حوار مُختلَق بين السجاد (ع) ويزيد
السؤال:
ما هو ردكم على ما يدعيه البعض من أنَّ الإمام السجاد (ع) تخضَّع ليزيد بن معاوية؟ ويستدلون على ذلك برواية في كتاب الكافي.
الجواب:
المذكور في كتاب الكافي للكليني رحمه الله تعالى أنَّ يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج فأرسل إلى الإمام زين العابدين (ع)، فلما حضر طلب منه أن يُقرَّ له بأنَّه عبد له إن شاء باعه وإن شاء استرقَّه.
فقال له علي بن الحسين (ع): أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني، فقال يزيد: بلى. فقال له علي بن الحسين (ع): قد أقررتُ لك بما سألت أنا عبد مكره فإنْ شئتَ فأمسك وإنْ شئت فبع، فقال له يزيد: أولى لك قد حقنتَ دمك ولم ينقصك ذلك من شرفك" (1).
هذه الرواية وإن كانت مذكورة في روضة الكافي إلا أنها ساقطة عن الإعتبار، بل لا ريب في كذبها، ووجودها في كتاب الكافي لا يعني وقوع مضمونها فإننا نحن الإمامية لا نقول بأنَّ كلَّ ما ورد في كتاب الكافي صحيح وصادر كما هو رأي مشهور العامة في كتاب صحيح البخاري، فكتاب الكافي وإن كان من الكتب المعتمدة إلا أن من المسلَّم به عند العلماء أنَّ فيه الضعيف كما أنَّ فيه الصحيح، وتمييزُ الصحيح من السقيم يخضع لعددٍ من الضوابط المتصلة بالسند والمتصلة بالدلالة.
وأما منشأ سقوط هذه الرواية عن الإعتبار والحجيَّة:
فهو اشتمالها على دعوى أنَّ يزيد بن معاوية دخل المدينة مريداً للحج بعد مقتل الحسين (ع) وهو مناف لما هو المقطوع به عند المؤرخين وأهل السير من أنَّ يزيد بن معاوية لم يذهب للحج بعد مقتل الحسين (ع)، بل لم يخرج من الشام وقد بقى بعد مقتل الحسين (ع) ثلاث سنوات ثم أهلكه الله تعالى فمات في بلاد الشام.
وقد أجمع المؤرخون والمحدِّثون على أنَّ مكة الشريفة كانت في عهد يزيد بعد مقتل الحسين (ع) مضطربة اضطرابات شديداً نظراً لتمرُّد عبدالله بن الزبير ثم أصبحت تحت نفوذ عبدالله بن الزبير وقد بعث إليها يزيد جيشاً من الشام (2) فحاصرها وضربها بالمنجنيق ثم مات قبل أن يتم القضاء على تمرُّد ابن الزبير فعاد الجيش أدراجه إلى الشام وبقيت مكة تحت هيمنة ابن الزبير إلى عهد عبد الملك بن مروان الذي بعث الحجاج بن يوسف الثقفي فحاصر مكة ثم تمكَّن من القضاء على عبدالله بن الزبير سنة ثلاث وسبعين وحينها عادت مكة إلى سلطان بني أمية(3).
وقد نصَّ المؤرخون على أنَّ أمير الحاج في سنة إحدى وسيتن بعد مقتل الحسين (ع) هو الوليد بن عتبة الوالي من قِبل يزيد على الحجاز ثم عزله يزيد لعدم تمكنه من القضاء على تمرُّد عبدالله بن الزبير المتعاظم، وحجَّ بالناس في سنة اثنتين وستين عثمان بن محمد بن أبي سفيان أو غيره من الأمويين وفي هذه السنة تم طرد الوالي الأموي وسائر الأمويين من الحجاز، وأما في سنة ثلاث وستين فحجَّ بالناس عبدالله بن الزبير حيث استحكم أمره في هذه السنة، وفي سنة أربع وستين مات يزيد في ربيع قبل موسم الحج.
فمتى جاء يزيد للحج بعد مقتل الحسين (ع) وهو قد مات بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) ثلاث سنوات في منتصف ربيع الأول سنة أربع وستين من الهجرة وقد كانت مكة حينذاك تحت نفوذ عبدالله بن الزبير بإجماع المؤرخين(4).
ولم تكن المدينة المنورة صافية للأمويين في عهد يزيد بعد مقتل الحسين (ع) وقد انتهى بها الأمر أن تمرَّد أهلها على النظام الاموي بقيادة عبدالله بن حنظلة غسيل الملائكة فعمدوا إلى مَن كان من الأمويين في المدينة فطردوهم منها وأخروجوا معهم الوالي على المدينة من قبل النظام الأموي ثم خندَّقوا المدينة استعداداً لمواجهة الجيش الأموي(5).
