عظم الله اجورنا واجوركم بهذا المصاب الاليم
نقدم تعازينا لسيدنا ومولانا بقية الله الاعظم صاحب العصر والزمان ( عج ) والسيد القائد الخامنئي ( حفظه الله ) والامة الاسلامية وشيعة أهل البيت (عليهم السلام) واليكم اعضاء القروب في ذكرى وفاة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام
السيدة سكينة بنت الإمام الحسين بن علي بن أبى طالب
اسمها ونسبها :
السيّدة سكينة بنت الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب ( عليهم السلام )
أُمّها :
السيّدة الرباب بنت امرئ القيس القضاعية
سيرتها :
روي أنّ لها السيرة الجميلة والعقل التام وكانت على منزلة كبيرة من الجمال والأدب والكرم والسخاء الوافر وروى العلاّمة المجلسي في مساعدتها للفقراء
( أراد علي بن الحسين ( عليهما السلام )
الحج فأنفذت إليه أخته سكينة بنت الحسين ( عليهما السلام ) ألف درهم فلحقوه بها بظهر الحرّة فلمّا نزل فرّقها على المساكين
((سكينة بنت الحسين ومصائب كربلاء عليها ))
إن لسكينة بنت الحسين عليها السلام مواقف ومصائب كثيرة وكبيرة في كربلاء مصائب تفجع عليها القلوب ألماً وحزناً وتبكي العيون دموعاً ودماً لما جرى على أهل هذا البيت الطاهر من قتل وتشريد وترويع وإحراق للخيام وسبي أهل بيت النبوة من بلاد إلى بلاد واليوم نستعرض أيها الأخوة الكرام جزءً يسيراً جداً من مصائب السيدة سكينة
سكينة واستشهاد علي الأكبر
بعد أن بكى الإمام الحسين عليه السلام عند البدن المقطع لعلي الأكبر نادى شبان بني هاشم : ( تعالوا احملوا أخاكم ) وذهب الإمام إلى خيمة نساء أهل البيت بعيون باكية فسألته سكينة : يا أبتي ، لماذا أنت حزين ؟ أين أخي علي؟ فبكى الإمام ثم قال : " بُنية قتلواه اللئام"
فصاحت سكينة : و ااخاه وا علياه
وصرخت وقامت كي تخرج من الخيمة فمسكها الإمام عليه السلام وقال : " يا ابنتاه اتقي الله واستعملي الصبر"
فقالت سكينة : " يا أبتاه كيف تصبر من قتل أخوها وشرد أبوها
فقال الإمام عليه السلام " إنا لله وإنا إليه راجعون"
سكينة واستشهاد علي الأصغر
كان علي الأصغر في حجر أبيه عندما أصابه سهم العدو في نحره النحيف وسال الدم على صدره فأعاده الإمام عليه السلام إلى الخيمة واستقبلت سكينة أباها وقالت: يا ابة لعلك سقيت أخي الماء فنزلت الدموع من عيني أبيها وقال : " بُنية هاك أخاك مذبوحاً بسهم الأعداء "
( معالي السبطين ، ج1،ص 260)
وداع الإمام الحسين عليه السلام لسكينة
حين رآى الإمام الحسين عليه الأجساد المدماة لأصحابه وشبان بني هاشم هيأ نفسه لمحاربة العدو ونادى :
" هل من راحم يرحم آل الرسول ، هل من ناصر ينصر ذرية الطاهرة البتول"
ثم ذهب إلى المخيم ونادى :
"يا سكينة يا فاطمة يا زينب يام كلثوم عليكن مني السلام فهذا آخر الاجتماع وقد قرب منكن الافتجاع "
وارتفع صوت نساء أهل البيت بالبكاء وقلن : الوداع الوداع الفراق الفراق
ونادت سكينة : يا أبتاه أإستسلمت للموت فإلى من اتكل
فقال الإمام الحسين عليه السلام : " يا نور عيني كيف لا يستسلم للموت من لا ناصر له ولا معين "
فقالت سكينة : فردنا إلى حرم جدنا رسول الله صل الله عليه وآله وسلم
فقال الإمام الحسين عليه السلام : " لو ترك القطا لنام "
