فضل الكوفة ومساجدها - محمد بن جعفر المشهدي -
ما ورد في فضل الكوفة وفي فضل فراتها والقول عند الورود والاغتسال . بالاسناد عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ( 1 ) ، قال : حدثني أبي ، عن سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عبد الله الرازي ، عن الحسن بن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر الباقر - عليه السلام - قال أبو بكر ، قلت له : اي بقاع الأرض بعد حرم الله وحرم رسوله أفضل ؟ فقال : يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة ، فيها قبور النبيين والمرسلين وغير المرسلين [ 30 ] والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا الا وصلى فيه ، ‹ صفحة 12 › وفيها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده ، وهي منازل النبيين والأوصياء والصالحين ( 1 ) . وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن الحسن ابن سعيد ، عن طريف بن ناصح ، عن خالد القلانسي ، عن الصادق عليه السلام قال : مكة حرم الله وحرم رسوله ، وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة فيها بمائة الف صلاة ، والدرهم فيها بعشرة ألف درهم . والمدينة حرم الله وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة فيها بعشرة الف صلاة ، والدرهم بعشرة ألف درهم . والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم علي بن أبي طالب عليه السلام الصلاة في مسجدها بألف صلاة ، والدرهم فيها بألف درهم ( 2 ) . وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسين الجوهري ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسين ، عن علي بن حديد ، عن محمد بن سنان ، عن عمرو بن خالد ، عن أبي حمزة الثمالي : ان علي بن الحسين عليه السلام اتى مسجد الكوفة عمدا من المدينة فصلى فيه ركعتين ، ثم ركب راحلته واخذ الطريق ( 3 ) . وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسن بن مهزيار ، عن الحسن ‹ صفحة 13 › ابن سعيد ، عن علي بن عرفة ، عن ربعي ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : شاطئ الوادي الأيمن الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات ، والبقعة المباركة هي كربلاء . وبالاسناد عن محمد بن الحسن الصفار ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن إسماعيل ، عن حنان بن سدير ، عن حكيم بن جبير الأسدي ، قال : سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول : ان الله جل جلاله يهبط ملكا في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل من مسك الجنة فيطرحه في فراتكم هذا وما من نهر في شرق الأرض وغربها أعظم بركة منه . وبالاسناد عن أبي القسم ، عن علي بن الحسين بن موسى ، عن علي بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن الحكم ، عن سليمان بن نهيك ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله سبحانه : * ( آويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) * ( 1 ) ، قال : الربوة : نجف الكوفة ، والمعين : الفرات ( 2 ) . . ‹ صفحة 14 › وبالاسناد عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جده علي بن مهزيار ( 1 ) ، عن الحسن بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمد المسلي ، عن عبد الله بن سليمان ، قال : لما قدم أبو عبد الله عليه السلام : الكوفة في زمن أبي العباس السفاح جاء على دابته في ثياب سفره ، حتى وقف على جسر الفرات ثم قال لغلامه : اسقني ، فأخذ كوز ملاح فغرف له به فسقاه فشرب وهو يسيل على لحيته وثيابه ، ثم استزاده فزاده ، فحمد الله عز وجل ثم قال : نهر وما أعظم بركته اما انه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة اما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه ، ولولا ما يدخله من الخطائين ، ما اغتمس فيه ذو عاهة الا أبرأه . وبالاسناد قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن سليمان بن هارون العجلي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما أظن أحدا يحنك بماء الفرات الا أحبنا أهل البيت ، وسألني : كم بينك وبين الفرات ؟ فأخبرته ، فقال : لو كنت ‹ صفحة 15 › عنده لأحببت ان آتيه طرفي النهار ( 1 ) . ‹ صفحة 17 › ذكر ما جاء من الفضل في المساجد المذكورة مجملا ومفصلا وبالاسناد ، عن خالد بن عرعرة ، قال : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : [ 31 ] بالكوفة مساجد مباركة ، ومساجد ملعونة ، فأما المساجد المباركة فيها فمسجد غني ، وهو مسجد مبارك ، والله ان قبلته لقاسطة ، ولقد أسسه رجل مؤمن ، وانه لقي سرة الأرض ، وان بقعته لطيبة ، ولا تذهب الليالي والأيام ، حتى تؤتى فيه عين ، وحتى تكون على حافتيه جنتان ، وأهله ملعونون ، وانه مسلوب منهم ، ومسجد جعفي مسجد مبارك وربما اجتمع فيه ناس من الغيب يصلون فيه ، ومسجد بأهلة انه لمسجد مبارك ، وانه تنزل فيه الرحمة ، ومسجد ظفر والله ان طباقه لصخرة خضراء ما بعث الله نبيا الا وفيها تمثال وجهه ، ومسجد سهيل وهو مسجد مبارك ، ومسجد يونس بن متى بظهر السبخة وما حوله ( 1 ) . ‹ صفحة 18 › واما المساجد الملعونة فمسجد أنمار وهو مسجد جرير بن عبد الله البجلي ، ومسجد الأشعث بن قيس ، ومسجد شبث بن ربعي ، ومسجد تيم ، ومسجد بالحمراء على قبر فرعون من الفراعنة ، قال : فلم نزل مفكرين في مقالته حتى ورد الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في أيام السفاح فجعل يشرح حال كل مسجد من المساجد فبان مصداق قوله عليه السلام . وروى محمد بن علي بن محبوب ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن عمرو بن عثمان ، عن محمد بن عذافر ، عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما السلام قالا : بالكوفة مساجد ملعونة ومساجد مباركة ، فأما المساجد المباركة فمسجد غني ، والله ان قبلته لقاسطة ، وان طينته لطيبة ، ولقد وضعه رجل مؤمن ولا تذهب الدنيا حتى تنفجر عنده عينان وتكون حوله جنتان ، وأهله ملعونون وهو مسلوب عنهم ، ومسجد بني ظفر وهو مسجد السهلة ، ومسجد الحمراء ، ومسجد جعفي ، قيل : وأين مسجدهم اليوم ؟ قالا درس . ومسجد كاهل انه لمسجد مبارك ، ولم يبق الا اسه ، ولقد كان أمير ‹ صفحة 19 › المؤمنين عليه السلام يطيل الصلاة فيه والقنوت . واما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف ، ومسجد الأشعث ، ومسجد جرير بن عبد الله البجلي ، ومسجد سماك ، ومسجد بالحمراء بني على قبر فرعون من الفراعنة . وحدثني الشيخ الجليل أبو الفتح القيم بالجامع ، وأوقفني على مسجد مسجد من هذه المساجد ، وحدثني ان مسجد الأشعث هو الذي يدعونه بمسجد الجواشن ، ومسجد سماك هو بالموضع الذي فيه الحدادون قريب منه ، وذكر انه يسمى بمسجد الحوافر ، ومسجد شبث بن ربعي في السوق آخر درب حجاج ، والذي بني على قبر فرعون من الفراعنة هو بمحلة البخار ( 1 ) . ‹ صفحة 20 › الكندي المتوفى بالكوفة سنة ( 42 ه - 662 م ) ، يقع المسجد بين مسجدي الكوفة والسهلة وورد ذكره في عدد من المراجع القديمة انظر : أسد الغابة 4 / 37 ، كامل الزيارات / 33 - 34 ومقاتل الطالبيين / 42 وفرحة الغري / 37 - 38 . تاريخ واسط لبحشل / 160 . و [ مسجد شبث ] بن ربعي التميمي اليربوعي المتوفى حدود سنة ( 70 ه - 689 م ) ابدى بصدده الشيخ حرز الدين ملاحظة مهمة قال : انه يقع على ربوة قرب جبل الصاغة بجانب مسجد السهلة وقد بقيت منه أسس مأذنته وقسم من الجدار القبلي ، قال : وأدركناه حدود سنة 1294 ه - 1877 م وكان الصبيان وسواد المارة يرمونه بالحجارة . راجع مراقد المعارف 2 / 381 . و [ مسجد تيم ] منسوب إلى قبيلة تيم ، ذكر ابن بابويه في ( الخصال ) ان الإمام علي ( ع ) إذا نظر إلى مسجد تيم يقول : هذه بقعة تيم ، ومعناه انهم قعدوا عنه لا يصلون معه عداوة له وبغضا . وأشار ابن الجوزي لمساجد تيم بالكوفة إشارة عابرة انظر صفة الصفوة 3 / 112 . ومن مؤذني التيم : مرزوق أبو بكير التيمي انظر تهذيب التهذيب 10 / 87 . والتأريخ الكبير للبخاري 7 / 383 رقم 1658 . و [ مسجد الحمرا ] على وزن سكرى - أظنه بني على أنقاض قبر قديم من زمن الجاهلية ، أو وجدوا هذا القبر أثناء تشييد المسجد وتوهموا بأنه فرعون من الفراعنة فقيل عنه ما قيل من أن أهل الكوفة يجتنبون الصلاة فيه لهذا الفرعون . وفي الكوفة مسجد آخر يعرف باسم الحمراء وآخر باسم المسجد الأحمر غير هذا . و [ مسجد ثقيف ] منسوب لقبيلة ثقيف الشهيرة ، وتقع محلتهم بالكوفة بالقرب من سجن اللخميين القديم بمنطقة الثوية من توابع الحيرة قبل الفتح الاسلامي . و [ مسجد سماك ] منسوب إلى سماك بن مخرمة الأسدي - أسد خزيمة - يقع في خطة ( بني نصر بن قعين ) وبجواره دار عمر بن خالد الواسطي وبجواره أيضا دار يحيى بن بشر بن كثير الأسدي الحريري . وكان سماك عثمانيا وأهل تلك الخطة من العثمانيين أيضا وهذا هو المحل الثاني بعد - خطة الكناسة - الذي يكثر فيه العثمانيون ، لان الكوفة علوية الميول ويقل بها أهل تلك الطائفة ، وورد ‹ صفحة 21 › ذكر المسجد في عدد من المراجع انظر أمالي الصدوق / 325 . الأغاني 17 / 146 . وسماك هو الذي قال فيه الشاعر الأخطل قصيدة شهيرة مطلعها : نعم المجير سماك من بني أسد بالمرج إذ قتلت جيرانها مضر وفيها يشير إلى مسجده فيقول : ابلى بلاء كريم لن يزال له منه بعاقبة مجد ومفتخر انظر شعر الأخطل 2 / 673 - 676 صنعة السكري ، تحقيق د - فخر الدين قباوة ط 1 مطبعة الأصيل - حلب - 1971 . ‹ صفحة 23 › ذكر ما جاء في مسجد بني كاهل ( 1 ) ويعرف بمسجد أمير المؤمنين عليه السلام . أخبرني الشيخ الجليل المقرء مسلم بن نجم المعروف بابن الاحت البزاز الكوفي الزيدي املاء من لفظه ، قال : أخبرنا أبو العباس احمد ابن محمد المقرئ ، قال ، حدثني عبد الله بن حمدان ، ويعرف بنميس المعدل ، قال : حدثنا [ 32 ] محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن حمزة الزيات ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عبد الرحمن ابن الأسود الكاهلي . ‹ صفحة 24 › وأخبرني الفقيه الجليل عز الدين أبو المكارم حمزة بن زهرة الحسني الحلبي ( 1 ) املاء من لفظه وأراني المسجد وروى لي هذا الخبر عن رجاله ، عن الكاهلي قال ، قال لي : الا تذهب بنا إلى مسجد أمير المؤمنين صلوات الله عليه نصلي فيه ، قلت : وأي المساجد هذا ؟ قال : مسجد بني كاهلة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليه السلام قال : النافلة في هذا المسجد تعدل عمرة مع النبي صلى الله عليه وآله وقد صلى فيه الف نبي والف وصي ( 1 ) . وبالاسناد ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن حاجب ، ومن أصل كتابه كتبت ، حدثنا محمد بن عمار العطار ، حدثنا محمد بن إسحاق بن أسامة بن السري بن السائب بن شراحيل ، حدثنا علي بن هشام المقرئ ، حدثنا : حسن بن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، عن أبيه ، عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وآله قال : لكأني بمسجد كوفان يأتي يوم القيامة محرما يشهد لمن صلى فيه ركعتين . وبالاسناد ، قال : حدثنا علي بن محمد بن الفضل الدهقان ، حدثنا محمد بن علي بن السمين ، حدثنا محمد بن زيد القطان ، حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : أخبرنا توبة بن الجليل ، قال : سمعت محمد بن الحسن ، قال : حدثنا هارون بن خارجة ، قال : قال جعفر بن محمد عليه السلام : كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة ؟ قلت : بقربه . قال : ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مختار الا وقد صلى فيه ، وقربه رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة أسري به فاستؤذن له فيه فصلى فيه ركعتين ، والصلاة فيه بألف صلاة والنافلة ‹ صفحة 37 › فيه بخمسمائة وان الجلوس فيه بغير تلاوة القرآن عبادة فاته ولو زحفا . وبالاسناد ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السراج ، قال : قال معاوية بن وهب واخذ بيدي ، قال أبو حمزة : واخذ بيدي ، قال لي الأصبغ بن نباتة واخذ بيدي ، فأراني الأسطوانة السابعة - هذا مقام أمير المؤمنين عليه السلام - ( قال ) وكان الحسن عليه السلام يصلي عند الخامسة فإذا غاب أمير المؤمنين عليه السلام صلى فيها الحسن عليه السلام وهي من باب كندة ، وقال الصادق : الأسطوانة السابعة مما يلي أبواب كندة في الصحن مقام جبرائيل عليه السلام ( 1 ) . ‹ صفحة 39 › ذكر ما ورد من الفضل في مسجد السهلة ( 1 ) [ 36 ] اخبرني الشيخان الجليلان الفاضلان أبو البقاء هبة الله بن ‹ صفحة 41 › هبة ، وأبو الخير سعد بن أبي الحسن الفراء رضي الله عنهما قالا : حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله الحسين بن طحال المقدادي ( 1 ) ، في منزله بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه في تاسع جمادى الآخرة من سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ، قال : حدثني الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ( 2 ) ، والشيخ محمد بن علي بن رحيم الصايغ ، قالا : حدثنا الشيخ محمد بن الحسن الطوسي ( 3 ) رضي الله عنه عن أبيه ، قال : حدثنا أحمد بن رشد ، قال : حدثنا ‹ صفحة 42 › قاسم بن محمد بن سعد بن جشم أبو عبد الله الهلالي ، قال : حدثني أبو موسى محمد بن محمد بن موسى بن مالك بن ضمرة صاحب علي عليه السلام قال : كنت أصلي فوق جبل الخندق ( 1 ) فحانت مني التفاتة إلى مسجد السهلة فنظرت إليه في وقت الصلاة يوم الجمعة فإذا هو روضة خضراء ، وفيه دوي كدوي النحل فمسحت عيني ثم نظرت إليه فإذا كما رأيته أولا فنزلت من الجبل أمشي حتى اتيته فلما قمت في وسطه غاب عني الشجر ، وسمعت الدوي كدوي النحل . وبالاسناد قال : وأخبرنا يعقوب ، قال : حدثنا ابن فضال ، عن الحسن بن علي بن يوسف ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمد بن عجلان ، عن مالك بن ضمرة الرؤاسي ، قال : قال لي أمير المؤمنين : أتصلي في مسجد السهلة ؟ قلت : ذاك مسجد تصلي فيه النساء ، فقال : يا مالك ذاك مسجد ما اتاه مكروب قط الا فرج الله عنه وأعطاه حاجته ، فاني والله ما اتيته الا صليت فيه ، فلما كان ذات ليلة أخذني أمر فاغتممت ، فذكرت قول أمير المؤمنين عليه السلام فقمت في الليل فتوضأت وانتعلت وخرجت فإذا على بابي مصباح ، فمر قدامي ، ومررت حتى انتهى إلى المسجد فوقف بين يدي وقمت أصلي فلما ان فرغت ، انتعلت ، ثم انصرفت ، فمر قدامي حتى انتهى إلى الباب ، فلما ان دخلت ذهب فما أردت ذلك به ليلة قط بعد ذلك الا وجدت المصباح على بابي . وبالاسناد قال أخبرنا يعقوب : مررنا على أبي عبد الله عليه السلام ‹ صفحة 43 › فسألنا فيكم أحد عنده علم زيد بن علي عليه السلام فقال رجل من القوم : انا عندي علم من علمك زيد : كنا عنده ذات ليلة في دار معاوية ابن إسحاق الأنصاري إذ قال : انطلقوا حتى نصلي في مسجد السهلة . فقال : أبو عبد الله عليه السلام : اما والله لو استعاذ به حولا لأعاذه الله سنين ، اما علمت أنه موضع إدريس النبي الذي كان يخيط فيه ، ومنه سار إبراهيم إلى اليمن إلى العمالقة ، ومنه سار داود إلى جالوت ، فقال الرجل : وأين كانت منازلهم ؟ قال : في زواياه ، وان فيه صخرة خضراء فيها تمثال وجه كل نبي ، وانه مناخ الراكب ، قال : ومن الراكب ؟ قال : الخضر ( 1 ) . وبالاسناد عن الصادق عليه السلام قال : مسجد السهلة [ 37 ] منزل صاحبنا إذا قام بأهله . وقال عليه السلام : مامن مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه بين العشائين ، ويدعو الله الا فرج كربه ( 2 ) . وبالاسناد ، قال : قال علي بن الحسين عليهما السلام : من صلى في مسجد السهلة ركعتين زاد الله تعالى في عمره سنتين . وروى أبو بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي ( يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم بأهله ( 3 ) وعياله في مسجد السهلة ) قلت : أيكون منزله ؟ ‹ صفحة 44 › قال : نعم ، كان فيه منزل إدريس ، ومنزل إبراهيم ، وما بعث الله نبيا الا وقد صلى فيه ، وفيه مسكن الخضر ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلى الله عليه وآله وما من مؤمن ولا مؤمنة الا وقلبه يحن إليه ، وفيه صخرة فيها صورة كل نبي ، وما صلى فيه أحد فدعا الله مما يخاف - الا اجابه - . فقلت : هذا لهو الفضل ، قال : أزيدك ؟ ، قلت : نعم ، قال : هو من البقاع التي أحب الله ان يدعى فيها ، وما من يوم ولا ليلة الا والملائكة يزورون هذا المسجد يعبدون الله فيه ، اما اني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة الا فيه ، يا أبا محمد : لو لم يكن من الفضل الا نزول الملائكة والأنبياء فيه ، لكان كثيرا فكيف وهذا الفضل وما لم أصف لك أكثر ، قلت : جعلت فداك لا يزال القائم عليه السلام فيه ابدا ؟ قال : نعم . قلت : فمن بعده ، قال : هكذا من بعده إلى انقضاء الخلق قلت : فما . كون من أهل الذمة عنده ؟ قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى الله عليه وآله ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون . قلت : فمن نصب لكم عداه ؟ قال : لا يا أبا محمد ، ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب ، ان الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا ، فأما اليوم فحرم علينا وعليكم ذلك ، فلا يغرنك أحد ، فإذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين . وحدثنا جماعة عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد الطوسي ، وعن الشريف أبي الفضل المنتهي بن أبي زيد بن كبايكي الحسيني ، وعن الشيخ الأمين أبي عبد الله محمد بن شهريار ‹ صفحة 45 › الخازن ( 1 ) ، وعن الشيخ الجليل شهرآشوب ( 2 ) ، وعن المقرئ عبد الجبار الرازي وكلهم يروون عن الشيخ أبي علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه قال : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي بالمشهد المقدس في الغري على صاحبه السلام في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة ، قال : حدثنا الشيخ أبو عبد الله الحسين ابن عبيد الله الغضائري ( 3 ) قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله ‹ صفحة 46 › الشيباني ، قالوا : وحدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الحسن الطوسي ، والشيخ الأمين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن ، قالا جميعا : حدثنا الشيخ أبو منصور محمد بن أحمد بن عبد العزيز العكبري المعدل بها في داره ببغداد سنة سبع وستين وأربعمائة ، قال : حدثنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله الشيباني ، قال : حدثنا محمد بن يزيد بن أبي الأزهر البوشنجي النحوي ، قال : حدثنا أبو الصباح [ 38 ] محمد بن عبيد الله بن زيد النهشلي ، قال : اخبرني أبي قال : حدثنا الشريف زيد بن جعفر العلوي ، قال : حدثنا محمد بن وهنان الهناني ، قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس بن محمد بن أحمد العلوي ، قال : حدثنا محمد بن جمهور القمي ، عن الهيثم بن عبد الله الناقد ، عن بشار المكاري ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل فقال لي : يا بشار ادن فكل ، فقلت : هناك الله وجعلني فداءك قد أخذتني الغيرة في شئ رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني فلا أستطيع - الاكل - فقال لي : بحقي لما دنوت فأكلت ، فدنوت وأكلت فقال لي : - حدثني - بحديثك . قلت : رأيت جلواز يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها : المستغاث بالله ورسوله ، ولا يغيثها أحد ، قال : ولم فعل بها ذاك ؟ قلت : سمعت الناس يقولون انها عثرت ، فقالت : لعن الله ظالميك يا فاطمة ، فارتكب منها ما ارتكب . قال : فبكى ( ع ) وقطع الاكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال : يا بشار قم بنا إلى ‹ صفحة 47 › مسجد السهلة ، لندعو الله عز وجل ونسأله خلاص هذه المرأة ، قال : ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله ، فان حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا ، قال : فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ثم رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء ، وقال : " أنت الله لا إله الا أنت مبدؤ الخلق ومعيدهم ، وأنت الله لا إله الا أنت خالق الخلق ورازقهم ، وأنت الله لا إله الا أنت القابض الباسط ، وأنت الله لا إله الا أنت مدبر الأمور ، وباعث من في القبور ، وأنت وارث الأرض ومن عليها ، أسألك باسمك المخزون المكنون ، الحي القيوم ، وأنت الله لا إله الا أنت عالم السر وأخفى ، أسألك باسمك الذي إذا دعيت به أجبت ، وإذا سئلت به أعطيت ، وأسألك بحق محمد وأهل بيته وبحقهم الذي أوجبته على نفسك ان تصلي على محمد وآل محمد ، وان تقضي لي حاجتي
، الساعة الساعة يا سميع الدعاء ، يا سيداه ، يا مولاه ، يا غياثاه ، أسألك بكل اسم سميت به نفسك واستأثرت به في علم الغيب عندك ان تصلي على محمد وآل محمد ، وان تعجل خلاص هذه المرأة ، يا مقلب القلوب والابصار " ( 1 ) قال : ثم خر ساجدا ، لا أسمع منه الا النفس ثم رفع رأسه ، فقال : قم فقد أطلقت المرأة ، فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهه إلى باب السلطان فقال ‹ صفحة 48 › له : ما الخبر ؟ قال : لقد خرج حاجب فدعاها ، وقال : ما الذي تكلمت به ؟ قالت : عثرت فقلت : ( لعن الله [ 39 ] ظالميك يا فاطمة ) ففعل بي ما فعل ، قال : فأخرج مائتي درهم ، فقال : خذي هذه واجعلي الأمير في حل ، فأبت ان تأخذها ، فلما رأى ذلك منها واعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال : انصرفي إلى بيتك ، فذهبت إلى منزلها فقال أبو عبد الله ( ع ) أبت ان تأخذ المائتي درهم ، قال : نعم وهي والله محتاجة إليها ، قال : فاخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير ، وقال : اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرأها مني السلام ، وادفع إليها هذه الدنانير ، قال : فذهبنا جميعا فأقرأناها السلام . فقالت : بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام فقلت لها : رحمك الله ، والله ان جعفر بن محمد اقرأك السلام ، فشهقت حتى وقعت مغشيا عليها ، قال : فصبرنا حتى أفاقت ، وقالت : أعدها علي ، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا . فقلنا لها : خذي هذا ما ارسل به إليك ، وابشري بذلك فأخذته منا وقالت : سلوه ان يستوهب أمته من الله تعالى ، فما اعرف أحدا أتوسل به إلى الله تعالى أكبر منه ، ومن آبائه وأجداده عليهم السلام قال : فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه السلام فجعلنا نحدثه بما كان منها ، فجعل يبكي ويدعو لها ثم قلت : ليت شعري ، ترى أرى فرج آل محمد عليهم السلام فقال : يا بشار ، إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك تصل إلى ولد بني فلان مصيبة سوداء مظلمة ، فإذا رأيت ذلك ، اتسعت حلقتا البطان ولا مرد لأمر الله تعالى . ‹ صفحة 49 › ذكر الصلاة في زوايا المسجد المعروف بمسجد السهلة وأخبرني الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي الحسيني الحلبي أدام الله عزه عند عودته من الحج في سنة أربع وسبعين وخمسمائة بمسجد السهلة ، قال : حدثني والدي علي بن زهرة ، عن جده ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه ( 1 ) . قال : حدثنا الشيخ الفقيه محمد بن يعقوب ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، قال : حججت إلى بيت الله الحرام ، فنزلنا عند ورودنا الكوفة ، فدخلنا إلى مسجد السهلة ، فإذا نحن بشخص راكع وساجد فلما فرغ دعا بهذا الدعاء : أنت الله لا إله الا أنت . . إلى آخر الدعاء . ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين ، ونحن معه ، فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا ، فقال : اللهم رب هذه البقعة الشريفة وبحق من تعبدك فيها قد علمت حوائجي ، فصل على محمد وآل محمد واقضها ، وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفرها لي : اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وأمتني إذا كانت الوفاة خيرا لي ، على موالاة أوليائك ، ومعاداة أعدائك ، وافعل بي ما أنت أهله يا ارحم الراحمين . ثم نهض فسألناه عن المكان فقال : ان هذا الموضع بيت إبراهيم ‹ صفحة 50 › الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة ، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه ، وقال : اللهم إني صليت هذه الصلاة ابتغاء مرضاتك وطلب نائلك ، ورجاء رفدك وجوائزك ، فصل على محمد وآل محمد وتقبلها مني بأحسن قبول ، وبلغني برحمتك المأمول وافعل بي [ 40 ] ما أنت أهله يا ارحم الراحمين . ثم مضى إلى الزاوية الشرقية ، فصلى ركعتين ثم بسط كفيه وقال : اللهم ان كانت الذنوب والخطايا قد أخلقت وجهي عندك فلم ترفع لي إليك صوتا ولم تستجب لي دعوة فاني أسألك بك يا الله فإنه ليس مثلك أحد وأتوسل إليك بمحمد وآل محمد ، ولا تحرمني حين أرجوك يا ارحم الراحمين . وعفر خديه على الأرض وقام فخرج فسألناه : بم يعرف هذا المقام ؟ فقال : انه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين ، قال : فاتبعناه ، فإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار كما صلى أول مرة ثم بسط كفيه وقال : الهي قد مد إليك الخاطئ المذنب يديه لحسن ظنه بك ، الهي قد جلس المسئ بين يديك مقرا لك بسوء عمله راجيا منك الصفح عن زلله ، الهي قد رفع إليك الظالم كفيه راجيا لما لديك فلا تخيبه برحمتك من فضلك ، الهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك خائفا من يوم يجثو به الخلائق بين يديك ، الهي قد جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ، ورفع إليك طرفه حذرا راجيا ، وفاضت عبرته مستغفرا نادما ، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وانا بك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ، ولا لنظرك مستخف ، ولكن سولت لي نفسي وأعانتني على ذلك شقوتي ، وغرني سترك المرخى علي ، فمن الان من ‹ صفحة 51 › عذابك من يستنقذني ؟ ، وبحبل من اعتصم ان قطعت حبلك عني ؟ فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا ، وللمثقلين حطوا ، فمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط ؟ ويلي كلما كبرت سني كثرت ذنوبي ، ويلي كلما طال عمري كثرت معاصيي . فكم أتوب وكم أعود ، اما آن لي ان استحي من ربي ، " اللهم فبحق محمد وآل محمد ، ارحمني واعف عني واغفر لي ، يا خير الغافرين " ثم بكى وعفر خديه وقال " ارحم من أساء واقترف ، واستكان واعترف " ثم قلب خده الأيسر ، وقال : " عظم الذنب من عبدك ، فليحسن العفو من عندك يا كريم " ثم قام فخرج فاتبعناه ، فقلت : يا سيدي بم يعرف هذا المسجد ؟ فقال : انه مسجد زيد بن صوحان ( 1 ) ‹ صفحة 52 › صاحب علي بن أبي طالب ، وهذا دعاؤه وتهجده . ثم غاب فلم نره ، فقال لي صاحبي : انه الخضر عليه السلام . ‹ صفحة 53 › ذكر ما ورد من الفضل في مسجد صعصعة بن صوحان العبدي ( 1 ) والصلاة فيه والدعاء وبالاسناد ، قال : حدثنا علي بن عبد الرحمن التستري ، قال : مررت ببني رؤاس فقال لي بعض إخواني : لو ملت بنا إلى مسجد ‹ صفحة 54 › صعصعة فصلينا فيه ، فان هذا - شهر - رجب ويستحب فيه زيارة هذه المواضع المشرفة التي قد وطأها الموالي بأقدامهم ، وصلوا فيها ، ومسجد صعصعة منها فملت معه إلى المسجد فدخلنا وإذا بناقة معقولة مرحولة قد أنيخت بباب المسجد فدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز وعمة - وهو - جالس يدعو بهذا [ 41 ] الدعاء فحفظته انا وصاحبي وهو : " اللهم يا ذا المنن السابغة ، والآلاء الوازعة ، والرحمة الواسعة ، والقدرة الجامعة ، والنعم الجسيمة ، والمواهب العظيمة ، والايادي الجميلة ، والعطايا الجزيلة ، يا من لا ينعت بتمثيل ، ولا يمثل بنظير ، ولا يقلب بضمير ، يا من خلق فرزق ، وألهم فأنطق ، وابتدع فشرع ، وعلا فارتفع ، وقدر فأحسن ، وصور فأتقن ، واحتج فأبلغ ، وأنعم فأسبغ ، وأعطى فأجزل ، ومنح فأفضل يا من سما في العز ففات خواطر الأبصار ، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار ، يا من توحد في الملك فلا ند له في ملكوت سلطانه . وتفرد في الآلاء والكبرياء فلا ضد له في جبروت شأنه ، يا من حارت في كبرياء هويته دقائق لطائف الأوهام ، وانحسرت دون ادراك عظمته خطائف أبصار الأنام ، يا من عنت الوجوه لهيبته ، وخضعت الرقاب لعظمته ، ووجلت القلوب من خيفته ، أسألك بهذه المدحة التي لا تنبغي الا لك ، وبما رأيت به على نفسك للمؤمنين ، وبما ضمنت الإجابة فيه منك للداعين ، يا أسمع السامعين وأبصر الناظرين وأسرع الحاسبين ، يا ذا القوة المتين ، صل على محمد خاتم النبيين ، وعلى أهل بيته المعصومين ، وأقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت ، واختم لي في قضائك السعادة في خير ما ختمت ، وأحييني ما أحييتني موفورا ، ‹ صفحة 55 › وأمتني مسرورا مغفورا وتول أنت نجاتي من مسائلة البرزخ وادرأ عني منكرا ونكيرا وارعني مبشرا وبشيرا ، واجعل لي من رضوانك وجنانك عينا قريرا ، وملكا كبيرا ، وصل على محمد وآله كثيرا " . ثم سجد طويلا فقام وركب الراحلة ، فقال لي صاحبي : أتراه الخضر فما بالنا لا نكلمه كأنما أمسك على ألسنتنا وخرجنا فلقينا ابن داود الرؤاسي ، فقال : من أين أقبلتما ؟ قلنا من مسجد صعصعة ، وأخبرناه الخبر ، فقال : هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة ولا يتكلم . قلنا : من هو ؟ قال : فمن تريانه ؟ قلنا : نظنه الخضر ، قال : فانا والله ما أراه الا من الخضر محتاج إلى رؤيته فانصرفا راشدين ، فقال لي صاحبي : هو والله - يعني صاحب الزمان - عليه السلام . ‹ صفحة 57 › ذكر مسجد غني والصلاة فيه والدعاء ( 1 ) اخبرني الشريف الاجل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة - أدام الله عزه - عن أبيه باسناد متصل إلى طاوس اليماني ( 2 ) ، قال : مررت بالحجر في - شهر - رجب وإذا بشخص راكع ساجد فتأملته فإذا هو علي بن الحسين - عليهما السلام - فقلت في نفسي : رجل صالح من أهل بيت النبوة ، فوالله لأغتنمن دعاؤه ، فجعلت أرقبه حتى فرغ ‹ صفحة 58 › من صلاته ، فرفع باطن كفيه إلى السماء ، وجعل يقول : سيدي سيدي ، هذه يدي قد مددتها إليك بالذنوب مملؤة ، وهذه عيني إليك بالرجاء ممدودة ، وحق لمن دعاك بالندم تذللا ان لا تخيبه من الكرم تفضلا ، سيدي امن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي ، أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي ، سيدي الضرب المقامع خلقتني أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ، سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول [ 42 ] الهاربين منك ، ولكني اعلم اني لا أفوتك سيدي لو أن عذابي يزيد في ملكك لسالمتك الصبر عليه ، غير اني اعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ولا ينقص منه معصية العاصين ، سيدي ما انا وخطري ؟ هب لي خطأي بفضلك وجللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم رحمتك ، الهي وسيدي ارحمني على الفراش مطروحا تقلبني أيدي أحبتي وارحمني على المطروحا يغسلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم ف
وارحم في ذلك البيت المظلم من نار حرها إذ يطغى ، وجديدها لا يبلى ، وعطشانها لا يروى ، وقلب خده الأيمن ، وقال : اللهم لا تقلب وجهي في النار بعد تعفيري وسجودي لك ، بغير من مني عليك ، بل لك الحمد والمن علي ، ثم قلب خده الأيسر ، وقال : ارحم من أساء واقترف ، واستكان واعترف ، ثم عاود السجود وقال : ان كنت بئس العبد فأنت نعم الرب ، العفو العفو ( مائة مرة ) . قال طاوس ، فبكيت حتى علا نحيبي فالتفت إلي وقال : ما يبكيك يايماني أوليس هذا مقام المذنبين ، فقلت : يا سيدي حقيق على ‹ صفحة 59 › الله ان لا يردك وجدك محمد - صلى الله عليه وآله - قال : فلما كان في العام المقبل في شهر رجب كنت بالكوفة فمررت بمسجد غني فرأيته عليه السلام يصلي فيه ويدعو بهذا الدعاء المذكور ، وفعل كما فعل بالحجر ، تمام الحديث . ‹ صفحة 61 › ذكر الصلاة والدعاء بمسجد جعفي ( 1 ) وحدثني الشريف الاجل عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة العلوي - أدام الله عزه - املاء من لفظه ببلد الكوفة ، عند عودته من الحج في سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، عن أبيه ، عن جده ، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن بابويه - رضي الله عنه - قال : حدثنا الحاكم أبو علي الحسن بن أحمد البيهقي ، في داره بنيشابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي ( 2 ) قراءة ، قال : ‹ صفحة 62 › حدثني عون بن محمد الكندي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن ميثم ( 3 ) ، يقول : حدثني أبي ميثم ( 4 ) - رضي الله عنه - قال : اصحر بي مولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - ليلة من الليالي فخرج من الكوفة ، وانتهى إلى مسجد جعفي فتوجه إلى القبلة وصلى أربع ركعات ، فلما سلم وسبح وبسط كفيه ، قال : " الهي كيف أدعوك وقد عصيتك ، وكيف لا أدعوك وقد عرفتك ، وحبك في قلبي مكين ، مددت إليك يدا بالذنوب مملوءة ، وعينا بالرجاء ممدودة ، الهي أنت مالك العطايا وانا أسير الخطايا ، ومن كرم العظماء الرفق بالاسراء فاني أسير بجرمي ، مرتهن بعملي ، الهي ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله وأوحش المسلك على من لم تكن أنيسه ، الهي لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ، ولئن طالبتني بجريرتي لأطالبنك بكرمك ، ولئن طالبتني بشري لأطلبنك بخيرك [ 43 ] ولئن ‹ صفحة 63 › جمعت بيني وبين أعدائك في النار لأخبرنهم اني كنت لك محبا ، واني كنت اشهد ان لا إله إلا الله ، الهي هذا سروري بك خائفا فكيف سروري بك آمنا ، الهي الطاعة تسرك والمعصية لا تضرك ، فهب ما يسرك ، واغفر لي ما لا يضرك ، وتب علي انك أنت التواب الرحيم ، اللهم صل على محمد وآل محمد وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري ، وامحى عن المخلوقين ذكري ، وصرت من المنسيين كمن قد نسي ، الهي كبر سني ، ودق عظمي ، ونال الدهر مني ، واقترب أجلي ، ونفدت أيامي ، وذهبت محاسني ، ومضت شهوتي ، وبقيت تبعتي ، وبلى جسمي ، وتقطعت أوصالي ، وتفرقت أعضائي ، وبقيت مرتهنا بعملي ، الهي أفحمتني ذنوبي ، وانقطعت مقالتي ولا حجة لي ، الهي انا المقر المعترف بجرمي الأسير باسائتي ، المرتهن بعملي ، المتهور ؟ ؟ بخطيئتي ، المتحير عن قصدي ، المنقطع بي ، فصل على محمد وآله ، وتفضل علي وتجاوز عني ، الهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي ، فقد كبر جنب رجائك املي ، الهي كيف انقلب بالخيبة منك محروما ، وكل ظني بجودك ان تقلبني بالنجاة مرحوما ، الهي لم أسلط على حسن ظني بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي من بين الآملين ، الهي عظم جرمي إذ كنت المطالب به ، وكبر ذنبي إذ كنت المبارز به إلا اني إذا ذكرت كبر ذنبي ، وعظم عفوك وغفرانك وجدت الحاصل بينهما لي أقربهما إلى رحمتك ورضوانك ، الهي ان دعاني إلى النار مخشي عقابك فقد ناداني إلى الجنة بالرجاء حسن ثوابك ورضوانك ، الهي ان أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك ، الهي ان أنامتني الغفلة عن الاستعداد للقائك فقد نبهتني ‹ صفحة 64 › المعرفة يا سيدي بكريم آلائك ، الهي ان اغرب لبي عن تقويم ما يصلحني فما غرب ابقائي بنظرك فيما ينفعني ، الهي ان جئتك ملهوفا وقد آيستني عزم فاقتي وإقامتي مع الأذلاء بين يديك ضر حاجتي ، الهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني ببعض نوالك ، الهي أصبحت على باب من أبواب محنتك سائلا وعن التعرض لسواك بالمسألة عادلا ، وليس من شأنك رد سائل ملهوف ومضطر لانتظار خير منك مألوف ، الهي قد أقمت على قنطرة الاخطار مبلوا بالاعمال والاختبار ان لم تعن عليهما بتخفيف الأثقال والآصار ، الهي امن أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي ؟ أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي ؟ الهي ان حرمتني رؤية محمد - صلى الله عليه وآله - وصرمت وجه املي بالخيبة في ذلك المقام فغير ذلك منتني نفسي ، يا ذا الجلال والاكرام ، والطول والانعام ، الهي لو لم تهدني إلى الاسلام ما اهتديت ، ولو لم ترزقني الايمان بك ما آمنت ولو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت ، ولو لم تعرفني حلاوة معرفتك ما عرفت الهي ان أفقدني التخلف عن السبق مع الأبرار [ 44 ] فقد أقامتني الثقة بك على مدارج الأخيار ، الهي قلب حشوته من محبتك في دار الدنيا كيف تسلط عليك نار الحرقة في لظى ، الهي كل مكروب إليك يلتجي ، وكل محروم لك يرتجي ، الهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا ، وسمع الزالون عن القصد بجودك فرجعوا ، وسمع المذنبون بسعة رحمتك فتمتعوا ، وسمع المجرمون بكرم عفوك فطمعوا حين ازدحمت عصائب العصاة من عبادك ، وعج إليك منهم عجيج الضجيج بالدعاء في بلادك ، ولكل امل ساقه صاحبه إليك ‹ صفحة 65 › حاجة ، وأنت المسؤول الذي لا تسود إليه وجوه المطالب فصل على محمد وآل محمد وافعل بي ما أنت أهله انك سميع الدعاء " . ثم أخفت - عليه السلام - دعاءه ، وسجد وعفر ثم قال : العفو العفة - مائة مرة - وقام فخرج واتبعته حتى خرج إلى الصحراء فخط لي خطة وقال : إياك ان تجاوز هذه الخطة ، ومضى عني ، وكانت ليلة مدلهمة فقلت : يا نفسي أسلمت مولاك وله أعداء كثير اي عذر يكون لك عند الله ، وعند رسوله ان أصيب والله لأقفون أثره ، ولأعلمن خبره ، وان كنت قد خالفت امره ، وجعلت اتبع اثره فوجدته - عليه السلام - مطلعا في بئر إلى نصفه يخاطب البئر والبئر تخاطبه ، فحس بي ، فالتفت إلي وقال : من ؟ قلت : ميثم ، فقال : ألم آمرك ان لا تتجاوز الخطة ! قلت : بلى يا مولاي ولكن خشيت عليك من الأعداء ، فلم يصبر لذلك قلبي ، فقال : أسمعت ، فما قلت شيئا . قلت : لا يا مولاي فقال ( يا ميثم : وفي الصدر لبانات إذا ذاق بها صدري نكت الأرض بالكف وأبديت لها سري فمهما تنبت الأرض فذاك النبت من بذري ‹ صفحة 67 › باب القول والعمل عند ورود الكوفة إذا وردت الكوفة فاخلع ثياب سفرك ، وانزل واغتسل قبل دخولها ، فإنها حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين ، فإذا أردت المضي إلى المشهد فاغتسل غسل الزيارة ، وصفة النية لهذا الغسل ان تنوي بقلبك " اغتسل لدخول الكوفة مندوبا قربة إلى الله تعالى " وقل . وأنت تغتسل : " بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وآله - اللهم صل على محمد وآل محمد وطهر قلبي وزك عملي ونور بصري ، واجعل غسلي هذا طهورا وحرزا وشفاءا من كل داء وسقم وآفة وعاهة ومن شر ما أحاذر انك على كل شئ قدير ، اللهم صل على محمد وآل محمد واغسلني من الذنوب كلها ، والآثام والخطايا ، وطهر جسمي وقلبي من كل آفة يمحق بها ديني واجعل عملي خالصا لوجهك يا ارحم الراحمين . اللهم صل على محمد وآل محمد ، واجعله شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي انك على كل شئ قدير " واقرأ : انا أنزلناه في ليلة القدر . . فإذا فرغت من الغسل فالبس ما طهر من ‹ صفحة 68 › ثيابك ، وامش على سكينة ووقار فإذا دخلت الكوفة فقل : " بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وآله - اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " ثم صلي تحية المسجد مندوبا ، ثم امش وأنت تقول : سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر " ما استطعت . وادخل إلى [ 45 ] مشهد يونس النبي ( 1 ) - عليه ‹ صفحة 69 › السلام - فزره بهذه الزيارة : " السلام على أولياء الله وأصفيائه ، السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محل معرفة الله ، السلام على معادن حكمة الله وأحبائه ، السلام على عباد الله المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه ، السلام على الادلاء على الله ، السلام على المستقرين في مرضاة الله ، السلام على الممحصين في طاعة الله ، ومن عرفهم فقد عرف الله ، ومن جهلهم فقد جهل الله ، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى عنهم فقد تخلى عن الله ، اشهد اني حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم ، مؤمن بما آمنتم ، كافر بما كفرتم به ، محقق لما حققتم ، مبطل لما أبطلتم ، مؤمن بسركم وعلانيتكم ، مفوض في ذلك كله إليكم ، لعن الله عدوكم من الجن والإنس " ثم قبل التربة وصل ركعتين تحية للمسجد ، وركعتين للزيارة ، وادع لنفسك ولمن أحببت ويستحب ان تدعو بالدعاء الذي دعا به زين العابدين علي بن الحسين - عليه السلام - عنده ويسمى دعاء الاستقالة وهو : " يا من برحمته يستغيث المذنبون ، ويا من إلى ذكر احسانه يفزع المضطرون ، ويا انس كل مستوحش غريب ، ويا فرج كل محزون كئيب ، ويا عون كل مخذول فريد ، وعضد كل محتاج طريد ، أنت الذي وسعت كل شئ رحمة وعلما ، وجعلت لكل مخلوق في نعمك سهما ، وأنت الذي عفوه انساني عقابه ، وأنت الذي تسعى رحمته امام غضبه ، وأنت الذي عطاؤه أكثر من منعه ، وأنت الذي لا يرغب في جزاء من أعطاه ، وأنت الذي لا يفرط في عقاب من عصاه ، وانا ‹ صفحة 70 › عبدك الذي أوقرت الخطايا ظهره ، وانا الذي أفنت الذنوب عمره ، وانا الذي بجهله عصاك ولم تكن اهلا لذاك ، فهل أنت يا الهي راحم من دعاك فأبلغ في الدعاء أم أنت غافر لمن بكي إليك فأسرع في البكاء ، أم أنت
