْ عليه ، فلمّا كانَ وَقْتَ العصرِ حَلَّتْ له ، فلما غَربتَ الشمسُ حرُمتْ عليه ، فلما دَخَلَ عليه وَقْتُ العشاءِ الآخرةِ حَلَّتْ له ، فلمّا كانَ انْتِصاف الليلِ حَرُمَتْ عليه ، فلما طَلَعَ الفجرُ حَلَّتْ له ، ما حالُ هذه المرأة و بماذا حلَتْ له و حَرُمَتْ عليه ؟ " .
فقالَ له يحيى بن أكثم : لا واللهِ ما أَهْتَدي إِلى جواب هذا السؤالِ ، و لا أعَرِفُ الوجهَ فيه ، فإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُفيدَناه .
فقالَ له أَبوجعفر ( عليه السَّلام ) : " هذه أمَةٌ لرجلٍ من الناسِ نَظَرَ إِليها أجنبيٌّ في أَوّل النهارِ فكانَ نَظَرُه إِليها حراماً عليه ، فلمّا ارْتَفَعَ النهار ابْتاعَها من مولاها فحلَّتْ له ، فلمّا كانَ الظهرُ أَعْتَقَها فحَرُمَتْ عليه ، فلمّا كانَ وَقْتُ العصرِ تَزوَّجَها فحَلَّتْ له ، فلمّا كانَ وَقْتُ المغرب ظاهَرَ منها فَحرُمَتْ عليه ، فلمّا كانَ وَقْتُ العشاءِ الآخرةِ كَفَّرَ عن الظِهارِ فَحلَتْ له ، فلمّا كانَ نصفُ الليل طَلَّقها واحدةً فَحرُمَتْ عليه ، فلمّا كانَ عند الفَجْرِ راجَعَها فحلَتْ له " .
قالَ : فاَقْبَل المأمونُ على مَنْ حَضَرَه من أَهْل بيته فقالَ لهم : هل فيكم أحدٌ يجُيبُ عن هذه المسألةِ بمِثْل هذا الجواب ، أَو يَعْرفُ القولَ فيما تَقَدَّم من السؤالِ ؟!
قالوُا : لا واللهِ ، إن أَميرَ المؤمنين أعْلَمُ و ما رَأى .
فقالَ لهم : ويَحْكم ، إِنَّ أَهْلَ هذا البيتِ خُصُّوا من الخَلْقِ بما تَرَوْنَ من الْفَضلِ ، و إن صِغَرَ السِنِّ فيهم لا يَمْنَعُهُمْ من الكَمالِ ، أَما عَلِمْتمْ أَنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ افْتَتَحَ دَعْوَتَه بدعاءِ أَميرِ المؤمنين عليِّ بن أَبي طالب عليه السلامُ و هو ابن عَشْرِ سنينَ ، و قَبِلَ منه الإسلامَ و حَكَمَ له به ، ولم يَدْعُ أَحَداً في سنِّه غيره ، و بايَعَ الحسنَ و الحسينَ ( عليهما السلام ) و هما ابنا دونَ الستّ سنين ولم يبايِعْ صبيّاً غيْرَهما ، أَفلا تَعْلَمونَ الأن ما اخْتَصَّ اللهُ به هؤلاءِ القومَ ، و أَنهُم ذريّةٌ بَعْضُها من بعضٍ ، يَجْري لآخِرِهم ما يَجْري لأوَلِهم ؟ !
قالوُا : صَدَقْتَ يا أَميرَ المؤمنين ، ثمَّ نَهَضَ القَوْمُ [6].
الصّلاة على الإمام محمّد بن عليّ بن موسى الجواد ( عليه السَّلام ) :
اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَ نُورِ الْهُدى ، وَ مَعْدِنِ الْوَفاءِ وَ فَرْعِ الاَْزْكِياءِ ، وَ خَليفَةِ الاَْوْصِياءِ ، وَ اَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ ، اَللّـهُمَّ فَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَ اسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الْحَيْرَةِ ، وَ اَرْشَدْتَ بِهِ مِنْ اهْتَدى وَ زَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَوْلِيائِكَ وَ بَقِيَّةِ اَوْصِيائِكَ اِنَّكَ عَزيزٌ حَكيمٌ [7] .


--------------------------------------------------------------------------------

[1] القران الكريم : سورة الأعراف ( 7 ) ، الآية : 99 ، الصفحة : 163 .
[2] أي جانب من البيت ، وهي فارسية معرّبة .
[3] المسورة : متكأ من الجلد المدبوغ .
[4] القران الكريم : سورة النور ( 24 ) ، الآية : 32 ، الصفحة : 354 .
[5] الغالية : ضرب من الطيب مركب من مسك و عنبر و كافور و دهن البان و عود . ( مجمع البحرين ) .
[6] الإرشاد : 2 / 281 ، طبعة : مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث ، إيران / قم ، و تحف العقول : 425، طبعة : جماعة المدرسين ، قم / إيران ، سنة : 1404 هجرية .
[7] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 77 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .


msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الجمعة نوفمبر 05, 2010 2:54 pm من طرف msngby
دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

إعداد: صادق محمد علي المسلم

العلاقة بين المؤمنين شواهد تاريخية



لو تصفّحنا التاريخ الإسلامي، نريد أن نستفيد منه فيما يخصّ الأخوّة الإسلامية وفي الحفاظ على بيضة الإسلام ممّن يرمي إلى الكيد للمسلمين ويهدف إلى تفرّقهم وأضعافهم لما عدونا مواقف الإمام علي بن أبي طالب(سلام الله عليه) تجاه من حكم بعد النبي(صلى الله عليه وآله)، ولا حاجة بنا في هذا البحث أن نسرد حقيقة الإمام في الخلافة بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ووصيته المشهورة (يوم غدير خم) والتأكيد والتشديد على خلافة الإمام علي (عليه السلام) بعده؛ لأنّ هذا ممّا فاضت به كتب المسلمين، وليس هنا مجال ذكر الخلافة وما آلت إليه الأمور، ويعلم الإمام علي (عليه السلام) بأحقّيته ونظر إلى حال المسلمين وهم قريبو عهدٍ بالإسلام، والمسلمون عددهم قليل جدّاً بالمقارنة إلى ما يحيط وداخلاً من أخطار، قد تطيح بالإسلام أو تشكّل الخطورة المؤكّدة التي تؤدّي إلى انهيار عزّة المسلمين أمام الأعداء المترصّدين، فلم يتصدَّ لمخالفيه ومغتصبي خلافته. نعم ذكّرهم بحقّه، ولكن كما يقول (( لا رأي لمن لا يطاع))(1) .ويعلم الله ورسوله والإمام أنّ الأمر سيؤول إلى ما آل إليه، قال تعالى:

(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة:3، وذلك عندما بلَّغ النبي(صلى الله عليه وآله) الرسالة (( بنصّه على عليّ بالإمامة، وعهد إليه بالخلافة، أنزل الله عزّ وجلّ عليه هذه الآية))(2) .

مؤاخاة النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):

وأشار رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى علي(عليه السلام) أمام جمع من المسلمين وقال: ((إنّ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا وأطيعوا))(3) ، وقال له أيضاً: ((أنت أخي في الدنيا والآخرة))(4) .عندما أمر النبي(صلى الله عليه وآله) المهاجرين والأنصار أن يتخّذ كلّ فرد منهم فرداً ليكون صاحبه وأخاه اتّخذ النبي(صلى الله عليه وآله) عليّاً دونهم أخاً له واصطفاه لنفسه الطاهرة (سلام الله عليه). هذه المؤاخاة التي أكّد عليها رسول الله(صلى الله عليه وآله) أراد بها أن يشتدّ ساعدها وتنمو وتقوى بها لحمة المسلمين وأن يكونوا كالبنيان المرصوص، لأنّ الحبّ والوحدة والتآزر أمر ضروري جدّاً في بناء المجتمع الإسلامي الغني، لكي لا يسمح لأيّ ثغرة أن تلج صفوفهم وتنفث منها ريح صفراء أو حمراء تلوك وحدتهم أو تعجم انسجامهم وترابطهم المصيري.

((وخصوصاً مؤاخاة النبي(صلى الله عليه وآله) لعلي، قال : لأنّ المؤاخاة شرعت لا فارق بعضهم بعضا ولتأليف قلوب بعضهم على بعض))(5) .

الفرقة التي حصلت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله):

بعد وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) حصلت فرقة وحدث شقاق واختلاف ووجد الانقسام، وهذا أمر لا يخفى على أحد وقد ذكره المؤرّخون واستعرضه أصحاب السير، كان هذا الانقسام على الخلافة، أو من سيخلف النبي(صلى الله عليه وآله)؟

وهل ترك الرسول(صلى الله عليه وآله) الأمر والشورى، ولم يوص لأحد من بعده؟ وهنا لا مجال لذكر التفاصيل ويمكن مراجعتها في كتب الفريقين. والانقسام يؤدّي بالمسلمين إلى تحرّك أعداء الدين من المنافقين والخونة والانتهازيين ليشعلوا نار الفتنة، ودفعاً لشرّ قد يقبل بخيله ورجله، تنازل الإمام علي(عليه السلام) عن حقّه في الخلافة وآثر وحدة المسلمين وشوكتهم ولم يحدث أيّ نزاع بالسلاح إلا في عهد عثمان بن عفان(6) .

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو آخذ برقبة علي (عليه السلام): ((إنّ هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا))(7) . وقد صّرح الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بأنّه أحقّ بالخلافة من الشيخين اللّذين زاحماه عليها، وهما يعلمان حقّه فيها وأحقّيته، فعبّر بإعراضه عن الخلافة قائلاً: ((فسدلتُ دونها ثوباً، وطويتُ عنها كشحاً)). وأفصح الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) عن الظروف التي آل إليها الأمر.

وماذا يعمل؟ ((وطفقت أرتئي بين أن أصول بيَدٍ جذّاء، أو أصبر على طخية عمياء...فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى وفي الحقّ شجاً أرى تراثي نهباً))(Cool .

