[i][u]بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
الى العنوان التي حملته الملائكة كأجمل بشرى الى كل البشرية
الى بصيص الأمل في نفوس المظلومين والمحرومين والمستضعفين في كل العالم
الى أمل البشرية في عدل كامل لا يشوبه الظلم
الى صاحب اليد الإلهية المليئة بالرحمة والحب لكل من على المعمورة
الى صاحب الأنامل التي تنزل على خدود قد أغرقتها دموعها من البؤس والحرمان لتمسح تلك الدموع
الى صاحب الراية التي تحتضن العالم بالمودة والوئام
الى أملنا في القضاء على المظلومية التي طالت أهل البيت عليهم السلام
الى حبيبنا ورئيسنا وقائدنا الإمام المهدي عليه السلام
مقدمة تمهيدية
قبل البحث في موضوع حركة الوهابية وأسباب قيامها لابد لنا من تقديم مقدمة تمهيدية يمكن من خلالها الدخول الى تلك التفاصيل التي تبلغ من الخطورة حدا لا يمكن الاستهانة به والغريب أن هذه التفاصيل إما قد استهان بها المسلمون فلم يتخذوا ضدها الاجرائات الضرورية لإيقافها أو أنها قد جهلها المسلمون الى بلغت هذه الحركة من القوة بحيث أصبحت دولة لها جذورها في أكثر دول العالم قلا يمكن الوقوف بوجهها وإرجاعها الى حيث أتت إلا بتأييد من قبل الله ( تعالى شانه ) .
وعندما نلاحظ التاريخ نجد أن مؤسس الوهابية الذي استعان بمحمد بن سعود حيث حصل الاتفاق بينهما أن تكون الوهابية دوله وليست حركة وتكون ذات زعامتين الزعامة الدينية وتكون من نصيب محمد بن عبد الوهاب وذريته والزعامة السياسية وتكون من نصيب محمد بن سعود وذريته وبايع محمد بن عبد الوهاب محمد بن سعود على الطاعة والولاء للدولة على انه رئيس هذه الدولة وبايع الآخر محمد بن عبد الوهاب على إتباعه لدينه ونشر تعاليمه وطاعته بما يتعلق بالأمور الدينية .
وقبل الخوض في تفاصيل تكوين هذه الدولة أريد أن ارجع قليلا الى موضوع محمد بن عبد الوهاب وتاريخه مع الجاسوس البريطاني ( مستر همفر ) الذي كان يهودي الديانة والمعلوم ان في ذلك الحين لم تكن دولة إسرائيل قد تأسست بعد بل كان نسبة اليهود في بريطانيا ما يقارب 70 % الى كل يهود العالم الأمر الذي جعل رجال الدين اليهود يعلقون كل آمالهم على الامبراطورية البريطانية ومن المعلوم على مر التاريخ أن التجار اليهود هم من يسيطر على أكثر اقتصاد الدول وخصوصا الدول العظمى التي تقوم باحتلال البلدان فإنها تحتاج الى الدعم من قبل هؤلاء التجار الذين تبلغ ميزانية أموال كل فرد منهم ميزانية دولة بكاملها إضافة الى احتياج هؤلاء التجار اقتصاديا الى احتلال تلك الدول التي يدعمونها لدول أخرى حيث ستكون الدول المحتلة بمثابة أسواق حرة لهؤلاء التجار الذين لا يبالون بما تراق من دماء وما تهتك من أعراض من اجل فتح تلك الأسواق الحرة الجديدة فانسجمت فوائدهم مع فوائد تلك الدول العظمى الأمر الذي جعل تلك الدول تحضي بكل أنواع التأييد من قبل التجار اليهود حتى قيل أن بعض الدول احتلتها بريطانيا ليست بإرادتها بل بضغط مارسه ضدهم التجار اليهود ما جعل بريطانيا تلك الامبراطورية العظمى تكون بمثابة خادم لهؤلاء التجار اليهود ومن الطبيعي أن هؤلاء التجار على صلة قوية جدا بأحبارهم ورجال دينهم .
ومن المعلوم أيضا لدى أكثر الناس أن اليهود يمتلكون دائما نفسا طويلا في تكوين أي شيء او تغيير أي شيء لأنهم دائما لا ينظرون الى مصلحة اليهود من منظار شخصي فقط وإنما ينضرون الى مصلحة اليهود بصورة عامة ودائما ما يعتبرون أنفسهم كسلسلة تكمل حلقة حلقة أخرى ويقع كل ما على هذه الحلقة على الحلقة التي تليها لتكمل مشوارها .
وهذا ما أكده ( مستر همفر ) في مذكراته ولقد اعترف في كتابه ( مذكرات مستر همفر ) إن رجال الدين اليهود قد جندوه في المخابرات البريطانية وكلفوه في أن يذهب الى السعودية والعراق حيث كانتا هاتين المنطقتين مركز الدين الإسلامي بصورة عامة ففي السعودية كان مركز المذهب السني والعراق مركز المذهب الشيعي .
ولقد أعطوه كامل الدعم كما أعطوه كامل التعليمات بان يتعلم الدين الإسلامي ويدرسه جيدا الى درجة كونه يمكن أن يكون في منصب مفتي أو قاضي ومن كل المذاهب الإسلامية . وبالفعل دخل البصرة وعمل نجارا والتقى برجال الدين في العراق ودرس المذهب الامامي من الألف الى الياء ( كما يعبرون ) وذهب الى بغداد ودرس المذهب الحنفي والشافعي والمالكي ثم ذهب الى السعودية حيث أكمل هناك دراسة باقي مذاهب السنة ولكنه قد اكتشف مذهبا أو شبه مذهب وهو ( الحنبلي ) الذي كان يتصف بمرونته لتقبل كل الأفكار فدرسه جيدا ووجده جيدا لاستغلاله لتنفيذ مخطط أسياده رجال الدين اليهود الأمر الذي جعله يرجع مسرعا الى بريطانيا حيث التقاهم هناك بعد ما يقارب العشرة أعوام وعرض عليهم بشكل مختصر الأفكار الإسلامية بمختلف مذاهبها كما أكد على الحنبلية التي كان يعلق عليها آماله .
فاستحسنوا هذه الفكرة وأعطوه التعليمات الجديدة . فإنهم يدركون أن رجلا من أصل بريطاني ومن دين يهودي لا يمكن أن يكون مؤسسا مباشرا لحركة إسلامية خاصة وإنها سوف ترفع شعار إعادة المفاهيم الإسلامية الى نصابها الحقيقي الذي غيره التاريخ وما جرى فيه من أحداث . فأمروه باختيار رجل مسلم له نفوذ واسع ونسب شريف وتجنيده لصالحهم . وبالفعل كان عبد الوهاب رجل دين سني شريف لا يقبل المسامة على مبادئه ، محب لأهل البيت (ع) له علاقات جيدة مع علماء الشيعة ، ولكن ابنه محمد معروف بقلة ورعه في ارتكاب أي معصية تشتهيه نفسه ، غير مبالي بأي مبدأ من مبادئ الأخلاق والدين ليس له أي شعور بالمسؤولية تجاه دينه الى غير ذلك من الصفات التي جعلته مشروعا جيدا بالنسبة الى مخططات ( مستر همفر ) فسارع إليه ولم يكشف هويته ولكنه بدا يزرع بذرات ذلك المشروع الخبيث حيث أغدق عليه بالأموال واخذ عليه بعض الانتهاكات التي كان يرتكبها محمد بن عبد الوهاب حيث أصبحت مصدر تهديد بيد ( مستر همفر ) وبالتهديد والترغيب وبدون أي صعوبة وجد محمد بن عبد الوهاب التلميذ الجيد والولد المطيع وبدا بتلقينه تلك الأفكار التي هي الآن تأخذ الصدارة في لائحة الأفكار الخطيرة ضد وحدة الإسلام وقيمه .
أسباب قيام حركة الوهابية
لقد أغنتنا المقدمة عن شرح التفاصيل في خوض الأسباب إلا إننا هنا نذكر بعض الأسباب على سبيل الإيجاز لا التفصيل .
السبب الأول : لقد أدرك رجال الدين اليهود أن تأسيس دولتهم لا يمكن إلا بتمزيق الدين الإسلامي الذي كان ألد أعداء اليهود . وقد قرأت في كتاب ( بروتوكولات حكماء صهيون ) أن احد رجال الدين وربما زعيمهم في اجتماع له مع رجال الدين وأحبار اليهود قد ناقش مسالة القضاء على القران كخطوة في طريق تحقيق دولتهم في القدس وقد أدخلهم الى غرفة كبيرة مساحتها 10 الى 10 متر مفروشة على كبيرة بسجادة كبيرة مساوية الى كبر الغرفة وفي وسطها وضع منضدة صغيرة ووضع عليها القران الكريم وطلب من الحاضرين في الاجتماع الوصول الى القران وتمزيقه من دون أن يسحقوا على تلك السجادة . إلا أن احد لم يستطع ذلك لأنهم ليس فيهم من تبلغ ذراعه خمسة أمتار الأمر الذي جعلهم يبدون عجزهم عن ذلك فقام هو وطوى تلك السجادة طيا حتى وصل الى تلك المنضدة واخذ القران الكريم ومزقه أمامهم وقال لهم : يجب طي الإسلام كما تطوى هذه السجادة وإلا فلا يمكننا الوصول الى القران . ( راجع كتاب بروتوكولات حكماء صهيون ) .
فإنهم يدركون أن القران لا يمكن الوصول إليه والنيل منه ودثر ما فيه إلا بطي الإسلام طيا كما طوى تلك السجادة وكان هذا هو احد أهداف تأسيس تلك الحركة فإنها بأفكارها المنحرفة تطوي الإسلام طيا وتجعله فئات متناحرة ومتناخرة قد ألهتها الصراعات الداخلية والمعارك المصيرية ضد أبناء دينهم ومعارك ( إما أن أكون أو لا أكون ) وبهذا فإنهم لا يلتفتون الى المخاطر التي تحوم حولهم وتنهش بمبادئهم ومقدساتهم .
السبب الثاني : إنهم يدركون جيدا أن الدين الإسلامي لا يمكن أن يقضى عليه بالكامل بحيث يتم محوه بل انه سيكون كما هو حاله في هذه الأيام عبارة عن فئات متناحرة قد أعيتها الصراعات الداخلية ويعود الفضل في ذلك الى خدامهم الوهابية ومعه لا بد من وجود فئة من داخل الإسلام تكون بمثابة الابن البار لهؤلاء اليهود ويدهم الضاربة في حال احتاجت الى ضرب فئة أخرى من المسلمين فإنهم لا يمكن أن يتورطوا بحرب ضد الإسلام بصورة علنية وبعنوانه كـ( إسلام ) فإما أن تكون عناوين الحرب مزيفة بإعطائها الطابع السياسي والدولي كما هو الحال الآن في فلسطين وجنوب لبنان وفي سورية .
او بتحريض تلك الفئة البارة أو الحركة العميلة فتضرب نيابة عنهم بيد من حديد كما هو الحال في العراق في الحرب الطائفية التي اندلعت في أواخر عام 2005 الى عام 2008 م . فلا بد من تأسيس هذه الفئة وإعطائها القوة الكاملة لكي تكون عونا في وقت المصاعب .
هذه الأسباب وغيرها من الأسباب جعلت من حركة الوهابية المشروع المثالي لخدمة الدين اليهودي المنحرف عن كل ما أمره الله تعالى على لسان أنبيائه
نشوء الحركة
احتاج محمد بن عبد الوهاب في بادئ الأمر الى ظهور التزامه بدينه وتعاليم والده حتى كان محمد بن عبد الوهاب الوريث الشرعي والذي ورث من أبيه حتى الزعامة الدينية وكان في نظر الناس انه يستحقها فعلا وبعد وفاة والده في عام ( 1745 م ) عقد محمد بن عبد الوهاب تحالفا مع محمد بن سعود على الشروط الذي ذكرناها في المقدمة ما نتج عنه قيام الدولة السعودية الأولى ( راجع كتاب تأسيس حركة الوهابية ) .