وحين بلغ ذلك يزيد بن معاوية وهو في الشام بعث بجيش يزيدُ عددُه على العشرة آلاف بقيادة مسلم بن عقبة المرِّي وأمره بعد دحر التمرُّد بإباحة المدينة لجيش الشام ثلاثة أيام فأحدث جيش الشام في المدينة العظائم، فقتل الكثير من الصحابة والتابعين وأبناء المهاجرين والأنصار(6) ولجأ الناس إلى المسجد النبوي فتتبعهم جيش الشام وقتلوهم عند حجرة الرسول الكريم (ص) حتى روثت خيولهم(7) على قبر الرسول (ص) وقد أكد المؤرخون والمحدِّثون أنه قد ولدت بعد هذه الواقعة ألف عذراء من غير زوج(
.
وبما ذكرناه يتبين أن الخبر لا أساس له من الصحة، لمنافاته مع الحقائق التأريخية، فلا يصح الإحتجاج به على شيء.
مؤيدات على اختلاق الخبر:
ثم إنَّ ما ورد في الخبر من أنَّ يزيداً هدَّد الإمام علي بن الحسين (ع) بالقتل إن لم يقر لم بالعبودية وإن كان غير مستبعدٍ عن مثل يزيد الذي قتل الحسين (ع) وسبى ذرية الرسول (ص) وأباح المدينة لجيش الشام ثلاثة أيام ثم حاصر مكة الشريفة وقدف البيت الحرام بالمنجنيق فلا يبعد عن مثله أن يتهدَّد عليَّ بن الحسين (ع) بالقتل إن لم يبايعه على الإقرار له بالعبودية إلا أنَّ المستبعد بل المقطوع بكذبه ما ورد في الخبر من أنَّ الإمام علي بن الحسين (ع) أقرَّ له بالعبودية ليدرأ عن نفسه القتل فإنَّ مثل هذه الدعوى لو نُسبت إلى غير عليِّ بن الحسين من أشراف العرب وذوي الحسب والنسب لكان علينا استبعاد صدق الدعوى، وذلك لما عُرف عن أشراف العرب من الحمية والإباء إذا بلغ الأمر هذا الحد. أعني الإقرار للسلطان بالعبودية.
وكذلك لو نُسبت هذه الدعوى إلى أحدٍ من الصحابة أو التابعين المعروفين بالزهد في الدنيا لكان علينا تكذيب هذه النسبة لوضوح أنَّ أهل الزهد الحقيقين لا يرون للحياة قيمة إذا كان ثمنها الذل والهوان.
وعلي بن الحسين زين العابدين ابن رسول الله (ص) قرشي هاشمي جده أمير المؤمنين (ع) وهو في ذات الوقت ممن لا نظير له في الزهد والإنقطاع إلى الله تعالى كما اجمع على ذلك علماء الفريقين ممن عاصروه ومن تأخروا عنه(9).
فلا يصح لعاقلٍ يحترم عقله أن يقبل على مثله هذه الفرية.
على أنَّ الإمام علي بن الحسين (ع) لو كان يخشى القتل ويحذره لكان عليه المحاذرة منه وهو في الأسر إذْ أنَّ قتله حينذاك كان أيسر من قتله بعد ذلك، لأنَّ قتله بُعيد مقتل الحسين (ع) سوف لن يكون أوقع من قتل الحسين (ع) وقد قُتل حينها العديد من أولاد الحسين وأولاد علي بن أبي طالب (ع) فما أيسر حينذاك أن يَقتِلَ يزيدُ أو عبيدالله بن زياد الإمام علي بن الحسين (ع). فيكون ضمن من قُتل من أهل البيت (ع).
في ذلك الظرف لم يكن علي بن الحسين (ع) يحاذر من وقوع القتل عليه، فقد كان يجأر بذمِّ يزيد وذمِّ ابن زياد وهو في الأسر وظلَّ على هذه الحال إلى أن رحل إلى ربِّه.
وقد كانت بينه وبين يزيد وبين وابن زياد خطابات أغلظ فيها عليهم القول دون أن يكترث بما يترتب على ذلك عادةً من الإستحقاق بنظر السلطان الجائر للقتل.