وعندما سمعت سكينة هذا الكلام من أبيها بكت وبكى الإمام الحسين عليه السلام أيضاً وضمها إلى صدره ومسح دموعها وقبلها وقرأ الأبيات التالية
سيطولُ بعدي يا سكينة فاعلمي
منك البكاء إذ الحمام دهاني
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة
ما دام مني الروح في جثماني
فإذا قتلتُ فأنت أولى بالذي
تبكينه يا خيرة النسوان
سكينة وفرس أبيها المظلوم
حينما سمعت نساء أهل البيت صوت الفرس التفتت زينب سلام الله عليها إلى سكينة وقالت
قد جاء أبوك بالماء فاخرجي إليه لتشربي
ولما خرجت سكينة من الخيمة رأت فرس أبيها قد جاء لوحده بلا راكب ملطخ بالدم فصاحت: وا قتيلاه وا غريباه وا حُسيناه وا محمداه واجداه وا فاطمتاه
يقول فاضل دربندي : وضعت سكينة يدها على الرأس وقرأت الأبيات التالية :
مات الفخارُ مات الجود والكرم
وأغبرت الأرضُ والآفاق والحرمُ
وأغلق الله أبواب السماء فلا(فما)
ترقي لهم دعوة تجلى بها الهممُ
يا اخت قومي انظري هذا الجواد أتى
ينبئك ان أبن خير الخلق مخترم
مات الحسين فيا لهفي لمصرعه
وصار يعلوا ضياء الامة الظلم
ولما سمعت سائر نساء الحرم بكاء سكينة خرجن من الخيمة وشاهدن فرس الإمام الحسين بلا راكب فضربن وجوههن بايهديهن وقلن : وامحمداه واعلياه واحسناه واحسيناه اليوم مات محمد مصطفى اليوم مات علي المرتضى اليوم ماتت فاطمة الزهراء
سكينة عند جسد أبيها :
حين مرت بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على مكان قتل الحسين عليه السلام وأصحابه وقعت أنظارهن على الشهداء فألقين أنفسهن من المراكب إلى الأرض وضربن على وجوههن وذهب كل واحدة إلى شهيد واجتمعت زينب وأم كلثوم وسكينة وفاطمة عند البدن المقطع للامام الحسين عليه السلام وأجهشن بالبكاء...... وضمت سكينة الجسد المدمي لأبيها إلى صدرها وبكت وجاء عدد من الأشخاص ورفعوها عن البدن المطهر لأبيها
( المجلسي ، بخار الأنوار ج45 ص 59)
حب الإمام الحسين ( عليه السلام ) لها :
روي أنّ يزيد بن معاوية لمّا أدخل عليه نساء أهل البيت ( عليهم السلام ) قال للرباب ( أُم سكينة ) أنت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينة :
لعمرك إنّني لأحبّ داراً
تكون بها سكينة والرباب
وأحبّهما وأبذل جلّ مالي
وليس لعاتب عندي عتاب
فقالت : نعم
والظاهر من الشعر أنّه ( عليه السلام ) كان يحبّها حبّاً شديداً
بعد واقعة الطف انتقلت سكينة إلى رعاية الإمام السجاد(ع) حيث عاشت حياة حافلة بالعلم والأدب والنشاط الاجتماعي وكان خصومها يقرّون لها بنسبها ومناقبها
وفاتها :
توفّيت السيّدة سكينة ( عليها السلام ) في الخامس من ربيع الأوّل 117 هـ
يا عشاق فاطمة الزهراء
مهما تكلمنا لن نصل إلى عظم مصيبة الزهراء سلام عليها
أما اليوم أيتها القلوب الموالية المفجوعة بوفاة السيدة سكينة بنت الإمام الحسين عليه السلام عليه السلام دعونا نشارك العزاء والحزن لهذه المصيبة سيدة نساء العالمين البضعة الزهراء عليها السلام وبقية الله ألأعظم الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه
ونحن ضمن تعازينا الحارة نوجه الدعوة لكم لمشاركتنا العزاء سائلين الباري تعالى أن يجعله في ميزان حسناتكم وشافعا لكم وعملا يثلج قلب من تحيون مناسبته ومن لهم العزاء تقدمون
الإثنين فبراير 14, 2011 9:49 am من طرف ????