[b][u] في
____________
(1) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/110 ح2716، سنن أبي داود: 3/279 ح3468، سنن ابن ماجة: 2/766 ح2283.
وكان من أصحاب الامام الباقر عليه السلام كما ذكره البرقي في رجاله.
(2) الميزان للذهبي: 3/101.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 1/158 ح249، سنن أبي داود: 1/289 ح1106، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120. الصفحة 160
الملل والنحل(1) من رجال الشيعة، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو اسحاق الجوزجاني، فقال: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة… الخ(2) ، وكان علقمة، وأخوه أبي من اصحاب علي وشهدا معه صفين، فاستشهد أُبي وكان يقال له أُبي الصلاة لكثرة صلاته، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدواً لمعاوية حتى مات، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة: امحني امحني، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات(3)(4) . أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم(3) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود، وأبي الدرداء وعائشة، أما حديثه عن عثمان، وأبي مسعود، ففي صحيح مسلم روى عنه في الصحيحين ابن اخته ابراهيم النخعي وروى عنه في صحيح مسلم عبدالرحمن بن زيد، وابراهيم بن يزيد، والشعبي. مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة.
61 ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل القول عن أحمد بن حنبل: بأنه صالح الحديث، وأنه: رأس في التشيع، وأن ابن معين وثقه، وأنه
____________
(1) الملل والنحل للشهرستاني: 1/190 ط 2 دار المعرفة.
(2) الميزان للذهبي: 1/66.
(3) راجع ترجمة علقمة ص57. (منه قدس).
(4) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/86 ـ 92 دار صادر.
(5) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الصلاة ب الندب إلى وضع الأيدي على الركب: 1/216، صحيح الترمذي: 5/257 ح3712، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح: 6/56، سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173. الصفحة 161
يروي عن عكرمة وغيره، وأن شعبة ومعمر أخذا عنه(1) . وقد وضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب السنن(2) أخرجوا عنه.
62 ـ علي بن الجعد ـ أبو الحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم، أحد شيوخ البخاري، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف(3) ، يروي عنه ـ كما في ترجمته من الميزان(4) ـ: أنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين(5) فقال: روى عنه البخاري(6) في كتابه اثني عشر حديثاً. قلت: توفي سنة ثلاثين ومئتين، وهو ابن ست وتسعين سنة.
63 ـ علي بن زيد ـ بن عبدالله بن زهير بن أبي مليكة بن جذعان أبو الحسن القرشي التيمي البصري، ذكره أحمد العجلي فقال: كان يتشيع، وقال يزيد بن زريع: كان علي بن زيد رافضياً، ومع ذلك فقد أخذ عنه علماء التابعين كشعبة، وعبدالوارث، وخلق من تلك الطبقة، وكان أحد فقهاء البصرة الثلاثة، قتادة، وعلي بن زيد، وأشعث الحداني، وكانوا عمياناً، ولما مات الحسن البصري قالوا لعلي بن زيد: اجلس مجلسه وذلك لظهور فضله، وكان من الجلالة بحيث لا يجالسه إلاّ وجوه الناس، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الأوقات، وقد ذكره الذهبي في ميزانه فأورد كل ما ذكرناه من أحواله، وترجمه القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين(7) ـ فذكر أن مسلماً أخرج له مقروناً
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/115.
(2) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/319 ح5040، سنن أبي داود: 3/331 ح3696، سنن ابن ماجة: 2/1389 ح4148.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624 ط دار الكتب.
(4) الميزان للذهبي: 3/116.
(5) الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/355 ط حيدر آباد.
(6) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب أثم من كذب على النبي: 1/35.
(7) الميزان للذهبي: 3/127. روي عنه في: صحيح مسلم ك الجهاد باب غزوة أحد: 2/101. الصفحة 162
بثابت البناني، وأنه سمع أنس بن مالك في الجهاد. توفي رحمه الله تعالى سنة أحدى وثلاثين ومئة.
64 ـ علي بن صالح ـ أخو الحسن بن صالح، ذكرنا شيئاً من فضائله في أحوال أخيه الحسن، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم(1) كأخيه، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه(2) ، روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضاً. ولد رحمه الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة. ومات علي سنة إحدى وخمسين ومئة.
65 ـ علي بن غراب ـ أبو يحيى الفزاري الكوفي، قال ابن حبان: كان غالياً في التشيع. قلت: ولذا قال الجوزجاني، ساقط. وقال أبو داود: تركوا حديثه، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه، وأبو حاتم قال لا بأس به وأبو زرعة قال هو عندي صدوق، وأحمد بن حنبل قال: ما اراه إلا كان صدوقاً. وابن معين قال: المسكين صدوق، والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت(3) ، ووضع على اسمه س ق اشارة إلى من احتج به من اصحاب السنن(4) . يروي عن هشام بن عروة، وعبيدالله بن عمر. وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(5) فقال: روى عنه اسماعيل بن رجاء حديث الاعمش في عثمان… الخ. مات رحمه الله تعالى بالكوفة أول سنة أربع وثمانين ومئة أيام هارون.
66 ـ علي بن قادم ـ أبو الحسن الخزاعي الكوفي، شيخ أحمد بن الفرات،
____________
(1) المعارف لابن قتيبة: 624.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك البيوت ب من استسلف: 1/700، صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(3) الميزان للذهبي: 3/149.
(4) روي عنه في: سنن النسائي ك النكاح باب البكر يزوجها أبوها: 6/86.
(5) صفحة 273. (منه قدس). الصفحة 163
ويعقوب الفسوي، وخلق من طبقتهما، سمعوا واحتجوا به، ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(1) فنص على أنه: كان شديد التشيع. قلت: ولذا ضعفه يحيى، أما أبو حاتم فقد قال: محله الصدق، وقد ذكره الذهبي في الميزان(2) فنقل من أقوال العلماء فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أبا داود والترمذي(3) أخرجا له، يروي عندهما عن سعيد بن أبي عروبة، وفطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون.