ونذكر لذلك نماذدج:
النموذج الأول:
لما أن أُدخل عليُّ بن الحسين (ع) وبنات الرسول (ص) على عبيد الله بن زياد التفت ابنُ زياد إلى علي بن الحسين (ع) قال: أو لم يُقتل علي بن الحسين قال: ذاك أخي وكان أكبر مني قتلتموه وأن له مطلاً منكم يوم القيامة قال ابن زياد: ولكن الله قتله فقال علي بن الحسين: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا﴾(10) فقال ابن زياد: ألك جرأة على جوابي اذهبوا به فاضربوا عنقه.. فتعلَّقت به زينب وقالت يا ابن زياد حسبك من دمائنا فقال علي بن الحسين: لعمته اسكتي حتى اكلِّمه ثم اقبل على ابن زياد فقال: أبالقتل تهدِّدني!؟ أما علمتَ أنَّ القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة"(11)
ألا تكفي هذه المواجهة أمام هذا السلطان الغشوم المستهتر أن تُضرب عنقُ عليِّ بن الحسين، فلماذا لم يخشَ الموت فيلتمس العفو أو يسكت فلا يقارع السلطان بما يُوغرُ صدره ويُزيد من غيظه، فهل كان الحلم منتظراً من مثل هذا الفاسق العسوف؟!
النموذج الثاني:
لما اُدخل علي بن الحسين (ع) وبنات الرسول (ص) على يزيد وكان عنده يومئذٍ وجوه الشام... قال: ثم دعا يزيد بالخاطب وأمر بالمنبر فأُحضر ثم أمر الخاطب فقال: اصعد المنبر فخبِّر الناس بمساوئ الحسين وعلي وما فعلا قال: فصعد الخاطب المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم أكثر الوقيعة في عليٍّ والحسين وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد فذكرهما بكلِّ جميل قال: فصاح عليُّ بن الحسين: ويلك أيها الخاطب اشتريتَ مرضاة المخلوق بسخط الخالق فانظر مقعدك في النار"(12).
فهنا لم يعبأ عليُّ بن الحسين (ع) بابهة السلطان وشعوره بنشوة النصر، فصدح مجلجلاً بصوته أنَّ كلَّ ثناء تفوَّه به هذا المتزلِّف عليك وعلى أبيك وكلَّ ذمٍ أوقعة على عليِّ والحسين (ع) واقع في سخط الله وأنَّه من مصاديق قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾(13) فهو عليه السلام قد وبَّخ موظَّف السلطان في محضره وعلى مسمعٍ ومرأى من حاشيته حيث أن مقتضى الرسوم في مثل هذا المشهد أن تأخذ السلطان العزةُ بالإثم فيفعل ما قد يتغاضى عنه لو لم يكن في هذا المحضر.
ثم إنَّه عليه السلام اختار وصفاً يستنكف منه الجبارون سيما في مثل هذا الظرف فوصف يزيداً بالمخلوق تذكيراً له بواقعه وإمعاناً في احتقاره وإيغارِ صدره دون أن يعبأ بطيشه المعهود، فهل يُقبل بعد ذلك على مثل هذا المتأله الإقرار بالعبودية لمخلوق؟!
النموذج الثالث:
إنَّ يزيداً قال لعلي بن الحسين (ع) في ذلك المحضر: أراد أبوك وجدك أن يكونا أميريين فالحمد لله الذي أذلَّهما وسفك دماءهما فقال له علي بن الحسين (ع): يا بن معاوية وهندٍ وصخر لم يزالوا آبائي وأجدادي فيهم الأمرة من قبل أن نلد ولقد كان جدي علي بن أبي طالب يوم بدرٍ واحد والأحزاب في يده راية رسول الله (ص) وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار...
ثم قال علي بن الحسين: ويلك يا يزيد إنك لو تدري ما صنعت وما الذي ارتكبت من أبي وأهل بيتي وأخي وعمومتي إذاً لهربت في الجبال وفرشت الرماد ودعوت بالويل والثبور.. فابشر بالخزي والندامة إذا جُمع الناس ليومٍ لا ريب فيه"(14).
هذا مشهد آخر من المشاهد الكثيرة المعبِّرة عن شموخ في النفس تتصاغر دونه الجبال ورباطة جأشٍ ليس مثله الصمَّ من الصخور فهو عليه السلام يُخاطب السلطان المنتشي بالنصر في عاصمة ملكه وأمام حاشيته وفي الحفل الذي أعدَّه للتعبير عن عزته ومنعته يُخاطبه دون وسام ثم لا يُسمِّيه باسمه بل ينسبه إلى هندٍ وصخرٍ امعاناً في استصغاره ثم يفتخر عليه بآبائه وأجداده وينتقص من آباء وأجداد يزيد ويصفهم بأنَّهم الحملة لرايات الكفر يوم بدرٍ وأُحدٍ والأحزاب ثم يصفه بأنَّه لا يدري ما فعل وتلك سجيةُ الحمقى، فهو كمن يبحث عن حذفه بظلفه ثم يخاطبه مبشِّراً له بالخزي والعار والندامة فهل يصدر مثل هذا الخطاب ممن يخشى الموت ويقبل بالعبودية حرصاً على بقية حياة؟!