أم أنت متجاوز عمن عفر لك وجهه تذللا أم أنت مغن في شكا إليك فقره توكلا ، الهي لا تخيب من لم يجد مطلبا غيرك ولا تخذل من لا يستغني عنك بأحد دونك ، الهي صل على محمد وآل محمد ، ولا تعرض عني وقد أقبلت عليك ، ولا تحرمني وقد رغبت إليك ، ولا تخيبني بالرد وقد انتصبت بين يديك ، أنت وصفت نفسك بالرحمة فصل على محمد وآل محمد ، واعف عني فقد ترى يا الهي فيض دمعي من خيفتك ، ووجيب قلبي من خشيتك ، وانتقاص جوارحي من هيبتك . " . ‹ صفحة 71 › ذكر العمل بالمسجد الجامع بالكوفة إذا اتيته فقف على الباب المعروف ( بباب الفيل ( 1 ) ) فإنه روي عن مولانا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - أنه قال : ادخل إلى جامع الكوفة من الباب الأعظم فإنه روضة من رياض الجنة ، ثم إذا أردت الدخول فقل : - " السلام على رسول الله ، السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته [ 46 ] ومنتهى مشاهده وموضع مجلسه ، ومقام حكمته ، وآثار آبائه آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل ، وتبيان بيانه ، السلام على الامام الحليم الصديق الأكبر الأعظم القائم بالقسط الذي فرق بين الحق والباطل ، والشرك والتوحيد ، والكفر والايمان ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحى من حي عن بنية ، اشهد يا أمير المؤمنين وخاصة المنتجبين ، وزين الصديقين ، وصابر الممتحنين انك ‹ صفحة 72 › حكم الله في ارضه وباب حكمته ، وعاقد عهده ، والناطق بوعده ، والواصل بينه وبين عباده ، وكهف النجاة ، ومنهاج التقى ، والدرجة العليا ، ومهيمن القاضي الاعلى ، يا أمير المؤمنين بك أتقرب إلى الله زلفى وأنت وليي وسيدي ووسيلتي في الدنيا والآخرة . " ثم ( ادخل المسجد ) وقل : " الله أكبر الله أكبر هذا مقام العائذ بالله وبمحمد وبولاية أمير المؤمنين والأئمة المهديين الصادقين الناطقين الراشدين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، رضيت بهم أئمة وهداة وموالي ، وسلمت لأمر الله لا أشرك به شيئا ولا اتخذ مع الله وليا ، كذب العادلون بالله وضلوا ضلالا بعيدا ، حسبي الله وأولياء الله . اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وآله - وان عليا والأئمة المهديين من ذريته - عليهم السلام - أوليائي وحجة الله على خلقه . " ثم تصير إلى الرابعة مما يلي الأنماط تصير إلى الأسطوانة بمقدار سبعة أذرع أقل أو أكثر فقد روي عن مولانا ( الصادق ) جعفر بن محمد . عليهما السلام - انه جاء في أيام السفاح حتى دخل من باب الفيل فتياسر قليلا ثم دخل فصلى عند الأسطوانة الرابعة وهي بحذاء الخامسة فقيل له في ذلك ، فقال : تلك ( أسطوانة إبراهيم ) ( ع ) . فإذا صرت عندها فصل أربع ركعات وقل : " السلام على عباد الله الصالحين الراشدين الذين اذهب الله عنهم الرجس وجعلهم أنبياء مرسلين ، وحجة على الخلق أجمعين ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ذلك تقدير العزيز العليم " ثم ‹ صفحة 73 › قل " نحن على وصيتك يا ولي المؤمنين التي أوصيت بها ذريتك من المرسلين والصديقين ، نحن من شيعتك وشيعة نبيك ونبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - وعليك وعلى جميع المرسلين والأنبياء والصديقين ، وعلى ملة إبراهيم ودين محمد النبي الأمي والأئمة المهتدين ، وولاية علي أمير المؤمنين ، السلام على البشير النذير وصلوات الله ورحمته ورضوانه وبركاته وعلى وصيته وخليفته وحجته الشاهد لله على خلقه علي أمير المؤمنين الصديق الأكبر والفاروق الأعظم المبين الذي اخذت بيعته على العالمين وعلى ذريته الأئمة الميامين ، ورضيت بهم أولياء وموالي وحكاما في نفسي وولدي وأهلي ومالي وقسمي حلي وحرامي واسلامي وديني ودنياي وآخرتي ومحياي ومماتي ، أنتم الحكمة في الكتاب وفضل المقام وفصل الخطاب ، وعين الحي الذي لا ينام وأنتم حكم الله وبكم عرف حق الله [ 47 ] لا إله إلا الله وأنتم نور الله من بين أيدينا ومن خلفنا أنتم سنة الله التي يسبق بها القضاء يا أمير المؤمنين انا لك مسلم تسليما وعليك مهيمن سلما لا أشرك بالله ربا ولا اتخذ وليا والحمد لله الذي هداني بكم وما كنت اهتدي لولا أن هداني الله والحمد لله على ما هداني " ثم صل في صحن المسجد أربع ركعات للحوائج ركعتين بالحمد وقل هو الله أحد ، وركعتين بالحمد ، وانا أنزلناه . فإذا فرغت فسبح تسبيح الزهراء - عليها السلام - فقد روي عن أبي عبد الله - عليه السلام - أنه قال لبعض أصحابه : يا فلان اما تغدو في الحاجة ، اما تمر في المسجد الأعظم عندكم بالكوفة ؟ قال : بلى ، قال : فصلى فيه أربع ركعات ، وقل : " الهي ان كنت عصيتك فاني أطعتك في أحب الأشياء إليك ، لم ‹ صفحة 74 › اتخذ لك ولدا ، ولم ادع لك شريكا ، وقد عصيتك في أشياء كثيرة على غير المكابرة لك والا الاستكبار عن عبادتك ولا الجحود لربوبيتك ، ولا الخروج عن العبودية لك ولكن اتبعت هواي ، وأزلني شيطاني بعد الحجة والبيان ، فان تعذبني فبذنوبي غير ظالم ، وان تعف عني وترحمني فبجودك وكرمك يا كريم وقل أيضا : " غدوت بحول الله وبركة أهله ، وأسألك ان ترزقني رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي بحولك وقوتك وانا خافض في عافيتك " ثم صل وادع عند الثالثة مما يلي ( باب كندة ( 2 ) ) ، وهي ( لزين العابدين ) علي بن الحسين - عليهما السلام - وهي بعد ثلاث أساطين عن باب كندة ، صر في آخرها مما يلي القبلة وصل ركعتين وقل : " بسم الله الرحمن الرحيم ، ان ذنوبي قد كثرت ولم يبق الا رجاء عفوك وقد قدمت آلة الحرمان فأسألك مالا استوجبه عليك ، اللهم ان تعذبني فبذنوبي لم تظلمني شيئا وان تغفر لي فخير راحم أنت يا سيدي ، اللهم أنت أنت ، وانا انا ، أنت العواد بالمغفرة ، وانا العواد بالذنوب ، وأنت المتفضل بالحلم ، وانا العواد بالجهل ، فاني أسألك يا كنز الضعفاء ، ويا عظيم الرجاء ، ويا منقد الغرقى ، يا منجي الهلكى ، يا مميت الاحياء ، يا محي الموتى ، أنت الله لا إله إلا
الثلاثاء أكتوبر 04, 2011 5:00 am من طرف زينب العلوية