67 ـ علي بن المنذر ـ الطرائفي، شيخ الترمذي، والنسائي، وابن صاعد، وعبدالرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم من طبقتهم، أخذوا عنه واحتجوا به. ذكره الذهبي في ميزانه(4) فوضع على اسمه ت س ق اشارة إلى من أخرجوا حديثه من ارباب السنن، ونقل عن النسائي النص: على أن علي بن المنذر شيعي محض ثقة، وأن ابن حاتم قال: صدوق ثقة، وأنه يروي عن ابن فضيل، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض، ثم يحتج بحديثه في الصحيح(5) . فليعتبر المرجفون المجحفون. مات ابن المنذر رحمه الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين.
68 ـ علي بن هاشم ـ بن البريد أبو الحسن الكوفي الخزاز العائذي. أحد مشائخ الامام أحمد، ذكره أبو داود فقال: ثبت متشيع وقال ابن حبان: علي بن هاشم كان مفرطاً في التشيع، وقال البخاري: كان علي بن هاشم وأبوه غاليين في مذهبهما. قلت: ولذا تركه البخاري، لكن الخمسة احتجوا به، وابن معين وغيره
____________
(1) صفحة 282. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 3/150.
(3) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
(4) الميزان للذهبي: 3/157.
(5) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/303 ح3810، سنن ابن ماجة: 1/9 ح21. الصفحة 164
وثقوه، وعده أبو داود في الأثبات، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره الذهبي في الميزان(1) فنقل من اقوالهم فيه ما نقلناه، وأخرج الخطيب البغدادي في أحوال علي بن هاشم من تاريخه(2) عن محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: علي بن هاشم بن البريد كان صدوقاً، وكان يتشيع، وأخرج عن محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد، فقال: سئل عنه عيسى بن يونس فقال: أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب، وأخرج عن ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما. اهـ. قلت: احتج الخمسة(3) مع هذا كله بعلي بن هاشم، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام بن عروة، وفي الاستئذان عن طلحة بن يحيى، روى عنه في صحيح مسلم أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم، وعبدالله بن ابان، وروى عنه أيضاً أحمد بن حنبل، وابنا أبي شيبة، وخلق من طبقتهم كان علي بن هاشم شيخهم، قال الذهبي: مات رحمه الله سنة أحدى وثمانين ومئة، (قال): فعله أقدم مشيخة الامام أحمد وفاة.
69 ـ عمار بن زريق ـ الكوفي، عده السليماني من الرافضة، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان(4) ، ومع رفضه فقد احتج به مسلم، وأبو داود، والنسائي(5) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم عن كل من الأعمش، وأبي اسحاق السبيعي، ومنصور، وعبدالله بن عيسى، روى عنه عند مسلم أبو
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/160.
(2) راجع صفحة 116 من جزئه 12. (منه قدس).
(3) روي عنه في سنن النسائي ك النكاح ب اذا استشار رجل رجلاً: 6/77، صحيح مسلم.
(4) الميزان: 3/164.
(5) روي عنه في: سنن أبي داود: 4/312 ح5052. الصفحة 165
الجواب، وأبو الاحوص سلام، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن آدم.
70 ـ عمار بن معاوية ـ أو ابن أبي معاوية، ويقال ابن خباب، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي، يكنى أبا معاوية، كان من أبطال الشيعة، وقد أوذي في سبيل آل محمد، حتى قطع بشر بن مروان عروقبيه في التشيع، وهو شيخ السفيانيين، وشعبة، وشريك، والأبار، أخذوا عنه، واحتجوا به، وقد وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وذكره الذهبي، فنقل من أحواله ما نقلناه وعقد له في الميزان ترجمتين(1) ، وصرح بتشيعه ووثاقته، وأنه ما علم أحداً تكلم فيه الا العقيلي، وأنه لا مغمز فيه الا التشيع، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم(2) ، عن أبي الزبير. مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة، رحمه الله تعالى.
71 ـ عمرو بن عبدالله ـ أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الشيعي، بنص كل من ابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في كتاب الملل والنحل(3) ، وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول، اذ نسجوا فيه على منوال أهل البيت، وتعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع الدين، ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان ـ: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، وتوقفوا عندما ارسلوا. اهـ.(4) قلت: ومما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي اسحاق ما رواه عمرو بن اسماعيل الهمداني ـ كما في ترجمته من الميزان ـ عن أبي اسحاق (قال): «قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي كشجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها»
____________
(1) الميزان: 3/170.
(2) روي عنه في: سنن النسائي: 1/86.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل للشهرستاني: 1/190.
(4) الميزان: 2/66. الصفحة 166
(1) . وما قال المغيرة إنما أهلك أهل الكوفة أبو اسحاق وأعمشكم، الا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام، وقد كانا من بحار العلم قوامين بأمر الله، احتج بكل منهما أصحاب الصحاج الستة وغيرهم(2) ، ودونك حديث أبي اسحاق في كل من الصحيحين عن البراء بن عازب، ويزيد بن أرقم، وحارثة بن وهب، وسليمان بن صرد، والنعمان بن بشير، وعبدالله بن يزيد الخطمي، وعمرو بن ميمون، روى عنه في الصحيحين كل من شعبة، والثوري، وزهير، وحفيده يوسف بن اسحاق بن أبي اسحاق، وقال ابن خلكان ـ كما في ترجمته من الوفيات: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفي سنة سبع وعشرين، وقيل ثمان وعشرين، وقيل تسع وعشرين ومئة، وقال يحيى بن معين والمدائني: مات سنة
____________
(1) يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/478 ح998.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص317 و425 ط الحيدرية وص 178 و278 ط الغري، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/290 ح397 و588 و: 2/140 ح837، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص90 ح133 و340 ط طهران، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/128 ح179 و181 و182 و183 و184، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص91 و245 و256 ط اسلامبول وص104 و291 و305 ط الحيدرية و: 1/88 و: 2/69 و280 ط العرفان صيدا، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/108، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 9 ط الحيدرية وص11 ط آخر، المستدرك للحاكم: 3/160، الغدير للأميني: 3/8، احقاق الحق للتستري: 5/462 و: 7/180 ط طهران، فرائد السمطين: 1/51 و52 و: 2/30 ح369، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر: 123.
(2) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه الى القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الايمان ب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة: 1/112، صحيح الترمذي: 5/299 ح3803، سنن أبي داود: 3/25 ح2559، سنن ابن ماجة: 1/44 ح119. الصفحة 167
اثنتين وثلاثين ومئة، والله أعلم(1) .
72 ـ عوف بن أبي جميلة ـ البصري أبو سهل يعرف بالأعرابي وليس بأعرابي الأصل، ذكره الذهبي في ميزانه(2) فقال: وكان يقال له عوف الصدق، وقيل: كان يتشيع، وقد وثقه جماعة، ثم نقل القول: بكونه شيعياً عن جعفر بن سليمان، ونقل القول: بكونه رافضياً عن بندار. قلت: وعده ابن قتيبة في كتابه المعارف من رجال الشيعة(3) أخذ عنه روح، وهوذة، وشعبة؛ والنضر بن شميل؛ وعثمان بن الهيثم، وخلق من طبقتهم؛ واحتج به أصحاب الصحاح الستة(4) وغيرهم، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من الحسن، وسعيد، وابني أبي الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وسيار بن سلامة، وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل، أما حديثه عن أبي رجاء العطاردي فموجود في الصحيحين. مات رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين ومئة.
ـ ف ـ
73 ـ الفضل بن دكين ـ واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الملائي الكوفي، يعرف بأبي نعيم، شيخ البخاري في صحيحه، عده من رجال الشيعة جماعة من الجهابذة، كابن قتيبة في المعارف(5) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: الفضل بن دكين أبو نعيم حافظ حجة الا أنه يتشيع، ونقل أن ابن الجنيد الختلي قال: سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم اذا ذكر انساناً فقال: هو جيد، وأثنى عليه فهو شيعي، واذا قال: فلان كان مرجئاً، فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به،
____________
(1) وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/459 ط دار صادر و: 3/129 ط السعادة، مرآة الجنان لليافعي: 1/269.
(2) الميزان للذهبي: 3/305.
(3) المعارف لابن قتيبة ص624.
(4) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/301 ح3806، سنن أبي داود: 4/261 ح4743، سنن النسائي ك الطهارة ب الماء الدائم: 1/49.
(5) المعارف لابن قتيبة ص624. الصفحة 168
قال الذهبي: هذا القول دال على أن يحيى بن معين كان يميل الى الارجاء(1) . قلت: وقال أيضاً على أنه كان يرى الفضل شيعياً جلداً، ونقل الذهبي ـ في ترجمة خالد بن مخلد من ميزانه ـ عن الجوزجاني القول: بأن أبا نعيم كان كوفي المذهب يعني التشيع(2) ، وبالجملة فان كون الفضل بن دكين شيعياً مما لا ريب فيه، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة(3) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن يحيى، وعبدالعزيز بن أبي سلمة، وزكريا بن أبي زائدة، وهشام الدستوائي، والأعمش، ومسعر، والثوري، ومالك، وابن عيينة، وشيبان، وزهير، أما حديثه في صحيح مسلم فعن كل من سيف بن أبي سليمان، واسماعيل بن مسلم، وأبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، وأبي العميس، وموسى بن علي، وأبي شهاب موسى بن نافع، وسفيان، وهشام بن سعد، وعبدالواحد بن أيمن، واسرائيل، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر، وعبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وأبي سعيد الأشج، وابن نمير، وعبدالله الدارمي، واسحاق الحنظلي، وزهير بن حرب. كان مولده سنة ثلاثين ومئة، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة عشرة ومئتين أيام المعتصم، وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته(4) فقال: وكان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة.
74 ـ فضيل بن مرزوق ـ الأغر الرواسي الكوفي أبو عبدالرحمن، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: كان معروفاً بالتشيع، ونقل القول بتوثيقه عن سفيان بن
____________
(1) الميزان: 3/350.
(2) الميزان: 1/641.
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم باب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب أدنى أهل الجنة منزلة: 1/99 صحيح الترمذي: 2/6 ح499، سنن أبي داود: 4/107 ح4283، سنن النسائي ك الزينة ب لبس العمائم: 8/211.
ص 279. (منه قدس). الصفحة 169
عيينة، وابن معين (قال): وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ثم نقل عن الهيثم بن جميل أنه ذكر فضيل بن مرزوق فقال: كان من ائمة الهدى، زهداً وفضلاً(1) . قلت: احتج مسلم في الصحيح(2) بحديثه عن شقيق بن عقبة في الصلاة، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت، روى عنه عند مسلم يحيى بن آدم، وأبو أسامة في الزكاة، وروى عنه في السن وكيع، ويزيد، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وخلق من طبقتهم، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير، مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة.
75 ـ فطر بن خليفة ـ الحناط الكوفي، سأل عبدالله بن أحمد أباه عن فطر بن خليفة فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس، إلا أنه يتشيع، وروى عباس عن ابن معين: أن فطر بن خليفة ثقة شيعي، وقال أحمد: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط. قلت: ولذا قال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه ـ أي لا مغمز فيه سوى أن مذهبه مذهب الشيعة ـ وقال الجوزجاني: فطر بن خليفة زائغ، وسمعه جعفر الأحمر يقول في مرضه: ما يسرني أن يكون لي مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى، لحبي أهل البيت عليهم السلام، ويروي فطر عن أبي الطفيل، وأبي وائل، ومجاهد؛ وقد أخذ عنه أبو أسامة، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وغير واحد من تلك الطبقة، وثقة أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد: ثقة ان شاء الله، وأورده الذهبي في ميزانه(3) فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما ذكرناه(4) ، ولما ذكر
____________
(1) الميزان للذهبي: 3/362.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك الصلاة: 1/252، صحيح الترمذي: 5/326 ح3871.
(3) الميزان للذهبي: 3/363، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/364 ط دار صادر، المعارف لابن قتيبة ص624 ط دار الكتب بمصر.
وأورده ابن سعد في ص253 من الجزء السادس من طبقاته. (منه قدس). الصفحة 170
ابن قتيبة في معارفه رجال الشيعة عد فطراً منهم، وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد، روى الثوري عن فطر في الأدب عند البخاري، وأخرج أصحاب السنن(1) الأربعة وغيرهم عن فطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة.
ـ م ـ
76 ـ مالك بن اسماعيل ـ بن زياد بن درهم أبو غسان الكوفي النهدي، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره ابن سعد في ص282 من الجزء 6 من طبقاته، فكان آخر ما قاله في أحواله: وكان أبو غسان ثقة صدوقاً متشيعاً شديد التشيع(2) ، وذكره الذهبي في الميزان بما يدل على عدالته وجلالته، وأنه أخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن صالح، وأن ابن معين قال: ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان، وأن أبا حاتم قال: لم أر بالكوفة أتقن منه، لا أبو نعيم ولا غيره، له فضل وعبادة، كنت اذا نظرت إليه رأيته وكأنه خرج من قبر، كانت عليه سجادتان(3) . قلت: روى عنه البخاري(4) بلا واسطة في مواضع من صحيحه، وروى مسلم عنه في الصحيح بواسطة هارون بن عبدالله حديثاً في الحدود، أما مشائخه عند البخاري، فابن عيينة، وعبدالعزيز بن أبي سلمة، واسرائيل، وقد أخذ عنه البخاري، ومسلم عن زهير بن معاوية. مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة تسع عشرة ومئتين.
____________
(1) روي عنه في: سنن أبي داود: 4/311 ح5047، سنن النسائي ك الافتتاح ب موضع الابهامين: 2/123. وكان من التابعين روى عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام وترحم عليه الامام أبو جعفر مرتين. راجع رجال الطوسي.
(2) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/405 ط دار صادر.
(3) الميزان: 3/424.
(4) روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب اذا بدره البصاق: 1/107، صحيح الترمذي: 1/7 ح7. الصفحة 171
77 ـ محمد بن خازم ـ(1) المعروف بأبي معاوية الضرير التميمي الكوفي، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: ـ محمد بن خازم ع ـ الضرير ثقة ثبت، ما علمت فيه مقالاً يوجب وهنه مطلقاً، سيأتي في الكنى، وحين ذكره في الكنى، قال: أبو معاوية الضرير أحد الأئمة الأعلام الثقات، الى أن قال: وقال الحاكم: احتج به الشيخان، وقد اشتهر عنه الغلو، غلو التشيع(2) . قلت: احتج به اصحاب الصحاح الستة(3) ، وقد وضع الذهبي على اسمه ع رمزاً إلى اجماعهم على الاحتجاج به، واليك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن غير واحد من الاثبات، روى عنه في صحيح البخاري علي بن المديني، ومحمد بن سلام، ويوسف بن عيسى، وقتيبة، ومسدد، روى عنه في صحيح مسلم سعيد الواسطي، وسعيد بن منصور، وعمرو الناقد، واحمد بن سنان، وأبن نمير، واسحاق الحنظلي، وأبو بكر بن أبي شبة، وأبو كريب، ويحيى بن يحيى، وزهير، أما موسى الزمن فقد روى عنه في الصحيحين كليهما. ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومئة ومات رحمه الله سنة خمس وتسعين ومئة.
78 ـ محمد بن عبدالله ـ الضبي الطهاني النيسابوري، هو أبو عبدالله الحاكم امام الحفاظ والمحدثين، وصاحب التصانيف التي لعلهما تبلغ ألف جزء، جاب البلاد في رحلته العلمية، فسمع من نحو الفي شيخ، وكان أعلام عصره كالصعلوكي، والامام بن فورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويراعون حق فضله، ويعرفون له الحرمة الأكيدة، ولا يرتابون في امامته، وكل من تأخر عنه.
____________
(1) بالخاء المعجمة من فوق وغلط من قال ابن حازم بالحاء المهملة. (منه قدس).
(2) الميزان للذهبي: 3/533 و: 4/575.
(3) روي عنه في: صحيح البخاري ك الوضوء: 1/61، صحيح مسلم ك البيوع باب الرهن: 1/701، سنن أبي داود: 3/167 ح3039، سنن النسائي ك الطلاق: 6/146، سنن ابن ماجة: 1/130 ح363. الصفحة 172
من محدثي السنة عيال عليه، وهو من أبطال الشيعة وسدنة الشريعة، تعرف ذلك كله بمراجعة ترجمته في كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي، وقد ترجمه في الميزان أيضاً فقال: امام صدوق، ونص على أنه شيعي مشهور، ونقل عن ابن طاهر قال: سألت أبا اسماعيل عبدالله الأنصاري عن الحاكم أبي عبدالله فقال: امام في الحديث، رافضي خبيث، وعد له الذهبي شقاشق، منها قوله أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولد مسروراً مختوناً، ومنها أن علياً وصي، قال الذهبي: فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه. ولد سنة احدى وعشرين وثلاثمئة في ربيع الأول، ومات رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وأربعمائة(*) .
79 ـ محمد بن عبيدالله ـ بن أبي رافع المدني، كان هو وأبوه عبيدالله وأخوه(1) الفضل، وعبدالله ابنا عبيدالله، وجده أبو رافع(2) ، وأعمامه رافع، والحسن، والمغيرة، وعلي، وأولادهم وأحفادهم أجمعون من صالح سلف الشيعة، ولهم من المؤلفات ما يدل على رسوخ قدمهم في التشيع، ذكرنا ذلك في المقصد 2 من الفصل 12 من فصلونا المهمة(3) ، أما محمد هذا فقد ذكره ابن عدي فقال ـ كما في آخر ترجمته من الميزان(4) ـ: هو في عداد شيعة الكوفة، وحيث ترجمه الذهبي في ميزانه، وضع على اسمه ت ق رمزاً الى من أخرج له من أصحاب السنن(5) ، وذكر أنه كان يروي عن أبيه عن جده، وأن مندلاً، وعلي بن هاشم، يرويان عنه. قلت: ويروي عنه ايضاً حبان بن علي، ويحيى بن يعلى وغيرهما وربما روى محمد بن عبيدالله عن أخيه عبدالله بن
____________
(*) ترجمة الذهبي في الميزان: 3/608.
(1) روي عنه عبيدالله في: صحيح الترمذي: 2/16 ح518، سنن أبي داود: 4/328 ح5015، سنن ابن ماجة: 1/6 ح13.
(2) روي عن أبي رافع في: صحيح الترمذي: 1/79 ح121.
(3) الفصول المهمة لشرف الدين ص179 ط5 مطبعة النعمان.
(4) الميزان للذهبي: 3/635.
(5) روي عنه في: صحيح الترمذي. الصفحة 173
عبيدالله كما يعلمه المتتبعون، وقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير بالاسناد إلى محمد بن عبيدالله بن أبي رافع، عن ابيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لعلي: «أول من يدخل الجنة أنا وأنت، والحسن والحسين، وذرارينا خلفنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا» اهـ.(1) .
80 ـ محمد بن فضيل ـ بن غزوان أبو عبدالرحمن الكوفي، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ(2) وذكره ابن سعد في ص371 من الجزء 6 من طبقاته، فقال: وكان ثقة صدوقاً كثير الحديث متشيعاً، وبعضهم لا يحتج به. اهـ.(3) وذكره الذهبي في باب من عرف بأبيه من أواخر الميزان فقال: صدوق شيعي(4) ، وذكره في المحمدين أيضاً فقال: صدوق مشهور، وذكر أن أحمد قال: أنه حسن الحديث شيعي، وان أباد داود قال: كان شيعياً محترفاً، وذكر أنه كان صاحب حديث ومعرفة، وأنه قرأ القرآن على حمزة، وأن له تصانيف، وان ابن معين وثقه، وأحمد حسنه، والنسائي قال: لا بأس به(5) . قلت: احتج به
____________
(1) قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: «أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف ظهورنا… الخ».
يوجد في مقتل الحسين للخوارزمي: 1/109، الصواعق المحرقة لابن حجر ص159 المحمدية ص96 ط الميمنية، مجمع الزوائد: 9/174، الفضائل الخمسة: 3/106.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: المستدرك للحاكم: 3/151 وصححه، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص323، الكشاف للزمخشري: 4/220 ط بيروت، نور الأبصار للشبلنجي ص100 ط العثمانية وص101 ط العيدية، ذخائر العقبى ص123، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص269 و299 ط اسلامبول وص322 و358 ط الحيدرية و2/94 و124 ط العرفان بصيدا، فرائد المسطين: 2/43 ح375.
(2) المعارف لابن قتيبة: 624.
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/389 ط دار صادر.
(4) الميزان للذهبي: 4/595.
(5) الميزان للذهبي: 4/9 و10. الصفحة 174
أصحاب الصحاح الستة وغيرهم(1) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من أبيه فضيل، والأعمش، واسماعيل بن أبي خالد، وغير واحد من تلك الطبقة، روى عنه عند البخاري محمد بن نمير، واسحاق الحنظلي، وابن أبي شيبة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وعمران بن ميسرة، وعمرو بن علي، وروى عنه عند مسلم عبدالله بن عامر، وأبو كريب، ومحمد بن طريف، وواصل بن عبدالأعلى، وزهير، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن يزيد، ومحمد بن المثنى، وأحمد الوكيعي، وعبدالعزيز بن عمر بن أبان. مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة خمس وقيل أربع وتسعين ومئة.
81 ـ محمد بن مسلم ـ بن الطائفي(*) ، كان من المبرزين في أصحاب الامام أبي عبدالله الصادق عليه السلام، وقد ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة، وأورده الحسن بن علي بن داود في باب الثقات من مختصره(2) ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن يحيى بن معين وغيره، وأن القعنبي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، رووا عنه، وأن عبدالرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي فقال: كتبه صحاح، وأن معروف بن واصل قال: رأيت سفيان الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب عنه(3) . قلت: وانما
____________
(1) روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان باب صوم رمضان احتساباً: 1/14، صحيح مسلم ك الايمان ب بيان الوسوسة: 1/68، صحيح الترمذي: 5/299 ح3801، سنن ابي داود: 4/237 ح4747، سنن ابن ماجة: 1/15 ح40.
(*) محمد بن مسلم الثقفي ـ أبو جعفر، كان من أعلام الفكر وأحد أئمة العلم في الاسلام وأحد الفقهاء العظام، ومن أمناء الله على حلاله وحرامه، اختص بالامامين الباقر والصادق عليهما السلام، وان فضله وعلمه ووثاقته أشهر من أن تذكر؛ وقد ورد في مدحه وجلالته روايات عن أئمة الهدى عليهم السلام. أما وفاته، فقد نقل الكشي في رجاله أنه توفي سنة 150 هـ. وليس كما ذكره المصنف.
(2) رجال ابن داود ص336 برقم 1473 ط طهران، رجال النجاشي ص226، رجال الكشي ص161 ط المصطفوي.
(3) الميزان للذهبي: 4/40، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/522 ط دار صادر. الصفحة 175
ضعفه من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم اياه ما ضره، وذاك حديثه عن عمرو بن دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم(1) ، وقد أخذ عنه ـ كما في ترجمته من طبقات ابن سعد(2) كل من وكيع بن الجراح وأبي نعيم، ومعن بن عيسى، وغيرهم. مات رحمه الله تعالى سنة سبع وسبعين ومئة، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة، وهما اثنان ترجمهما ابن سعد في الجزء 5 من طبقاته.
82 ـ محمد بن موسى ـ بن عبدالله الفطري المدني، أورده الذهبي في ميزانه(3) ، فنقل نص أبي حاتم على تشيعه، وروي عن الترمذي توثيقه، ووضع على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن(4) ، اشارة إلى احتجاجهم به، ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم يرويه عن عبدالله بن عبدالله بن أبي طلحة، وله عن المقبري وجماعة من طبقته، وقد روى عنه ابن أبي فديك، وابن مهدي، وقتيبة، وعده من طبقتهم.