وثمة نماذج أخرى كثيرة أعرضنا عن ذكرها خشية الإطالة.
والحمد لله رب العالمين
--------------------------------------------------------------------------------
1- الكافي للشيخ الكليني ج8/ 235.
2- تاريخ الطبري ج4/ 381، الكامل في التاريخ ج4/ 123، المستدرك على الصحيحين ج3/ 550، مجمع الزوائد ج7/252، الطبقات الكبرى لابن سعد ج5/ 147، تاريخ خليفة بن خياط: 195، الأخبار الطوال للدينوري: 264، تاريخ مدينة دمشق ج14/ 386، أسد الغابة لابن الأثير ج3/ 163، سير أعلام النبلاء ج3/ 322، الإصابة لابن حجر ج6/ 232 وغيرهم.
3- الاستيعاب لابن عبد البر ج3/ 907، شرح النهج لابن أبي الحديد ج20/ 104، الطبقات الكبرى لابن سعد ج5/ 43، تاريخ خليفة بن خياط: 206، الأخبار الطوال للدنيوري: 315، الثقات لابن حبان ج2/ 316، أسد الغابة لابن الأثير ج3/ 163، الإصابة لابن حجر ج4/ 82.
4- راجع تفاصيل ما ذكرناه في تاريخ الطبري ج4/ 366، الكامل في التاريخ ج4/ 102، تاريخ خليفة بن خياط العصفري:180، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج34/ 371، تهذيب الكمال للمزي ج17/ 121، البداية والنهاية لابن كثير ج8/ 235، الطبقات الكبرى لابن سعد ج5/ 38، كتاب المحبر للبغدادي: 21، تاريخ الإسلام للذهبي ج5/ 22، تاريخ مدينة دمشق ج26/ 258، ج28/ 208 وغيرهم.
5- التنبية والإشراف للمسعودي: 264، تاريخ الطبري ج4/ 374، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج4/ 115، البداية والنهاية ج8/ 240.
6- الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج1/ 185، تاريخ اليعقوبي ج 2/ 250، البداية والنهاية لابن كثير ج6/ 262، الاستيعاب لابن عبدالله ج3/ 1431، أسد الغابة لابن الأثير ج3/ 147، تاريخ ابن خلدون ج2/ 295.
7- تذكر الخواص لسبط بن الجوزي: 289، فيض القدير للمناوي ج1/ 58، السيدة الحلبية للحليبي ج1/ 268، ينابيع المودة للقندوزي ج3/ 35.
8- البداية والنهاية لابن كثير ج8/ 241، تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي 259،.
9- معرفة الثقاة العجلي ج2/ 153، الجرح والتعديل للرازي ج6/ 178، تقريب التهذيب لابن حجر ج1/ 692، إسعاف المبطأ للسيوطي: 78 قال الواقدي: كان من أورع الناس وأعبدهم وأتقاهم لله عز وجل وكان إذا مشى لا يخطر بيده" البداية والنهاية ج9/ 122، وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت أورع منه" تهذيب الكمال للمزي ج20/ 289، تذكرة الحفاظ للذهبي ج1/ 75، سير أعلام النبلاء للذهبي ج4/ 391، تاريخ دمشق لابن عساكرج41/ 378، تاريخ الإسلام للذهبي ج6/ 435، حلية الأولياء ج3/ 133 وغيرهم كثير.
10- سورة الزمر/42.
11- كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج5/ 123، مقتل الخوارزمي ج2/ 52، اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس: 95، بحار الأنوار للمجلسي ج45/ 117.
12- كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج5/ 132، مقتل الخوازمي ج2/ 69، بحار الأنوار للمجلسي ج45/ 137، اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس: 109 شرح إحقاق الحق للمرعشي ج12/ 127.
13- سورة البقرة/86.
14- كتاب الفتوح لابن أعثم الكوفي ج5/ 132، بحار الأنوار للمجلسي ج45/ 136 العوالم للبحراني: 436.
--
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
السبت يناير 08, 2011 11:08 am من طرف لبيــك يــاعلـي الكرار