منتديات غديرخم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
شاركنا برأيك بالتسجيل معنا
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
.:: حيـاك الله ::.
منتديات غديرخم
حللت أهلاً .. ووطئت سهلاً ..
شاركنا برأيك بالتسجيل معنا
آملين أن تلقى المتعة والفائدة معنا
.:: حيـاك الله ::.
منتديات غديرخم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات غديرخم

نادي عليا مظهر العجائب تجده عونا لك في النوائب كل هما وغما سينجلي بولايتك ياعلي ياعلي ياعلي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  مركز تحميل الصورمركز تحميل الصور  دخولدخول  العاب مجانيةالعاب مجانية  
المواضيع الأخيرة
» علاج قرحة المعدة والقالون
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالثلاثاء مارس 21, 2023 11:58 am من طرف الحسناوي

» علاج قرحة المعدة
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالخميس مارس 16, 2023 12:04 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» علاج الفالول
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالأربعاء مارس 15, 2023 11:03 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» السيدة عائشة ترضع الرجال
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالسبت ديسمبر 24, 2022 12:28 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» موقع ترددات القنوات الفضائيه
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالإثنين مارس 01, 2021 11:53 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» سيرفراتipTv
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالسبت يناير 30, 2021 10:05 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» طريقة تثبيت الألواحpvcعلى جدران المنزل
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالثلاثاء نوفمبر 24, 2020 12:15 pm من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» مؤامرة قتل خليفة المسلمين علي بن ابي طالب كرم الله وجهه
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالإثنين مايو 25, 2020 12:55 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

» استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام
اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالثلاثاء مايو 12, 2020 3:23 am من طرف فاضل جابر محمد الذبحاوي

منتدى
القرآن الكريم بين يديك
ht
القران الكريما
تـــــويــــتــــر أعـــجاب ونِِِِِِـــشر
المواضيع الأكثر نشاطاً
تحميل برنامج Wireless Key View 2011 لفك باسوورد شبكة الوايرلس wifi
عهد منا يازهراء
حمل برنامج خيرة الامام الصادق
ابوبكر وعمر ابن الخطاب يتأمرون لقتل علي ابن ابي طالب
عائشة زوجة الرسول الكريم وصفحة من حياتها
شعيب بن صالح التميمي
يحى بن زيد عليه السلام
ابن تيميّة في صورةه الحقيقية
العباس ابن علي ابن ابي طالب
اعطال لوحة المفاتيح
المواضيع الأكثر شعبية
سعد الحريري ابن ملك السعودية حقيقه اخفاها التاريخ
حمل برنامج خيرة الامام الصادق
تحميل برنامج Wireless Key View 2011 لفك باسوورد شبكة الوايرلس wifi
Free Download Manager
العباس ابن علي ابن ابي طالب
اعدادات التلفاز Earthlink TV
قصة حب الوطن
ابوبكر وعمر ابن الخطاب يتأمرون لقتل علي ابن ابي طالب
عائشة زوجة الرسول الكريم وصفحة من حياتها
حمل كتاب اعمال ليلة القدر
العاب

االعاب مجانية جميلةا
بحـث
 
 

نتائج البحث
 

 


Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط ألأسلام وبيت آل الرسول على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتديات غديرخم على موقع حفض الصفحات

 

 اللبن فؤاده واضراره واقسامه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زينب العلوية
شيعي للموت
شيعي للموت
زينب العلوية


انثى عدد المساهمات : 602
التميز : 34
تاريخ التسجيل : 23/03/2011
الموقع : العراق ارض الانبياء

اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Empty
مُساهمةموضوع: اللبن فؤاده واضراره واقسامه   اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالإثنين أكتوبر 24, 2011 2:30 pm

اللبن فؤاده واضراره واقسامه


قسمة جنسية على ثلاثة ضروب

: لان منه الحلو القريب العهد بالخروج من الضرع وهو المسمى بالحليب على الحقيقة . ومنه القوي الحموضة البعيد العهد بالخروج من الضرع وهو المعروف بالدوغ ( 2 ) . ومنه المتوسط بين هاتين المرتبتين وهو المعروف بالماست ( 3 ) ، وبعض الناس يلقبه بالرائب .

