جبيرة الكلبي
حفر أصحاب الحسين (عليه السلام) بأمر الإمام (صلوات الله عليه) حول الخيمة خندقاً وملؤوها ناراً حتى يكون الحرب من جهة واحدة.
فتقدم رجل من أهل الكوفة فقال: تعجلت يا حسين بنار الدنيا قبل نار الآخرة؟
فقال الحسين (عليه السلام): تعيّرني بالنار؟! وأبي (عليه السلام) قاسمها وربي غفور رحيم.
ثم قال (عليه السلام) لأصحابه: أتعرفون هذا الرجل؟
فقالوا: هو جبيرة الكلبي.
فقال الحسين (عليه السلام): اللهم أحرقه بالنار في الدنيا قبل نار الآخرة.
قال الراوي: فما استتم كلامه (عليه السلام) حتى تحرك بـ (جبيرة) جواده. فطرحه مكباً على رأسه في وسط النار، فاحترق.
فكبّر الأصحاب ونادى مناد في السماء: هنئت بالإجابة سريعاً يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال عبد الله بن مسرور: لما رأيت ذلك، رجعت عن حرب الحسين (عليه السلام).
جرير بن مسعود
لما هجم القوم يوم عاشوراء على سيد الشهداء (عليه السلام) وسلبوا ما كان عليه (عليه السلام) ، أخذ القوس والحلل، جرير بن مسعود الحضرمي والرحيل بن خيثمة الجعفي وهانئ بن شبيب الحضرمي، فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.
جعوبة بن حوية
ولما سلب القوم الإمام الحسين (عليه السلام) بعد استشهاده، أخذ ثوبه(عليه السلام) جعوبة بن حوية الحضرمي ولبسه فتغير وجهه وسقط شعره وبرص بدنه.
وقتله المختار ثم اُحرق بالنار.
حارث قاتل أولاد مسلم
ولما قتل حارث ولدي مسلم بن عقيل (عليه السلام) دعا عبيد الله بن زياد بغلام له اسود يقال له: نادر..
فقال له: يا نادر دونك هذا الشيخ شد كتفيه، فانطلق به إلى الموضع الذي قتل الغلامين فيه، فاضرب عنقه وسلبه لك.
فانطلق الغلام به إلى الموضع الذي ضرب أعناقهما فيه.. فضرب عنقه ورمى بجيفته إلى الماء، فلم يقبله الماء ورمى به إلى الشط.
وأمر عبيد الله بن زياد أن يحرق بالنار.
ففعل به ذلك وصار إلى عذاب الله.
ثم إن ذلك الرجل أتى برأس ذلك اللعين فنصبه على قناة في الكوفة وجعل الصبيان يرجمونه بالحجارة.
حرملة بن كاهل الأسدي
عن القاسم بن الأصبع المجاشعي قال: لما أتي بالرؤوس الشريفة إلى الكوفة، إذا بفارس أحسن الناس وجهاً قد علق في لبب فرسه رأس شاب جميل كأنه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح، فإذا طأطأ رأسه لحق الرأس بالأرض.
فقلت له: رأس من هذا؟!
فقال: رأس العباس بن علي (عليه السلام).
قلت: ومن أنت؟
قال: حرملة بن كاهل الأسدي.
قال: فلبثت أياماً وإذا بحرملة ووجهه أشد سواداً من القار.
فقلت له: لقد رأيتك يوم حملت الرأس وما في العرب أنضر وجهاً منك؟! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟!
فبكى وقال: والله منذ حملت الرأس وإلى اليوم ما تمر عليّ ليلة إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني فيها، وأنا أنكص، فصرت كما ترى.
وفي رواية عن المنهال بن عمرو قال: حججت فلقيت علي بن الحسين (عليه السلام).
فقال (عليه السلام): ما فعل حرملة بن كاهل؟
قلت: تركته حياً بالكوفة.
فرفع (عليه السلام) يديه ثم قال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حر النار.
فتوجهت إلى الكوفة إلى المختار، فإذا بقوم يركضون ويقولون: البشارة أيها الأمير قد اُخذ حرملة.
وقد كان توارى عنه، فأمر بقطع يديه ورجليه ثم اُحرق بالنار.
قال: فعند ذلك نزل المختار على دابته فصلى ركعتين شكراً وحمد الله طويلاً.
ثم قال: وركب وسرنا راجعين فلما قربنا من داري قلت له: أيها الأمير أحب أن تشرفني وتتلمح بطعامي.
فقال: يا منهال أنت تعرف أن مولاي علي بن الحسين (عليه السلام) دعا بثلاث دعوات، استجابها الله على يدي، ثم تأمرني أن آكل وأشرب، فهذا يوم أصوم فيه، شكراً لله على توفيقه وحسن صنائعه، ثم مضى وتركني.
أقول: ربما يظهر من دعاء الإمام (عليه السلام) أن حرملة كان قد اشترك في إحراق الخيام أيضاً مما سبب نشوب النار إلى بعض النساء أو الأطفال.
ثم إن سائر ما نسب إلى المختار من الإحراق ونحوه فلا يعلم وجهه(1)، ولا شك أن المختار (رحمه الله) من الأخيار، وقد ترحّم عليه عدد من أئمة الهدى (عليه السلام)، كما يجده الإنسان في قواميس الرجال.
حصين
دارت بين جيش إبراهيم بن مالك الأشتر (عليه الرحمة) وجيش أهل الشام معركة وذلك للإنتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وكان عبيد الله بن زياد يترأس جيش اهل الشام، وكان فيهم جماعة من قتلة سيد الشهداء (عليه السلام) ممن كان المختار في طلبهم، فلما انتصر ابراهيم، أمر المختار بإحضار قتلة الإمام (عليه السلام)، وكان منهم: الحصين..
فقال المختار: الحمد لله الذي أمكنني منك..
ثم قتله..
ثم اُحرق بالنار.
حصين بن تميم
ورد انه لما اشتد عطش الإمام الحسين (عليه السلام) حاول (عليه السلام) أن يصل إلى الفرات ليشرب من مائه، فمنعوه عنه، حيث تمكن (عليه السلام) من دخول المشرعة فاغترف غرفة قربه من فمه المبارك، فرماه رجل يقال له: حصين بن تميم بسهم في حنكه فأثبته، فانتزعه الإمام الحسين(عليه السلام) من حنكه، ففار الدم.. فتلقاه (عليه السلام) بيديه، ثم رفعهما إلى السماء وهما مملوءتان دماً، ثم رمى (عليه السلام) به إلى السماء وقال(عليه السلام): اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً.
قال الراوي: فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيراً حتى صب الله عليه الظمأ، فجعل يسقى تارة الماء مبرداً وتارة يبرد له اللبن والماء جميعاً ويسقى، فلا يروى بل يقول: ويلكم اسقوني قتلني الظمأ.
قال: فوالله ما لبث إلا يسيراً حتى انقد بطنه انقداد بطن البعير ومات.
حصين بن نمير
مما جرى في معركة نهر الخازر بين جيش إبراهيم بن الأشتر (عليه الرحمة) الذي خرج للانتقام من قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) وجيش عبيد الله بن زياد (عليه اللعنة):
انه حمل شريك على الحصين بن نمير السكوني وهو يحسبه ابن زياد، فاعتنق كل واحد منهما صاحبه، ونادى شريك: اقتلوني وابن الزانية.
فقتل ابن نمير.
ثم أمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) برأس الحصين بن نمير السكوني.. ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام، فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها، وبعث بها إلى المختار..
فنصبها عند دار الإمارة، فأخذت الأطفال يلعبون بها ويرمونها بالحجارة.
حفص بن عمر بن سعد
أرسل المختار إلى دار عمر بن سعد فاستل (أبو عمرة) سيفه فضربه ضربة على رأسه فسقط على قفاه، فقال (أبو عمرة) لأعوانه: خذوا رأس عدو الله.
فأخذوا رأسه فجاءوا به حتى وضعوه بين يدي المختار، وابنه حفص واقف بين يدي المختار يريد الشفاعة لعمر.
فقال المختار: أتعرف هذا الرأس يا حفص؟!
قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير لي في العيش بعده.
قال له المختار: تفتخر بأن أباك قتل الحسين (عليه السلام) وحضرت معه كربلاء، فوالله لا تعيش بعده.
فضرب عنقه ثم وضع الرأس بين يديه، وقال: هذا بالحسين(عليه السلام) وهذا بعلي بن الحسين (عليه السلام) ولا سواء ورب الكعبة.
ثم صلب جسديهما منكسين.. ثم اُحرقا بالنار.
ولما أحرقوا الجسدين وبعث بالرأسين، أمر بإحراق داري عمر بن سعد وابنه حفص، فاُحرقا جميعاً.
وفي رواية: جاء حفص بن عمر بن سعد إلى المختار وسلّم عليه، وقال له: أيها الأمير أبي يقرؤك السلام ويقول لك: أتفي لنا بالأمان أم لا؟
فقال له: وأين أبوك؟!
فقال: ها هو في داره.
فقال له: أليس أبوك قد هرب البارحة وكان يريد الشام.
فقال: معاذ الله إن أبي في داره لم يتغيّب أبداً.
فقال: كذبت وكذب أبوك، اجلس هنا حتى يأتي أبوك.
ثم إن المختار استدعى رجلاً من أنصاره وقال له: انطلق إلى عمر بن سعد وأتني برأسه.
فمضى مسرعاً فما لبث هنيئة إذ جاء وبيده رأس عمر بن سعد، فألقاه في حجر ابنه.
فقال حفص: إنا لله وإنا إليه راجعون.
فقال له المختار: يا حفص أتعرف صاحب هذا الرأس؟!
قال: نعم هذا رأس أبي، ولا خير والله في الحياة بعده..
فقال المختار: وإني لا أبقيك بعده، ثم أمر بقتله في الحال، وذلك لأن حفص حضر كربلاء وكان يظهر الفرح بقتل أبيه، الحسين(عليه السلام)، ووضع الرأسان بين يدي المختار...
حكيم بن طفيل الطائي
بعث المختار إلى الحكيم بن الطفيل الطائي وهو الذي أصاب سلب العباس بن علي (عليه السلام) ورمى الحسين (عليه السلام) بسهم فتعلق بسرباله، فكان يقول: إن السهم تعلق بسرباله وما ضرّه.
فقال له المختار: لنرمينّك بنبال تتعلق بثوبك، فانظر هل يضرك ما تعلق؟!
فرموه بنبال حتى سقط ميتاً، فصار كأنه قنفذ لما فيه من كثرة النبل، كما فعلوا بجسم العباس (عليه السلام) مثل ذلك.
حكيم بن طفيل السبيعي
قال موسى بن عامر: أول من بدأ بهم المختار الذين وطئوا الحسين (عليه السلام) بخيولهم، فأخذهم وأتى بهم وأنامهم على ظهورهم وجعل سكك الحديد في أيديهم وأرجلهم، وأجرى الخيل عليهم حتى قطعتهم قطعاً، ثم اُحرقوا بالنار.
حمل بن مالك
وأتي المختار بحمل بن مالك المحاربي ومعه اثنان من الذين حاربوا الحسين (عليه السلام)، فقال لهم المختار: يا أعداء الله أين الحسين بن علي (عليه السلام)؟!
قالوا: اُكرهنا على الخروج إليه.
قال: أفلا مننتم عليه وسقيتموه من الماء؟!
ثم أمر فقتلوا.
خولي بن يزيد
إن عبيد الله بن زياد (لعنه الله) بعد ما عرض عليه رأس الحسين(عليه السلام) دعا بخولي بن يزيد الأصبحي وقال له: خذ هذا الرأس حتى أسألك عنه.
فقال: سمعاً وطاعة..
فأخذ الرأس وانطلق به إلى منزله، وكان له امرأتان، إحداهما ثعلبية والأخرى مضرية، فدخل على المضرية فقالت: ما هذا؟
فقال: هذا رأس الحسين بن علي (عليه السلام) وفيه ملك الدنيا.
فقالت له: أبشر فإن خصمك غداً جده محمد المصطفى..
ثم قالت: والله لا كنت لي ببعل ولا أنا لك بأهل، ثم أخذت عموداً من حديد وأوجعت به دماغه.
فانصرف من عندها، وأتى به إلى الثعلبية، فقالت: ما هذا الرأس الذي معك؟!
قال: رأس خارجي خرج على عبيد الله بن زياد، ثم تركه على التراب وجعل عليه إجانة.
قالت: ومن هو؟
قال: الحسين بن علي (عليه السلام).
فصاحت وخرّت مغشية عليها.
فلما أفاقت قالت: يا ويلك يا شر المجوس، لقد آذيت محمداً في عترته أما خفت من إله الأرض والسماء؟! حيث تطلب الجائزة على رأس ابن سيدة نساء العالمين؟!
ثم خرجت من عنده باكية، وجاءت إلى الإجانة رفعت الرأس وقبلته ووضعه في حجرها وجعلت تقبله وتقول: لعن الله قاتلك، وخصمه جدك المصطفى.
ثم قالت لزوجها: ويلك طلقني فوالله لا جمعني وإياك بيت.
فقال: ادفعي لي الرأس وافعلي ما شئت.
فقالت: لا والله لا أدفعه إليك..
فقتلها وأخذ الرأس، فعجل الله بروحها إلى الجنة في جوار سيدة النساء (عليها السلام).
وعند ما خرج المختار بعث معاذ بن هانئ وأبا عمرة إلى دار خولي بن يزيد الأصبحي الذي حمل رأس الحسين (عليه السلام) إلى ابن زياد، فأتوا داره، فاستخفى في المخرج فدخلوا عليه فوجدوه قد أكب على نفسه قوصرة.
فأخذوه وخرجوا به يريدون المختار.
فتلقاهم في ركب فردوه إلى داره وقتله عندها ثم اُحرق.
وفي رواية: قالت زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين (عليه السلام): كنت في ذلك الوقت الذي قتل فيه أخي الحسين (عليه السلام) واقفة في الخيمة، إذ دخل رجل أزرق العينين هو الخولي فأخذ ما كان في الخيمة، ونظر إلى علي بن الحسين (عليه السلام) وهو على نطع من الأديم وكان (عليه السلام) مريضاً فجذب النطع من تحته ورماه إلى الأرض، فما مضت الأيام حتى ظهر المختار يطلب بثأر الحسين (عليه السلام) في الكوفة فوقع ذلك الرجل بيده وهو خولي، فلما وقف بين يديه قال له: ما صنعت يوم كربلاء؟
قال: أتيت إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فأخذت نطعاً من تحته، وأخذت قناع زينب (عليها السلام) بنت علي (عليه السلام) وقرطيها.
فبكى المختار وقال: فما قالت لك؟
قال: قالت: قطع الله يديك ورجليك وأحرقك الله بنار الدنيا قبل نار الآخرة.
قال المختار: فوالله لأجيبن دعوة الطاهرة المظلومة (عليها السلام) .. ثم قدمه وقطع يديه ورجليه، ثم اُحرق بالنار.
راشد بن اياس
من جملة ما جرى في وقعة نهر الخازر أنه جاء ابراهيم بن الأشتر(رحمه الله)، فلقي راشد بن أياس ومعه أربعة آلاف فارس.
فقال إبراهيم لأصحابه: لا يهولنكم كثرتهم، فلرب فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين.
فاشتد قتالهم.
وبصر خزيمة بن نصر العبسي براشد وحمل عليه، فطعنه فقتله.
ثم نادى خزيمة: قتلت راشداً ورب الكعبة..
فانهزم القوم وانكسروا واجفلوا اجفال النعام.
ربيعة بن مخارق
ومما جرى أيضاً في معركة نهر الخازر، انه أمر إبراهيم بن الأشتر (رحمه الله) برأس ربيعة ابن مخارق الغنوي ورؤوس أشباههم من رؤساء أهل الشام فقورت ونقضت وكتبت الرقاع بأسماء أصحابها وبعث بها إلى المختار.
الرحيل بن خيثمة
لما هجم القوم يوم عاشوراء على سيد الشهداء (صلوات الله تعالى عليه) وسلبوا ما كان عنده (عليه السلام)، أخذ القوس والحلل الرحيل بن خيثمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي...
فقتلهم المختار ثم اُحرقوا بالنار.
الخميس يناير 06, 2011 10:26 am من طرف إذكــــــــــرو الله