ali ahmad حسيني علوي للموت
عدد المساهمات : 87 التميز : 4 تاريخ التسجيل : 10/11/2009
| موضوع: قصة حب الوطن الأربعاء أبريل 07, 2010 9:45 pm | |
| حب الوطن اغلى من الذات..
]بدأت الشمس تلملم وشاحها الذهبي من على روابي تلك القرية الصغيرة -البوحداري- الواقعة على اكتاف نهر الفرات في الكوفة .........وهاهم الرعاة يعودون بخطا ثقيلة خلف قطيعا من الاغنام .يخلفهم رجال كهل حاملين على اكتافهم المساحي وبعض المحاصيل الزراعية متجهيا صوب منازلهم ..... وما هي الاخطرة حتى أسدل الليل ثوبه الاسود.... لتعيش القرية بصمت رهيب كصمت المقابر سوى بعض الضياء هنا وهناك فقد حطمت الغارات الامريكية كل محطات الكهرباء فلم يبقى سوى مصابيح نفطية يستعملها الناس .....يقطع ذالك الصمت المقيت أحاديث هادئة في احدى مقاهي القرية أذ يرتادها بعض المثقفين وكبار السن لمعرفة أخبار بلدهم... فالحرب قد حدت انيابها وهي تفترس كل ما يقع عليه نظرها.... ليعلوا الصوت تارة في زاوية ما ليتقهقر في زاوية اخرىوهكذا المنوال كل يوم....وبينما كان الحديث يتجه شرقا وغربا اذ تعلو صفارة الانذار معلنة عن غارة جديده فأسرع صاحب المقهى نحو ضوءالفانوس وبلفحة هواء ساخنة أطفئة.....أخذ ألكل يترقب ...ألاعين شاخصة الى السماء كأن هنالك خطب عظيم يقطع ذالك الخوف والسكون صوت رجل كهل لم يبقي له الدهر سوى عكازه قائلا...اللعنة....اللعنة.... هل نبقى على هذه الحال كل يوم....اللهم فرج عنا وعن كل المسلمين ...وكأن دعاءه قد اعاد لهم شيء من الشجاعة النائمة في اعماقهم....فرد عله احدهم أبا جعفر...أي حال نحن بخير انها غيمة وسوف ترحلفالحرب اصبح صديق لنا كل يوم ....الميراج.....فانتوم.....الكوبرا....الشبح.....عليك ياشيخ بالنركيلة وخذ نفسا عميقا لترتاح.....رمقه الشيخ بنظرة حادة وتوكأ على عكازه قائلا ....استودعكم الله ....اذهب الى منزلي خيرا لي.....كان منزلا صغيرا اتجه الى المصباح وكانت اصابعه تهتز كالسعف امام الرياح وهو يتناول عود الثقاب لاشعاله...ثم استوى على كرسيه امام النافذة ليرى ما قد يحدث.....يردد بين طيات قلبه الدعاء اللهم زل هذه الغمة عن هذه الامة واستغفر الله ثم امسك كتاب الله ليضمة الى صدره.....يقطع حبل تأملاته وأفكارة صوت من احد الجيران يناديه أبا جعفر أطفىء الضوء نرجوك أنك ستقتلنا.......أنهم يستهدفون كل شيء يصدر منه الضوء حتى المنازل والمستشفيات.....ردالشيخ بهدوء .....ماذا تقولون بربكم .....
قل لن يصيبنا الاما كتب الله لنا--رد عليه الجار غاضباوالنعم بالله ولكن اكرمنا باطفاء الضوء...............نهض الشيخ على عكازه الفضي وأصابعه المرتعشه أطفئ النور.......وما كاد الشيخ ان يستوي على كرسيه حتى دوى انفجارا هائلا أندفع الشيخ كالسهم وتطاير المنزل كالورق في الهواء.....لم يستغرق ذالك ألأوقت قصير حتى استفاق الشيخ من غيبوبته بدأ منذهلا ...ماذا جرى..... الدم يسل من جبهته ومن جسمه الغرفة مختنقة بالتراب المتطاير حاول جاهدا العثور على عكازه دون جدوى استند على جدار المنزل ليخرج .....عيناه تدوران كميل الساعة باحثة عن منازل الجيران او منزل قريب اغرورقت عيناه بالدموع وهو يتمتم أين بيت أبو أحمد وابو فراس اين.....اين....تجمع الناس حول الحادثة وأخذ معهم يبحث عن الناجين منهم.... وانقاذ ما يمكن انقاذه .......... لم يطل الليل بكوابيسه سرعان ما لاحت انامل الشمس الذهبية تعلوا في الافق لتطوي صفحتا من ألالم والحزن وبداية يوم جديد خرج الشيخ بعكازه حاملا منجل الحصاد يتعقبه رعاة الاغنام نحوا المرعى .....وسارع التلاميذ الى مدارسهم وهم ينشدون نشيا طالما تغنينا به في طفولتنا والى اليوم....وطني.......وطني
فيه سكني
وطني عندي
غالي الثمن
فله روحي
وله بدني
ليعش حر ا طول الزّمن
عدل سابقا من قبل فاضل جابر محمد الذبحاوي في الإثنين أغسطس 19, 2013 1:05 pm عدل 5 مرات (السبب : أخطاء املائية) | |
|
???? زائر
| موضوع: رد: قصة حب الوطن الأربعاء أبريل 07, 2010 10:02 pm | |
| |
|
مؤمن قريش موالي
عدد المساهمات : 6 التميز : 0 تاريخ التسجيل : 15/04/2010
| موضوع: رد: قصة حب الوطن الثلاثاء أبريل 27, 2010 1:39 pm | |
| | |
|