ولأجل استتباب الألفة والأخوّة، آثر النبي(صلى الله عليه وآله) إلا أن يعلن عن أسماء المنافقين، وقد حاولوا قتل النبي(صلى الله عليه وآله) (ليلة العقبة)، ولقد رآهم حذيفة بن اليمان فأمره النبي(صلى الله عليه وآله) بكتمان الأمر. كلّ هذا ((من أجل وحدة الصفّ...وما علينا نحن(الشيعة السنة) اليوم هو ذلك فنتعلّم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعترته الطاهرة(عليهم السلام). هذا النوع من السياسة والحكمة التي نحافظ من خلالها على وحدة المسلمين))(9) .

ويذكر محمد الموسوي محاوراته مع أبناء السنّة في كتابه (الفرقة الناجية) في مدينة بيشاور الباكستانية عام 1345هـ ، ودعى كلّاً من الشيعة والسنّة إلى المزيد من المحبّة والمودّة واللّقاء، كما عاش الصحابة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعده، مع اختلاف في المنهج، ويؤكّد حاجة المسلمين اليوم إلى مثل تلك الألفة والأخوّة والوحدة، لكي نضيّق الخناق على مؤامرات اليهود ونواجههم بكل قوّة، نواجههم بوحدتنا لا بتفرّقنا وتمزّقنا، ولأجل إفشال كافّة خططهم ومحاولاتهم. كذلك، دعى الموسوي زعماء السنّة(شافعية ومالكية وحنابلة ومعتزلة أشاعرة وغيرهم) إلى أن يتفاهموا وأن يتركوا الاتّهامات والتراشق بالكلام القاسي الجارح، الذي لا فائدة منه؛ بل فيه تمزيق الأخوّة الإيمانية، وأن نفرّق بين المباحث العلمية ومناقشة الآراء في مبحث الخلافة والإمامة وبقية العقائد وبين توزيع الاتهامات وكلمات الاستهزاء، وأن نفرّق بين النقد الهدّام والنقد البنّاء الذي يقرّبنا من إخواننا في وجهات النظر، لا النقد الهدّام الذي يباعد بين القلوب والصفوف. فالمناقشات الموضوعية المدعومة بالأدلّة، لا ضرر منها ولا خسارة فيها، فهذه تدعو إلى التعايش وتلك تدعو إلى التحريض الباطل، تحرّض السلاطين على قتل الأبرياء المسلمين كما حدث سابقاً زمن الأمويين والعباسييّن، حيث قُتل الشيعة مع أئمتّهم ونقّبوا عنهم تحت كل حجر ومدر وقُتل خلق كبير من المسلمين بسبب فتاوى وعّائظ السلاطين والذين يمشون في ركابهم ويلحسون قصاعهم، فساد القمع وعمّ الفساد بسيف الأحقاد والإرهاب(10) .

أسباب التباعد:

يستعرض السيد عبد الحسين شرف الدين في معرض كلامه حول أسباب الفرقة والتباعد مقصدين، وفي كلّ مقصد منهما يذكر الأمور التي ينفر منها الإنسان الشيعي.

المقصد الأول: فتاوى التكفيريين، ودور الكذّابين في التفرقة، ودور بعض الكتب في التفرقة(11) .

المقصد الثاني: إعراض الإخوة السنّة عن(مذهب) أهل البيت(عليهم السلام)، ولم يعتنوا بأيّ قول من أقوالهم في أصول الدين وفروعه ولم يرجعوا إليهم في تفسير القرآن الكريم العزيز، ولم يحتجّوا بأحاديثهم عدا ما أخرجه البخاري عن عكرمة الخارجي الكذّاب، ولم يحتجّ البخاري في صحيحه بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ولم يروِ حديثاً عن الإمام الصادق(عليه السلام) أو الإمام الكاظم أو الإمام الرضا أو الإمام الجواد أو الهادي أو العسكري(سلام الله عليهم أجمعين)، ولا عن غيرهم ولا عن الموثّقين الصادقين من ذرأريهم. ولو تصفّحت مقدّمة ابن خلدون لقرأت: ((وشذ أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به، وبنوه على مذاهبهم في تناول بعض الصحابة بالقدح وعلى قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن أقوالهم، وهي كلها أصول واهية))(12) .

لماذا يعتبر ابن خلدون أهل البيت (عليهم السلام) شذّاذاً وقد ذكرهم الله في كتابة الكريم بإذهاب الرجس عنهم، وبيّنت الأحاديث الواردة عن طرق الشيعة والسنّة كونهم(سفينة النجاة)(13) ؟! وما يجرى اليوم وما عايشناه و عاينّاه وعانيناه من إرهاب في العرق وإزهاق النفوس البريئة براءة الذئب من دم يوسف، وما حدث من دمار جماعي بالمفخّخات والأحزمة الناسفة والجرائم التي يقشعرّ لها جلد الغيور ، وتذرف لها الإنسانية بدل الدموع دماً، وما لحق العراق العزيز من شجون وفتن ومحن وأحقاد وتفرقة بين الجار وجاره وبين أبناء محافظة ومحافظة، وظهور أمراء يفتخرون أنّهم ذبحوا العشرة والعشرين والأكثر ذبح الطليان بمِدى الحقد والطمع والحسد وبناء التفرقة ونشر الخزي والعار، ما حدث هذا إلّا لما خطّه التكفيريّون بأيديهم وما نطقت به أفواههم من فتاوى تبيح محاربة المسلم الشيعي وتحلّل دمه، وما له من ذنب إلّا محبّته وموالاته لأهل البيت(عليهم السلام) وحرصه على إقامة عزائهم وذكرهم وشعائرهم. ومن تلك الفتاوى ما ذكره شيخهم الشيخ نوح الحنفي جواباً عن سؤال قدّم إليه عن سبب وجوب مقاتلة الشيعة وجواز قتلهم قال: ((إعلم أسعدك الله أنّ هؤلاء الكفرة والبغاة جمعوا بين أصناف الكفر والبغي والعناء، وأنواع الفسق والزندقة والإلحاد)). والأنكى من ذلك والأدهى حينما أكمل جوابه عن السؤال بقوله: (( ومن توقف في كفرهم وإلحادهم ووجوب قتالهم فهو كافر مثلهم))(14). أنظر كيف تُهيَّج الفتن بين المسلمين، وكيف يُخطَّط لتفتيت الوحدة الإسلامية(15) ، وكيف يُنعق بأبواق التفرقة والدمار؟!

ويبيّن السيد محمد الموسوي الشيرازي وجوب وقوف السّنة والشيعة صفّاً واحداً ويضع كلٌّ منهم يده بيد أخيه ولا يسمح للمؤامرات أن تمَّرر ويخاطب التكفيريين بقوله: ((فنحن معكم نعتقد بإله واحد ونبي واحد ودين واحد وكتاب واحد، وقبلة واحدة، ومع ذلك كله نراكم تفترون علينا وترموننا بالكفر والشرك: وهذا ما يريده الأجانب والمستعمرون يفرحون منه))(16) .

علي والخلفاء :

علم الخلفاء الثلاثة الذين سبقوا الإمام علي (عليه السلام) بالخلافة أنّه أحقّ بها منهم جميعاً، وفهموا تأكيد النبي(صلى الله عليه وآله) وتكرار حديثه حول من سيتولّى الخلافة بعده، لأنّ الأمر ليس بالسهل اليسير، إنّها خلافة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يستلمها الأفضل. إضافة إلى ذلك ينبغي أن تترك إليه؛ لأنّها تراثه وقد أوصى أن تكون لعلي، ولكنّ ما حدث في ((سقيفة بني ساعدة))(17) ومن تنصيب أبا بكر بالخلافة وبتأييد من عمر ببن الخطاب وتجاهل صاحب الحقّ وإقصاؤه عن حقّه ليس بالأمر الهيّن ، وليس بالأمر الذي ينتظر. ماذا يعمل علي أمام هذه الأحداث؟ أيسلّ سيفه ويأخذ حقّه بيده، وهو الفارس المعروف، يعرفه الأبعد قبل الأقرب، وطالما أستلّ رأس مبارزه مهما علت شهرته وبلغت قوّته، ولكنّ الأمر هنا مختلف؛ لأنّ الإمام إذا قام بأخذ حقّه بحدّ السيف، أدّى ذلك الأخذ إلى إراقة الدماء، وقد يؤدّي إلى إضعاف شوكة الإسلام وتخاذل المسلمين في علاقاتهم وضعف جانبهم أمام الأعداء الخارجين والداخلين من منافقين وتفعيليين وانتهازيين، فيتحتّم الأمر أن يصبر الإمام على ما يجري أمام عينية من أحداث، ما دام الأمر فيه مصلحة للأمّة وضمان لوحدتها وسلامتها. ولمّا حضرت وفاة الخليفة الأوّل أوصى بها إلى عمر، ولم ترجع إلى الإمام علي(عليه السلام)، وبعد الخليفة الثاني لم يسلّمها لعلي(عليه السلام)، وتحّولت إلى عثمان والإمام ينظر إلى ما يجري حوله من أحداث وعقبات حالت بينه وبين حقّه.

ويقول عباس محمود العقّاد: ((أما العلاقة بين علي وسائر الصحابة من الخلفاء وغير الخلفاء، فهي علاقة الزمالة المرعية والتنافس الذي يثوب إلى الصبر والتجمل والتقية... فليس فيما لدينا من الأخبار والملامح ما يدل على ألفة حميمة بينه وبين واحد من الصحابة المشهورين، وليس فيها كذلك ما يدل على عداوة وبغضاء... بل ليس في أخباره جميعاً ما يدل على طبيعة تحقد على الناس... فمن المعلوم أن علياً كان يرى أنه أحق بالخلافة من سابقيه، وأنه لم يزل مدفوعاً عن حقه هذا منذ انتقل النبي(صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى... ولا نجد في خطبه ومساجلاته التي ذكر فيها الخلفاء السابقين كلمة تستعرب من مثله أو يتجاوز بها حد الحجة التي تنهض بحقه... بل الغريب أنه لزم هذا الحد ولم يتجاوزه إلى جمحة غضب تفلت معها بوادر اللسان، ولو جاوزه لكان عاذروه أصدق من لائميه...))(18) .

ويذكر العقّاد أعانية أسلافه بعمله ورأيه وحتى عداوة الذي يبرز له في ساحة القتال، لم يقاتله إلا بعد أن يذكّره إن كانت هناك مودة بينه وبينه. في معركة الجمل نادى الزبير بالخروج إليه ليذكّره سالف الأيام، وكان الإمام (عليه السلام) حاسراً لا سيف ولا درع شاكّاً في السلاح، فلمّا تقابلا عانقه، وقال له: ويحك يازبير ما الذي أخرجك؟ قال: دم عثمان. قال: ((قتل الله أولادنا بدم عثمان)). وذكّره قول الرسول(صلى الله عليه وآله) فيه: ((والله ستقاتله وأنت له ظالم)). فاستغفر الزبير وقال: ((لو ذكرتها ما خرجت))(19) .

صبر الإمام علي (عليه السلام) حوالي ثلاثاً وعشرين سنة عن حقّه، كلّ ذلك لأجل الوحدة الإسلامية وتلاحم المسلمين وإبعادهم عن التفرقة والنزاع. إنّه أوّل من نادى بوحدة الإسلام وتآخي القلوب، بعد القرآن الكريم والرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله). وأوّل من طبّق وامتثل واستجاب لهذا النداء هو الإمام علي بن أبي طالب (سلام الله عليه).

الخاتمة

إنّ التآخي والوحدة بين المسلمين(سنّة وشيعة) أمر ضروري ولا بدّ منه أذا أردنا أن نعيد العافية إلى جسد الأمّة الإسلامية وروحها فعلى المسلمين أن يجهدوا أنفسهم ويبذلوا قصارى ما عندهم من قوّة في سبيل وحدة صفّهم ووقوفهم أمام بعضهم البعض بكلّ محبّة، وأمام أعدائهم بكلّ عزّة، عليهم أن يتقاربوا ولا يتباعدوا، ويلتحم بنيانهم ولا يتشقّق ويتداعى أمام كيد المستعمر البغيض. أمّا اختلاف العلماء في ميادين الاجتهاد فلا خوف منه ولا ضير، ما دام لا يؤدّي إلى إعطاء الفرصة للجهلة والمغرضين والمتحيّنين الفرص أن يندسّوا، ويجعلوا اختلاف الآراء أداةً للهدم، لا للنقد البنّاء الذي ينبغي أن يتّسع له صدر العالم ويستقبله بكلّ أدب وترحيب. فالتفكير بعقلانية ووزن المعارف والعلوم والفنون بميزان الإنصاف والبرهان والدليل لا يبعد الأمّة الإسلامية عن طريق الأخوّة والمحبّة القائم على آداب الحوار، فإنّ هذا يشري الفكر وينمي روح التحضّر والشفافية. فعلى الجميع أن يدعوا للوحدة والانفتاح ونبذ العزلة والتفرقة وروح الحقد والشّر وطرح كلّ أشكال العنف والسباب والتكفير واللّعن، فإنّ هذا لا يجدي؛ بل يزيد الدرب ظلاماً. ويقول بعض الحكماء: أن تشعل شمعة خير لك من أن تلعن الظلام .

إنّ التجزئة والانقسامات من أهمّ أدوات وأسلحة المستعمرين والصهاينة وأعداء الأمّة. فعلينا أن نستفيد من دروس الماضي ومن أحداث التاريخ، ونتذكّر ماذا عملت الفتن والإحن بالمسلمين فخرج منهم المارقون والناكثون والقاسطون والمغتصبون، والطغاة الجبابرة من ملوك وسلاطين وضعوا نير الذل على الرقاب، وأوجدوا لهم مرتزقة ومحدثين مشوا في ركابهم، كوعّاظ السلاطين، الذين لا يبالون في إراقة الدماء واضطهاد عباد الله.

إنّ سبب ضعفنا اليوم ما هو إلا تراث توارثناه عن الماضين. يا ليتنا توارثنا عزّة الإسلام وشموخه، وحمية الدين وطموحه. إنّ علاقة المؤمن هي علاقة الأخوّة(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) ونبذ كل تفرقة ممزّقة.

(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) الأنعام:159. ولا محيد ولا مغني عن نهج الله ورسوله، ومن اعتصم بنهج مدرسة أهل البيت أمن من الشقاق والتفرقة. إنّ رسوخ عقيدة التوحيد في وجدان الفرد والأمّة يرسم لنا ضمانة الوحدة والتآخي والائتلاف. كان العرب يضرب بعضهم رقاب بعض، لا يعتصمون إلا بالبغي و الغارات والحروب الداخلية التي تدور رحاها فيهم، ولمّا جاء الإسلام ورسالة النبي الكريم(صلى الله عليه وآله) عصمت الدماء (( دفن الله به الضغائن وأطفأ به النوائر، ألّف به إخواناً وفرق أقراناً))(20) .

قال تعالىSadوَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) آل عمران:101.

هذا. والحمد لله رب العالمين





ـــــــــــــــ

1 - نهج البلاغة.

2 - شرف الدين، عبد الحسين، المراجعات، ص185، المراجعة رقم56.

3 - تاريخ الطبري 2/319-321،تاريخ أبن الأثير:2/41.

4 - طبقات أبن سعد:1/ق/153-154، تاريخ اليعقوبي:2/29.

5 - (فتح الباري8، 273)لابن حجر العسقلاني.

6 - الحسيني، محمد علي، في ظلال التشيع ص63-64.

7 - أبو الفداء في تاريخه ج2ص15،ط. بيروت،علاء الدين الخازن: تفسير القرآن ج5ص127ط بيروت.

8 - نهج البلاغة، الخطبة الشقشقية، خطبة رقم3.

9 - العلاّمة السيد محمد الموسوي(رحمه الله)، الفرقة الناجية ص930-931.

10 - راجع الفرقة الناجية(ن.م).

11 - راجع شرف الدين عبد الحسين: الفصول المهمة، الفصل98،ص10، 11.

12 - مقدمة أبن خلدون:ص446، دار إحياء التراث العربي/بيروت.

13 - راجع: أبن حجر، الصواعق المحرقة، تفسير الآية(7) من الآيات التي أوردها في باب11،((إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا))ص93.

14 - تنقيح الفتاوى الحامدية ج1ص103، المكتبة الحبيبية، باكستان.

15 - راجع الشيخ جعفر السبحاني، مع الشيعة الامامية في عقائدهم ص168، يقول: ((من الدعايات الفارغة ضد الشيعة والتي أثارها الأمويون في أعصارهم ليسقطوا الشيعة في عيون المسلمين، وتلقفتها أقلام المستأجرين لتمزيق الوحدة الإسلامية، وفصم عرى الأخوة))

16 - الشيرازي السيد محمد الموسوي، ليالي بيشاور مناظرات وحوارات، ص606.

17 - اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب(ت292) تاريخ اليعقوبيج2ص113 منشورات المكتبية الحيدرية، النجف 1384هـ 1964م.

18- العقاد، عباس محمود، عبقرية الإمام علي ص133.

19 - ن-م ص134، راجع : المسعودي، مروج الذهب ج2ص368.

20 - نهج البلاغة، خطبة رقم96.
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الأحد نوفمبر 07, 2010 7:15 am من طرف msngby
بغداد تغرق في الدماء ... تجنيد السعودية لضباط بعثيين عراقيين



كشفت مصادر مقرّبة من رئيس الوزراء العراقي الحالي نوري المالكي عن وثائق تثبت تورّط الاستخبارات السعودية في جهود تخريب المعادلة السياسية في العراق. وقد أطلع المالكي أحد مستشاريه على وثيقة تفيد بأن القيادة السعودية تولي أهمية قصوى لوصول الأغلبية الشيعية الى سدّة الحكم في العراق، وتعتبر ذلك الخطر الأكبر على مستقبل المملكة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود من أجل تغيير الوضع القائم في العراق.



من جهة ثانية، ذكرت مصادر عراقية رسمية بأن السعودية استعانت بشخصية بعثيّة محلية على صلة بالنظام العراقي السابق من أجل تجنيد الضباط البعثيين للعمل لحساب المخابرات السعودية، وكذلك العمل في المؤسستين العسكرية والأمنية في دول خليجية أخرى مثل البحرين. وذكرت المصادر أن المخابرات السعودية وضعت تحت تصرّف شخصية بعثية تقطن مدينة الجبيل الساحلية بالمنطقة الشرقية من المملكة إمكانيات هائلة من أجل استقطاب الضباط البعثيين للعمل لحساب السعودية سواء داخل العراق أو في مؤسسات أمنية وعسكرية في منطقة الخليج.



هذه المعطيات يؤكّدها الرد السعودي التفجيري السريع على رفض غالبية القيادات السياسية العراقية لمبادرة الملك عبد الله مساء أمس الثلاثاء (2 نوفمبر)، حيث تبدو الرسالة السعودية واضحة من أن ذراعها الأمني قادر على الوصول الى عمق العاصمة العراقية في حال عجزت السياسة عن ذلك
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:15 pm من طرف msngby
المهندس السيد أحمد الماجد - 1 / 2 / 2010م -

الجميع يعلم بما فيهم العريفي نفسه أن تصريحاته ليست تصريحات فردية ولا هي خارجة عن النسق العام لأدبيات المذهب الفكري السائد في البلاد وعلى رواية أخرى مذهب الأمّة. فهذا الفكر الإقصائي فكر متأصل في هذا التيار بشكل عام إلا من انتبه منهم أخيرا بشكل مسؤول لمؤدى وتبعات قطع جسور التواصل والوحدة والمداراة بين المسلمين وغيّر شيئا من القطيعة المتعارفة.
إن بؤر الاختلاف بين المسلمين لا حصر لها ناهيك عن الخلافات البينية بين المذهب الواحد. فلو افترضنا عدمية المذهب الشيعي بكل أدبياته المثيرة للجدل فسوف تطفو على السطح خلافات عديدة قد تكون متجاهَلة. هذا التجاهل إما بسبب وجود وتغطية المناقض الشيعي على الساحة الخلافية أو لنفي المتطرفين ملازمة صفة التفرق والانفراد والتشدد عن أنفسهم أو للظهور بمظهر الإجماع السني العريض للأمة في قبال الوحيد العنيد المختلف الشيعي وبالتالي يظهر مظهر الشاذ عن الأغلبية. إلا أن الخلافات البينية السنية واضحة جدا. وإن كان بعضهم يستخدم تقية ما في ستر هذه الخلافات وتسطيحها تحت عنوان المذهب السني في قبال المذهب الشيعي. ولعل وجود مناقض أشد كالمذهب الشيعي يجعل المتناقضين السنة في حالة قرب نرجسي غير واقعي، وعلى أية حال فهو قرب مقدس نرجو أن يخلّد.
إن الكثير من المؤاخذات ضد المذهب الشيعي هي مشتركة بينه وبين مذاهب إسلامية أخرى. فتهمة عبادة القبور والبناء عليها والتبرك بها تنطبق على أغلب المذاهب والدول الإسلامية حتى أن قبر الإمام البخاري بنفسه يتميز بوجود قبة مزخرفة بطريقة إسلامية بديعة ناهيك عن قبر أبي حنيفة وقبور أخرى علاوة على قبور أهل البيت. ولا زالت المقامات الإسلامية في مصر خير شاهد على هذا الاشتراك. أضف إلى ذلك الكثير من التناقضات العقائدية الأخرى كعقيدة التجسيم وغيرها. لقد نشر موقع العربية نت قبل عدة أشهر مقابلة مع مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة حول تطور الطائفة الشيعية وجواز التعبد بمذهبها مذكرا بفتوى شيخ الأزهر المرحوم شلتوت، ناهيك عن انتقاده الشديد للرؤية السلفية في زيارة القبور والصلاة بجانب القبور. في واقع الأمر إن الطائفة الشيعية تمثل مصدّا أولا عن التطرق والتفرغ للخلاف مع المذاهب الأخرى، فلو فرضنا جدلا أنه تمت إبادة الشيعة بحزام نووي تكفيري لتوجهت دفة التكفير والتفخيخ والتضليل وباب الجنة وسرير الحور العين إلى جهات أخرى أولها مصر ولصارت مصر عراقا ثانيا.
إن الطرف السني الأكثر تطرفا لا ينكفئ عن التركيز على الخلاف بل وتلفيق بعض الأمور التي تثير حفيظة المسلمين بكافة مذاهبهم مع إغفال الخلاف السني السلفي الذي يؤكد تباين وامتياز الفكر السلفي على كافة المسلمين الشيعة والسنة آناً معا. وربما يراد من هذا الأمر حصر المذهب الشيعي في زاوية ضيقة وتشكيل تحالف غير معلن ضد المخالف الشيعي القوي الذي يخشاه الآخرون بدليل اللجوء إلى تضخيم الشاذ وفبركة واختراع التهم واختلاق الخدع السينمائية العقائدية من أجل تشويهه وتخويف الأمة منه ومحاصرته وسط فوبيا مريبة من الخزعبلات والاعتقادات الغير مألوفة والغير مبررة.
و يندرج تحت هذا البند الادعاء الرائج حول قول الشيعة بتحريف القرآن وقولهم –والعياذ بالله– بخدش شرف أم المؤمنين السيدة عائشة كما جاء في حادثة الإفك وسب الصحابة. هذه الشماعات الثلاث مهما نفاها الشيعة أو اجتهدوا في تصحيحها كما كان في فتاوى تحريم وتجريم سب الصحابة فإن الطرف المتطرف تحديدا لا يعترف بهذا النفي، وربما لا يحب أن ينفي الشيعة هذه التهم عنهم ولا يريد أن يصدقهم فتنصرف بالتالي الهالة التهويلية والشماعة والفوبيا المختلقة التي جهد على أن يحيط بها الوجه الشيعي ليقنع الآخرين بعدم الاقتراب من منطقة الشيعة الملغمة التي لغمها حولهم بالخرافات والبدع. وإنه قد نجح إلى حد ما وبمساعدة بعض الشيعة في إظهار الشيعي على أنه خرافي أحمق. ولا زال المتطرفون يتمسكون بأي تصريح شاذ بل ونكرة يؤيد بعض تلك التهم الشاذة عن إجماع الطائفة البائن. مضيفين إلى ذلك التهمة السياسية القذرة الصفوية التي تم إحياؤها بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران والتي شكلت خطرا سياسيا ودينيا برأيهم من أوجه عدة أقلها الإحراج بدعم المقاومة وارتفاع الأعناق نحو الفكر الممانع. فراح الفكر الديني يستخدم بالونات المغالطة السياسية لتكمل الفبركة التهويلية دورتها كاملة بالتبشير الشيعي وبالأطماع الشيعية. بينما لم ينتبه هؤلاء إلى أن تضخيم فوبيا التبشير الشيعي ستظهرهم مظهر الضعيف فكريا، ولست بحاجة إلى إثبات وجود التبشير السلفي الذي هو الأضخم والأعمق.
لو اعترف هذا التطرف بأن الشيعة لا يقولون بتحريف القرآن ولا يقولون بهتك شرف أم المؤمنين ويجرمون سب الصحابة لشعر بالإفلاس ولما بقي للمدعي العام شيء عظيم خطير ومخيف ومبرَّرٌ يدين به الشيعة وحدهم ويصنع به سياجا كهربائيا ضد التقارب معهم، ولانتهت المحاكمة بخسارة القضية أو توجهت إلى محاكمة كل المسلمين في مآخذ أخرى حقيقية يتبناها التطرف ضدهم هي مشتركة تماما بين الشيعة والصوفية والشافعية والمالكية والحنفية وغيرها. إن هذه الأمور الثلاثة تمثل جدار الخوف الذي يبرع المتطرف في حراسته والاختباء خلفه عن الأمور الجدية الخلافية الحقيقية التي ربما هي ليست إهانة للسنة الآخرين ولها طريق عقلي معتبر في الإسلام من جهة، وربما هي مشتركة مع المسلمين الآخرين من جهة أخرى. إنها طريقة تشويهية منظمة يقوم عليها فكر بأكمله.
لا شك أن هذا الأسلوب الاختلاقي يدل على المأزق ويدل على عدم طهارة الطريقة والمسلك التناظري بما يطابق الغاية تبرر الوسيلة. حتى أن بعضهم أصبح في معاركه وفتوحاته الإسلامية الجديدة يمتطي خيل الفوتوشوب وخيل التلفيق الإعلامي ويتجه إلى أبعد من الخلاف العقائدي إلى تهم أخلاقية وباستماتة عجيبة مريبة غير معلومة لصالح من!. فكيف يمكن أن يدافع هذا المتطرف بادعائه عن شرف السيدة عائشة أم المؤمنين بتلفيق تهم الشرف ضد الآخرين رغم إعلانهم مرارا براءتهم من الخوض في عرض الرسول ص؟. وبرغم ذلك لا يستحي من تكرار هذه التهمة العظيمة في شرف الرسول ص والتي تقشعر لها جلود المؤمنين. كيف يمكن أن ندافع عن الحق بالباطل وأن ندافع عن رسول الله بطريقة الشياطين؟. وأياً يكن الطرف المقابل وكيفما كانت نظافة أسلوبه إلا أن هذا الأمر لا يبرر تنجيس وتلويث وسائلنا في الرد.
لم نسمع أن رسول الله ص حينما رماه أهل الطائف بالحجارة وأدموا جسده المقدس قام والتقط حجرا من على الأرض ورد على أولئك الظالمين بمثل فعلهم!. ولكنه لم يفعل وإلا لما كان محمدا الذي امتدحه الله بـ(وإنك لعلى خلق عظيم). إن من العجيب الغريب أن ينتهج الداعي إلى الله ورسوله الأسلوب الذي لم ينتهجه الرسول نفسه في الدفاع عن نفسه وكأن ذلك التشويه إعلام مضاد ضد الإسلام نتج بكل وضوح إلى تصوير نبي الرحمة قبيحا على عمامته قنبلة. وإن هذا قليل بالنسبة للأعمال والتصرفات الكاريكاتورية الطريفة المبكية التي ينتهجها دعاة الدين دفاعا عن الدين. أفلا يشكل اختلاق أسلوب شيطاني في الدفاع عن الرسول بدعة كبرى بحق؟!.
الكل يعلم أن الرسول ص لم يقطع العلاقات والصلات مع المختلفين معه كاليهود والنصارى وكان يعطيهم حقا أكثر بكثير مما يعطيه المتطرفون مدعوا الدعوة لمن قال الشهادتين في هذا الوطن. ولا عجب لو أصبح الشيعة أحيانا يتمنون أن يُعامَلوا بسلوك الرسول مع اليهود والنصارى حينما أنصفهم في أمورهم العامة ولم يفرق فيما بين رعيته. لكن ومع مزيد من التصريحات والفتاوى والدروس التحريضية الدموية التكفيرية التهويلية كيف يمكن أن يأمن الأقلية على حقوقهم؟ وهل يمكن مع كل هذه الشواهد نفي الطائفية وانتشالها عن كافة قطاعات البلاد؟. في السعودية الأصل في المعاملة هي الطائفية والتفرقة. حتى لو قال الملك وكرر مرارا بمساواة الجميع مع الجميع يبقى المسؤولون عن قطاعات الدولة المختلفة متأثرون بفكر المملكة الربيب الذي أخذ شيئا فشيئا لا يتقبل حتى توجيهات أمّه لفرط ما تشبعت فيه غريزة التفريق الذاتية والفكر الملغم والعقل المشحون بالبغضاء المتعبد بالحقد على المختلف. لقد أكلَ الفكرُ الفكرة.
