حفل
تاريخ المرأة في الاسلام بظهور نماذج مميزة لها، ففي المراحل الأولى
للرسالة الإسلامية، شغلت المرأة المسلمة مهام عدة وصلت الى حد المشاركة في
الحروب والقيام بأعمال الطبابة والتمريض، وجاءت المرحلة الثانية للرسالة
والتي مثلتها سلسلة الأمامة لتخرّج هذه المدرسة ثلة من النساء اللواتي
انجبن خيرة الرجال وعلّمن أجيالا أيمانية ورفدن مسيرة الاسلام بالتربية
الصالحة، والتاريخ يحدثنا عن (فضة) خادمة الزهراء (سلام الله عليها) وكيف
كان منطقها القرآن الكريم الذي حفظته فما بالك بأحدى زوجات أميرالمؤمنين
(عليه السلام) وهي (أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] رضوان الله تعالى عليها) التي يكفيها فخرا أنها أم الشهداء الأربع في
كربلاء أم قائد جيش الإمام الحسين (عليه السلام) أبي الفضل العباس (عليه
السلام).
وفي هذا الكراس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عن أحوال هذه المرأة الصالحة والكرامات التي حباها الله تعالى وأهمية
زيارة قبرها الى غير ذلك من جعلها قدوة للنساء المسلمات في كل عصر ومصر.
أولادهاكان أولادها الأبطال أبناء أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد استشهدوا
جميعاً في نصرة أخيهم الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء يوم عاشوراء.
أكبرهم وأفضلهم: (العباس) (عليه السلام) ويكنّى بـ (أبي الفضل) وهو آخر من قتل من الأربعة، حيث قدَّمهم بين يديه فقتلوا جميعاً.
وقد كان للعباس (عليه السلام)عقب ولم يكن لأخوته الثلاثة، وكان رجلاً
جميلاً حتى لقّب بـ (قمر بني هاشم).. وكان شجاعاً جسيماً بحيث يركب الفرس
المطهّم ورجلاه تخطان الأرض خطاً، وكان لواء الإمام الحسين (عليه السلام)
معه يوم استُشهد، ولقِّب بـ (السقّاء) لأنه استسقى الماء من الأعداء لأخيه
الحسين (عليه السلام) وعائلته ولكن قُتل قبل أن يوصل الماء إليهم، وكان قد
جاء بالماء من نهر علقمة، وقد رأيت أنا هذا النهر قبل نصف قرن في طريق
بغداد مبتعداً عن كربلاء بمقدار نصف فرسخ، كذا قالوا بأنه نفس ذلك النهر.
وقد ذكر أصحاب المقاتل شيئا عن بطولة أولاد أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ومواساتهم للإمام الحسين (عليه السلام) وكيفية استشهادهم، فقالوا:
إنه لما رأى العباس (عليه السلام) كثرة القتلى في أهله وفي أصحاب
الحسين(عليه السلام) ـ بالنسبة إلى عددهم القليل ـ قال لأخوته الثلاثة من
أبيه وأمه،عبد الله وجعفر وعثمان:
«يا بني أمي تقدموا للقتال، بنفسي أنتم، فحاموا عن سيدكم حتى تستشهدوا دونه، وقد نصحتم لله ولرسوله» (1).
فقاتل عبد الله وعمره خمس وعشرون سنة فقتل بعد قتال شديد.
ثم تقدم جعفر بن علي (عليه السلام) وعمره تسع عشرة سنة وقاتل قتال الأبطال حتى قتل.
ثم تقدم عثمان بن علي (عليه السلام) وعمره إحدى وعشرون سنة وقاتل قتالاً شديداً حتى قتل.
وكان الإمام الحسين (عليه السلام) يحملهم من أرض المعركة إلى الخيمة كما
جرت العادة في ذلك اليوم، ولكنه (عليه السلام) لم ينقل العباس (عليه
السلام) وتركه في مصرعه حيث ضريحه الآن، وذلك لأسباب مذكورة في مظانها.
وكان كل واحد من أولاد أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] يرتجز عند القتال بما هو مذكور في كتب المقاتل(2).
ولما وصل خبر استشهادهم إلى أمهم ـ أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ـ في المدينة المنورة بكتهم بكاءً مرّاً، لكن كان بكاؤها لهم أقل من بكائها على الحسين(عليه السلام) وذلك في قصة مشهورة.
