أحد المتظاهرين أمام بيت وزير المالية: ما لدينا هو حكومة حماس
تل أبيب: نظير مجلي
رغم الخطوات الاقتصادية التي اتخذها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتخفيض أسعار الوقود والمياه ورفع الحد الأدنى من الأجور، خرجت مجموعات شبابية يهودية للتظاهر ضده وتطالب بإسقاطه. وعلى الطريقة المصرية، دعت هذه المجموعة إلى ماهرات ضخمة ضده في الأسبوع المقبل تحت شعار «يوم الخبز والغضب».
وكان نتنياهو قد شعر بالتململ الجماهيري خلال الأيام الماضية ضد قرار حكومته رفع أسعار الوقود والمياه، الذي بلغ حد التمرد عليه داخل حزبه (الليكود). ولكنه رفض الاستجابة للمطالب التي تطرحها النقابات، بإلغاء رفع الأسعار ورفع الحد الأدنى من الأجور.
فقررت النقابات الإعلان عن «نزاع عمل». ودعت إلى ملء ميدان رابين في تل أبيب بالمتظاهرين، مثلما يحصل في ميدان التحرير في القاهرة. عندها، أجرى نتنياهو حساباته ووجد أن هذه الدعوة بدأت تلقى تجاوبا كبيرا في الشبكات الاجتماعية في الإنترنت. ونبهه بعض مستشاريه إلى أن «ثورة الفيس بوك» تتحول منذ أحداث تونس ومصر إلى موضة شبابية، ولا يستبعد أن تنتقل عدواها إلى إسرائيل، على الرغم من أنها قادمة من دول عربية.
وأجرى نتنياهو نقاشات دامت عدة أيام بلياليها حول الموضوع. وأغمي على وزير المالية، يوفال شتاينتس، خلال المناقشات، فنقل في حالة صعبة إلى المستشفى، حيث بقي للعلاج ثلاثة أيام. وفي الليلة قبل الماضية، خرج شتاينتس من المستشفى إلى مؤتمر صحافي مشترك مع نتنياهو، يعلنان فيه عن سلسلة إجراءات تؤكد تجاوبهما مع مطالب الشباب والنقابات، ومنها: إلغاء الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود والمياه، ووضع لائحة جديدة تخفض السعر على من يستهلكون كميات معتدلة من الماء وترفع الأسعار عمن يستخدمون المياه للحدائق والبرك البيتية والنوافير، ورفع مستوى أجر الحد الأدنى إلى ما قيمته بأسعار اليوم 1200 دولار في الشهر، وتخفيض الضرائب بشكل تدريجي وتخفيض أسعار السفر الشعبي بنسبة 10 في المائة.
ولكن هذه الإجراءات لم ترو ظمأ الشباب واعتبروها «حبة دواء مسكن للأوجاع لعلاج السرطان». وردوا عليها بمظاهرة صاخبة أمام بيت وزير المالية قرب القدس، بمشاركة بضع مئات. وقد دعا إليها مجموعة الشباب المكافحة ضد رفع أسعار الوقود. وانضم إليها ناشطون آخرون. ورفعوا شعارات تقول: (الشعب زهق.. هذه الحكومة تخنقنا.. إجراءاتكم تضحكنا.. انزلوا إلى الشعب) وغيرها.
وقال ممثل عن منظمة حقوق المعوقين، موشيه روتمان: إن «حكومة نتنياهو، هي مثل حكومة حماس، لا تتيح للناس أن يعيشوا بكرامة ولا تحترم المواطنين. إن الوقود بات في عصرنا واحدا من المواد الأساسية الحيوية التي لا يستطيع المواطن الاستغناء عنه. ونتنياهو لا يقول الحقيقة عندما يدعي أنه رفع أسعار الوقود قبل أسبوعين، بسبب ارتفاع سعره في العالم من جراء أحداث مصر. والحقيقة أن قيمة الضرائب الحكومية تبلغ 53 في المائة من سعر الوقود».
وقال زئيف جراوار، أحد منظمي المظاهرة: إن الشوارع الإسرائيلية ستشهد في الأسابيع المقبلة سلسلة مظاهرات احتجاج على سياسة الحكومة الاقتصادية. وأضاف: «لن تكون تلك مظاهرات ضخمة كما في مصر، فنحن أصبحنا شعبا مدللا. ولكنها ستكون كبيرة جدا ومتواصلة». ودعا إلى مظاهرة ضخمة يوم الثلاثاء المقبل.
وتحاول أحزاب المعارضة الإسرائيلية الركوب على هذه الموجة الاحتجاجية. فقرر حزب كديما المعارض بقيادة تسيبي ليفني إطلاق حملة احتجاج واسعة ضد نتنياهو شخصيا، عنوانها «لا تتركوه يهدم إسرائيل». وقال رئيس حركة الشبيبة في هذا الحزب، معيان أموراي: إن الحكومة فقدت المقود وتدير الدولة كما تقاد سفينة بلا قبطان: «رئيس الحكومة يتصرف باستهتار ووزير الخارجية، ليبرمان، يسيء لعلاقات إسرائيل مع كل دولة يزورها. ووزير الدفاع، إيهود باراك، دمر حزب العمل وزعزع الجيش الإسرائيلي، فهل هذا صدفة؟ إنهم يعلنون الحرب على الشعب، بلا رحمة».
الإثنين فبراير 14, 2011 10:00 am من طرف ????