فاضل جابر محمد الذبحاوي شيعي للموت
عدد المساهمات : 836 التميز : 12 تاريخ التسجيل : 14/11/2009 العمر : 53
| موضوع: حرق دار الزهراء(ع) الثلاثاء مايو 08, 2012 4:51 am | |
| يستخدم الحرق كأسلوب للتهديد ولممارسة الضغط على المتحصِّنين ليخرجوا من المكان الذي هم به فيه.وقد استخدم الحكم هذا الأسلوب ضد الإمام عليّ(عليه السلام) وأصحابه الذين تحصَّنوا داخل بيت فاطمة(سلام الله عليها)،وإذا ما تفحصنا الروايات التي نقلت هذه القضية التاريخية لوجدنا أنّها على نمطين اثنين:روايات وأخبار تبيّن لحن التهديد من استخدام هذا الأسلوب.أي أنّ القصد لم يكن سوى التهديد فقط. وعلى أساس هذا النمط من الروايات فإنّ الحرق لم يتم،إذ أنّ السلطة اكتفت بتوجيه التهديد الأمر الذي أدى إلى خروج المتحصِّنين من دار فاطمة،والروايات التي تنسجم مع هذا النمط هي ما نقله الطبري و ابن قتيبة وأبو الفداء.1- الطبري:<<عن زياد بن كليب،قال:أتى عمر بن الخطاب منزل عليٍ وفيه طلحة والزبير ورجال من المهاجرين،فقال:والله لأحرقنّ عليكم أو لتخرجنّ إلى البيعة،فخرج عليه الزبير مصلتاً بالسيف،فعثر فسقط السيف من يده،فوثبوا عليه فأخذوه>>(1).2- ابن قتيبة: وإنّ أبا بكر(رضي الله عنه) تفقّد قوماً تخلّفوا عن بيعته عند علي(كرم الله وجهه)،فبعث إليهم عمر،فناداهم وهم في دار علي،فأبوا أن يخرجوا،فدعا بالحطب، وقال:والذي نفس عمر بيده،لتخرجنّ أو لأحرقنَّها علة من فيها،فقيل له:يا أبا حفص إنّ فيها (1) الطبري[تاريخ الأمم والملوك](ج3/ص202). فاطمة!فقال:وإن(1).3- أبو الفداء:ثم إن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى عليّ ٍومن معهُ ليخرجهم من بيت فاطمة(رضي الله عنها)،وقال:إن أبوا عليك فقاتلهم،فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار،فلقيته فاطمة(رضي الله عنها) وقالت:إلى أين يابن الخطاب؟أجئت لتحرق دارنا؟قال:نعم(2).4- عمر رضا كحالة: حيث أورد رواية ابن قتيبة في [الإمامة والسياسة](3).وإذا أمعنّا النظر في هذه الروايات سنجد أنها لا تنفي قضية (1) ابن قتيبة[الإمامة والسياسة](ج1/ص19).(2) [تاريخ أبو الفداء](ج1/ص164).(3) عمر رضا كحالة[أعلام النساء](ج4/ص114). الحرق،ولا تثبت أنّ العمليّة كانت لمجرّد التهديد بل يفهم من السياق أنّ إقدام وإصرار السلطة على الحرق أقرب من استخدامها ذلك لمجرّد التهديد.فقد ذكرت تلك الروايات عبارة<<فخرجوا فبايعوا إلاّ علياَ>>،فلو كان التهديد بالحرق هو لمجرّد التخويف فمن المستبعد أن يخرج أصحاب أمير المؤمنين ويبايعوا بهذه السهولة.إذن يفترض أنّهم قرنوا تهديدهم بالعمل وفعلاً أقدموا على حرق بيت الزهراء(سلام الله عليها)إيغالاً منهم في الضغط على المتحصِّنين لإخراجهم من البيت.وإصرار الخليفة عمر عندما قيل له: إن في البيت فاطمة،فقال:وإن، هذا الإصرارُ يدلُّ على القصد المبيَّت لحرق الدار أو حرق جزء منه،لأنّ السلطة كانت على يقين بأنّها لا تحصل على ما تريده من المتحصنين إلاّ باستخدام هذا الأسلوب،وهذا ما سنثبته في القسم الآخر من الروايات.وهناك من أنكر ذلك من مثل ابن روزبهان في ردّه على العلامة الحلي(ره)،وأجابه العلامة بأدلة قاطعة مذكورة في [دلائل الصدوق](ج3/ص78- 95).