لم يزل البعض ينفون طائفية الجامعات والشركات والقطاعات الحكومية. إلا أن هذه المؤسسات تدار من قبل أفراد هم متأثرون ولا شك بالمناهج المدرسية المتطرفة وبالعلماء التكفيريين التلفيقيين الهجوميين رعاة الفوبيا المذهبية والذين يمثلون قدوة لهم بمباركة الدولة. فمن يضمن للمتخرج الشيعي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن تقبله شركة ضخمة مثل سابك حينما يتقدم لمقابلة شخصية كل أطرافها أصحاب لحى في الوقت الذي يعج الشارع وتعج المساجد والمدارس والجامعات والمحاكم والقضاء بالتحريض ضده واختراع الخزعبلات وتكفيره واستباحت دمه؟. لا شك أن التقرب إلى الله عند هؤلاء يكون برفض هذا الشاب كيفما كانت مؤهلاته. يذكر لي أحد الأصحاب أن شركة سابك رفضت خريجا من أصحاب المعدلات المتميزة بمرتبة الشرف وقبلت في المقابل خريجا ذا لحية بعد أن ذُيلت أوراقه بملاحظة عجيبة فريدة هي "فلان داعية"، إن هذا شيء لا يصدق!، إلا أننا لو افترضنا عدم صحة ذلك لتطابَقَ التذييل مجازيّاً على قبول سابك للحيته الطويلة مع مرتبة الشرف لا لمعدله المتواضع.
كيف يمكن أن نعيش في البلد وأن يقال أننا مواطنون مثل الجميع في الوقت الذي يدير شركاتنا وجامعاتنا ومحاكمنا أصحاب التكفير النظري دون رادع. كيف يمكن أن أقبل بقاض يكفرني ولا يعتقد بحريتي في المواطنة كما قال المحامي الأستاذ عبد الرحمن اللاحم الذي كان قد لامس هذه الحقيقة عمليا لمن يعرف من يكون عبد الرحمن اللاحم. البعض ذهب حتى لنفي علاقة أصحاب هذا الفكر التكفيري بعمليات الحزام الناسف في العراق. وهم بذلك يغضون الطرف عن أن هذا الفكر في السعودية يمثل مباركة وراعيا معنويا نظريا للتكفير العملي وسفك الدماء في العراق. عندئذ وحين يتلعثم الدفاع يباشر الهجوم بأن الشيعة يمارسون المِثل. فإذا افترضنا أنهم يمارسون المِثلَ في الخفاء فنحن نظريا لم نكفر ولم نتفنن في عزف هذا الوتر ولم نطرب لهذه النغمة يوما بعد يوم، إذن ولو من باب المجاملة فليقم المتطرفون بما قام به السيد السيستاني وليفتوا بحرمة دماء المسلمين سنة وشيعة إن أسعفتهم شجاعتهم وليأمروا لأتباعهم: "لا تقولوا إخواننا الشيعة بل قولوا أنفسنا الشيعة".
في بداية كل شهر محرم نشاهد جميعا كيف تشدد قوات الأمن التفتيش والإجراءات الأمنية حول جميع مداخل القطيف بصورة ملفتة!. لي أن أتساءل هنا: في مواجهة من هذه الحماية؟. الجواب واضح، إن هذه الحماية اعتراف بخطورة الفكر التكفيري الذي كان العريفي مثالا صغيرا عليه، وأن هذا الفكر يذهب إلى أكثر من النظرية إلى الدموية والحزام الناسف في العراق وفي القطيف لا سمح الله، وهذه الحقيقة قد تجاوزت الكتب إلى الميدان. إن هؤلاء قد ربّوا المجتمع على احتقار القطيفيين والأحسائيين والترصد لهم ومحاولة سلب حقوقهم وإقصائهم في مناطقهم فضلا عن دمائهم. طالما أن الدم الشيعي حلال عندهم فلا يمكن أن تتعايش الأمة في ظل فكر فرعوني مؤداه ﴿ أنا ربكم الأعلى ﴾. طالما غاب القرار الرسمي عن حماية المواطنين ماديا ومعنويا فإن أفقا أشد ظلمة قادم في المستقبل. إلا أن القناديل تظل استثناءا في خارطة الظلام: أوجه شكري للشيخ عائض القرني وللشيخ عبد المحسن العبيكان اللذان يصدق عليهم بحق أنهم علماء مسؤولية.
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة السبت نوفمبر 13, 2010 2:59 pm من طرف msngby
قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بــاك أرمدُ‎
عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الاول من القرن العشرين , قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و ادباء لتعريفهم بالمملكة الفتية , و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري , و عندما زار الوفد النجف الاشرف و شاهد الشاعر مقام الامام علي بن ابي طالب عليه السلام , تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب و الزوار يحيطون بالقبر الشريف فقرر بعد عودته الى سوريا ان يزور قبر معاوية بن ابي سفيان , فرأى العجب العجاب و كانت النتيجة هذه القصيدة . و قد نشرت في الطبعة الاولى من ديوانه و لكن عملت دولارات البترول سحرها و ضغوطات الدول فعلها مما ادى الى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة . و اليكم القصيدة
أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ
اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنـيا زهوها لا ينفدُ
آثرت فانيها على الـحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ
تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحـدك عبرة تتجـددُ
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لا سال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربـةٍٍ *** سكـر الذباب بها فراح يعربدُ
خفيت معالمها على زوارهــا *** فكأنها في مجهــل لا يقصــدُ
والقبة الشمـاء نكـس طرفهـا *** فبكـل جزء للـفناء بهــا يدُ
تهمي السـحائب من خلال شقوقها *** والريح فـي جنـباتها تــترددُ
وكذا المصلى مظــلم فكــأنه *** مـذ كان لم يجتز به متعــبدُ
أأبا يزيد وتلك حكـمة خاــلق *** تـجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجـــموح ونزوة *** أودى بـلبك غّـيها الترصــدُ
تعدوا بها ظلما على من حــبه *** ديـن وبغضتــه الشقاء السرمدُ
ورثت شمائـــله بـراءة أحمد *** فـيكاد من بريــده يشرق احمدُ
وغلـوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثـا لكـل مــدمم لا يحمدُ
هتك المحــارم واستباح خدورها *** ومضى بـغير هــواه لا يتقيدُ
فأعادها بعد الـــهدى عصـبية *** جـهلاء تـلتهم النفوس وتفسدُ
فكأنما الأسلام سـلعة تاجر *** وكـأن أمـته لآلك أعــبدُ
فاسأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تـلكم الـنار التي لا تخمدُ
أرسلت مارجـها فـماج بحره *** أمــس الجـدود ولن يجّنبها غدُ
والزاكـيات من الداء يـريقها *** بـاغ على حرم الــنبوة مفسدُ
والطاهرات فديـتهن حوارا *** تـنثال من عـبراتهن الأكـبدُ
والطيـبين من الصغار كـأنهم *** بــيض الزنابق ذيد عنها الموردُ
تشـكو الظــما والظـالمون *** أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقدُ
والذائـدين تبعـثرت اشلاؤهم *** بدوا فثمة معصـــــم وهنا يدُ
تطأ السنابـك بالظـغاة أديمها *** مثــــل الكتاب مشى عليه الملحدُ
فعلـى الرمال من الأباة مضرج *** وعلى النـياق من الهداة مصفدُ
وعلى الرماح بقّــية من عابـد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ
ان يجهـش الأثـماء موضع قدره *** فـلقـد دراه الراكـعون السّجدُ
أأبا يزيد وســاء ذلك عـــثرة *** ماذا أقول وباب سمعـك موصدُ
قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو بــاك أرمدُ
تلك العظــام أعز ربك قــدرها *** فـتكاد لولا خوف ربك تعبدُ
ابدا تباركـها الوفـــود يحثـها *** من كـل حدب شوقها المتوقدُ
نازعـتها الدنـيا فـفزت بوردها *** ثم انقـضى كالحـلم ذاك الموردُ
وسعت الى الأخــرى فخلد ذكرها *** في الخالدين وعطف ربك أخلدُ
أأبا يزيد لتـلك آهــــة موجع *** أفــضى اليك بها فؤاد مُقصدُ
أنا لســت بالقالي ولا أنا شـامت *** قـلب الكريم عن الشتامة أبعدُ
هي مــهجة حرى اذاب شفافها *** حـزن على الاسلام لم يك يهمدُ
ذكرتـها الماضي فهاج دفينها *** شمل لشعب المصــــطفى متبددُ
فبعثته عتـبا وان يـك قاسيا *** هـــو في ضلــوعي زفرة يترددُ
لم اسـتطع صـبرا على غلوائها *** أي الضلـوع على اللضى تتجلدُ
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الخميس ديسمبر 09, 2010 1:15 pm من طرف msngby
بسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



