أشهر الوقائع في أيام
خلافته حربه مع الناكثين والقاسطين والمارقين : الناكثونقامت عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله
ونسيت الآية الشريفة : { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ... }
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ونهضت لحرب أمير المؤمنين وخليفة المسلمين ، بتحريك من طلحة والزبير
الذَيْنِ بايعاه للخلافة أولا ، ثم سولت لهما نفسهما فنكثا بيعته وضيعا مقام
صحبتهما للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وركّبا أمهما على الجمل وساقاها إلى
البصرة ، وجهزا جيوشاً من المنافقين والمستضعفين مؤملا للخلافة ، فسار أمير
المؤمنين عليه السلام بالمهاجرين
والأنصار نحو البصرة ، فوعظهم ونصحهم وخوفهم من غضب الله في الدنيا وخزيه وعذابه في
الآخرة ، ولكن النفاق وحب الرياسة قد أخذ مأخذهما منهم ولم يتعظوا ، فبدؤا بالحرب
وحملوا على رسوله عليه السلام وهو حامل للقرآن المجيد ورشقوه بالنبال وقطعوه وقتلوه
ومزقوا كتاب الله . فهناك وجب على أمير المؤمنين عليه السلام الدفاع وإطفاء نار الفتنة ، فحمل عليهم بجنود الله فما استقاموا
له إلا أياماً معدودات حتى غلبوا وهلكوا فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب
العالمين . وهلك طلحة مع الهالكين وأعرض الزبير عن الحرب وقُتِل غدراً في طريقه .
وأرسل عليه السلام عائشة إلى المدينة واحترمها إكراماً للنبي صلى الله عليه وآله
وسلم . القاسطون القاسطون هم معاوية بن أبي سفيان وأصحابه . إن معاوية ظلم الدين ولم يبايع أمير المؤمنين عليه السلام وخالف خليفة
المسلمين ، وقام لأخذ ثارات أشياخه الذين قتلهم الإمام في غزوة بدر بأمر من الله
ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم . فنهض لقتال الإسلام والإيمان ، وقد كان يتهيأ ويستعد لهذا اليوم من يوم
إمارته على الشام ، فجهز جيشه فجمع كيده ثم أتى ، ومشى إليه أمير المؤمنين عليه
السلام بجنوده وعساكره من المهاجرين والأنصار والتقى الفريقان بصفين فطال الحرب
بينهما واشتد القتال ، فوقع القول على الفئة الباغية فغلبوا هناك وانقلبوا صاغرين .
فلما ضاق الخناق على معاوية ورأى الموت والهوان برأي العين استشار شيطانه عمرو بن
العاص فأشار إليه برفع المصاحف ونادوا : " يا معشر العرب الله الله في دينكم هذا
كتاب الله بيننا وبينكم " . وقال أمير المؤمنين عليه السلام : { اللهم إنَّك تعلم أنهم ما الكتاب
يريدون فاحكم بيننا وبينكم } . وآل الأمر إلى التحكيم فمثّل عمرو بن العاص صاحبه
معاوية وعمل حيلة وغدر بأبي موسى الأشعري ، فرجع كل من الفريقين إلى بلاده من غير
نتيجة والقلوب تغلي من الغيظ .وجهز أمير المؤمنين عليه السلام جيشه ثانياً لإطفاء فتنتهم ، ولكن أحب الله
لقاء وليه فلبى نداءه واستراح من همِّ الدنيا وغمها . فلعب من بعده ابن آكلة
الأكباد بالإسلام والمسلمين ، فبدل الخلافة بالسلطنة وجعلها إرثاً في أولاده وأسرته
الشجرة الملعونة في القرآن ، ألا لعنة الله على القوم الظالمين : { وأما القاسطون
فكانوا لجهنم حطبا . وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً }
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. المارقون
المارقون هم فئة مرقت عن الحق وخرجت على إمام زمانها من بعد وقعة صفين ،
وعلى رأس هذه الجماعة مجموعة من المنافقين الذين كانوا يتطلبون الوسائل للخروج عن
طاعة الإمام ، فضلوا وأضلوا كثيرا من المستضعفين ، وأشرف عليهم أمير المؤمنين عليه
السلام بنهروان من بعد ما قتلوا حاكمه ، وهم كانوا اثني عشر ألف مقاتل . فوعظهم
ونصحهم ودعاهم إلى التوبة ، فتاب منهم ثمانية آلاف وبقيت أربعة آلاف على عنادهم
وطغيانهم واستكبروا استكباراً ، فأمر الإمام عليه السلام بالحملة عليهم فقتلوا
جميعاً إلا تسعة كما لم يقتل من عساكره إلا تسعة . وقد أخبر عليه السلام أصحابه
بذلك قبل الوقعة .أزواجه : كان للإمام عليه السلام
عدة أزواج . نذكر في هذا المختصر اثنتين منهن فقط لامتيازهما على ما سواهما
.الأولى : فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد زوجها
النبي من ابن عمها علي عليه السلام
بأمر من العزيز الحكيم وكان عقد زواجها في السماء ، عاقده الجليل وخطيبه
راحيل والواسطة جبرائيل . وهي أفضلهن وأشرفهن وأحبهن إليه ، وأول من اختارها
وتزوجها ولم يتزوج بغيرها ما دامت هي في الحياة .والأخرى : فاطمة الكلابية المكناة بأم البنين والدة أبي الفضل العباس قمر
بني هاشم صاحب راية أخيه أبي عبد الله الحسين عليه السلام
بكر بلاء . وهي بعد فاطمة الزهراء أكمل زوجات أمير المؤمنين
عليه السلام وأوفاهن رضوان الله عليها وعلى أبنائها الأكبش الأربعة
.أولاده عليه
السلام : كان لأمير المؤمنين عليه السلام
على المشهور من البنين اثنا عشر ومن البنات ستة عشر والمجموع ثمانية وعشرون
من شتى النساء ، نذكر منهم تيمنا وتبركا ستة فقط مراعاة للاختصار
:الأول والثاني : الإمامان الهمامان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
وريحانتا رسول الله صلى الله عليهما وعلى جدهما وأبيهما وأمهما
.الثالث : محمد بن الحنفية صاحب راية أبيه أمير المؤمنين عليه السلام
في الحروب وكفى له فضلا وفخرا ولشجاعته وشهامته برهانا ودليلا
.الرابع : العباس كنيته أبو الفضل وأشهر ألقابه قمر بني هاشم وكان سلام الله
عليه صاحب راية أخيه الحسين عليه السلام
بكربلاء . وفاؤه وحبه ومواساته لأخيه وسائر فضائله الذاتية غنية عن التعريف
وقد قال الشاعر في حقه : أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا
أبا الفضل إلا أن تكون له أبا
الخامس : زينب الكبرى سلام الله عليها عقيلة بني
هاشم ، التي قال في حقها الإمام زين العابدين (... عالمة غير
معلمة...)[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فضلها وجلالها معروف مشهور ، لقد شاطرت أخاها الحسين بالمصائب وساعدته على
الجهاد وحفظ دين الله وهي أكبر بنات الإمام عليه
السلام .والسادس : أم كلثوم وهي فاضلة جليلة وكانت مع أخيها بكربلاء، وأمها فاطمة
الزهراء سلام الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها .فضائله عليه السلام إحصاء فضائله عليه السلام فوق
طاقة المخلوقين ، ولا يحصيها إلا الله
الذي أعطاه ، وكفى في حقه وعلو شأنه ومقامه وأنه في طرف عن الخلائق ما قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا علي ما عرفك إلا الله وأنا )
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. ونكتفي في هذا المختصر بدرج حديث دل على ما تقرر ، في مناقب الخوارزمي : (
ولو أن الأشجار أقلام والبحار مداد والجن والإنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي
طالب عليه السلام
) . وحتى خطبه التي ألقاها على رعيته بمسجد الكوفة ورسائله التي أرسلها
لعماله وغيرهم نوع من الإعجاز كما قيل : كلامه عليه السلام
تحت كلام الخالق وفوق كلام المخلوق ، وقد جمعها السيد الشريف السيد الرضي
وجعلها بين الدفتين كتاباً وسماه نهج البلاغة .مدفنه عليه السلام : النجف الأشرف الذي أصبح في القرون الأخيرة مركزا لطلاب
العلوم الدينية ، ومجمعا لفقهاء الجعفرية وعلماء الشيعة الاثني عشرية ، وحرمه
الشريف مهبطا للملائكة وكعبة للطائفين والعاكفين والركع السجود ، تؤمه الملوك وتخضع
على بابه السلاطين .كما قال الشاعر :تزاحم تيجان الملوك ببابه وتكثر عند الاستلام
ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت
وإن هي لم تفعل ترجل هامها
الأحد يونيو 03, 2012 12:23 pm من طرف زينب العلوية