البو حسن حسيني علوي للموت
عدد المساهمات : 59 التميز : 10 تاريخ التسجيل : 13/04/2012
| | الفروق الفرديه وعلاقتها بالتعلم | |
الفروق الفردية وعلاقتها بالتعلم المقدمة : تعد الفروق الفردية ظاهرة عامة موجودة لدى جميع الكائنات الحية من أدناها مرتبة وحتى الإنسان . فالاختلافات موجودة لدى أفراد النوع الواحد ، كما هي موجودة بين الأنواع الأخرى . وهذه الاختلافات ضمن النوع الواحد ، ضرورية كالاختلافات بين الأنواع الأخرى وذلك من أجل استمرار الحياة . إن أفراد النوع الواحد يختلفون في قدراتهم على التعلم وحل المشكلات ، كما يختلفون في انفعالاتهم ( كالخوف والعدوان ) ، ومستويات النشاط العام ، ودوافع سلوكهم ( كالجوع والعطش والجنس وحب الاستطلاع ) . وظاهرة تفرد الإنسان من حيث الجنس والعمر واللون ودرجة النضج والتكوين الجسمي والتكوين العقلي ، ظاهرة لا تحتاج إلى برهان ، حتى أن هذه الفروق موجودة بين الأطفال الذين ينشأون في بيئة أسرية واحدة ، حيث تتمايز مواهبهم وأمزجتهم وعاداتهم مع النمو في مراحل العمر المختلفة . مفهوم الفروق الفردية : إن عملية الكشف عن الفروق الفردية بين الناس تعتمد على تحديد الصفة التي نريد دراستها سواء أكانت عقلية أم جسمية أم انفعالية أم غير ذلك من صفات ، وبعدها نقيس مدى تفوق الفرد أو ضعفه في هذه الصفة أو تلك . ففي كل صفة من هذه الصفات نجد الأشخاص يتوزعون على طول مقياس مستمر ، وبتحديد الفروق الفردية بينهم بالنسبة لتلك الصفات نكون قد حددنا الفروق الفردية بينهم . وبشكل عام فإن المستوى المتوسط بالنسبة لأي صفة هو أكثر المستويات بالنسبة لعدد الأفراد الذين ينتمون لهذا المستوى ، في حين أن مستوى التفوق أو الضعف بالنسبة لصفة ما ، يكون أقلها أفرادا . على هذا الأساس تكون الفروق الفردية عبارة عن الانحرافات الفردية عن المتوسط العام للمجموعة في صفة أو أخرى من صفات الشخصية والتي من خلالها نميز الفرد عن الأفراد الآخرين . ولكن في الواقع لا يمكن تصنيف الناس إلى أنماط متمايزة تماماً ، فالاختلافات بين الناس في صفة من الصفات معظمها اختلافات في الدرجة ( كمية ) أكثر منها فروقاً نوعية . أنواع الفروق الفردية : يوجد نوعان أساسيان للفروق الفردية هما :
1 – فروق فردية في الدرجة : وهي الفروق الموجودة بين الناس في صفة أو خاصية محددة ( الذكاء ، الطول ، القلق ، التعاون ... ) . وهذه الفروق يمكن تحديدها بالنسبة للأشخاص المختلفين نظراً لأن وحدة القياس واحدة لكل خاصية أو صفة .
2 – فروق فردية في النوع : وهذه الفروق موجودة في نوع الصفة وليس في الصفة ذاتها ، ومثال ذلك اختلاف القدرة اللغوية عن القدرة العددية ، واختلاف الطول عن الوزن عند الشخص الواحد أو بين الأشخاص ، وهي اختلافات في نوع الصفة ، حيث أن مثل هذه الاختلافات لا تخضع إلى القياس لعدم وجود مقياس مشترك بينها . فالطول مثلاً يقاس بالأمتار ، في حين أن الوزن يقاس بالكيلوغرام ، والفرق في الطول والوزن لا يقاس بالكيلوغرام ولا بالأمتار . لماذا ندرس الفروق الفردية : يهتم علم نفس الفروق الفردية بتفسير الفروق الفردية الموجودة بين الأفراد والجماعات . كما يضع القاعدة الأساسية لإمكانية التنبؤ والضبط لهذه الفروق ، حيث يتمكن من خلال التفسير اكتشاف العوامل المسئولة عن إيجاد هذه الفروق لنتمكن من التقليل منها أو توسيعها . وفي مجال التعليم نجد أن المتعلمين يختلفون عن بعضهم البعض في معظم الصفات وإذا أردنا أن نعلمهم بشكل صحيح ، علينا أن ندرس الفروق الفردية الموجودة بينهم ، ونعرف كيفية قياسها ، حتى نعرف مستوى إمكانية المتعلمين وما يستطيعون القيام به وما لا يستطيعون ، وما يعرفون وما لا يعرفون . ولذلك نحتاج إلى قياس أداء المتعلمين في المواقف التالية : · قبل تدريس المادة الدراسية حتى نحدد من أين نبدأ وكيف نبدأ التعليم . · أثناء تدريس المادة الدراسة ، لتحديد نمو المتعلمين ، ومدى مناسبة المادة التعليمية وطرائق التدريس والوسائل التعليمية لهم . · بعد تدريس المادة الدراسية ، حتى نقيم فاعليتنا في التدريس ، ونحدد مقدار استفادة المتعلمين مما تعلموه في المادة الدراسية . وبناء على ذلك نتمكن من تحديد الفروق الفردية بين التلاميذ في الصفات المختلفة ( الجسمية ، العقلية ، النفسية ، الاجتماعية ) ، كما يمكن تحديد الفروق بين التلاميذ في التحصيل الدراسي ، حيث أظهرت الاختبارات المطبقة على تلاميذ الصف السادس الابتدائي في القراءة وحفظ الكلمات والاستدلال الحسابي ، وجود فروق فردية بين التلاميذ تصل إلى حوالي ثمان سنوات مدرسية بالنسبة للموضوعات كلها . وهذا يعني أنه في الصف السادس الابتدائي فإن بعض التلاميذ سوف تكون قدرتهم على القراءة عند مستوى الصف الثاني ، والبعض الآخر عند مستوى الصف الأول الثانوي في القدرة ذاتها . فضلاً عن ذلك لابد من مراعاة الميول الفردية عند التلاميذ في التدريس بدلاً من افتراض وجود ميول مشتركة لهم جميعاً . وهذا يعني أنه لابد من إتاحة الفرصة للتلاميذ داخل الفصل الواحد للتعبير عن ميولهم وخاصة في موضوعات التعبير والرسم والخط ، وغيرها من المواد التي يمكن للتلاميذ من خلالها التعبير عن ميولهم الخاصة . من جهة أخرى نجد أن التلاميذ يتباينون تبايناً واسعاً في سماتهم ، حيث نجدهم يختلفون في الأمانة والأخلاق والتعاون ... كما أن بعضهم عدوانيون داخل الفصل ، والبعض الآخر مسالمون ، كما نجد أن بعض التلاميذ سريعوا الضجر أو الملل ، وبعضهم الآخر أكثر صبراً وتركيزاً . وكذلك ما نجده عند بعض التلاميذ من ثقة بالنفس وشعور بالدونية وضعف الثقة بالنفس عند البعض الآخر . معنى الفروق الفردية : يعرِّف دريفر Drever (1965) الفروق الفردية بأنها : " الانحرافات عن متوسط الجماعة في الصفات العقلية والجسمية " ( 1: 134) ويؤكد هذا التعريف أن جوهر الفروق الفردية موجود في التكوين العقلي والجسمي للأفراد ، إلا أنه لم يتطرق إلى الجانب الوجداني المزاجي من الشخصية . Individual differences : variations or deviation from the average of the group, with rite respect to mental or physical characters, occurring in the individual members of the group. (James Drever, 1974, p. 134) . ومن خلال ما لاحظناه من قصور في تعريف دريفر يمكننا أن نعرِّف الفروق الفردية بأنها : " الدراسة العلمية للاختلافات الجوهرية التي توجد بين الأفراد في النواحي الجسمية أو العقلية أو الوجدانية سواء كان الهدف هو معرفة الفروق بين الأفراد أو معرفة الفروق داخل الفرد الواحد أو إذا كان الهدف هو معرفة الفروق بين الجماعات أو بين الجنسين أو الطبقة الاجتماعية أو في العرق أو السلالة ... الخ . وقد يكون مدى هذه الفروق كبيراً وقد يكون صغيراً . هذه الاختلافات تظهر Occur بوضوح إذا عرفنا متوسط الجماعة ودرجة قرب أو بعد الفرد عن المتوسط . فإذا كان متوسط وزن عينة من التلاميذ يساوي (60) كجم ، فان أي زيادة أو نقصان عن هذا المتوسط يعتبر فرقاً . بناء على ذلك فإن انحرافات Deviations الأفراد عن المتوسط العام للجماعة في الصفة Character المقاسة هو ما يقصد به إحصائياً بالفروق الفردية ، وهذا التمايز بين الأفراد وهو الذي يجعلهم يسلكون بطرق مختلفة تبعاً لقدراتهم واستعداداتهم وميولهم . وتتنوع وتتباين أساليب استجابتهم بتنوع دوافعهم وحاجاتهم الانفعالية وعاداتهم الوجدانية . تصنيف الفروق الفردية : يمكن تصنيف الفروق الفردية على أساس النواحي الآتية :
(1) الفروق الفردية في النواحي الجسمية : وهي تبدو واضحة بين الأفراد في الطول والوزن والشكل العام ودقة الحواس وقوتها . وبعض الفروق الجسمية لا تظهر إلا من خلال العمل والنشاط الذي يقوم به الفرد كالقدرة العقلية والمهارة اليدوية والدقة في استخدام الأصابع والتآزر بين اليد والعين .
(2) الفروق في القدرات العقلية : يمكن إدراكها والحكم عليها من خلال الاختبارات والمقاييس التي تبين مقدار ما يملكه الفرد من كل قدرة ، سواء أكان ذلك في القدرة العقلية العامة ( الذكاء ) أو في القدرة الخاصة سواء أكانت قدرة فنية أو قدرة موسيقية أو قدرة لغوية أو ميكانيكية .. إلى آخره .
(3) الفروق في النواحي الوجدانية والمزاجية : وتتمثل هذه الفروق في ملاحظة سلوك التلميذ في إقدامه أو إحجامه عن عمل معين ، أو حبه أو كرهه له ومدى ميوله واتجاهاته ورغباته نحو هذا الشيء . أهمية الفروق الفردية : · تعتبر الفروق الفردية ظاهرة عامة في جميع الكائنات العضوية ، فأفراد النوع الواحد يختلفون فيما بينهم فلا يوجد فردين متشابهين في استجابة كل منهما لموقف واحد . وهذا الاختلاف الأفراد . والتفرد أعطى للحياة معنى وأصبح للفروق | |
|
الأربعاء مايو 02, 2012 2:01 pm من طرف زينب العلوية