عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :
«يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس ، وهو رجل ربعة ، وحش الوجه[990]، ضخم الهامة ، بوجهه أثر جُدَري ، إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان ، وأبوه عنبسة ، وهو من ولد أبي سفيان ، حتّى يأتي أرضَ قرارٍ ومعين ، فيستوي على منبرها»[991]
قال المحقّق الفيض الكاشاني طاب ثراه : أرض قرار ومعين هي الكوفة والنجف كما فسّرت في الأخبار.
وعنه عليه السلام أيضاً قال : «إنک لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس ، أشقر، أحمر، أزرق ، يقول : يا ربِّ ثاري ثمّ النار.
وقد بلغ من خبثه أنّه يدفن اُمّ ولدٍ له وهي حيّة مخافة أن تدلّ عليه »[992]
وفي رواية النعماني في الغيبة ، عن الباقر عليه السلام بعد قوله : «أزرق ، لم يعبد الله قطّ ، ولم يَرَمكّة ولا المدينة قطّ »[993]
وعن حذيفة بن اليمان : أنّ النبي صلي الله عليه و آله و سلم ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب ، قال : «فبيناهم كذلک يخرج عليهم السفياني من الوادي اليابس في فور ذلک حتّى ينزل دمشق ، فيبعث جيشين : جيشاً إلى المشرق ، وآخر إلى المدينة ، حتّى ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ، ويفضحون أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العبّاس[994]، ثمّ ينحدرون إلى الكوفة فيخرّبون ما حولها، ثمّ يخرجون متوجّهين إلى الشام ، فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلک الجيش فيقتلونهم ، لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم ، ويحلّ الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيّام بلياليها، ثمّ يخرجون متوجّهين إلى مكّة ، حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرائيل فيقول : يا جبرائيل ، اذهب فأبدهم[995]، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها، ولا يفلت منهم إلّا رجلان من جُهَينة[996] فلذلک جاء القول وعند جهينة الخبر اليقين ، فذلک قوله : (وَلَوْ تَرى إذْ فُزِعُوا...) إلى آخره »[997] أورده الثعلبي في تفسيره ، وروى أصحابنا في أحاديث المهدي عليه السلام عن أبي عبدالله وأبي جعفر عليهما السلام مثله[998]
وعن أميرالمؤمنين عليه السلام قال : «يكتب السفياني إلى الذي دخل الكوفة بخيله بعد ما يعركها عرک الأديم ، يأمره بالمسير إلى الحجاز، فيسير إلى المدينة ، فيضع السيف في قريش فيقتل منهم ومن الأنصار أربعمأة رجل ، ويبقر البطون ، ويقتل الولدان ويقتل اخوين من قريش رجلاً واخته يقال لهما: محمّد وفاطمة ويصلبهما عل باب المسجد بالمدينة »[999]
وعنه عليه السلام أيضاً وقد سئل عن اسم السفياني : قال : «وما تصنع باسمه إذا ملک كنوز الشام الخمس : دمشق وحمص وفلسطين والاُردن وقنسرين ، فتوقّعوا عند ذلک الفَرَج »، قيل : يملک تسعة أشهر؟ قال : «لا، ولكن ثمانية أشهر لا تزيد يوماً»[1000]
وحدّث أبو بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى شأنه : (إِن نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِنَ آلسَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ )[1001] قال : «سيفعل الله ذلک بهم »، قلت : ومَن هم ؟ قال : «بنو اُميّة وشيعتهم »، قلت : وما الآية ؟ قال : «ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه ، وذلک في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه »[1002]
وعن عبدالملک بن أعين قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجرى ذكر القائم عليه السلام، فقلت له : أرجو أن يكون عاجلاً، ولا يكون سفياني ، فقال : «لا والله، إنّه لمن المحتوم الذي لابدّ منه »[1003]
وعنه عليه السلام أنّه قال : «إنّ لنا بالبصرة وقعةً عظيمةً ، وقد قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام». وذكر ما جرى من حديث علي بن محمّد صاحب الزنج[1004] وغيره .
ثم قال : «وتعود دار الملک إلى الزوراء، وتصير الاُمور شورى ، من غلب على شيء فعله ، فعند ذلک خروج السفياني ، فيركب في الأرض تسعة أشهر، يسومهم سوء العذاب ، فويل لمصر، وويل للزوراء، وويل للكوفة ، والويل لواسط ، كأنّي أنظر إلى واسط وما فيها مخبِر يُخبِر، وعند ذلک خروج السفياني ، ويقلّ الطعام ويقحط الناس ، ويقلّ المطر، فلا أرض تنبت ، ولا سماء تنزل .
ثمّ يخرج المهدي الهادي المهتدي ، الذي يأخذ الراية من يد عيسى بن مريم ، ثمّ خروج الدجّال من بعد ذلک .
يخرج الدجّال من ميسان نواحي البصرة ، فيأتي سفوان ، ويأتي سنام ، فيسحرهما، يسحر الناس فيمثلان كالثريد وما هما بثريد من الجوع والقحط ، إنّ ذلک لشديد، ثمّ طلوع الشمس من مغربها إلى قيام الساعة أربعين عاماً...»[1005].
وعن عيسى بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال : «السفياني من المحتوم ، وخروجه في رجب ، ومن أوّل خروجه إلى آخره خمسة عشر شهراً، ستّة أشهر يقابل فيها، فإذا ملک الكور الخمس[1006] ملک تسعة أشهر، ولم يزد عليها يوماً»[1007].
وعن جابر الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن السفياني ؟ فقال : «وأنّى لكم بالسفياني حتّى يخرج قبله الشيصياني ، يخرج من أرض كوفان (الكوفة )، ينبع كما ينبع الماء، فيقتل وفدكم ، فتوقّعوا بعد ذلک السفياني وخروج القائم عليه السلام»[1008]
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال : «إنّ من الاُمور اُموراً موقوفة واُموراً محتومة ، وإنّ السفياني من المحتوم الذي لابدّ منه »[1009]
وعنه عليه السلام قال : «إنّ السفياني والقائم في سنة واحدة »[1010]
___________________________
990- أي يستوحش من يراه ، ولا يستأنس به أحد، أو بالخاء المعجمة وهو الرديء من كلّشيء،قاله المجلسي طاب ثراه ، بحار الأنوار: 52/205 (بيان (
991- كمال الدين وتمام النعمة: 651، ح9.
992- كمال الدين وتمام النعمة: 651، ح10.
993- الغيبة للنعماني: 318، ح18.
994- الكبش كناية عن الكبراء.
995- من الاباده وهي الاهلاک .
996- تقدم في رواية جابر عن الإمام الباقر عليه السلام: «فلا يفلت منهم إلّا ثلاثة »، فلعلّ الثالثلميكن من جهينة . الرضوي .
997- سبأ: 51.
998- تفسير مجمع البيان: 8/228.
999- الملاحم والفتن: 125، ح125، عن الفتن لنعيم بن حماد.
1000- الامامة والتبصرة: 130، كمال الدين وتمام النعمة: 651، ح11، وفيهما (كور) بدل(كنوز)
1001- الشورى: 4.
1002- إرشاد المفيد: 2/373.
1003- الغيبة للنعماني : 312، ح4.
1004- عن الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام: «صاحب الزنج ليس منّا أهل البيت ». بحار الأنوار :63/197، ح17. قال العلّامة المجلسي طاب ثراه : صاحب الزنج هو الذي خرج بالبصرةفي زمانه عليه السلام، وادّعى أنّه من العلويين وغلب عليها، وقتل ما لا يحصى من الناس ،فنفاه عليه السلام عن أهل البيت :، وكان منفيّاً عنهم نسباً ومذهباً وعملاً.
1005- الملاحم والفتن: 267، ح386، عن الفتن للسليلي مخطوط عام 307.
1006- قيل هي دمشق . والأردن ، وحمص ، وحلب ، وقنسرين .
1007- الغيبة للنعماني: 310، ح1، عنه بحار الأنوار: 52/248، ح130.
1008- الغيبة للنعماني: 313، ح8.
1009- الغيبة للنعماني: 313، ح6، عنه بحار الأنوار: 52/249، ح134.
1010- الغيبة للنعماني: 275، ح36، عنه بحار الأنوار: 52/240، ح106.