وهذا الموقف المشرف من السيدة أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (عليها السلام) يدلّ على علوّ معرفتها بالإمام (عليه السلام)
الكرامة الإلهيةورد في الحـــديث القدسي
عبـــدي أطـــعني أجــعــلْك مثلي أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما امرتك تقول للشيء كن فيكون)(1).
ومن هنا تنشأ معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء(عليه السلام) ، والفرق
بينهما أن الأولى على سبيل التحدي، بخلاف الثانية فإنها على سبيل إظهار فضل
الوليّ أو ما أشبه.
وأم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (سلام الله عليها)
صاحبة الكرامات الكثيرة التي نقلت عنها متواتراً وشوهدت كذلك، وذلك بالنذر
أو التوسل بها لتشفع عند الله .. بإهداء ختمة أو قراءة القرآن الكريم لها
أو ما أشبه.
وقد سمعت طيلة حياتي كثيراً من كراماتها المتواترة ولا يسع المقام لبيانها.
هذا ومن الواضح أن قوانين الكون ـ وهي لا تعد ولا تحصى ـ إنما هي بأجمعها
بإرادة الله سبحانه، والكرامة خارقة للقانون الكوني العام، وهي تدخل تحت
قانون المستثنيات، فتكون أيضاً بإرادته تعالى، فالإرادة تشمل المستثنى
والمستثنى منه كما لا يخفى..
فمن جعل النار محرقة جعلها برداً وسلاماً(2)..
ومن جعل الماء لازماً لتساوي السطوح جعله فرقاً فرقاً كل فرقة كالطود العظيم(3)..
ومن جعل القلب حينما يتوقف تسقط الأعضاء وأجهزة البدن عن العمل، جعله يرجعه إلى التحرك.. بإحياء الموتى.
وهكذا في سائر المعجزات والكرامات.
من غير فرق بين أن يكون الفاعل نبياً أو وصياً، حياً كعيسى(عليه السلام) أو متوفياً كنبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم).
وهكذا الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والإمام المهدي (عجّل الله
تعالى فرجه الشريف).وليس الأمر خاصاً بهم (عليهم السلام)، بل يشمل النساء
الطاهرات، معصومة وغيرها أيضاً، كفاطمة الزهراء والسيدة زينب (عليهما
السلام)(4) بل وحتى العلماء ومن إليهم كما مرّ في الحديث القدسي.
ثم إنه ليس باختيار الإنسان نفسه أن يصبح نبياً أو إماماً وإنما (الله أعلم حيث يجعل رسالته)(5).
أما أن يصبح ولياً من أولياء الله كالمقدَّس الأردبيلي (قدس سره)(6) ،
والسيد بحر العلوم (قدس سره)(7) ، فهو باختيار الإنسان وذلك بتطبيقه ما
تقدم من قوله تعالى في الحديث القدسي
عبدي أطعني...)(
.
إحياء الذكرىقال الإمام الصادق (عليه السلام): (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا)(1).
إن إحياء ذكرى أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (عليها
السلام) وذكرى المعصومين (عليهم السلام) وذويهم ومن إليهم، كالعلماء
والصالحين والصالحات، من أهم ما يلزم، وذلك لأجل تنظيم الحياة تنظيماً
صحيحاً يوجب سعادة الإنسان في دنياه وآخرته.
فمثلاً في ذكرى أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (سلام
الله عليها) تتذكر النساء هذه المرأة الطاهرة، العفيفة الشريفة، الحافظة
لنفسها، الذاكرة لله واليوم الآخر، المديرة لبيتها،المراعية لحقوق زوجها،
المربية لأولاد صالحين و..
فتتعلم منها وتقتدي بها، فلا تكون مبعثرات ولاساقطات ولامهملات في الحياة
الزوجية أوفي تربية الأولاد ـ كما هو المشاهد في يومنا هذا ـ .
وبذلك تسعد المرأة التي تلقت الدروس من مدرسة أم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] (عليها السلام) واتبعتها، ويسعد بها غيرها من أولادها وذويها، فيكون
الإحسان عائداً لنفسها قبل غيرها، قال سبحانه
إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم
وإن أسأتم فلها)(2).
ولا شك أن ذكرى أم البني(عليها السلام)وذكرى العظماء رجالاً أو نساءً، موجب
للأجر والثواب فقد ورد:«من ورّخ مؤمناً فقد أحياه»(3)، فكما أن إحياء
الإنسان يوجب الخيرات، كذلك إحياء ذكراه،قال تعالى
ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب)(4).[/center]
الجمعة مايو 04, 2012 3:10 am من طرف زينب العلوية