فأما الحلو ( 4 )

، فهو في جملته منحرف عن المزاج المعتدل البرودة ( 5 ) إلى الحرارة قليلا ، كأن حرارته متوسطة في الدرجة الأولى أو في الدرجة الثانية . ويستدل على ذلك من عذوبته وقربه من طعم الدم وانتقاله إليه بسرعة . ولذلك صار أقل رطوبة من السمك كثيرا ، وأبعد من توليد البلغم . ولهذا ما صار أفضل غذاء وأقرب من التشبه باللحم وسائر الأعضاء ، إلا أنه مركب من جواهر مختلفة لها قوى متضادة بعضها ملطف جلاء ، وبعضها مغلظ مشدد ، وبعضها ملين مرخ . وذلك أن فيه مائية حادة ملطفة ، وجبنية باردة مغلظة ميبسة ، وسمنية ملينة مرخية . فهو بجوهره المائي الحريف ، صارت له لطافة يلطف بها الفضول ويغسل الأحشاء ويلذع المعاء ويهيج القوة على دفع ما فيها بسرعة . ولذلك صار مطلقا ( 6 ) للبطن . ولهذه الجهة صارت مائية اللبن من أوفق الأشياء لمن احتاج أن ينقص بدنه بما ليس فيه حدة قوية ، مثل من كان في عمق بدنه أو ظاهر جلده فضول ( 7 ) عفنة فاسدة أو فضول حادة كالفضول السوداوية المتولدة عن احتراق الدم والمرة الصفراء ، والفضول الحادثة عن البلغم العفن مثل البثور التي ينقشر لها الجلد . وإنما اختلفت أفعال مائية اللبن لاختلاف مزاج الحيوان الذي يتولد منه ، لان ما كان منها من حيوان أسخن ، مثل اللقاح ( 8 ) ، كان فعله في البثور التي ينفش منها الجلد ، وفى تفتيح سدد الكبد والطحال ، وتلطيف الرطوبات الغليظة المتولدة في جداول الكبد والعروق ، أخص وأولى . ولذلك صار › لبن اللقاح أخص الأشياء بالنفع من الاستسقاء العارض من سدد الكبد والطحال لكثرة مائيته وحدتها . وما كان منها من حيوان أعدل أو أميل إلى البرودة قليلا ، كان فعله في الفضول السوداوية المتولدة عن احتراق الدم والمرة الصفراء ، أوجب وأوكد . ولذلك صار ماء الجبن المتخذ من لبن الماعز نافعا من الجرب والهق والكلف ونزول الماء في العين إذا استعمل في كل علة بما يوافقها من التدبير والعلاج . ومن قبل ذلك ، صار إذا احتقن به ، غسل المعاء ونقاها من الأوساخ الرديئة الفاسدة ، ونظف قروحها من المدة ( 1 ) العفنة . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : متى رأيت قروحا فاسدة مملوءة مدة ، فاغسلها بماء الجبن ، إما بالشرب متى كانت القروح في أعلى البدن ، مثل الصدر وما يليه ، وإما بالحقنة متى كانت القروح في أسفل البدن ، مثل المعاء وما يليها . ولهذه الجهة ، صار كل لبن مائيته أكثر ، فهو أسلم الألبان وأقلها غائلة وإن أدمن استعماله ، لأنه يبعد من تولد الدم الغليظ كثيرا . ولذلك قال جالينوس : أن ما كان من الألبان رقيقا مائيا شبيها بلبن الأتن ( 2 ) والخيل ، فهو غير مولد للدم الغليظ . ولهذا ما صارت هذه الألبان غير مضرة بأصحاب التدبير الملطف . وما كان من الألبان جبنيته أكثر من مائيته ، مثل لبن البقر والنعاج ، فأنه يولد دما غليظا وإن كان لبن البقر بذلك أخص لقلة مائيته بالطبع . وما كان من الألبان معتدلا في جواهره الثلاثة ، مثل لبن النساء وبعده لبن الماعز ، فإنه يولد دما معتدلا فاضلا . ولذلك اختارت الأوائل اتخاذ ماء الجبن من لبن الماعز خاصة . وقد يختلف ماء الجبن في تأثيره وفعله على حسب الشئ الذي يستخرج به ، لان منه ما يستخرج بالاسكنجبين . ومنه ما يستخرج بلب القرطم . ومنه ما يستخرج بالماء البارد أو بالرماد الحار . ومنه ما يستخرج بماء التمر هندي . فما كان منه مستخرجا بالاسكنجبين ، أفاده الاسكنجبين زيادة في التلطيف والتنقية يقوى بها على تفتيح سدد الكبد والطحال وتنقية الجلد من البثور والقوباء ( 3 ) الكائنة عن الدم