يزيد وتاريخه الاسود


ولد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في الخامس والعشرين من هجرة الرسول صل
الله عليه وآله وسلم الشريفة ، والموافق لستمائة وأربعة وخمسين ميلادية ،
وتوفي بتاريخ الرابع والستين منها والموافق لستمائة وثلاثة وثمانون
ميلادية ، ولد في الماطرون ، ونشأ في دمشق ، وهو ابن الخليفة الأموي
معاوية بن أبي سفيان ، ويعد ثاني خلفاء بني أمية ، وقد حكم لمدة أربع
سنوات كانت مليئة بسفك الدماء والحزن والأسى ، بل تعد من الأكثر دمويةً
في التاريخ الإسلامي ، ولي الخلافة بعد وفاة أبيه سنة ستون هجرية ، وأمه
نصرانية تدعى ميسون بنت بحدل الكلبية[1] .

شخصية يزيد:


تربى يزيد في حجر أمه النصرانية ، وبين أخواله عند قومها النصارى ، وأشبع
بروح الإنحراف والعداء للإسلام ، وكان بعيدا كل البعد عن تعاليم الدين
الإسلامي والقيم الإسلامية ، ويمارس هواياته القبيحة بحرية تامة على مرأى
ومسمع المسلمين أين ما حل ، كاللهو الماجن ، واللعب الخليع ، وشرب
الخمور ، ومنادمة الفتيات والغناء ، وكان يلبس كلابه أساور الذهب
والحلي ، واشتهر بالمعازف والصيد واتخاذ الغلمان والقيان والكلاب والدباب
والقرود ، وما من يوم يمر إلا وهو في نشوة السكر ، ولا يصبح إلا مخمورا ،
وأكد المؤرخون المحدثون بأن يزيد لا يملك الأهلية للخلافة ، وهو المجرم
الفاسق الذي ارتكب مذبحة كربلاء بأمره وبمتابعته خطوة بخطوة ، وبما أنه
صاحب هوى ، ويميل لدين أمه النصرانية ، فقد كان يضمر الحقد والضغينة
للإسلام وأهله ، ولا يعتقد به ، وفي أيامه أظهر الغناء بمكّة والمدينة ،
وفتحت الملاهي ، وأعلن الناس شرب الخمر.

بداية خلافته:

بعد هلاك معاوية بن أبي سفيان سنة ستون هجرية ، خلّف معاوية إبنه يزيدا
في منصب الخلافة ، وقد بويع له فى حياة أبيه ليكون وليّا للعهد من بعده ،
فتأكدت البيعة بعد هلاك والده فى النصف الثانى من رجب سنة ستين هجرية ،
واستمر فى منصبه إلى أن هلك في سنة أربع وستين عن عمر إحدى وأربعون
سنة... !



السنة الأولى من حكمه:


بدأت ولايته لعنة الله عليه بارتكاب أبشع وأقبح جرائم التاريخ البشري
بشكل عام ، والإسلامي بشكل خاص ، ففي سنته الأولى أمر بقتل سبط الرسول
وسيد شباب أهل الجنة ، وسبى نساءه وقتل عياله وشردهم وروعهم ، ومثل
بالأجساد الطاهرة شر تمثيل ، كما أمر قادته بأن يمثلوا بالأجساد تمثيلا
لا سابق له فداسوا صدر الحسين وأهل بيته بالخيول الأعوجيه [2] ، وقطعوا
الرؤوس ، ورفعوها إليه في عاصمته ، فحملت فوق الرماح ، يطاف بها من بلد
الى بلد ، مع أبناء وبنات الرسالة وآل الرسول ، وهم مقيدون بالحبال في
أعناقهم رجالا ونساء ، ابتداء من سيد الأشراف ورئيسهم الإمام زين
العابدين سلام الله عليه ، ومن النساء عقيلة الطالبيين زينب بنت أمير
المؤمنين عليه السلام إلى أصغر طفل من أطفال ذرية الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم ، وهذا ما لا يصنع مع الترك أو اليهود أو الذين لا دين لهم.




السنة الثانية:

وفي السنة الثانية أقدم على جريمة أخرى لا تقل بشاعة وضراوة عن مثيلتها
مع الإمام الحسين عليه السلام ، وهي واقعة الحرة ، وسميت بهذا الاسم نسبة
الى منطقة الحرة التي وقعت عليها الواقعة ، وهي منطقة قرب المدينة
المنورة ، لما أنكر أهل المدينة أفعال يزيد ، وموبقاته وكيفية قتل
الحسين وأهل بيته وأسر نساءه ، وفعله للمحرمات حتى وصل به الحال الى زنى
المحارم ، كما يقول بن سعد في طبقاته وابن الأثير في الكامل (ان عبد الله
ابن حنظله غسيل الملائكة خطب في أهل المدينة خطبه قال فيها (فو الله ما
أخرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، أن رجلا ينكح
الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة ، والله لو لم يكن معي
احد من الناس لأبليت لله فيه بلاءا حسن) . فغضب يزيد من ذلك فأرسل جيشا
مؤلفا من ثلاثين ألف من أهل الشام وعليهم رأسهم مسلم بن عقبه ، وقد وصاه
وقال له (السيف السيف أجهز على جريحهم واقبل على مدبرهم وإياك أن تبقي
عليهم) ، فيقع ثلاثون ألف من أهل الشام مدججون بالأسلحة الكاملة في أهل
المدينة قتلا وذبحا ثلاثة أيام ، وخطب مسلم بن عقبه قائلا (هذه المدينة
لكم مباحة ثلاثة أيام دمائهم ونسائهم وأموالهم).
وقد ذكر المؤرخون أن عدد قتلى شهداء وقعة الحرة يومئذ من قريش والمهاجرين
والأنصار وأصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بلغ ألف وسبعمائة
قتيلا , ومن سائر الناس عشرة ألاف سوى النساء والصبيان ، وقد نقلو أيضا
صورة مروعة وفظيعة عن هذه الفاجعة ، فإليك ما نقل عن أبي معشر حين قال:
دخل رجلا من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الأنصار ومعها صبي لها
فقال لها : هل من مال ؟ قالت لا والله ما تركوا لي شيء فقال : والله
لتخرجين إلي شيئا أو أقتلنك وصبيك هذا فقالت ويحك انه ولد بن أبي كبش
الأنصاري صاحب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وقد بايعته يوم بيعة
الشجرة على أن لا ازني ولا اسرق ولا اقتل ولدي ...، فما آتيت شيئا فاتقي
الله ثم قالت بابنها يا بني والله لو كان عندي شيء لافتديتك به ، قال :
فاخذ الشامي برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها وضربه به الحائط
فانتثر دماغه على الأرض أمام أمه.
هذه هي أخلاق يزيد وأزلامه ، فعندما دخل القوم المدينة وجالت خيولهم
فيها ، أخذوا يقتلون وينهبون فما تركوا في المنازل من أثاث ولا حلي ولم
يتركوا فراشا الا نفضوا صوفه ، ولم يسلم منهم حتى الحمام والدجاج ،
فكانوا يذبحوهم لا لأكل ولكن فقط للرعب والنهب والسلب ، وهذا ابو سعيد
الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، يصور لنا المشهد عندما
دخلوا عليه نتفوا لحيته وضربوه ضربات ، ثم أخذوا كل ما وجدوا في بيته حتى
الصوف وحتى زوج الحمام الذي كان له ، بالرغم من انه عرف لهم نفسه ولكن لا
يعنيهم هذا ، والأفظع والأدهى من ذلك كله إباحة مسلم بن عقبه بأمر من
يزيد بن معاوية نساء وبنات المدينة المنورة بجيش الشام ثلاثة أيام
وكأنهن لسن مسلمات أو أنهن أسارى حرب غير المسلمين.
هذه الجريمة النكراء ارتكبت عند قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي
حرم النبي وحمى النبي فنادى مناد وهو اللعين مسلم بن عقبه في اهل الشام
(يا اهل الشام إن أميركم مسلم بن عقبه بأمر من أمير المؤمنين يزيد بن
معاوية أباح لكم هذه المدينة كلها ثلاثة أيام ومن زنى من امرأة فذلك
له) ، فوقع جيش الشام في الإعتداء والزنا بالمسلمات وفيهن بنات المهاجرين
والأنصار وفيهن ذوات الأزواج وفيهن الأبكار.... ، وكأنه لم يسمع عن هذا
الحديث (قال البخاري في صحيحه : حدثنا أبو النعمان ، حدثنا ثابت بن
يزيد ، حدثنا عاصم أبو عبد الرحمن الأحول ، عن أنس ، عن النبي صلى الله
عليه وعلى آله وسلم- قال: (المدينة حرم من كذا إلى كذا ، لا يقطع شجرها ،
ولا يحدث فيها حدث ، من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين )[3] ، ويزيد أحدث فيها أكبر وأخطر حدث فعليه اللعنة إلى قيام
يوم الدين.

السنة الثالثة:


وفي السنة الثالثة ، أي في عام 64 هـ أرسل جيشه الجرار لقمع ثورة عبد
الله بن الزبير في مكة ، فهجم عليه وكان محتميا بالكعبة ، فضرب الكعبة
المقدسة بأحجار ضخام ونار من المنجنيق حتى حطمها واحرقها ولم يبقى منها
سوى القاعدة ، وقتل خلقاً كثيراً من أهلها ، هتك بهذا الفعل حرمة وقداسة
الكعبة والدين.



مشروعية لعنه:


- أتفق المسلمون جميعا إلا ما نذر من النواصب ، على لعنة يزيد لعنة الله
عليه ، فهذا أحمد بن حنبل عندما سئل عن لعن يزيد ، قال: كيف لا يلعن من
لعنه الله في كتابه ، قال له ابنه صالح: وكيف لعن الله يزيد في
كتابه...؟ .، فقال: في قوله تعالى:﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ
أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ، أُولَٰئِكَ
الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ
أَبْصَارَهُمْ﴾ [4] ، وهل يكون فساداً أعظم من قتل الحسين ( عليه
السلام) وقد قال تعالى: ﴿إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في
الدنيا والآخرة﴾ ، وأي أذى أشد مما أدخله على محمد وآل محمد من قتل
الإمام الحسين الذي هو له ولابنته قرة عين ......! [5] .
- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، لعن الله الخمر وشاربها ،
وساقيها، وبائعها ، ومبتاعها ، وعاصرها ، ومعتصرها ، وحاملها ، والمحمولة
إليه ، وآكل ثمنها ، والتاريخ يشهد بأن يزيد أعلن شرب الخمر ، وصرح بفتح
الحانات للخمر ، وتعاطيها وشجع على عملها ، فتشمله اللعنة على فعله
الخبيث لعنة الله عليه.
- أفعالة تدل على ارتداده عن الإسلام وتكشف عن إلحاده بعد الإسلام إن كان
أسلم ، عمل على الاستهزاء بالدين بكل قبح علنا أمام الكل ، وعمل على
الاستهانة به وتوهينه ، وصرح بالقول الدال صريحا على جحد ما عُلم ثبوته
من نبوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والبعث والنشور ، وأن الدين
أمر لا صحة له في نظره ، وكانت أشعاره التي يتبجح بها مثبتة لنكرانه
للغيب والرسالة ، ومعتبرة أن الرسول محمد جاء للملك ولم يأتي مبعوثا من
الله بهذا الدين الحنيف ، وهذه الأفعال دليل واضح على إلحاده وكفره
وانحرافه [6] ، وبعد مقتل الإمام الحسين أنشد أبيات عبد الله بن
الزبعرى:



لعبتْ هاشم بالملك iiفلا
ليت أشياخي ببدرٍ iiشهدوا
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً
فجزيناهم ببدرٍ iiمثلها
لستُ من خندف إن لم iiأنتقم




خبرٌ جاء ولا وحيٌ iiنزل
جزع الخزرج من وقع الأسل
ولقالوا يا يزيد لا iiتشل
وأقمنا مثل بدرٍ iiفاعتدل
من بني أحمد ما كان فعل



- قال الباعوني: وذكر ابن القفطي في تاريخه قال: إنّ السبي لمّا ورد على
يزيد بن معاوية خرج لتلقّيه ، فلقي الأطفال والنساء من ذرّية علي والحسن
والحسين والرؤوس على أسنة الرماح ، وقد أشرفوا على ثنيّة العقاب ، فلمّا
رآهم أنشد:

لمّا بدتْ تلك الحمول iiوأشرقت
نعق الغراب فقلت قل أو لا iiتقل
تلك الرؤوس على رُبى جيرون
فقد اقتضيت من الرسول ديون



يعني بذلك أنّه قتل الإمام الحسين عليه السلام بثارات بدر ، فقد أخذ بثأر
جده عتبة وشيبه ومن مضى من أسلافه اللعناء ، وقائل مثل هذا بري‏ء من
الإسلام ولا يُشكّ في كفره [7] . ولعنه لعنة الله عليه [8] .
قال ابن كثير أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة
ثلاثة أيام وهذا خطأ كبير فاحش مع ما أنضم إلى ذلك من قتل خلق من الصحابة
وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه على يدي عبيد الله بن
زياد .... [9] .
في أربع سنوات فقط حكمها هذا الطاغية اللعين قام بكل وقاحة بهذه الجرائم
الوحشية التي يدمى لها الفؤاد ، والتي أوسمت التاريخ الإسلامي بالعار
والذل إلى يومنا هذا ، فلو حكم هذا اللعين أكثر..! فماذا يا تراه
يفعل..؟.
المتعمق في حياة هذا الفاجر اللعين يعلم ماذا سيؤول له الدين لو استمر في
الحكم فترة طويلة ، فخروج الإمام الحسين عليه السلام رحمة لبقاء الدين
حيا ، وأن نظرته عليه السلام أبعد بكثير وأوسع ، فدمائه الزكية سفكها
تطهيرا لبقاء الإسلام حيا طريا ، فقد كان هدف الخبيث اللعين يزيد هو محو
هوية الدين ، وكل ما يرمز إليه الدين ، والحسين عليه السلام هو الرمز
الممثل لهذا الخط الرسالي ، فالمقصود بقتله ليس شخص الحسين وإنما ضرب ما
يمثله الحسين ، وكان مخططا واضحا منه لهدم الدين بكل مقاييسه
واعتباراته ، لذا لم يسايره الحسين أو يبايعه كما فعل الإمام الحسن مع
معاوية لأن مبايعته تعني على الدين السلام.


وفاته لعنة الله عليه:


في نفس الوقت الذي كان جيشه ينتهك حرمة الكعبة ، كان لعنة الله عليه
يلاعب أحد قروده ، أراد أن يسقيه الخمر فأبى القرد ذلك ، وعضه عضة تسمم
على أثرها...! ، وأصابته الحمى فارتفعت حرارته وهلك على أثر ذلك إلى قعر
جهنم وبئس المصير ، فقضى أجله في السنة الرابعة من حكمه ، لعنة الله عليه
وعلى من تابعه وشايعه ، ويكفي ما قاله الحسن البصري مات فاسقاً فاجراً
كافراً.

msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الخميس ديسمبر 09, 2010 1:27 pm من طرف msngby
من الذي قبض روح مولانا الإمام الحسين عليه السلام �
اللهمے صلے علے محمد وآلے محمد وعجلے فرج قائمے آلے محمد...


أدم الصلاة على النبي محمد فقبولها حتما بغير تــردد

أعمالنا بين القبول و ردهـا إلا الصلاة على النبي محمد
كل هم و غم سينجلي بعظمتك يالله بنبوتك يا محمد بولايتك يا علي

في كل عام لنا بالعشر واعية *** تطبق الدور والارجاء والسككا
وكل مسلمة ترمي بزينتها *** حتى السماء رمت عن وجهها الحبكا

اللهم العن اول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد واخر تابع له على ذلك

كلام جداً مؤثــر تدمع له العيــن







من الذي قبض روح مولانا الإمام الحسين عليه السلام ؟



عن الإمام جعفر الصادق وبينما هو جلوس مع أصحابه



وذكر عاشوراء وماذا حدث للحسين إذ قال:



أحدثكم بحديث يهتز منه عرش الجليل سبحانه وتعالى



عندما سقط جدي الحسين و لما خر صريعاً من على ظهر جواده إلى الأرض متعفراً ،



جلس الشمر لعنة الله عليه على صدر جدي الحسين وهو عطشان وأكبه على وجهه


وجعل يقطع أوداجه بالسيف وهو ينادي واعطشاه وبقى جسده الطاهر رميه



فعند ذلك

أوحي الله تعالى إلى جميع المخلوقات على الأرض والسموات



إن أنظروا إلى حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه وهو صابر على نكبات الدنيا وأهوالها



فأوحي إلى (( مــلك المـــوت ))


أن اقبض روح الحسين



فقال عزرائيل :

أعوذ بالله بان تأمرني .. فلا أأتمر
ولا ألبي نداءك .. وأنا متوقف حائر في أمر ابن حبيبك ..
أفكر يا رب .. ولكن أتوسل .. إليك بحبيبك وصفيك ونبيك نبي ألرحمه أن تقبل عذري في قبض روح حبيبك

وابن حبيبك الغريب العطشان المظلوم اللهفان



(( أبي عبدالله الحسين ))



فقال الجليل لأي شيء تلتمس مني في ذلك يا عزرائيل

..

فقال يا رب لم يبقى عضواً سالماً للحسين حتى أقبض منه روحه



وأنا خجلان من رسول الله وأستحي من أمير المؤمنين.. وفاطمة الزهراء
و تأمرني يا رب أن أقبض روحه ..



فصاح الرب : يا ملك الموت من رأسه


فصاح ملك الموت : أنت العالم به أنه رمي بسهم في عينيه


قال الرب : من فمه ..


ففال : آه واحسرتاه عليه قد رمي بسهم في فمه وتكسرت أسنانه


قال الرب : من صدره ..


فقال : أصابته أربعة آلاف جرح في صدره فقطعوا صدره


قال الرب : من جبهته ..
فقال : أصابته حجر في جبهته ..


قال الرب : من خاصرته
فقال :أصابه طعنة في خاصرته فانكب من أجلها على وجه الثرى



فأوحى الله تعالى إلى سكان السموات والأرض خطاباً بغضب

يا أيتها الأمة الطاغية الظالمة لابن بيت نبيها

وعزتي وجلالي إني أباهي بقتله وهو الذي فدى بنفسه لأجلكم



إعلموا أن ما من أحد بكى عليه وزاره



أو تباكي عليه لأجله واقشعر بدنه وارتعدت فرائصه



إلا حرمت النار على جسده وأدخلته جنتي ولو أتى بوزر الثقلين من الإنس والجن..





ثم قال الجليل أنا بنفسي أقبض روح الحسين



يا ملك الموت ويا ملائكتي يا سكان السموات و الأرض و يا مالك خازن الأرض
ويا حملة العرش أنزلوا إلى أرض كربلاء



فإذا قبضت روح الحسين



فعزوا محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء



وابكوا وحثوا التراب على رؤؤسكم



فلما وصلوا إلى أرض كربلاء



و إذا بالشمر اللعين
يحز رأس سيدنا الإمام الحسين


فأوحى الله إلى روحه

يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيه مرضيه فادخلي في عبادي وادخلي جنتي



فخرجت روح مولانا الحسين



فنادت الكائنات وا إماماه



وا حسيناه .. وا ذبيحاه ... وا قتيلاه



حديث تقشعر له الأبدان .. وتدمع له العيون ..


لا يوم كيومك يا أبا عبدالله .. وكم هو عظيمٌ شأنك عند الله تعالى ..


ولم تحصى بهذه المكانة العالية والعظيمة إلا بدرب الشهادة ..



ولا أنساك حين قلت
إن كان دين محمدٍ لم يستقم إلا بقتلي .. فيا سيوف خذيني ..
فسلامٌ عليك يوم ولدت .. ويوم استشهدت .. ويوم تبعث حيا



أسألكم الدعــــــــــاء



--

¸¸.» اللهم صل على محمد وآل محمد «.¸¸




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد و آل محمد

السلام عليك يا أبا عبد الله,

السلام عليك يا ابن رسول الله،

السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين،

السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين،

السلام عليك يا أبا الأئمة الهادين المهديين،

السلام عليك يا صريع الدمعة الساكبة،

السلام عليك يا صاحب المصيبة الراتبة،

السلام عليك وعلى جدك وأبيك،

السلام عليك وعلى أمك وأخيك،

السلام عليك وعلى الأئمة من ذريتك وبنيك،

أشهد لقد طيب الله بك التراب، وأوضح بك الكتاب،

وجعلك وأخاك وجدك واباك وامك و بنيك عبرة لأولي الألباب،

يا بن الميامين الأطياب التالين الكتاب،

وجهت سلامي إليك صلوات الله وسلامه عليك،

وجعل أفئدة من الناس تهوي إليك،

ما خاب من تمسك بك والتجأ إليك.