ويخلص العلاّمة الحلي قائلاً: وبالجملة يكفي في ثبوت قصد الإحراق رواية جملة من علمائهم له،بل رواية الواحد منهم لاسيّما مع تواتره عند الشيعة،مع تواتره عند الشيعة،ولا يحتاج إلى رواية البخاري ومسلم وأمثالهما مّمن أجهده العداء لآل محمد(صلى الله عليهم أجمعين)،والولاء لأعدائهم،ورام التزلّف إلى ملوكهم وأُمرائهم وحسن السمعة عند عوامّه>>(1). (1) العلامة الحلي [دلائل الصدق](ج3ص91). هذا ويُشمُّ من كلام ابن عبد ربه في[العقد الفريد]أنّ جريمة الحرق وقعت فعلاً بعد التهديد.يقول في ذلك:<<فأما عليّ والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتّى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: إنْ أبوا فقاتلهم،فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار،فلقيته فاطمة فقالت:يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال:نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة>>.ثم يذكر ما يلي:<<ومن حديث الزهري،عن عروة عن عائشة قالت:لم يبايع عليّ أبا بكر حتّى ماتت فاطمة،وذلك لستّة أشهر من موت أبيها>>.إذن:عمر قد نفّذ تهديده بحرق البيت،لأنّ الإمام علياً(عليه السلام)لم يبايع كما بايع الناس. ويدعم هذا القول ما نقله البلاذري عن لسان عمر بن الخطاب<<عن المدائني،عن مسلمة بن محارب،عن سليمان التميمي وعن ابن عون،أنّ أبا بكر أرسل إلى عليٍ بُريد البيعة، فلم يبايع، فجاء عمر ومعهُ فتيلة،فتلقته فاطمة على الباب،فقالت فاطمة: يا ابن الخطاب،أتراك محرّقاً عليّ بابي؟ قال:نعم، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك>>(1).فالمقطع الأخير من كلامه يدلُّ بما لا يدع مجالاً للشكّ أنّ عمر نفّذ تهديده بحرق الدار،فقد احتجّ على عمله هذا بفعل رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)وهو احتجاج باطل.لأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم)لم يستخدم (1) البلاذري[أنساب الأشراف](ج1/ص586). أسلوب الحرق إلاّ مرةً واحدة في تاريخه، تاريخ دولته الإسلامية،وهذه المرّة استخدمها ضد المنافقين الذين كانوا يثبطون عزائم المسلمين عن الخروج لحرب الروم،وكانوا قد أنشأوا لأنفسهم مركزاً خارج المدينة ينطلقون من خلاله في تنفيذ خططهم الجهنمية،فكان السبيل الوحيد لتشتيت قواهم وبعثرة جهودهم هو توجيه النيران إلى مركزهم هذا.وهناك فارق بين السماء والأرض بين هذه الحداثة وما ارتكبه الخليفة عمر بحقَّ الزهراء(سلام الله عليها)،فكيف يُفسرّ عمر هذا العمل مع مقولة النبي(ص)<<فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني>>(1).فكم هو الفرق بين وحيدته -الزهراء-(سلام الله عليها) (1) ذكرها علماء أهل السنة بألفاظ مختلفة،لكن بمعنى مشترك،ذكرها الحمويني في [فرائد السمطين](ج2/ص67).و [نظم درر السمطين](ص178).والخوارزمي في [المقتل](ص52). بل حبيبته- كما قال أبو بكر- التي من آذاها فقد آذى رسول الله(ص)ومن آذى رسول الله فقد آذى الله،وبين أولئك الذين أمر الله بحربهم وهم المنافقون،والذين أمر النبي(ص) بهدر دمهم،قضية واضحة وعمر بن الخطاب يدركها أحسن إدراك لكنّهُ يُريد أن يُغالط نفسه ليدع لنفسه الحق أن يفعل ببيت رسول الله(ص) ما فعله الرسول(ص) بالمنافقين هذه أكبر مغالطة مفضوحة تتكرر أمام حقائق التاريخ الدامغة.