[b][i]47 ـ دعبل الخزاعي
هو أبو علي وأبو جعفر دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبدالرحمن بن عبدالله بن بديل الخزاعي ، الكوفي ، البغدادي وقيل اسمه محمّد ، وقيل عبدالرحمن ، وقيل الحسن ، ودعبل لقب له غلب على اسمه ، وهناك أقوال اخرى في أسماء أجداده .
من عظماء شعراء العرب ايام العباسيين ، وكان عالماً عالي المنزلة ، عارفاً بأيام العرب وطبقات الشعراء ، متكلماً ماهراً ، فصيحاً ، متفنناً في صنوف الشعر ، شجاع القلب ، قوي النفس ، مؤلفاً .
أصله من الكوفة ، وقيل من قرقيسيا ، ولد سنة 148 ، وقيل سنة 142 هـ ، سكن بغداد ، وقام بجولة زار خلالها خراسان والشام ومصر وبلاد المغرب .
أدرك الإمام الكاظم (عليه السلام) ، وصحب الامام الرضا (عليه السلام) ، ولقي الامام الجواد (عليه السلام) .
ألف كتاب (طبقات الشعراء) و(الواحد في مثالب العرب) ، و(ديوان شعر) .
نادم بعضاً من ملوك بني العباس كالرشيد والأمين والمأمون والمعتصم والواثق والمتوكل ومدحهم ونال جوائزهم وعطاياهم ، وله في هجاء بعضهم أشعار رائعة .
توفي بالطيب ـ بلدة في العراق بين واسط وكور أهواز ـ سنة 246 هـ وقيل سنة 245 ، واختلف المؤرخون في سبب وفاته ، فمنهم من قال بأنّه هجا المعتصم فقتله ، وقيل هجا مالك بن الطوق التغلبي فارسل إليه من سمه ، والله أعلم .
ومن شعره في محضر الإمام الرضا (عليه السلام) :
مدارس آيات خلت من تلاوة***ومنزل وحي مقفر العرصاتِ
لآل رسول الله بالخيف من منى***وبالبيت والتعريف والجمرات
واستمر إلى أن قال :
أفاطم لو خلت الحسين مجدلاً***وقد مات عطشاناً بشط فرات
إذاً للطمت الخد فاطم عنده***وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي***نجوم سماوات بأرض فلاة
لقد آمنت نفسي بكم في حياتها***وإني لأرجو الأمن بعد مماتي
قبور بكوفان واخرى بطيبة***واخرى بفخٍّ نالها صلواتي
واخرى بأرض الجوزجان محلها***وقبر ببا خمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية***تضمّنها الرحمن في الغرفات
فقال الإمام الرضا (عليه السلام) : أفلا ألحقت لك بيتين بهذا الموضع بهما تمام قصيدتك ، فقال : بلى يا ابن رسول الله ، فقال الإمام الرضا (عليه السلام) :
وقبر بطوس يا لها من مصيبه***ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائماً***يفرج عنا الغم والكربات
وله أيضاً :
لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت***وآل آحمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم***كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفرُ
ومن شعره في مدح الإمام الرضا (عليه السلام) وذم هارون الرشيد :
قبران في طوس خير الخلق كلهم***وقبر شرِّهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي له ولا***على الزكي بقرب الرجس من ضرر