واستطاعت هذه الدولة أن تصل الى دمشق شمالا وعُمان ( سلطنة عمان حاليا ) جنوبا وفي عام ( 1818 م ) حاصرت القوات المصرية بقيادة ( إبراهيم باشا بن محمد بن علي باشا ) الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى ودمرتها . ( راجع كتاب حدود الإرهاب في العقيدة الوهابية للدكتور احمد صبحي )
إلا أن الدولة السعودية تأسست من جديد في أوائل القرن العشرين تحت قيادة عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية .
وقد حافظ على بنود الاتفاقية بين آل سعود وال عبد الوهاب ورجعت الأمور الى نصابها . وقد زيف هؤلاء معظم المفاهيم الإسلامية واتخذوا شعارات رنانة لحركتهم ومن ضمنها أنهم يسيرون على خطى السلف الصالح وإنهم يرجعون الإسلام الى مفاهيمه الأولى التي جاء بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وغيرها من الشعارات الرنانة التي تستهوي قلوب المسلمين وسرعان ما بدأت هذه الحركة بالانتشار حيث أنها بدأت في العينية وسرعان ما تم تنظيمها ثم حققت انتشارا واسع بسبب الدعم المالي الكبير مما أدى الى انتشارها في شبه الجزيرة العربية الى أن انتقلت الى بلدان أخرى حيث تأثر بها بعض علماء السنة في العراق ومصر والشام .
تهديم قبور أئمة البقيع
ومن جملة الأمور والمفاهيم الإسلامية التي زيفها هؤلاء هي زيارة القبور الأمر الذي جعلهم منذ استيلائهم على مكة المكرمة عام ( 1344 هـ ) يفكرون بوسيلة ودليل لهدم المراقد المقدسة في بقيع الغرقد ومحو آثار أهل البيت عليهم السلام والصحابة . وخوفا من غضب المسلمين في الحجاز وفي عامة البلاد الإسلامية وتبريرا لعملهم الإجرامي المضمر في بواطنهم الفاسدة استفتوا علماء المدينة المنورة حول حرمة البناء على القبور فكتبوا استفتاءا ذهب به قاضي فضاء الوهابيين ( سلمان بن بليهد ) مستفتيا علماء المدينة المنورة فاجتمع مع العلماء أولا وتباحث معهم لكنهم في بادئ الأمر رفضوا الإفتاء لأنها فتوى ما انزل الله بها من سلطان وهي جريمة في حق الإسلام لا يمكن الاشتراك بها والتمهيد لها من خلال هذا الاستفتاء . لكنهم وتحت التهديد والترهيب وقعوا على جواب نوه عنه في الاستفتاء بحرمة البناء على القبور تأييدا لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء ( راجع كتاب هدم قبور البقيع . للدكتور محمد أمين ) واستنادا لهذا الجواب اعتبرت الحكومة السعودية ذلك مبررا مشروعا لهدم قبور الصحابة والتابعين وهي في الحقيقة اهانة لهم ولآل الرسول وللرسول والدين الإسلامي . فسارعت الى هدم قبور آل الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله ) في نفس السنة أي في عام ( 1344 هـ ) فهدموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع وساووها في الأرض وتركوها عرضة لوطئ الأقدام ونهبت كل ما كان في تلك المراقد المقدسة وبعد ما انتشر هدم قبور البقيع استنكره المسلمون واعتبروه اسائة الى أولياء الله والى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والى الدين الإسلامي وبقيت تلك القبور الى الآن مهدومة ولا من ناصر لها ولا من صحوة لضمائر هؤلاء الذين انتهكوا حرمات الله ورسوله في هدم قبور أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
والحمد لله رب العالمين
الأحد ديسمبر 26, 2010 10:17 am من طرف ali ahmad