ولا يفوتنا أن ننبّه على أنّ حكّام الجور كانوا قد اتّخذوا الحرق أسلوباً يكاد يكون مطّرداً في حياتهم،فقد أحرق أبو بكر الفجاءة بالنار ثمّ ندم في آخر حياته أشدّ النّدم،كما وضع خالد بن الوليد رأس مالك بن نويرة تحت القدور وجعله أثفية لها،كما أحرق الخليفة عمر أحاديث النبي ومدوّنات الصحابة،وأحرق عمرو بن العاص مكتبة الإسكندريّة،وأحرق عثمان بن عفّان المصاحف،وأمر معاوية بحرق محمد بن أبي بكر،فألقي في جلد حمار وأحرق،فلم تأكل أخته عائشة بعد ذلك شواءً إلاَ وذكرته ولعنت معاوية،فالحرق إذن أسلوب متّبع وشائع عند أولئك الحكّام،ومن شاء المزيد فإنّ بين يديه كتب التاريخ. [center]أشعار حافظ إبراهيم استلهم الشاعر حافظ إبراهيم من روايات المؤرّخين وأخبارهم حقيقة حرق بيت الزهراء(سلام الله عليها)،فنظم هذه الحقيقة التاريخية شعراً،وفيما يلي تلك الأبيات التّي نظمها في [ملحمته]عن الخليفة عمر بن الخطاب:وقولةٍ لعليٍّ قالَها<<عمر>> أكرِم بسامِعِها أعظ بملقيها حرَّقتُ دارَك لا أُبقي عليك بها إن لم تُبايع وبنت المصطفى فيها ما كان غيرُ<<أبي حفصٍ>>يفوه بها أمام فارس عدنان وحاميها كلاهُما في سبيلٍ الحقَّ عزمتُه لا تنثني أو يكون الحقٌّ ثانيها فاذكُرهُما وترَحَّم كلما ذكروا أعاظِماً اًُُلِّهُوا في الكون تأليها أورد علماء الشيعة قضية حرق دار الزهراء (سلام الله عليها)بشيء من الاستقصاء والتفصيل.فقد بيّن السيد المرتضى(1) هذه الحقيقة قائلاً:روى إبراهيم بن محمد الثقفي، قال:حدثني أحمد بن عمرو البجلي،قال: حدثنا أحمد بن حبيب العامري،عن حمران بن أعين،عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع)،قال:<<والله ما بايع علي(عليه السلام) حتى رأى الدخان قد دخل بيته >>(2) . (1) المرتضى: ترجم له الشيخ عباس القمي في[الكنى والألقاب].وقال عنه ابن خلكان في [وفيات الأعيان]ٍ:كان نقيب الطالبيين مولده سنة 355هـ.(2) المرتضى[الشافي](ج3ص397). وذكر المسعودي(1):<<فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومن معهُ من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فوجَّهوا إلى منزله،فهجموا عليه،وأحرقوا بابه واستخرجوه منه كرهاً>>(2).وروى الميرجهاني،قول الصادق(ع) للمفضّل بن عمر: ولا كيوم محنتنا بكربلاء،وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ .....إلخ (3). (1) المسعودي:قال عنه القمي في [الكنى] (ج3/ص184): شيخ المؤرخين وعمادهم،مات سنة(333هـ)،وعدّ من كتبه[الوصية]و[مروج الذهب]و[أخبار الزمان].(2) المسعودي:[إثبات الوصية](123).(3) [نوائب الدهور](ج3/ص157). وروى المجلسي قول الزهراء(ع): ورَكّل البابّ –تعني عمر- برجله فردّه عَلَيَّ وأنا حامل،فسقطت لوجهي،والنار تسعر وتسفع وجهي(1)....إلخ .وإلى جانب هذا الرأي هناك رأيٌ آخر لبعض علماء الشيعة وهو أن الهجوم المعاكس حال دون تحقيق الهدف الذي كان عمر يسعى إليه وهو حرق دار السيدة فاطمة الزهراء(ع)،فقد أورد الطبرسي :<<فانطلقوا فاستأذنوا فقالت فاطمة(ع):أُحرج عليكم أن تدخلوا بيتي بغير إذن،فرجعوا وثبت قنفذ،فقالوا:إن فاطمة قالت:كذا وكذا،فحرجتنا أن ندخل عليها البيت بغير إذن منها، فغضب عمر وقال:ما لنا وللنساء،ثم أمر أُناساً حوله فحملوا حطباً وحمل معهم فجعلوه حول منزله،وفيه علي وفاطمة وابناهما(ع).ثم نادى عمر حتى أسمع علياً(ع):والله لتخرجنّ ولتبايعنّ خليفة رسول الله أو (1) [البحار](ج8/ص241). لأحرقنّ عليك بيتك ناراً،ثم رجع فقعد إلى أبي بكر وهو يخاف أن يخرج عليّ بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته، ثم قال لقنفذ:إن خرج وإلاّ فاقتحم عليه، فإن امتنع فأضرم عليهم بيتهم ناراً.فانطلق قنفذ فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن،وبادر علي إلى سيفه ليأخذه فسبقوه إليه،فتناول بعض سيوفهم فكثروا عليه فضبطوه وألقوا في عنقه حبلاً أسود>>(1).وهناك من قال:إن الزهراء(سلام الله عليها)هي التي منعت عمر من إحراق الدار لمبادرتها السريعة.فقد أورد العلاّمة الحلّي قائلاً:<< قال زيد بن أسلم: كنتُ ممّن حمل الحطب مع عمر إلى باب فاطمة حين امتنع علي وأصحابه عن البيعة أن يبايعوا،فقال عمر لفاطمة: أخرجي من في (1) الطبرسي[الاحتجاج](ص83)،وهو أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب،وهو أستاذ ابن شهر آشوب المتوفى سنة(588هـ)صاحب[المناقب]. ولابد من التمييز بينه وبين الطبرسي صاحب[مجمع البيان]فالأخير هو الفضل بن الحسن بن الفضل. البيت وإلاّ أحرقته ومن فيه،قال:وفي البيت عليَّ وفاطمة والحسن والحسين وجماعة من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)،فقالت فاطمة:تحرق على ولدي؟ قال:إي والله أو ليخرجنَّ وليبايعنَّ>>(1).وعلى هذا النسق ذهب العياشي في [تفسيره]فقال:<< فلما قبض نبي الله(ص)كان الذي كان لما قد مضى من الاختلاف،وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله(ص) بعد،فلمّا رأى ذلك علي (عليه السلام)ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس،ففرغ إلى كتاب الله وأخذ يجمعهُ في مصحف،فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايعْ،فقال عليّ:لا أخرج حتّى أجمع القرآن،فأرسل إليه مرةً أُخرى،فقال: لا أخرج حتى أفرغ، (1) العلامة الحلي [نهج الحق وكشف الصدق](ص271). فأرسل إليه الثالثة ابن عمّ يقال له قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله(ص) علّها تحول بينه وبين علي(عليه السلام)، فضربها،فانطلق قنفذ وليس معه علي(عليه السلام)، فخشي أن يجمع عليَّ الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته،ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام)،فلمّا رأى عليّ ذلك خرج فبايع كارهاً(1) .ونقله السيد هاشم البحراني في [تفسيره](2).ويميل المجلسي في [البحار]إلى التأكيد على حرق باب البيت.فقد ذكر قائلاً:<<فأقام أمير المؤمنين(عليه السلام)ومن معهُ من شيعته في منازلهم،بما عهده إليه (ص)،فوجهوا إلى منزله فهجموا (1) السمرقندي[تفسير العياشي](ج2/ص307).(2) البحراني [تفسير البرهان](ج2/ص345). عليه واحرقوا بابه،واستخرجوه منه كُرهاً، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت مُحسناً>>(1).وكذلك ذكر في مكان آخر:<<فقال لها عمر:دعي عنك يا فاطمة حماقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة،وأخذت النار في خشب الباب>>(2).ثمّ أورد حديث المفضل عن الصادق(عليه السلام): <<وجَمْعَهُم الحطب الجزل على الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأُمّ كلثوم وفضة،وإضرامَهُم النار على الباب، وخروج فاطمة إليهم وخطابَها لهم من وراء الباب،وقولَها:ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟ تريد أن تقطع نسله من (1) المجلسي[بحار الأنوار](ج28/308).(2) المصدر نفسه(ج53/ص19). الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟(1). [/center] | |
|
الرماحي حسيني علوي للموت
عدد المساهمات : 493 التميز : 28 تاريخ التسجيل : 01/04/2011
| موضوع: رد: حرق دار الزهراء(ع) الثلاثاء مايو 08, 2012 2:51 pm | |
| | |
|