بمناسبة ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة الزهراء المظلومة (سلام الله عليها) احببت ان نتناول بالبحث عدد اسماؤها صلوات الله عليها وعلى ابناءها وإذا قصدنا بالاسم اسم الذات فاسمها (فاطمة) كما ذكرت في خطبتها الشهيرة (أيها الناس: اعلموا أني فاطمة وأبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم))، لكن الاسم يراد به هنا ما هو أعم من ذلك فيشمل اللقب كالزهراء (عليها السلام) والكنية كأم أبيها، وبهذا اللحاظ فإن أسماءها عديدة.
وقد اختلفت الروايات في تعدادها، ففي كتب الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) الأمالي وعلل الشرائع والخصال بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل، فاطمة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية، والمرضية، والمحدَّثة، والزهراء) ، ثم قال: أتدري أي شيء تفسير فاطمة؟ قلت أخبرني يا سيدي، قال فطمت من الشر) وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام): (فمن عرف فاطمة (عليها السلام) حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر، وإنما سميت فاطمة لأن الخلق فطموا عن معرفتها) ، وروي عن أبي هريرة أنه قال (إنما سميت فاطمة (عليها السلام)، فاطمة لأن الله فطم من أحبها من النار).
وتوجد رويات تشير إلى عدد أكبر من الأسماء للسيدة الزهراء (عليها السلام) كعشرين أو أكثر حتى تصل إلى تسعة وتسعين اسماً، وهذا واضح لأن الحديث المتقدم لم يتضمن أسماء مشهورة كالكوثر وأم أبيها وغيرها، قال ابن شهراشوب في المناقب (وصحّ في الأخبار: (لفاطمة عشرون اسماً، كل اسم يدل على فضيلة) ذكرها ابن بابويه في كتاب مولد فاطمة (عليها السلام) ويمكن فهم هذا الاختلاف في الاعداد باعتبار ان الروايات ليست بصدد حصر كل الأسماء فالحديث الأول يذكر الأسماء التي سماها الله تبارك وتعالى بها، والثاني يعدد الأسماء التي تكشف عن فضيلة من فضائلها، وهكذا فهي لا تنفي وجود أسماء أخرى.
وقد تضمنت نصوص زيارتها الكثير من الأسماء، وقد نظم أحد العلماء الأعلام ارجوزة شعرية في أسمائها (عليها السلام) ومما قال:
ألقابها تذكر في الكتابِ
كما أتت في كتب الأصحابِ
معصومة رضية مرضية
صديقة ميمونة زكيّة
ذات صفات من أبيها مورثة
والبعض من ألقابها محدَّثة
والدرة البيضاء والمباركة
سيدة النسا بلا مشاركة
أم أبيها قيل من كُناها
وليُطلَبُ التحقيق في معناها
وهذه الأسماء صدرت من الله تبارك وتعالى ومن رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) أو أطلقها عليها أولادها المعصومون (عليهم السلام) فهي مطابقة للحقيقة، وهي عين الواقع كما في الحديث السابق (لفاطمة تسعة أسماء عند الله عز وجل)، وهي أما تعبير عن فضيلة تتصف بها –كما في الحديث السابق- أو منقبة حبيت بها، أو تكريم منحت إياه، وكلها تعبّر عن حقائق مقدسة في سيدة العالمين، وشرحت الأحاديث الشريفة معانيها.
فسميت بالطاهرة لأنها من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بنص القرآن الكريم، وسميت بالبتول لانقطاعها إلى عبادة الله تعالى كما في مجمع البيان للطبرسي، أو لانقطاعها عن نساء زمانها، أو عن نساء الأمة فضلاً وديناً وحسباً وعفافاً كما روي عن الزمخشري.
وسميت الكوثر لأنها الواسطة في تكثير نسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبقائه، قال الرازي في تفسير الكوثر في سورة الكوثر (الكوثر أولاده، لأن هذه السورة نزلت رداً على من عابه (صلى الله عليه وآله وسلم) بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان).
وفي الكافي بسنده عن الامام موسى بن جعفر (عليهما السلام) (إن فاطمة (عليها السلام) صديقة شهيدة)، وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) في حديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (يا علي إني قد أوصيت فاطمة (عليها السلام) ابنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك فأنفذها، فهي الصادقة الصدوقة).
السبت مارس 03, 2012 1:22 pm من طرف رافــــــضــــي وافتخـــر