صلى الله عليك وعلى أخيك أبي الفضل العباس،

وعلى اختك ام المصائب زينب وعلى ولديك العليين

الشهيدين وعلى ابن اخيك القاسم وعلى ابن عمك

وسفيرك مسلم ابن عقيل وعلى المستشهدين بين يديك

جميعاً ورحمة الله وبركاته.

msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الخميس ديسمبر 09, 2010 1:48 pm من طرف msngby

السلام عليك يا سيدي يا منبع الطهارة
لم تكن المشكلة التي ثار لأجلها الإمام الحسين (ع) مشكلة تسلّط الحاكم الجائر فحسب بل كانت مشكلة ضياع الأحكام الشرعية والمفاهيم الإسلامية

حركة الإمام الحسين (ع):

تحرّك الإمام الحسين (ع) من المدينة إلى مكة التي كانت أكبر قاعدة دينية في الإسلام ومحلاً لتجمع الشخصيات الإسلامية الكبيرة. وذلك في سنة 60 للهجرة. وكان بصحبته عامة من كان بالمدينة من أهل بيته إلاّ أخاه محمد بن الحنفية. وحدّد بذلك موقفه الرافض للبيعة: "إنَّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحط الرحمة بنا فتح الله وبنا ختم ويزيد رجل فاسق شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله" والهدف من تحركه هذا: "وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي أريد أن امر بالمعروف وأنهى عن المنكر..".

إن حركة الإمام الحسين (ع) في حقيقتها كانت نحو الفتح الكبير على مستوى الرؤية الإسلامية التي يريد أن يطلقها باتجاه قضايا الحرية والعدالة في المنهج الإسلامي القويم، لهذا أراد الإمام الحسين (ع) أن ينبهم إلى أنهم من أمة محمد (ص)، وأن هناك فساداً عاتياً في الأمة، وأنه (ع) انطلق ليصلح من شأنها ويعيد إليها كرامتها ومجدها، وأنّ عليهم أن يتبعوه لتحقيق هذا الهدف، هكذا طرح الإمام (ع) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أساس أنه يمثل الرقابة الاجتماعية التي يتحول فيها كل مسلم إلى حارس للقيم وللنهج الشرعي في حياة الناس

راية الحسين لا تزال قائمة!

هناك عامل رئيسي لما حصل في كربلاء، وهو خذلان الناس للحسين (ع) وقلة الناصر والمعين. لو كان مع الحسين (ع) أنصار وأعوان وجنود حاضرون للشهادة بين يديه، لما قُتِل، لما ذُبح طفله الرضيع، ولما سُبيت أخته زينب، ولما أُحرقت خيامه. ولو كان للحسين أعوان وأنصار هل هناك شيء ما يقال؟! هذه كل القصة. مشكلة الناس مع الحسين لم تكن نقص الوعي السياسي ولا مشكلة خبرة أبداً. مشكلة الناس مع الحسين حتى الذين قاتلوه وقتلوه وحاربوه وحاصروه كانوا يعرفون من هو وكانوا يخيرون أنفسهم بين الجنة والنار، واحد اثنين ثلاثة، أعداد قليلة جداً اختارت الجنة على النار كالحرّ بن يزيد الرياحي فلحق بالحسين بن علي (ع)، واستشهد بين يديه وكثيرون اثروا دنياهم على الحسين. لماذا تركوه؟ هذا خاف على بيته، وهذا خاف على ابنه من القتل )إذا لحق بالحسين يقتلوه(، وهذا خاف على أمواله، وهذا خاف على وجاهته، وهذا خاف على منصبه، أليس كذلك؟! هناك أناس خافوا، وهناك أناس طمعوا بزينة هذه الدنيا، مناصب وجاه ومال وذهب وفضة والدرهم والدينار الذي وعدهم به عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية هذا هو العامل الأساسي، المسألة الرئيسية التي أدت إلى أحداث كربلاء أن مجموعة قليلة من الناس زهدت في هذه الدنيا فنصرت الحسين (ع)، وأن مجموعة كبيرة وهائلة من الناس أحبَّت الدنيا ولم تزهد بها وتعلَّقت بها فقتلت الحسين(ع) فخسرت الدنيا وخسرت الاخرة.

إذا لم نمتلك هذه الروح، لو كنا نحن الحاضرين هناك، لو كنا في تلك السنة الهجرية في ساحة كربلاء في محرم ولم نكن من أهل الزهد في الدنيا، يقيناً سنكون في صف عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد والعياذ بالله. وهذا يمكن أن يتكرر كما قلت في البداية.

ألسنا نحن الذين نقول: نحن حاضرون أن نجاهد ونقدم من أجل الأهداف الإلهية العظيمة التي قُتل من أجلها أبو عبد الله الحسين (ع)؛ وهل هذه المعركة توقفت في يوم من الأيام؟ هل هذه الراية الحسينية وقعت إلى الأرض في يوم من الأيام، هل سقطت في يوم من الأيام؟ هذه الراية كما يقول سماحة السيد القائد كانت دائماً تنتقل من كف الى كف، ومن كتف الى كتف، وستبقى مرفوعة الى يوم القيامة إن شاء الله. هذه الراية بحاجة إلى من يحملها، إلى من يدافع عنها، إلى من يفديها بأهله وماله وولده ونفسه. الذين كانوا مع الحسين (ع) كانوا مع الله، وتبعاً لذلك كان الحسين أحب إليهم من أهليهم فطلَّقوا النساء وأرسلوهنّ إلى عشائرهنّ، وكان الله، وتبعاً له كان الحسين، أحب إليهم من أموالهم فتركوها، وأحب اليهم من أبنائهم فدفعوا أبناءهم ليُقتلوا بين يدي أبي عبد الله. وكان أحب اليهم من أنفسهم فقاتلوا وقُتلوا دون أبي عبد الله الحسين(ع). هذه الراية الحسينية ما زالت خفَّاقة. عنوان المعركة الذي ما زال حاضراً، أهداف الصراع التي ما زالت قائمة، ما زالت تحتاج الى هؤلاء الصالحين الزهَّاد الذين يكون ربهم واخرتهم ودينهم والأهداف الإلهية أحب اليهم من دنياهم وأهليهم وأبنائهم وأموالهم وأنفسهم.

Anonymous
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة الجمعة ديسمبر 10, 2010 9:57 am من طرف ????
بارك الله بكم حقا مواضيع جديده وشيقه شكرا لكم
msngby
رد: عهد منا يازهراء
مُساهمة السبت ديسمبر 11, 2010 3:13 pm من طرف msngby
أبيات عتاب بين السيدة الزهراء عليها السلام وهلال المحرم‎
بسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عظم الله أجورنا وأجوركم بمصابنا بسيدنا ومولانا الحسين بن علي (ع) وجعلنا الله وإياكم من الطالبين بثاره مع إمام منصور من آل محمد (ع)
هذه أبيات تجسد عتاب بين الزهراء(ع) وهلال المحرم

الزهراء

يا هلالاً مُذ رأته العينُ دمعُ العينِ سال
أنت سيفٌ يقطعُ الأوداج مني لاهلال
لا أرى فيك سوى جندٍ وخيلٍ ونصال
وحُشِدت للفتك بابني واحسينا واحسين

ياهلالا يذبحُ السبطَ اذا لاح وليد
كيف تبدو مستقر الأفقِ والدين طريد
أنت سيفٌ بيمين الشمر من صنع يزيد
حده عشرة أيامٍ إلى ذبح الحسين

الهلال

ليته عاجلني يابضعة الهادي المحاق
قبل أن أنظر دم السبط بالطف يُراق
ليتني مِتُ ولم أبزغ على أرض العراق
ليتهم قد قطعوا نحري فدا نحرِ الحسين

كم تمنيت لقلبي سددوا الأفول
قبل أن ينطلق السهم إلى قلب البتول
أو ليس السبط يازهراء كالهادي الرسول
فحسينٌ منه آتٍ وهو آتٍ من حسين

الزهراء

ياهلالا عن عيوني خجلاً لذ بالخسوف
وتوارَ يوم عاشوراء عن أرض الطفوف
واطلب التوبة بالأعوال والدمع الذروف
واحسينا واحسينا واحسين

الهلال

أنا يازهراء لاأقوى على هذا العتاب
ففؤادي من أليم العتب الـلاذع ذاب
آهِ لو كان بأمري ياابنة الهادي الغياب
لتواريت ليبقى ساطعا نور الحسين

الزهراء

ياهلالا الدم إن كان لك السبط الحبيب
كيف لم تنصره لما صار مفرودا غريب
طلب العون وما لاقى سوى الصمت مجيب
كيف لم تنصره إن كنت هلالا للحسين

ياهلال الشؤم أخبرني ودع عنك النحيب
أصحيحٌ شيـبُهُ من دمه صار خضيب
أوَ هل كُسِرت الأسنان من قرع القضيب
وعلى باب ابن هند صلبوا رأس الحسين

الهلال

ألبستني الطف بالمولد ثوب الهرمِ
ليتهم قبل حسينٍ قد أراقوا لي دمي
وأبادوا دون أنصار حسينٍ أنجمي
وهوى برجي ولايهوى عن المهر الحسين

كم رأت عيناي يازهراء من خطب الدموع
مثلك المذبوح ظلما كُسرت منه الظلوع
فاعذريني ودعيني أملأُ الكون الدموع
وسيغدو أُفقي مأتم مولاي الحسين

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين


وعلى أصحاب الحسين


 

عهد منا يازهراء

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات غديرخم :: ائمة أهل البيت :: الأســــــلامـــــــــــــــ والــــــــــمــــجـــــــتـــمــــــــــــــع :: الـــتـــشـــيع ألأســــــلامـــــــي مـــــذهــــــب أهل الــــبــيــت-
انتقل الى: