فاضل جابر محمد الذبحاوي شيعي للموت
عدد المساهمات : 836 التميز : 12 تاريخ التسجيل : 14/11/2009 العمر : 53
| | مناظرة يوحنّا (1) مع علمأ المذاهب الاربعة في بغداد | |
مناظرة يوحنّا (1) مع علمأ المذاهب الاربعة في بغداد
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يقول يوحنّا بن إسرائيل الذمّي : إنّي كنت رجلاً ذميّا (2) ، متقنا للفنون العقليّة ، ممتعاً من العلوم النقليّة ، لا يحيدني عن الحقّ مموّهات الدلائل ، ولا يلقيني في الباطل مزخرفات العبارات ، ومنمّقات الرسائل ، أنجر ينابيع التحقيق من أطواد الحلوم ، وأستخرج بالفكر الدقيق المجهول من العلوم ، أتصفّح بنظر الاعتبار ومعتقد فريق فريق ، وأُميّز بين ذلك سواء الطريق ، والناس إذ ذاك قد مزّقوا دينهم وكانوا شيعا وتمزّقوا كلّ ممزّق وتبروا قطعا ، فلهم قلوب لا يفقهون ، بها ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، يخبطون خبط عشواء فهم لا يبصرون ؛ ويتعسّفون مهامة الضلالة فهم في ريبهم يتردّدون ؛ فبعضهم دينه صابئي ، وغيرهم مجوسي ، وهذا يهودي ، وهذا نصراني ، وآخر محمدي ، وبعض عبدوا الكواكب ، وبعض عبدوا الشمس ، وطائفة عبدوا النار ، وقوم عبدوا العجل ، وكلّ فرقة من هؤلاء صاروا فرقا لا تحصى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فلمّا رأيت تشعّب القول ، وشاهدت تناقض النقول ، طابقت المعقول بالمنقول ، وميّزت الصحيح من المعلول ، وأقمت الدليل على وجوب اتّباع ملّة الاسلام ، والاقتداء بها إلى يوم الحساب والقيام ، فأظهرت كلمة الشهادة ، وألزمت نفسي بما فيه من العبادة ، وجمعت الكتب الاسلامية من التفاسير والاحاديث والاُصول والفروع من جميع الفرق المختلفة ، وجعلت أُطالعها ليلاً ونهارا وأتفكّر في المناقضات التي وقعت في دين الاسلام. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال بعضهم : إنّ صفات الله تعالى عين ذاته ، وبعض قال : لا عين ذاته ولا زائدة ، وبعض قال : إنّ الله عزّ وجلّ أراد الشرّ وخلقه ، وبعض نزّهه عن ذلك ، وبعض جوّز على الانبياء الصغائر ، وبعض جوّز الكبائر ، وبعض جوّز الكفر (3) ، وبعض أوجب عصمتهم ، وبعض أوجب النصّ بالامامة (4) ، وبعض أنكره ، وبعض قال: بإمامة أبي بكر وأنّه أفضل ، وبعض كفّره ، وبعض قال: بإمامة علي ، وبعض قال: بإلهيّته ، وبعض ساق الامامة في أولاد الحسن ، وبعض ساقها في أولاد الحسين ، وبعض وقف على موسى الكاظم (5) ، وبعضهم قال: باثنى عشر إماما ، إلى غير ذلك من الاقوال التي لا تحصى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكلّ هذه الاختلافات إنّما نشأت من استبدادهم بالرأي في مقابلة النصّ ، واختيارهم الهوى في معارضة النفس وتحكيم العقل على من لا يحكم عليه العقل وكان الاصل فيما اختلف فيه جميع الامم السالفة واللاحقة من الاُصول شبهة إبليس ، وكان الاصل في جميع ما اختلف فيه المسلمون من الفروع مخالفة وقعت من عمر بن الخطّاب لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ واستبداده برأي منه في مقابلة الامر النبويّ ، فصارت تلك الشبهة والمخالفة مبدأ كلّ بدعة ، ومنبع كلّ ضلالة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أمّا شبهة إبليس فتشعّبت منها سبع شبه ، فصارت في الخلائق ، وفتنت العقلاء ، وتلك الشبهات السبع مسطورة في شرح الاناجيل ، مذكورة في التوارة ، متفرّقة على شكل مناظرة بين إبليس وبين الملائكة بعد الامر بالسجود والامتناع منه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال إبليس للملائكة : إنّي سلّمت أنّ الباري تعالى إلهي وإله الخلق ، عالم قادر ، ولا يسأل عن قدرته ومشيئته ، وإنّه مهما أراد شيئا قال له: كن فيكون ، وهو حكيم إلاّ أنّه يتوجّه على مساق حكمته أسئلة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالت الملائكة : وما هي ؟ وكم هي ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال إبليس : سبع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الاوّل : أنّه قد علم قبل خلقي أيّ شيؤ يصدر عنّي ، ويحصل منّي ، فلم خلقني أوّلاً ؟ وما الحكمة في خلقه إيّاي ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الثاني : إذ خلقني على مقتضى إرادته ومشيئته فلم كلّفني بطاعته وأماط الحكمة في التكليف بعد أن لا ينتفع بطاعته ، ولا يتضرّر بمعصيته ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الثالث : إذ خلقني وكلّفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة ، فعرفت وأطعت ، فلم كلّفني بطاعة آدم والسجود له ؟ وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص بعد أن لا يزيد ذلك في طاعتي ومعرفتي ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الرابع : إذ خلقني وكلّفني بهذا التكليف على الخصوص فإذ لم أسجد لعنني وأخرجني من الجنّة ، ما الحكمة في ذلك بعد إذ لم أرتكب قبيحا إلاّ قولي لا أسجد إلاّ لك ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الخامس : إذ خلقني وكلّفني مطلقا وخصوصا ، فلمّا لم أطع في السجود فلعنني وطردني ، فلم طرقني إلى آدم حتى دخلت الجنّة وغررته بوسوستي ، فأكل من الشجرة المنهيّ عنها ؟ ولم أخرجه معي ؟ وما الحكمة في ذلك بعد أن لو منعني من دخول الجنّة امتنع استخراجي لادم وبقي في الجنّة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] السادس : إذ خلقني وكلّفني عموما وخصوصا ولعنني ثمّ طرقني إلى الجنّة وكانت الخصومة بيني وبين آدم ، فلم سلّطني على أولاده حتى أراهم من حيث لا يروني ، وتؤثّر فيهم وسوستي ، ولا يؤثّر فيَّ حولهم ولا قوّتهم ولا استطاعتهم ؟ وما الحكمة في ذلك بعد أن لو خلاّهم على الفطرة دون من يغتالهم عنها فيعيشون طاهرين سالمين مطيعين كان أليق وأحرى بالحكمة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] السابع : سلّمت لهذا كلّه خلقني وكلّفني مطلقا ومقيّدا وإذ لم أطع طردني ولعنني وإذا أردت دخول الجنّة مكّنني وطرقني وإذ عملت عملي أخرجني ثمّ سلّطني على بني آدم ، فلم إذ استمهلته أمهلني ، فقلت : ( فَأَنْظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ) (6) ؟ وما الحكمة في ذلك بعد إذ لو أهلكني في الحال استراح الخلق منّي ، وما بقي شرُّ في العالم ، أليس ببقاء العالم على نظام الخير خير من امتزاجه بالشرّ ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : فهذه الحجّة حجّتي على ما ادّعيته من كلّ مسألة. قال شارح الانجيل : فأوحى الله تعالى إلى الملائكة قولوا له : أما تسليمك الاُولى أنّي إلهك وإله الخلق فإنّك غير صادق فيه ولا مخلص ، إذ لو صدقت أنّي إله العالمين لما احتكمت عليَّ بلم وأنا الله الذي لا إله إلاّ هو لا أُسأل عمّا أفعل والخلق يسألون. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : وهذا الذي ذكرته من التوراة في الانجيل مسطور على الوجه الذي ذكرته (7). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا المخالفة التي وقعت من عمر بن الخطّاب : أنّه لمّا مرض رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مرضه الذي توفّي فيه دخل عليه جماعة من الصحابة ، وفيهم : عمر بن الخطّاب ، وعرف رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ رحلته من الدنيا واختلاف أُمّته بعده ، وضلال كثير منهم ، فقال للحاضرين : « ائتوني بدواة وبيضاء لاكتب لكم كتابا لن تضّلوا بعدي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال عمر بن الخطّاب : إنّ النبي قد غلب عليه الوجع ، وإنّ الرجل ليهجر ، وعندكم القرآن حسبكم كتاب الله (. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فلو أنّ عمر لم يحل بينه وبين الكتاب لكتب الكتاب ، ولو كتبه لارتفع الضلال عن الاُمّة ، لكن عمر منعه من الكتابة ، فكان هو السبب في وقوع الضلال ، وأنا والله لا أقول هذا تعصّبا للرافضة ولكنّي أقول ما وجدته في كتب أهل السنّة الصحيحة ، وهو مصرّح في صحيح مسلم الذي يعتمدون عليه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن الخلاف الذي جرى بين عمر وبعض الصحابة : أنّه لمّا مرض رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مرضه الذي توفّي فيه جهّز جيشا إلى الروم إلى موضع يقال له: مؤتة ، وبعث فيه وجوه الصحابة مثل أبي بكر وعمر وغيرهما ، فأمّر عليهم أُسامة بن زيد فوّلاه وبرزوا عن المدينة ، فلّما ثقل المرض برسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ تثاقل الصحابة عن السير وتسلّلوا ، وبقي أبو بكر وعمر يجيئان ويتجسّسان أحوال صحّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ومرضه ليلاً ويذهبان إلى المعسكر نهارا ، ورسول الله يصيح بهم : « جهّزوا جيش أُسامة ، لعن الله المتخلّف عنه » حتى قالها ثلاثا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال قوم : يجب علينا امتثال أمره ، وقال قوم : لا تسع قلوبنا المفارقة (9). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولا يخفى على العاقل قصد النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ في بعث أبي بكر وعمر تحت ولاية أُسامة في مرضه وحثّهم على المسير ، ولا يخفى أيضا مخالفتهم ورجوعهم من غير إذنه لما كان ذلك ، ولا يخفى لعن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ المتخلّف عن جيش أُسامة فلماذا كان ؟ ( فإنّها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) (10). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن الخلاف : أنّه لما مات النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال عمر : « والله ما مات محمد ، ولن يموت ، ومن قال إنّ محمدا مات قتلته بسيفي هذا ، وإنّما رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم » ، فلمّا تلا عليه أبو بكر : ( إنّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) (11) رجع عمر وقال : كأنّي لم أسمع بهذه حتى قرأها أبو بكر (12). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن الخلاف الواقع في الامامة : أنّه ما سلّ سيف في الاسلام على قاعدة دينية مثلما سلّ على الامامة ، وهو أنّه لما مات النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ اشتغل علي ـ عليه السلام ـ بتجهيزه ودفنه وملازمته ذلك ومضى أبو بكر وعمر إلى سقيفة بني ساعدة ، فمدّ عمر يده فبايع أبا بكر وبايعه الناس ، وتخلّف علي ـ عليه السلام ـ عن البيعة وعمّه العبّاس والزبير وبنو هاشم وسعد بن عبادة الانصاري ، ووقع الخلاف الذي سفك فيه الدماء ، ولو ترك عمر بن الخطّاب الاستعجال وصبر حتى يجتمع أهل الحلّ والعقد ويبايعوا الاوّل لكان أولى ولم يحصل الخلاف لمن بعدهم في الاستخلاف (13). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن الخلاف : أنّه لما مات النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ وفي يد فاطمة ـ عليها السلام ـ فدك متصرّفة فيها من عند أبيها (14) فرفع أبو بكر يدها عنها وعزل وكلاءها ، فأتت إلى أبي بكر وطلبت ميراثها من أبيها ، فمنعها واحتجّ بأنّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : ما تركناه يكون صدقة (15) ، واحتجّت فاطمة فلم يجبها ، فولّت غضبانة عليه (16) ، وهجرته فلم تكلّمه حتى ماتت (17) ، وفي أثناء المحاجّة أذعن أبو بكر لقولها ، فكتب لها بفدك كتابا ، فلمّا رآه عمر مزّق الكتاب (18) وكان هذا هو السبب الاعظم في الاعتراض على الصحابة والتشنيع عليهم بإيذاء فاطمة ـ عليها السلام ـ مع روايتهم أنّ من آذاها فقد آذى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (19) ، وفي الحقيقة ما كان لائقا من الصحابة أن يعطي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ابنته ممّا أفاء الله عليه فينزعه أبو بكر وعمر منها مع علمهم أنّها كانت تطحن الشعير بيدها ، وإنّما كانت تريد بالذي ادّعته من فدك صرفه للحسن والحسين ـ عليهما السلام ـ فيحرمونها ذلك ويتركونها محتاجة كئيبة حزينة ، وعثمان بن عفّان يعطي مروان بن الحكم (20) طريد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ مائتي مثقال من الذهب من بيت مال المسلمين ولا ينكرون عليه ولا على أبي بكر ، ولو أنّ عمر لم يمزّق الكتاب أو انّه ساعد فاطمة في دعواها ، لكان لهم أحمد عاقبة ولم تبلغ الشنيعة ما بلغت. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : ومن الخلاف الذي وقع وكان سببه عمر : الشورى (21) ، فإنّه جعلها في ستّة وقال : إذا افترقوا فريقين فالذي فيهم عبد الرحمن بن عوف فهم على الحقّ ، وعبد الرحمن لا يترك جانب عثمان كما هو معلوم حتى قال علي ـ عليه السلام ـ للعبّاس : يا عمّ عدل بها عنّي فياليته تركها هملاً كما يزعم أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ تركها ، أو كان ينصّ بها كما نصّ أبو بكر فخالف الامرين حتى أفضت الخلافة إلى عثمان ، فطرد من آواه (22) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وآوى من طرده (23) رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأحدث أُمورا قتل بها وفتح بها باب القتال إلى يوم القيامة ، وأفضت الخلافة إلى معاوية الذي ألَّب عائشة وطلحة والزبير على حرب علي ـ عليه السلام ـ حتى قُتل يوم الجمل ستّون ألفا ، ثمّ حارب عليّا ـ عليه السلام ـ ثمانية عشر شهرا وقتل في حربه مائة وخمسون ألفا ، وأفضت الخلافة إلى ولده يزيد فقتل الحسين ـ عليه السلام ـ بتلك الشناعة ، وحاصر عبد الله بن الزبير في مكّة فلجأ إلى الكعبة فنصب بمكّة المنجنيق ، وهدم الكعبة ، ونهب المدينة ، وأباحها لعسكره ثلاثة أيّام (24). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقد روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : « المدينة حرم ما بين عاير إلى وعير ، من أحدث فيه حدثا فعليه لعنة الله » (25) ، فما ظنّك بمن يقتل أولاده ، ويرفع رؤوسهم على الرماح ، ويطوف بها في البلاد جهرا ، وأفضى الامر الى أنّهم أمروا بسبّ عليّ على المنابر ألف شهر ، وطلبوا العلوّيين فقتلوهم وشرّدوهم (26) ، وأفضى الامر إلى الوليد بن عبد الملك الذي تفأّل يوما بالمصحف فظهر له قوله تعالى : ( واستفتحوا وخاب كلّ جبّار عنيد ) (27) فنصب المصحف يوما فرماه بالنشاب وأنشد شعرا :
تهـددني بجبّــار عنيــد | * | فها أنا ذاك جبّــار عنيــد | إذا مـا جئت ربّك يوم حشر | * | فقل يا ربّ مزّقني الوليد (28)
|
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فإذا نظر العاقل إلى هذه المفاسد كلّها لرأى أنّ أصلها منع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ عن كتابة الكتاب، وجعل الخلافة باختيار الناس من غير نصّ ممّن له النصّ فكلّ السبب من عمر بن الخطّاب. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولا يظنّ أحد أنّي أقول هذا بغضا لعمر لا والله وإنّما هو مسطور في كتبهم والحال كذلك فما يسعني أن أنكر شيئا ممّا وقع ومضى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فلمّا رأيت هذه الاختلافات من كبار الصحابة الذين يُذكرون مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ـ فوق المنابر عظم عليَّ الامر وغمَّ عليَّ الحال وكدت أفتتن في ديني ، فقصدت بغداد وهي قُبّةُ الاسلام لاُفاوض فيما رأيت من اختلاف علماء المسلمين لانظر الحقّ وأتّبعه ، فلمّا اجتمعت بعلماء المذاهب الاربعة ، قلت لهم : إنّي رجل ذمّي ، وقد هداني الله إلى الاسلام فأسلمت وقد أتيت إليكم لانقل عنكم معالم الدين ، وشرائع الاسلام ، والحديث ، لازداد بصيرة في ديني. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال كبيرهم وكان حنفيّا : يا يوحنّا ، مذاهب الاسلام أربعة فاختر واحدا منهما ، ثمّ اشرع في قراءة ما تريد. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقلت له : إنّي رأيت تخالفاً وعلمت أنّ الحقّ منها واحدٌ فاختاروا لي ما تعلمون أنّه الحقّ الذي كان عليه نبيّكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال الحنفي : إنّا لا نعلم يقينا ما كان عليه نبيّنا بل نعلم أنّ طريقته ليست خارجة من الفرق الاسلاميّة وكلّ من أربعتنا يقول إنّه محقّ ، لكن يمكن أن يكون مبطلاً ، ويقول: إنّ غيره مبطل لكن يمكن أن يكون محقّا ، وبالجملة إنّ مذهب أبي حنيفة أنسب المذاهب ، وأطبقها للسنّة ، وأوفقها بالعقل ، وأرفعها عند الناس ، إنّ مذهبه مختار أكثر الاُمّة بل مختار سلاطينها ، فعليك به تنجى. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فصاح به إمام الشافعيّة وأظنّ أنّه كان بين الشافعي والحنفي منازعات. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال له : اسكت لا نطقت ، والله لقد كذبت وتقوّلت ، ومن أين أنت والتمييز بين المذاهب ، وترجيح المجتهدين ؟ ويلك ثكلتك أُمّك وأين لك وقوفا على ما قاله أبو حنيفة ، وما قاسه برأيه ، فإنّه المسمّى بصاحب الرأي يجتهد في مقالة النصّ ، ويستحسن في دين الله ويعمل به حتى أوقعه رأيه الواهي في أن قال : لو عقد رجل في بلاد الهند على امرأة كانت في الروم عقدا شرعيّا ، ثمّ أتاها بعد سنين فوجدها حاملة وبين يديها صبيان يمشون ويقول لها : ما هؤلاء ؟ وتقول له : أولادك فيرافعها في ذلك إلى القاضي الحنفي فيحكم أنّ الاولاد من صلبه ، ويلحقونه ظاهرا وباطنا ، يرثهم ويرثونه ، فيقول ذلك الرجل : وكيف هذا ولم أقربها قطّ ؟ فيقول القاضي : يحتمل أنّك أجنبت أو أن تكون أمنيت فطار منيك في قطعة فوقعت في فرج هذه المرأة (29) ، هل هذا يا حنفي مطابق للكتاب والسنّة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال الحنفي : نعم إنّما يلحق به لانّها فراشه والفراش يلحق ويلتحق بالعقد ولا يشترط فيه الوطي ، وقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « الولد للفراش وللعاهر الحجر » (30) فمنع الشافعي أن يصير فراشا بدون الوطي ، وغلب الشافعي الحنفي بالحجّة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال الشافعي : وقال أبو حنيفة : لو أنّ امرأة زُفّت إلى زوجها فعشقها رجل فادّعى عند قاضي الحنفيّة أنّه عقد عليها قبل الرجل الذي زُفّت إليه ، وأرشى المدّعي فاسقين حتى شهدا له كذبا بدعواه ، فحكم القاضي له تحرم على زوجها الاوّل ظاهرا وباطنا وثبتت زوجيّة تلك المرأة للثاني وأنّها تحلّ عليه ظاهرا وباطنا ، وتحلّ منها على الشهود الذين تعمّدوا الكذب في الشهادة (31) ! فانظروا أيّها الناس هل هذا مذهب من عرف قواعد الاسلام ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال الحنفي : لا اعتراض لك عندنا إنّ حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا وهذا متفرّع عليه فخصمه الشافعي ومنع أن ينفذ حكم القاضي ظاهرا وباطنا بقوله تعالى : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) (32) ولم ينزل الله ذلك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال الشافعي : وقال أبو حنيفة : لو أنّ امرأة غاب عنها زوجها فانقطع خبره ، فجاء رجل فقال لها : إنّ زوجك قد مات فاعتدي ، فاعتدت ، ثمّ بعد العدّة عقد عليها آخر ودخل عليها ، وجاءت منه بالاولاد ، ثمّ غاب الرجل الثاني وظهر حياة الرجل الاوّل وحضر عندها فإنّ جميع أولاد الرجل الثاني أولاد للرجل الاوّل يرثهم ويرثونه (33).
____________ فيا اُولي العقول ، فهل يذهب إلى هذا القول من له دراية وفطنة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال الحنفي : إنّما أخذ أبو حنيفة هذا من قول النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « الولد للفراش وللعاهر الحجر » فاحتجّ عليه الشافعي بكون الفراش مشروطا بالدخول ، فغلبه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال الشافعي : وإمامك أبو حنيفة قال : أيّما رجل رأى امرأة مسلمة فادّعى عند القاضي بأنّ زوجها طلّقها ، وجاء بشاهدين ، شهدا له كذبا ، فحكم القاضي بطلاقها ، حرمت على زوجها ، وجاز للمدّعي نكاحها ، وللشهود أيضا (34) ، وزعم أنّ حكم القاضي ينفذ ظاهرا وباطنا . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال الشافعي : وقال إمامك أبو حنيفة : إذا شهد أربعة رجال على رجل بالزنا ، فإن صدقهم سقط عنه الحدّ ، وإن كذبهم لزمه ، وثبت الحدّ (35) فاعتبروا يا اُولي الابصار. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال الشافعي : وقال أبو حنيفة : لو لاط رجل بصبي وأوقبه فلا حدّ عليه بل يعزّر (36). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ « من عمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول » (37). وقال أبو حنيفة : لو غصب أحد حنطة فطحنها ملكها بطحنها ، فلو أراد أن يأخذ صاحب الحنطة طحينها ويعطي الغاصب الاُجرة لم يجب على الغاصب إجابته وله منعه ، فإن قتل صاحب الحنطة كان دمه هدرا ، ولو قَتَل الغاصب قُتل صاحب الحنطة به (38). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لو سرق سارق ألف دينار وسرق آخر ألفا آخر من آخر ومزجها ملك الجميع ولزمه البدل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لو قتل المسلم والتقي العالم كافرا جاهلاً قُتل المسلم به والله يقول : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً ) (39). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لو اشترى أحد أمّه أو أخته ونكحهما لم يكن عليه حدّ وإن علم وتعمّد (40). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال أبو حنيفة : لو عقد أحد على أمّه أو أخته عالما بها أنّها اُمّه أو أخته ودخل بها لم يكن عليه حدّ لانّ العقد شبهة (41). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لو نام جنب على طرف حوض من نبيذ فانقلب في نومه ، ووقع في الحوض ارتفعت جنابته وطهر. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لا تجب النيّة في الوضوء (42) ، ولا في الغسل (43) ، وفي الصحيح : « إنّما الاعمال بالنيّات » (44). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لا تجب البسملة في الفاتحة (45) وأخرجها منها مع أنّ الخلفاء كتبوها في المصاحف بعد تحرير القرآن. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال أبو حنيفة : لو سلخ جلد الكلب الميّت ودُبغ طهر وإن له الشراب فيه ولبسه في الصلاة (46) ، وهذا مخالف للنصّ بتنجيس العين المقتضي لتحريم الانتفاع به. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثم قال : يا حنفي ، يجوز في مذهبك للمسلم إذا أراد الصلاة أن يتوضّأ بنبيذ ، ويبدأ بغسل رجليه ، ويختم بيديه (47) ، ويلبس جلد كلب ميّت مدبوغ (48) ، ويسجد على عذرة يابسة ، ويكبّر بالهنديّة ، ويقرأ فاتحة الكتاب بالعبرانيّة (49) ، ويقول بعد الفاتحة : دو برگ سبز ـ يعني مدهامّتان ـ ثمّ يركع ولا يرفع رأسه ، ثمّ يسجد ويفصل بين السجدتين بمثل حدّ السيف وقبل السلام يتعمّد خروج الريح ، فإنّ صلاته صحيحة ، وإن أخرج الريح ناسيا بطلت صلاته (50). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ثمّ قال : نعم يجوز هذا ، فاعتبروا يا اُولي الابصار ، هل يجوز التعبّد بمثل هذه العبادة ؟ أم يجوز لنبيّ أن يأمر اُمّته بمثل هذه العبادة افتراء على الله ورسوله ؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأفحم الحنفي وامتلاء غيظا وقال : يا شافعي اقصر فض الله فاك ، وأين أنت عن الاخذ على أبي حنيفة وأين مذهبك من مذهبه ؟ فإنّما مذهبك بمذهب المجوس أليق لانّ في مذهبك يجوز للرجل أن ينكح ابنته من الزنا واُخته ، ويجوز أن يجمع بين الاُختين من الزنا ، ويجوز أن ينكح اُمّه من الزنا ، وكذا عمّته وخالته من الزنا (51) ، والله يقول : ( حرّمت عليكم اُمّهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم ) (52) وهذه صفات حقيقية لا تتغيّر بتغيّر الشرائع والاديان ، ولا تظنّ يا شافعي ياأحمق أنّ منعهم من التوريث يخرجهم من هذه الصفات الذاتية الحقيقية ولذا تضاف إليه ، فيقال : بنته واُخته من الزنا ، وليس هذا التقييد موجبا لمجازيته كما في قولنا اُخته من النسب بل لتفصيله ، وإنّما التحريم شامل للّذي يصدق عليه الالفاظ حقيقة ومجازا اجتماعا ، فإنّ الجدّة داخلة تحت الاُمّ إجماعا ، وكذا بنت البنت ، ولا خلاف في تحريمها بهذه الاية ، فانظروا يا اُولي الالباب هل هذا إلاّ مذهب المجوس ، يا خارجي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأما يا شافعي ، إمامك أباح للناس لعب الشطرنج (53) مع أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « لا يحبّ الشطرنج إلاّ عابد وثن ». [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأما يا شافعي ، إمامك أباح للناس الرقصّ والدف والقصب (54) ، فقبّح الله مذهبك مذهبا ينكح فيه الرجل اُمّه واُخته ويلعب بالشطرنج ، ويرقص ، ويدفّ ، فهل هذا الظاهر الافتراء على الله ورسوله ، وهل يلزم بهذا المذهب إلاّ أعمى القلب وأعمى عن الحقّ. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : وطال بينهما الجدال واحتمى الحنبلي للشافعي ، واحتمى المالكي للحنفي ، ووقع النزاع بين المالكي والحنبلي ، وكان فيما وقع بينهم أنّ الحنبلي قال : إنّ مالكا أبدع في الدين بدعا أهلك الله عليها اُمما وهو أباحها ، وهو لواط الغلام ، وأباح لواط المملوك وقد صحّ أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « من لاط بغلام فاقتلوا الفاعل والمفعول » (55). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأنا رأيت مالكيّا ادّعى عند القاضي على آخر أنّه باعه مملوكا والمملوك لا يمكنّه من وطئه ، فأثبت القاضي أنه عيب في المملوك ويجوز له ردّه ، أفلا تستحي من الله يا مالكي يكون لك مذهب مثل هذا وأنت تقول مذهبي خير من مذهبك ؟ ! وإمامك أباح لحم الكلاب فقبّح الله مذهبك واعتقادك. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فرجع المالكي عليه وصاح به : اسكت يا مجسّم يا حلولي ، يا حولي ، يا فاسق ، بل مذهبك أولى بالقبح ، وأحرى بالتعيير ، إذ عند إمامك أحمد بن حنبل أنّ الله جسم يجلس على العرش ، ويفضل عن العرش بأربع اصابع ، وأنّه ينزل كلّ ليلة جمعة من سماء الدنيا على سطوح المساجد في صورة أمرد ، قطط الشعر ، له نعلان شراكهما من اللؤلؤ الرطب ، راكبا على حمار له ذوائب (56). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فوقع بين الحنبلي والمالكي والشافعي والحنفي النزاع ، فعلت أصواتهم وأظهروا قبائحهم ومعايبهم حتى ساء كلّ من حضر كلامهم الذي بدا منهم ، وعاب العامّة عليهم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقلت لهم : على رسلكم ، فو الله قسما إنّي نفرت من اعتقاداتكم ، فإن كان الاسلام هذا فياويلاه ، واسوأتاه ، لكنّي اُقسم عليكم بالله الذي لا إله إلاّ هو أن تقطعوا هذا البحث وتذهبوا فإنّ العوامّ قد أنكروا عليكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فقاموا وتفرّقوا وسكتوا اُسبوعا لا يخرجون من بيوتهم ، فإذا خرجوا أنكر الناس عليهم ، ثمّ بعد أيّام اصطلحوا واجتمعوا في المستنصرية فجلست غدا إليهم وفاوضتهم فكان فيما جرى أن قلت لهم : كنت اُريد عالما من علماء الرافضة نناظره في مذهبه ، فهل عليكم أن تأتونا بواحد منهم فنبحث معه ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال العلماء : يا يوحنّا ، الرافضة فرقة قليلة لا يستطيعون أن يتظاهروا بين المسلمين لقلّتهم ، وكثرة مخالفيهم ، ولا يتظاهرون فضلاً أن يستطيعوا المحاجّة عندنا على مذهبهم ، فهم الارذلون الاقلّون ، ومخالفوهم الاكثرون ، فهذا مدح لهم لانّ الله سبحانه وتعالى مدح القليل ، وذمّ الكثير بقوله : ( وقليل من عبادي الشكور ) (57) ، ( وما آمن معه إلاّ قليل ) (58)وإن تطع أكثر من فى الارض يضلّوك عن سبيل الله ) (59) ، ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) (60) ، ( ولكن أكثر الناس لا يشكرون ) (61) ، ( ولكن أكثرهم لا يعلمون ) (62) ، ( ولكن أكثرالناس لا يؤمنون ) (63) إلى غير ذلك من الايات. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالت العلماء : يا يوحنّا حالهم أعظم من أن يوصف لانّهم لو علمنا بأحد منهم فلا نزال نتربّص به الدوائر حتى نقتله لانّهم عندنا كفرة تحلّ علينا دماؤهم ، وفي علمائنا من يفتي بحلّ أموالهم ونسائهم. قال يوحنّا : الله أكبر هذا أمر عظيم ، أتراهم بما استحقّوا هذا فهم ينكرون الشهادتين ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : لا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : أفهم لا يتوجّهون إلى قبلة الاسلام ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : لا. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : إنّهم ينكرون الصلاة أم الصيام أم الحجّ أم الزكاة أم الجهاد ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : لا ، بل هم يصلّون ويصومون ويزكّون ويحجّون ويجاهدون. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : إنّهم ينكرون الحشر والنشر والصراط والميزان والشفاعة ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : لا ، بل مقرّون بذلك بأبلغ وجه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال : أفهم يبيحون الزنا واللواط وشرب الخمر والربا والمزامر وأنواع الملاهي ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : بل يجتنبون عنها ويحرّمونها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فيالله والعجب قوم يشهدون الشهادتين ، ويصلّون إلى القبلة ، ويصومون شهر رمضان ، ويحجّون البيت الحرام ، ويقولون بالحشر والنشر وتفاصيل الحساب ، كيف تباح أموالهم ودماؤهم ونساؤهم ونبيّكم يقول : « اُمرت أن اُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم ونساءهم إلاّ بحقّ وحسابهم على الله » (64). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال العلماء : يا يوحنّا إنّهم أبدعوا في الدين بدعا فمنها: أنّهم يدّعون أنّ عليّا ـ عليه السلام ـ أفضل الناس بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ويفضّلونه على الخلفاء الثلاثة (65) ، والصدر الاوّل أجمعوا على أنّ أفضل الخلفاء كبير تيم (66) قال يوحنّا : أفترى إذا قال أحد: إنّ عليّا يكون خيرا من أبي بكر وأفضل منه تكفّرونه ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : نعم لانّه خالف الاجماع. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فما تقولون في محدّثكم الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال العلماء : هو ثقة مقبول الرواية صحيح المثل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : هذا كتابه المسمّى بكتاب المناقب روى فيه أنّ رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ قال : « علي خير البشر ، ومن أبى فقد كفر » (67). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفي كتابه أيضا يسأل حذيفة عن علي ـ عليه السلام ـ قال : « أنا خير هذه الاُمّة بعد نبيّها ، ولا يشكّ في ذلك إلاّ منافق » (68). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفي كتابه أيضا عن سلمان ، عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ أنّه قال : « علي ابن أبي طالب خير من اُخلّفه بعدي » (69). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفي كتابه أيضا عن أنس بن مالك أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « أخي ووزيري وخير من اُخلّفه بعدي علي بن أبي طالب » (70). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وعن إمامكم أحمد بن حنبل روى في مسنده أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال لفاطمة : « أما ترضين أنّي زوّجتك أقدم اُمّتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلماً » (71). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وروي في مسند أحمد بن حنبل أيضا أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ قال : « اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك » (72) فجاء علي بن أبي طالب في حديث الطائر ، وذكر هذا الحديث النسائي والترمذي في صحيحهما (73) وهما من علمائكم. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وروى أخطب خوارزم في كتاب المناقب وهو من علمائكم عن معاذ بن جبل قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « يا علي أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي ، وتخصم الناس بسبع فلا يحاجّك أحد من قريش : أنت أوّلهم إيمانا بالله وأوفاهم بأمر الله وبعهده ، وأقسمهم بالسوّية ، وأعدلهم بالرعيّة ، وأبصرهم بالقضيّة ، وأعظمهم يوم القيامة عند الله عزّ وجلّ في المزيّة » (74). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال صاحب كفاية الطالب من علمائكم : هذا حديث حسن عال رواه الحافظ أبو نعيم في حلية الاولياء (75). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فيا أئمّة الاسلام فهذه أحاديث صحاح روتها أئمّتكم وهي مصرّحة بأفضليّة علي وخيرته على جميع الناس ، فما ذنب الرافضة ؟ وإنّما الذنب لعلمائكم والذين يروون ما ليس بحقّ ، ويفترون الكذب على الله ورسوله. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : يا يوحنّا ، إنّهم لم يرووا غير الحقّ ، ولم يفتروا بل الاحاديث لها تأويلات ومعارضات. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فأيّ تأويل تقبل هذه الاحاديث بالتخصيص على البشر ، فإنّه نصّ في أنّه خير من أبي بكر إلاّ أن تخرجوا أبا بكر من البشر. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] سلّمنا أنّ الاحاديث لا تدلّ ذلك فأخبروني أيّهم أكثر جهادا ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقالوا : علي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : قال الله تعالى : ( وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيماً ) (76) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : أبو بكر أيضا مجاهد فلا يلزم تفضيله عليه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : الجهاد الاقلّ إذا نسب إلى الجهاد الاكثر بالنسبة إليه قعود ، وهب أنّه كذلك فما مرادكم بالافضل ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا : الذي تجتمع فيه الكمالات والفضائل الجبلّيّة والكسبية كشرف الاصل والعلم والزهد والشجاعة والكرم وما يتفرّع عليها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : فهذه الفضائل كلّها لعلي ـ عليه السلام ـ بوجه هو أبلغ من حصولها لغيره. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال يوحنّا : أمّا شرف الاصل فهو ابن عمّ النبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، وزوج ابنته ، وأبو سبطيه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا العلم فقال النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « أنا مدينة العلم وعلي بابها » (77) وقد تقرّر في العقل أن أحدا لا يستفيد من المدينة شيئا إلاّ إذا أخذ من الباب ، فانحصر طريق الاستفادة من النبيّ ـ صلّى الله وآله ـ في علي ـ عليه السلام ـ ، وهذه مرتبة عالية ، وقال ـ صلّى الله عليه وآله ـ « أقضاكم عليّ » (78) وإليه تُعزى كلّ قضيّة ، وتنتهي كلّ فرقة ، وتنحاد إليه كلّ طائفة ، فهو رئيس الفضائل وينبوعها ، وأبو عذرها ، وسابق مضمارها ، ومجلّي حلبتها ، كلّ من برع فيها فمنه أخذ ، وبه اقتفى ، وعلى مثاله احتذى ، وقد عرفتم أنّ أشرف العلوم العلم الالهي ، ومن كلامه اقتبس ، وعنه نقل ، ومنه ابتدأ.
____________ ، ( وهذا نصّ صريح. فإنّ المعتزلة الذين هم أهل النظر ومنهم تعلّم الناس هذا الفنّ هم تلامذته ، فإنّ كبيرهم واصل بن عطاء تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفيّة (79) ، وأبو هاشم عبد الله تلميذ أبيه ، وأبوه تلميذ علي بن أبى طالب ـ عليه السلام ـ. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الاشعريوّن فإنّهم ينتهون إلى أبي الحسن الاشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي ، وهو تلميذ واصل بن عطاء (80). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الامامية والزيدية فانتهاؤهم إليه ظاهر. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّاعلمالفقه فهو أصله وأساسه ، وكلّ فقيه في الاسلام فإليه يعزي نفسه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أمّا مالك فأخذ الفقه عن ربيعة الرأي ، وهو أخذ عن عكرمة ، وهو أخذ عن عبد الله ، وهو أخذ عن علي. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا أبو حنيفة فعن الصادق ـ عليه السلام ـ. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الشافعي فهو تلميذ مالك ، والحنبلي تلميذ الشافعي (81) ، وأمّا فقهاء الشيعة فرجوعهم إليه ظاهر ، وأمّا فقهاء الصحابة فرجوعهم إليه ظاهر كابن عبّاس وغيره ، وناهيكم قول عمر غير مرّة : « لا يفتين أحد في المسجد وعلي حاضر » وقوله : « لا بقيـت لمعضلـة ليس لهـا أبو الحسن » (82) ، وقوله : « لو لا علي لهلك عمر » (83). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال الترمذي في صحيحه والبغوي عن أبي بكر قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى يحيى بن زكريّا في زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى علي بن أبى طالب » (84). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وقال البيهقي بإسناده إلى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ « من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في تقواه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في هيبته ، وإلى عيسى في عبادته ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب » (85) وهو الذي بيّن حدّ الشرب (86) ، وهو الذي أفتى في المرأة التي وضعت لستّة أشهر (87) ، وبقسمة الدراهم على صاحب الارغفة (88) والامر بشقّ الولد نصفى (89) ، والامر بضرب عنق العبد ، والحاكم في ذي الرأسين (90) مبين أحكام البغاة (91) ، وهو الذي أفتـى في الحامل الزانية (92). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن العلوم علم التفسير ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس فيه وكان تلميذ علي ـ عليه السلام ـ. وسئل فقيل له : أين علمك من علم ابن عمّك ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال : كبشة مطرفي البحر المحيط (93). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة ، وعلم التصوّف ، وقد علمتم أنّ أرباب هذا الفنّ في جميع بلاد الاسلام إليه ينتهون ، وعنده يقفون ، وقد صرّح بذلك الشبلي والحنبلي وسرى السقطي وأبو زيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي وغيرهم ، ويكفيكم دلالة على ذلك الخرقة التي هي شعارهم وكونهم يسندونها بإسناد معنعن إليه أنّه واضعها (94). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن العلوم علم النحو والعربية ، وقد علم الناس كافّة أنّه هو الذي ابتدعه وأنشأه ، وأملى على أبي الاسود الدؤلي جوامع تكاد تلحق بالمعجزات ، لانّ القوّة البشريّة لا تفي بمثل هذا الاستنباط. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأين من هو بهذه الصفة من رجل يسألونه ما معنا ( أبّا ) فيقول : لا أقول في كتاب الله برأيي ، ويقضي في ميراث الجدّ بمائة قضية يغاير بعضها بعضا ، ويقول : إن زغت فقوّموني وإن استقمت فاتّبعوني (95). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وهل يقيس عاقل مثل هذا إلى من قال : سلوني قبل أن تفقدوني (96) ، سلوني عن طرق السماء فوالله اني لاعلم بها منكم من طرق الارض ؟ وقال : إنّ هاهنا لعلما جما ، وضرب بيده على صدره ، وقال : لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا فقد ظهر أنّه أعلم (97). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الزهد فإنّه سيّد الزهّاد ، وبدل الابدال ، وإليه تُشدّ الرحال ، وتنقص الاحلاس ، وما شبع من طعام قطّ ، وكان أخشن الناس لبسا ومأكلاً. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قال عبد الله بن أبي رافع : دخلت على علي ـ عليه السلام ـ يوم عيد فقدم جرابا مختوما فوجد فيه خبزا شعيرا يابسا مرضوضا فتقدّم فأكل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقلت : يا أمير المؤمنين فكيف تختمه وإنّما هو خبز شعير ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال : خفت هذين الولدين يلتانه بزيت أو سمن (98). وكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة وبليف أُخرى ، ونعلاه من ليف ، وكان يلبس الكرباس الغليظ فإن وجد كمه طويلاً قطعه بشفرة ولم يخيطه ، وكان لا يزال ساقطا على ذراعيه حتى يبقى سدى بلا لحمة ، وكان يأتدم إذا ائتدم بالخلّ والملح فإن ترقّى عن ذلك فبعض نبات الارض ، فإن ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الابل ، ولا يأكل اللحم إلاّ قليلاً ويقول : لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوانات ، وكان مع ذلك أشدّ الناس قوّة ، وأعظمهم يدا (99). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا العبادة فمنه تعلّم الناس صلاة الليل ، وملازمة الاوراد ، وقيام النافلة ، وما ظنّك برجل كانت جبهته كثفنة البعير ، ومن محافظته على ورده أن بسط له نطع بين الصفّين ليلة الهـرير فيصلّي عليه والسهام تقع عليه وتمرّ على صماخيه يمينا وشمالاً فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فأنت إذا تأمّلت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله وما تضمّنته من الخضوع لهيبته والخشوع لعزّته عرفت ما ينطوي عليه من الاخلاص. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكان زين العابدين ـ عليه السلام ـ يصلّي في كلّ ليلة ألف ركعة ويقول : أنّى لي بعبادة علي ـ عليه السلام ـ (100). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وأمّا الشجاعة فهو ابن جلاها وطلاّع ثناياها ، نسى الناس فيها ذكر من قبله ، ومحى اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحروب مشهورة تُضرب بها الامثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرقط ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحدا إلاّ قتله ، ولا ضرب ضربة قطّ فاحتاجت إلى ثانية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وجاء في الحديث إذا ضرب واعتلا قدّ ، وإذا ضرب واعترض قطّ ، وفي الحديث : كانت ضرباته وترا (101) ، وكان المشركون إذا أبصروه في الحرب عهد بعضهم إلى بعض ، وبسيفه شيّدت مباني الدين ، وثبتت دعائمه ، وتعجّبت الملائكة من شدّة ضرباته وحملاته. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفي غزوة بدر الداهية العظمى على المسلمين قتل فيها صناديد قريش كالوليد بن عتبة والعاص بن سعيد ونوفل بن خويلد الذي قرن أبا بكر وطلحة قبل الهجرة وعذّبهما ، وقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : « الحمد للّه الذي أجاب دعوتي فيه » (102) ولم يزل في ذلك يصرع صنديدا بعد صنديد حتى قتل نصف المقتولين فكان سبعين ، وقتل المسلمون كافّة مع ثلاثة الاف من الملائكة مسوّمين النصف الاخر (103) ، وفيه نادى جبرئيل :
« لا سيف إلاّ ذوالفقار | * | ولا فتى إلاّ علـي » (104)
| [size=16] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ويوم أُحد لما انهزم المسلمون عن النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ ورُمي رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ إلى الارض وضربه المشركون بالسيوف والرماح وعلي ـ عليه السلام ـ مصلت سيفه قدّامه ، ونظر النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ بعد إفاقته من غشوته فقال : يا علي ما فعل المسلمون ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال : نقضوا العهود وولّوا الدبر. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال : اكفني هؤلاء ، فكشفهم عنه ولم يزل يصادم كتيبة بعد كتيبة وهو ينادي المسلمين حتى تجمّعوا وقال جبرئيل ـ عليه السلام ـ : إنّ هذه لهي المواساة ، لقد عجبت الملائكة من حسن موالاة علي لك بنفسه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : وما يمنعه من ذلك وهو منّي وأنا منه (105). ولثبات علي ـ عليه السلام ـ رجع بعض المسلمين ورجع عثمان بعد ثلاثة أيّام ، فقال له النبي ـ صلّى الله عليه وآله ـ : فقد ذهبت بها عريضة (106). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وفي غزاة الخندق إذ أحدق المشركون بالمدينة كما قال الله تعالى : ( إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر ) (107) ، ودخل عمرو بن عبدودّ الخندق على المسلمين ونادى بالبراز فأحجم عنه المسلمون وبرز علي ـ عليه السلام ـ متعمّما بعمامة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وبيده سيف فضربه ضربة كانت توازن عمل الثقلين إلى يوم القيامة (108) ، وأين هناك أبو بكر وعمر وعثمان. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن نظر غزوات الواقدي وتاريخ البلاذري علم محلّه من رسول الله من الجهاد وبلاءه يوم الاحزاب ، وهو يوم بني المصطلق ، ويوم قلع باب خيبر ، وفي غزاة خيبر ، وهذا باب لا يغني الاطناب فيه لشهرته. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وروى أبو بكر الانباري في أماليه أنّ عليا ـ عليه السلام ـ جلس إلى عمر في المسجد وعنده أُناس ، فلمّا قام عرّض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال عمر : لمثله أن يتيه والله لولا سيفه لما قام عمود الدين ، وهو بعد أقضى الاُمّة وذو سابقتها ، وذو شأنها. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال له ذلك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين منه ؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال : ما كرهناه إلاّ على حداثة سنّه ، وحبّه لبني عبد المطّلب ، وحمله سورة براءة إلى مكّة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولما دعا معاوية إلى البراز لتسريح الناس من الحرب بقتل أحدهما فقال له عمرو : قد أنصفك الرجل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال له معاوية : ما غششتني كلّما نصحتني إلاّ اليوم ، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطوق ؟ أراك طمعت في إمارة الشام بعدي (109). [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكانت العرب تفتخر لوقوعها في الحرب في مقابلته ، فأمّا قتلاه فافتخر رهطهم لانّه ـ عليه السلام ـ قتلهم وأظهر وأكثر من أن يحصى وقالت (110) في عمرو بن عبدود ترثيه :
[ | |
|
الأحد يونيو 03, 2012 3:32 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي