عند المسلمين
يرى المسلمون أن عيسى بن مريم هو عبد الله ونبيه ارسل إلى اليهود لدعوتهم لعبادة الله وهو لم يصلب بينما صُلب شبيه لعيسى بن مريم، وأن الله رفع عيسى بن مريم إليه وقد ورد ذلك صريحا في القرآن حيث ورد فيه: {وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا بل رفعه الله إليه}؛ إلى أن يحين الوقت الذي يبعثه الله ثانيا إلى الأرض ليقتل المسيح الدجال عند قرب يوم القيامة ثم يموت ليبعث حيا يوم القيامة.
ويرى البعض من غير المسلمين أن آية "'وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً"سورة مريم وكذلك عن الآية 55 من آل عمران: "إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا"، وعن الآية 117 من المائدة: "وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم" تدل على أن المسيح صلب ومات ومن ثم بعث حياً من جديد. إلا أن المسلمين يرون بأن المقصود هو ان (الله رفعه إليه حيا)، وأنه سيموت بعد نزوله ثانيا إلى الأرض وهذا هو المقصود في الآية (ويوم أموت) وكلمة (مُتَوَفِّيكَ) هنا لا تعني الموت، بل تعني (آخذك وافيا بروحك وبدنك)،ويذكرون دليلا آخر على ذلك ما ورد في سورة الأنعام: (هو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه ليقضى أجل مسمى ثم إليه مرجعكم ثم ينبئكم بما كنتم تعملون). وهنا (يتوفاكم) تعني (ينيمكم). كما أن إنجيل برنابا يقر أن أن الملائكة رفعت المسيح إلى السماء ولم يصلب وأن الذي صلب هو يهوذا بعد أن ألقى الله عليه شبه المسيح [1].
إن اعتقاد المسلمين أن المسيح لم يصلب، لا يعفي ولا يبرئ اليهود أبدا من عصيان المسيح وسوء معاملته واضطهاده وطلبهم صلبه على يد الحكام الرومان. كما أن رفع اللهِ المسيحَ إلى السماء، كما يقول القرآن الكريم هو تكريم عظيم لنبي عظيم، وبنظره أن موت عيسى مصلوبا مع ما في ذلك من إذلال لا يليق برسول ومعلم كبير.
[عدل]
عند اليهود
لا يعترف اليهود، بكون المسيح ابن الله أو مرسل من الله، أو بكونه ذو مكانة دينية ما، وهناك العديد من النصوص التاريخية لديهم تدل على ان المسيح قد صلب لأنه ادعى بانه المسيح واثار القلاقل بين اليهود فحكم عليه الرومانيون بالموت لإنهاء للفتنة التي ابتدأها. وبحسب الرواية المسيحية، صُلب المسيح على يد الرومان بإصرار من اليهود، وتشكل هذه الحادثة حجر زاوية في العلاقة بين اليهود والمسيحيين، حيث أن العديد من المسيحيين يحملون اليهود مسؤولية صلب المسيح، وتذهب بعض الكنائس اليوم إلى تبرئة يهود اليوم من دم المسيح.
[عدل]
آلهة وثنية قديمة صُلبت
يقول آرثر ويغال في الصفحة 160 من كتابه "الوثنية في مسيحيتنا" (The Paganism in Our Christianity) (طبعة 1928):
"إن عبادة الآلهة المتألمة كانت موجودة في جميع جهات العالم كما أن الإيمان بتعذيب الضحايا في طقوس الأضحية البشرية من أجل الخلاص من الذنب كانت شائعة جداً، إن الآلهة مثل أوزيريس [الإله المصري] وأتيس [الإله التركي] وأدونيس [الإله السوري] وديونيسيوس [الإله اليوناني] وهرقل وبروميثيوس [الإلهين الروميين] وآخرين.. كلهم تألموا من أجل الناس."
فإنه في وقت حكم نابليون على مصر عكف علماء الآثار والمستكشفون على علوم مصر القديمة، فقد كانت الأهرامات والمقابر تحت الدراسة والبحث الدائم، وقد دهشوا حينما اكتشفوا التشابه التام بين العلوم المصرية القديمة والعلوم المسيحية. فقد اعتقد قدماء المصريين قبل المسيح بألفي سنة بأن الرجل "أوزيريس" كان الابن المولود للإله الأكبر وأحد أقانيم الثالوث الإلهي المصري وقُتل ثم قام بعد ثلاثة أيام من موته وسوف يعود ثانية ليحاكم الأموات، وهذه التشابهات مع المسيحية حيّرت الباحثين، فهذه المطابقة ليست بمحض الصدفة، وهذا ما جعل العلماء يقفون في النهاية على الاستنتاج بأن كهنة المسيحية الأوائل أخذوا ما للمصريين القدماء.
وفي الهند هناك تشابهات كثيرة بين الإله المخلّص الهندوسي "كرشنا" و"يسوع"، وكما قال روبرت تشيني بأن "كل الذي يحوّل الهندوس إلى المسيحية هو تغيير معبودهم من كرشنا إلى المسيح"، فقبل المسيح بأكثر من ألف سنة كان وما يزال الهندوس يعتقدون بأن إلههم "كرشنا" مات لمدة ثلاثة أيام ثم قام.
وفي زمن الجنرال الرومي المشهور بومبي (Pompey) ذهبت جماعة من أدباء اليونان وعلماءهم في "بعثة خاصة ليروا بقعة القوقاز التي رُبِط فيها بروميثيوس" كما كتب ذلك المؤرخ القديم غروت (Grote). فهذه الحادثة تذكّرنا بالحج المسيحي إلى الجلجثة (وهو المكان الذي يزعم المسيحيون بأن المسيح صُلِب فيه)، فإذا كان المسيح صُلب في القرن الأول الميلادي فإن الإله الفادي "بروميثيوس" صُلِب أو رُبط (بطريقة تشبه الصلب) قبل المسيح بخمسمائة عام وذلك في عام 547 ق.م، فقد كان القوقازيون واليونانيون يتغنون بصلوات يومية لإلههم المُضَحّي والوسيط الإلهي "بروميثيوس" الذي قدّم نفسه طوعاً من أجل الناس. وعن ذلك يقول الدكتور ويستبروك في كتابه "الكتاب المقدس: من أين ومتى؟" (Bible: Whence and What?) : "إن وصف [الأناجيل في] العهد الجديد للصلب والأحداث الملازمة له وحتى الزلزال والظلمة قد سُبِقت بخمسة قرون." و تقول الموسوعة الأمريكية الجديدة New American Cyclopedia (الجزء الأول – ص 157): "إنه ليُشك فيما لو كان هناك في جميع مستويات اليونان رسالة أكثر إثارة للشفقة والرثاء من البلاء الإلهي للإله المحسن بروميثيوس الذي صُلِب على الصخرة المنحدرة من أجل حبه للإنسانية."
إن هناك الكثير من الآلهة الوثنية التي ماتت موتة الصليب الوحشية، فمن بين تلك الآلهة: الإله "ثيولِس" (أو "ثيول") في مصر (والذي صُلِب عام 1700 ق.م) ، و"أتيس" في آسيا الصغرى (صُلب بربطه في شجرة الصنوبر عام 1200 ق.م) ، و"ديونيسيوس" مخلّص اليونانيين (صُلب عام 1200 ق.م) ، و"باكوس" رب الروم، والإلهة السومرية "إنانّا" (صُلبت عام 1500 ق.م) ، والإله التلِنغونيزي "ويتّوبا" (صُلب عام 552 ق.م) ، و"كويرينيوس" الرومي (صُلب عام 506 ق.م) وغيرهم.
لم يكن الصلب الوسيلة الوحيدة لموت الآلهة الوثنية، بل إن هناك العديد من الآلهة التي ضحّت بطرق أخرى، ولكن ما يهمنا هنا أن الكثير من تلك الآلهة تشارك يسوع عند المسيحيين في مسألة موت الإله وقيامه من بين الأموات، وكل تلك الآلهة تسبق المسيح والكثير منهم قاموا بعد ثلاثة أيام من موتهم أي نفس فترة موت المسيح التي اعتقدها المسيحيون لاحقاً، فإلى جانب الآلهة المصلوبة المذكورة سابقاً أضيف لك آلهة أخرى قامت بعد موتها منها: الإله "دموزي" السومري (أو "تموز" عند البابليين) و"أوزيريس" المصري (والذي قام بعد ثلاثة أيام من موته) و"بلدر" الإسكندنافي و"بعل" الفينيقي (لبنان حالياً) و"أراي" الأرميني و"أدونيس" السوري و"أٌكونينوشي" الياباني و"كرشنا" الهندي (والذي قام بعد ثلاثة أيام من موته – وهو أحد أهم آلهة الهندوسي) و"ميثرا" الفارسي (قام بعد ثلاثة أيام من موته – وهو أحد أهم آلهة المجوس) و"أتيس" التركي (قام بعد ثلاثة أيام من موته) و"ديونيسيوس" اليوناني (قام بعد ثلاثة أيام من موته) و"كوكزالكوتي" المكسيكي (قام بعد ثلاثة أيام من موته) وآخرون غيرهم.
كما يحتفل المسيحيون بقيامة المسيح من موته ويسمونه بـ"عيد الفصح"، وهو في الأصل أيضاً مأخوذ من أعياد الوثنيين السابقين لقيامة آلهتهم، ففي آسيا الصغرى كان الوثنيون يحتفلون بقيامة إلههم وربهم "أتيس" ويسمون ذلك اليوم بعيد الـ"مِغالينزيا" (Megalensia) ، كما أن أحد أهم أعياد فارس القديمة هو عيد السنة الجديدة والذي كان يعتبر عيداً لقيامة لإله المخلّص "ميثرا" الذي قبل المسيح قام بعد ثلاثة أيام من موته، واليونانيون كانوا يحتفلون بثلاثة أيام من عيد الـ"أنثِستريا" (Anthesteria) من أجل موت وقيامة إلههم المصلوب "ديونيسوس" والذي أيضاً مات لمدة ثلاثة أيام ثم قام، ويعلّق المؤرخ بركيرت على ذلك بقوله:
"إن التشابه الوثيق بين تعاقب الجمعة الطيبة [وهو الاحتفال بيوم صلب المسيح] والفصح لا يمكن أن التغاضي عنه."
[code]
// Visit [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] for more code