83 ـ معاوية بن عمار ـ الدهني البجلي الكوفي، كان وجهاً في أصحابنا ومقدماً عندهم، كبير الشأن، عظيم المحل ثقة(5) ، وكان أبوه عمار أسوة لمن تأسى ومثالاً في الثبات، على مبادىء الحق، ومثلاً ضربه الله للصابرين على الأذى في سبيله، قطع بعض الطغاة الغاشمين عرقوبيه في التشيع كما ذكرناه في أحواله فما نكل، وما وهن، ولا ضعف، حتى مضى لسبيله صابراً محتسباً، وابنه معاوية هذا على شاكلته، والولد سر أبيه فيه ـ ومن يشابه أباه فما ظلم ـ صحب
____________
(1) روي عنه في: صحيح مسلم ك الطهارة ب جواز أكل المحدث: 1/160.
(2) راجع صفحة 381 من جزئها الخامس. (منه قدس).
(3) الميزان للذهبي: 4/50.
(4) روي عنه في: صحيح مسلم ك الأطعمة ب جواز استتباعه غيره: 2/216، سنن أبي داود: 2/31 ح1300. سنن النسائي ك قيام الليل ب الحث على الصلاة: 3/198.
(5) رجال النجاشي ص292. الصفحة 176
اماميه الصادق والكاظم عليهما السلام(1) ، فكان من حملة علومهما وله كتب في ذلك رويناها بالاسناد اليه، وروى عنه من اصحابنا ابن ابي عمير، وغيره، واحتج به مسلم والنسائي(2) ، وحديثه في الحج من صحيح مسلم عن الزبير، روى عنه عند مسلم يحيى بن يحيى وقتيبة، وله روايات عن أبيه عمار، وعن جماعة من تلك الطبقة، موجودة في مسانيد السنة. مات رحمه الله تعالى سنة خمس وسبعين ومئة.
84 ـ معروف بن خربوذ(3)(*) ـ الكرخي، أورده الذهبي في ميزانه فوصفه بأنه صدوق شيعي، ووضع على اسمه رمز البخاري، ومسلم، وأبي داود اشارة إلى اخراجهم له، وذكر انه يروي عن أبي الطفيل، قال: هو مقل، حدث عنه أبو عاصم، وأبو داود، وعبيدالله بن موسى، وآخرون، ونقل عن أبي حاتم أنه قال: يكتب حديثه(4) . قلت وذكره ابن خلكان في الوفيات فقال: هو من موالي علي بن موسى الرضا، ثم استرسل في الثناء عليه فنقل عنه حكاية قال فيها: وأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه الا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا، عليه السلام… الخ(5) ، وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه المعارف عد معروفاً منهم(6) ، احتج مسلم بمعروف، ودونك حديثه في الحج
____________
(1) رجال النجاشي ص293.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم.
(3) وقيل ابن فيروز، وقيل ابن الفيروزان، وقيل ابن علي. (منه قدس).
(*) معروف بن خربوذ ـ المكي من سكان الكوفة ومن أصحاب الامام الباقر عليه السلام، وهو من الفقهاء العظام، وأحد أمناء الله على حلاله وحرامه، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم.
راجع: رجال الكشي والنجاشي ورجال الطوسي، وحياة الإمام محمد الباقر: 2/267.
(4) الميزان للذهبي: 4/144.
(5) وفيات الأعيان لابن خلكان: 5/232.
(6) المعارف لابن قتيبة ص624. روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم: 1/41
................................................................................................
الصفحة 177
من الصحيح عن أبي الطفيل. توفي ببغداد سنة مئتين(1) ، وقبره معروف يزار، وكان سري السقطي من تلامذته.
85 ـ منصور بن المعتمر ـ بن عبدالله بن ربيعة السلمي الكوفي، كان من أصحاب الباقر والصادق، وله عنهما عليهما السلام، كما نص عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه(2) ، والجوزجاني عده من المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين فروعه، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد، وذلك حيث قال(3) : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث…(4) الخ. قلت: ما الذي نقموه من هؤلاء الصادقين؟ أتمسكهم بالثقلين؟ أم ركوبهم سفينة النجاة؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها؟ ـ باب حطة ـ أم التجاءهم الى أمان أهل الأرض؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته(5) ؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته؟ كما هو المأثور من سيرتهم، حتى قال ابن سعد ـ حيث ترجم منصوراً في ص 235 من الجزء 6 من طبقاته ـ: انه عمش من البكاء من خشية الله تعالى
____________
(1) وقيل سنة 201 وقيل سنة 204. (منه قدس).
(2) منتهى المقال في أحوال الرجال، المعارف لابن قتيبة: 624. وكان من دعاة الشهيد العظيم زيد بن علي عليه السلام ولما قتل زيد لم يكن منصور في الكوفة ولما بلغه قتله صام سنة يرجو بذلك ان يكفر الله عنه، راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/370.
(3) كما في ترجمة زبيد اليامي من الميزان، وقد نقلنا هذه الكلمة عن الجوزجاني في أحوال كل من زبيد والأعمش وأبي اسحاق، وعلقنا عليها تعليقات جديرة بالمراجعة. (منه قدس).
(4) الميزان للذهبي: 2/66.
(5) اشارة الى أحاديث تقدم بعضها ويأتي البعض الآخر. الصفحة 178
(قال) وكانت له خرقة ينش بها الدموع من عينيه (قال): وزعموا أنه صام ستين وقامها… الخ. فهل يكون مثل هذا ثقيلاً على الناس مذموماً، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون، فانا لله وإنا اليه راجعون، روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال: رأيت منصوراً بمكة (قال): وأظنه من هذه الخشبية، وما أظنه كان يكذب… الخ. قلت: ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله: وما أظنه يكذب، وي، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد، وكأن منصوراً جرى في الصدق على خلاف الأصل، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمد اسماً يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة، كالخشبية والترابية، والرافضة، ونحو ذلك، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: (ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان)(1) . وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال: هم من الرافضة كان ابراهيم الأشتر لقي عبيدالله بن زياد، وأكثر أصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا بالخشبية. اهـ.(2) . قلت: انما نبزوهم بهذا توهيناً لهم، واستهتاراً بقوتهم وعتادهم، ولكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب، ابن مرجانة، واستأصلوا شأفة أولئك المردة قتلة آل محمد (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين)(3) ، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة الى أبي تراب، بل لنا بهما الشرف والفخر. شط بنا القلم، فلنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور، ولذا احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه(4) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي وائل، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من طبقتهم، روى عنه
____________
(1) سورة الحجرات آية: 11.
(2) المعارف لابن قتيبة ص622.
(3) سورة الأنعام آية: 45.
(4) روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب اثم من كذب على النبي: 1/35، صحيح مسلم باب في التحذير من الكذب: 1/6، صحيح الترمذي: 5/298 ح399، سنن أبي داود: 4/435 ح4737، سنن النسائي ك تحريم الدم ب قتال المسلم: 7/122، سنن ابن ماجة: 1/101 ح277. الصفحة 179
عندهما كل من شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة؛ قال ابن سعد: وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة (قال): وكان ثقة مأموناً كثير الحديث رفيعاً عالياً ـ رحمه الله تعالى ـ.
86 ـ المنهال بن عمرو ـ الكوفي التابعي من مشاهير شيعة الكوفة، ولذا ضعفه الجوزجاني وقال: سيئ المذهب، وكذا تكلم فيه ابن حزم وغمزه يحيى بن سعيد، وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلي من من المنهال وأوثق، ومع العلم بكونه شيعياً، وتظاهره بذلك، ولا سيما في أيام المختار، لم يرتابوا في صحة حديثه، فأخذ عنه شعبة، والمسعودي، والحجاج بن أرطأة، وخلق من طبقتهم، وقد وثقه ابن معين، وأحمد العجلي، وغيرهما، وذكره الذهبي في الميزان(1) فنقل من أقوالهم فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه رمز البخاري(2) ومسلم، اشارة إلى إخراجهما عنه، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، وقد روى عنه في التفسير من صحيح البخاري زيد بن أبي أنيسة وروى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء.
87 ـ موسى بن قيس ـ الحضرمي، يكنى أبا محمد، عده العقيلي من الغلاة في الرفض، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال: علي أحب الي، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض، عن مالك، بن جعونة، قال: سمعت أم سلمة تقول: «علي على الحق، فمن تبعه فهو على الحق، ومن تركه ترك الحق عهداً معهوداً»(3) ، رواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن موسى بن
____________
(1) الميزان: 4/192.
(2) روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/326 ح3870 و3964، سنن أبي داود: 4/235 ح4737، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120.
(3) يوجد في: مجمع الزوائد للهيثمي: 9/134 ط مكتبة القدسي، الميزان للذهبي: 4/217 ط دار احياء الكتب العربية، الغدير للأميني: 3/179 وسوف تأتي بقية المصادر للأحاديث المشابهة له تحت رقم 611 فراجع. الصفحة 180
قيس، وروى موسى في فضل أهل البيت صحاحاً ساءت العقيلي فقال فيه ما قال، أما ابن معين فقد وثق موسى، واحتج به أبو داود، وسعيد بن منصور، في سننهما، وترجمه الذهبي في الميزان(1) ، فأورد كل ما نقلناه عنهم في أحواله، ودونك حديثه في السنن(2) عن سلمة بن كهيل، وحجر بن عنسبة، وقد روى عنه الفضل بن دكين وعبيدالله بن موسى، وغيرهما من الأثبات. مات رحمه الله تعالى أيام المنصور.
ـ ن ـ
88 ـ نفيع بن الحارث ـ أبو داود النخعي الكوفي الهمداني السبيعي، قال العقيلي: كان يغلو في الرفض وقال البخاري: يتلكمون فيه ـ لتشيعه ـ(3) قلت: أخذ عنه سفيان، وهمام وشريك، وطائفة من أعلام تلك الطبقة، واحتج به الترمذي في صحيحه(4) ، وأخرج له أصحاب المسانيد، ودونك حديثه عند الترمذي وغيره، عن أنس بن مالك، وابن عباس، وعمران بن حصين، وزيد بن أرقم، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرناه.
89 ـ نوح بن قيس ـ بن رباح الحداني، ويقال الطاحي البصري، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: صالح الحديث وقال: وثقه أحمد وابن معين (قال) وقال أبو داود: كان يتشيع، وقال النسائي: ليس به بأس(5) ، ووضع الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن(6) اشارة الى أنه من
____________
(1) الميزان للذهبي: 4/217.
(2) روي عنه في: سنن ابن داود: 1/262 ح977.
(3) الميزان: 4/272.
(4) روي عنه في: صحيح الترمذي.
(5) الميزان: 4/279.
(6) روي عنه في: صحيح مسلم ك اللباس ب لبس النبي: 2/240، سنن أبي داود: 331 ح9693، سنن النسائي ك الصلاة ب كم فرضاً في اليوم: 1/228. الصفحة 181
رجال صحاحهم، وله حديث في الأشربة من صحيح مسلم، يرويه عن ابن عون، وله في اللباس من صحيح مسلم أيضاً حديث يرويه عن أخيه خالد بن قيس، روى عنه عند مسلم نصر بن علي، وروى عنه عند غير مسلم أبو الأشعث، وخلق من طبقته، ولنوح رواية عن أيوب وعمرو بن مالك، وطائفة.
ـ هـ ـ
90 ـ هارون بن سعد ـ العجلي الكوفي، ذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز مسلم، اشارة إلى أنه من رجاله، ثم وصفه فقال: صدوق في نفسه، ولكنه رافضي بغيض، روى عباس عن ابن معين قال: هارون بن سعد من الغالية في التشيع، له عن عبدالرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعنه محمد بن ابي حفص العطار، والمسعودي، والحسن بن حي، قال أبو حاتم: لا بأس به(1) ا هـ. قلت: أذكر حديثاً ـ في صفة النار من صحيح مسلم(2) ـ يرويه الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد العجلي، عن سلمان.
91 ـ هاشم بن البريد ـ بن زيد أبو علي الكوفي، ذكره الذهبي ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي(3) ، اشارة إلى أنه من رجال صحيحيهما، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره، مع شهادته عليه بأنه يترفض، وقال: وقال أحمد: لا بأس به(4) . قلت: يروي هاشم عن زيد بن علي، ومسلم البطين، ويروي عنه الخريبي، وابنه علي بن هاشم ـ الذي ذكرناه في بابه ـ وجماعة من الأعلام، وهاشم هذا من بيت تشيع، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا الكتاب.
92 ـ هبيرة بن بريم ـ الحميري، صاحب علي عليه السلام، نظير الحارث
____________
(1) الميزان: 4/284، الملل والنحل: 1/190 ط بيروت.
(2) روي عنه في: صحيح مسلم ك الجنة ب النار يدخلها الجبارون: 2/538.
(3) وروي عنه في: سنن أي داود: 3/137 ح2984، سنن النسائي ك الافتتاح ب القراءة في الظهر: 2/163.
(4) الميزان: 4/288. الصفحة 182
في ولائه واختصاصه، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه رمز أصحاب السنن(1) . اشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم، ثم نقل عن أحمد القول: بأنه لا بأس بحديثه، وهو أحب الينا من الحارث، قال الذهبي وقال ابن خراش: ضعيف كان يجهز على قتلى صفين؛ وقال الجوزجاني، كان مختارياً يجهز على القتلى يوم الخازر. اهـ.(2) . قلت: وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة(3) وهذا من المسلمات، وحديثه عن علي ثابت في السنن، يرويه عنه أبو اسحاق، وأبو فاختة.
93 ـ هشام بن زياد ـ أبو المقدام البصري، عده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة(4) ، وذكره الذهبي باسمه في حرف الهاء، وبكنيته في الكنى من ميزانه(5) ، ووضع على عنوانه في الكنى ت ق رمزاً إلى من اعتمد عليه من أصحاب السنن، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره(6) ، عن الحسن والقرضي، يروي عنه شيبان بن فروخ، والقواريري، وآخرون.
94 ـ هشام بن عمار ـ بن نصير بن ميسرة أبو الوليد، ويقال الظفري الدمشقي، شيخ البخاري في صحيحه، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة(7) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه، وذكره الذهبي في الميزان فوصفه بالامام، خطيب دمشق ومقريها، ومحدثها وعالمها، صدوق مكثر، له ما ينكر…(
الخ. قلت: روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر
____________
(1) روى عنه في: سنن النسائي ك الزينة ب الذؤابة: 8/134، صحيح الترمذ: 4/202 ح2960.
(2) الميزان: 4/292.
(3) الملل والنحل: 1/190.
(4) الملل والنحل: 1/190.
(5) الميزان: 4/298.
(6) روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/238 ح3051.
(7) المعارف لابن قتيبة: 624.
(
الميزان: 4/302. الصفحة 183
معسراً من كتاب البيوع من صحيحه(1) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون، وأظن أن منها كتاب المغازي، وكتاب الأشربة، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يروي هشام عن يحيى بن حمزة، وصدقة بن خالد، وعبدالحميد بن أبي العشرين، وغيرهم. قال في الميزان: «وحدث عنه خلق كثير رحلوا اليه في القراءة والحديث»، وحدث عنه الوليد بن مسلم، وهو من شيوخه، وقد روى هو بالاجازة عن أبي لهيعة، قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله، وقال آخر: كان هشام فصيحاً بليغاً مفوهاً كثير العلم… قلت: وكان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال: ـ كما في ترجمة هشام من الميزان ـ(2) : أعرفه طياشاً، قاتله الله، ووقف أحمد على كتاب لهشام قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه، فقام أحمد وقعد، وأبرق وأرعد، وأمر من صلوا خلف هشام باعادة صلاتهم، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه، ما لا يخفى على أولي الألباب، فكلمته هذه على حد قول القائل ـ وفي كل شيء له آية ـ بل هي أعظم وأبلغ بمراتب، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة، ومات ف آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومئتين، رحمه الله تعالى.
95 ـ هشيم بن بشير ـ بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو معاوية، أصله من بلخ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة(3) ، وهو شيخ الامام أحمد بن حنبل وسائر أهل طبقته، ذكره الذهبي في الميزان رامزاً إلى احتجاج أصحاب الصحاح الستة به، ووصفه بالحافظ، وقال: انه أحد الأعلام سمع الزهري، وحصين بن عبدالرحمن، وروى عنه يحيى
____________
(1) روي عنه البخاري في صحيحه ك البيوع ب من أنظر معسراً: 3/10، سنن ابن ماجة: 1/5 ح7 و124.
(2) الميزان للذهبي: 4/303.
(3) المعارف لابن قتيبة: 624. الصفحة 184
القطان، وأحمد، ويعقوب الدورقي، وخلق كثير. اهـ.(1) . قلت: ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم(2) عن حميد الطويل، واسماعيل بن أبي خالد، وأبي اسحاق الشيباني، وغير واحد، روى عنه عندهما عمرو الناقد، وعمرو بن زرارة، وسعيد بن سليمان، وروى عنه عند البخاري عمرو بن عوف، وسعد بن النضر، ومحمد بن نبهان، وعلي بن المديني، وقتيبة، وروى عنه عند مسلم أحمد بن حنبل، وشريح، ويعقوب الدورقي، وعبدالله بن مطيع، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، واسماعيل بن سالم، ومحمد بن الصباح؛ وداود بن رشيد، وأحمد بن منيع، ويحيى بن ايوب، وزهير بن حرب، وعثمان بن ابي شيبة، وعلي بن حجر، ويزيد بن هارون. مات رحمه الله تعالى ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة، وله تسع وسبعون عاماً.
ـ و ـ
96 ـ وكيع بن الجراح ـ بن مليح بن عدي، يكنى بابنه سفيان الرواسي الكوفي، من قيس غيلان، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة(3) ، ونص ابن المديني في تهذيبه: على أن في وكيع تشيعاً، وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعاً رافضي، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحاً فيه فلان كذا وفلان كذا، ومن جملة ما كان فيه