المحترق ، والنفع من نزول الماء في العين . وما استخرج بلب القرطم ، اكتسب من لب القرطم حرارة وحدة يقوى بها على تنقية البلغم العفن ، والنفع من الحميات البلغمانية المتطاولة ، وتنقية ظاهر البدن من البثور المتولدة عن البلغم المالح . وما استخرج منه بالماء البارد أكسبه الماء رطوبة وبرودة يقوى بها على تسكين حرارة المعدة والتهابها ، وقطع العطش المتولد عن حدة المرة الصفراء . وكذلك ما استخرج بماء التمر هندي يفعل مثل هذه الأفاعيل ، إلا أنه يكون أشد تقطيعا للفضول وإطلاق البطن وتنقية المعدة والمعاء لما يكتسبه من قوة التمر هندي . وأما ما يحمل من اللبن على الرماد الحار حتى يغلى ويجمد ويتجبن ، ويستخرج ماؤه منه ويستعمل ، فإنه قريب من ماء الجبن المستخرج بالماء البارد ، إلا أنه أكثر تلطيفا وتجفيفا وأقل تسكينا للعطش كثيرا . وأما جوهر الزبد ، فهو في طبيعته حار لين كثير اللزوجة واللدونة ، كأنه في مزاجه شبيه ( 1 ) بمزاج بدن الانسان أو أقرب إلى مزاج الزيت العتيق في حرارته فقط ، لا في يبسه ، لأنه في اليبس مخالف له كثيرا ، لان الزيت في طبيعته يابس ( 2 ) وبخاصة متى كان عتيقا . والزبد في طبيعته لين ( 3 ) وبخاصة متى كان حديثا . ولذلك صار الاكثار منه يرخي المعدة ويلين البطن . ولهذا نسبته الأوائل إلى طبيعة الشحم المذاف بالدهن ، وذكروا أنه متى أخذه من كان محتاجا إلى أن ينفث من صدره ورئته شيئا عند الأورام المتولدة فيها أو في الغشاء المستبطن للأضلع ، أعان على ذلك ونفع منفعة بينة لان من خاصته أيضا إنضاج الرطوبات وتحليلها . إلا أنه متى استعمل وحده ، كانت ( 4 ) معونته على الانضاج أكثر ، وعلى النفث أقل . ومتى استعمل مع العسل أو السكر ، كانت معونته على الانضاج أقل ، وعلى النفث أكثر . ومتى طبخ الزبد ونزع ما فيه من يسير مائية اللبن وصار سمنا ، كانت لزوجته ودهنيته أكثر ، وقوي على تحليل الأورام الخاسئة ولين خشونة الأعضاء . وقد يستدل على ذلك من تليينه البشرة إذا مسح على الجلد من خارج . ولهذا السبب بعينه ، صار مضرا بالمعدة اضرارا بينا لأنه يلين خشونتها ويذهب بخاصتها التي بها تقوى على هضم الطعام وبخاصة متى كان مزاج صاحبها بلغمانيا . وأما جوهر الجبن ، فهو بالإضافة إلى سائر جواهر اللبن ، بارد ، يابس ، غليظ الخلط ، عسير الانهضام ، بعيد الانحدار عن المعدة . ولذلك صار بحبس الطبيعة أولى منه بتليينها . فإذا استحكم نضجه في المعدة ، كان الخلط المتولد عنه غليظا عسير الانهضام في الكبد . ولذلك صار الاكثار منه غير مأمون ولا موثوق به ، لأنه من أخص الأشياء بتوليد السدد والغلظ العارض في جداول الكبد وعروق الطحال ومجاري الكلى ولا سيما متى وافى هذه المواضع مستعدة لقبول ذلك منه ، مثل أن تكون عروقها ومجاريها ضيقة بالطبع ، لأنها متى كانت كذلك ، كانت متهيأة لقبول السدد ضرورة ، وبخاصة متى استعمل بالعسل ، لان العسل يكسبه لذاذة تميل إليها الأعضاء وتقبله وتجذب إليها منه أكثر من مقدار القوة على هضمه . فإن وافى مع ذلك حرارة الكلى مجاوزة للمقدار المعتدل ، إما من طبيعتها وإما لعارض عرض لها ، تخزف فيها وتولد منه حجارة وحصى . فقد بان واتضح أن اللبن في جملته محمود ( 5 ) من جهة ، ومذموم ( 5 ) من جهة . فأما الجهة التي يحمد فيها ، فتكون على ضربين : أحدهما : أنه إذا جاد انهضامه في المعدة والكبد ، غسل المعاء بما فيه من لطافة المائية وحدتها ، ونقى فضولها ، ودفع بسمنيته السم القاتل ، ولين الأعضاء ، وذهب بخشونة › العين إذا اكتحل به ، وحلل أورامها ، ونفع بجبنيته من قروح الصدر والرئة والحلقوم وقروح الكلى والمثانة والمعاء ، وسكن لذع الأخلاط الحريفة المتولدة في المعاء ، لأنه يلتف بالاحشاء ويحول بين الاخلاط وبين التمكن منها . ولذلك صار متى استعمل مع بعض الأدوية القابضة ، كان دواء فاضلا نافعا من الزحير ( 1 ) واختلاف الأغراس وبخاصة متى شوي بالحجارة المدورة الملساء المحماة حتى تذهب مائيته وحدته . وأفضل من الحجارة لمثل ذلك ، قطع الحديد الفولاذ المدورة التي لها مقابض تمسك بها . وإن ألقي على اللبن مثله ماء عذب ( 2 ) وألقيت فيه القطع الحديد المحماة دائما حتى يذهب ما ألقي عليه من الماء ، كان أفضل لأنه ليس يكره من ماء اللبن مائيته فقط ، لكنه قد يكره منه أيضا حدته التي بها يطلق البطن . وإن ردد الماء عليه مرارا وشوي في كل مرة حتى يذهب ما ألقي عليه من الماء ، كان أكثر لزوال حدته وحرافته وصار أفضل وأحمد ، لما يقصد به من علاج الاسهال والزحير ، وتقوية المعاء وتسكين لذع الأخلاط الحادة . والجهة الثانية التي لها يحمد اللبن ، أنه لما كان مادة وغذاء للحيوان المشاء ، وجب أن يكون أعدل الأغذية وأقربها من الانقلاب إلى الدم وأسرعها تشبها باللحم وسائر الأعضاء إذا استعمل على ما ينبغي أعني على نقاء من المعدة واعتدال من المزاج ، وفى وقته الطبيعي . أريد بالوقت الطبيعي ، الزمان الذي هو في غاية من الاعتدال القريب في مزاجه من طبيعة اللبن ، مثل زمان الربيع الطبيعي إذ كان أعدل الأزمنة وأكثرها توسطا للكيفيات الأربع . وقد بين ذلك جالينوس وفرق بين مزاج الربيع الطبيعي ومزاج الربيع غير الطبيعي في كتابه المعروف بكتاب ( المزاج ) . فإذا استعمل اللبن على غير نقاء من المعدة ، أو على غير اعتدال من مزاج بدن المستعمل له ، أو في زمان غير معتدل ، تغير بسرعة وانتقل إلى الدخانية وجنس المرار فيمن كان مزاجه محرورا ، وإما إلى الحموضة وجنس العفونة فيمن كان مزاجه باردا . وكثيرا ما يعرض ذلك إما دائما وإما الحين بعد الحين ، لأنه إن كان ، إنما يعرض من قبل أن جوهر المعدة أو مزاج البدن بأسره قد تغير وحاد عن الاعتدال ، لزم اللبن التغيير والاستحالة دائما . وإن كان إنما يعرض ذلك لما يوافيه في جرم ( 3 ) المعدة من أغذية قد تقدمته ، أو فضل مري أو بلغماني كان ، إنما يقع تغييره واستحالته عند موافاته تجويف جرم المعدة ممتلئا إما من غذاء متقدم ، وإما من فضول رديئة . ومن قبل ذلك قال جالينوس : إن اللبن ، وإن كان في جوهره ومزاجه محمودا فاضلا للطافته وسرعة استحالته وانقياده للانفعال ، فإن كثيرا ما يعرض له من اختلاف حالات المعدة أن يتجبن فيها ، وينتقل إلى الدخانية وجنس المرار أحيانا ، أو يلزمه ذلك دائما ، أو يحمض وينتقل إلى جنس البلغم العفن أحيانا ، أو يلزمه ذلك دائما . وذلك يكون على اختلاف الأسباب الفاعلة لهذين العرضين من قبل ‹ أن الحموضة إنما تحدث دائما عن نقصان الحرارة وغلبة الرطوبة والدخانية فتحدث عن قوة الحرارة ونقصان الرطوبة . وإنما اجتمع في اللبن الانقلاب إلى هذين العرضين على اختلاف أسبابهما وتضادهما من قبل ما بيناه آنفا ، وقلنا : إن اللبن مركب من جوهر مائي حريف وجوهر جبني غليظ وجوهر سمني لطيف . فهو للطافة سمنيته وقربها من جوهر النار ، يستحيل بسرعة إلى الدخانية وجنس المرار إذ كان السمن بالطبع مادة وغذاء للحرارة دائما ، ولغلظ جبنيته وقربها من ترابية الأرض ، استحال إلى الحموضة وجنس العفن . ولذلك وجب إلا يستعمله إلا من كان مزاج بدنه معتدلا وتجويف معدته خاليا نقيا من الأغذية والمواد المرية والبلغمانية ، لأنه متى سلم من هذه الأسباب وانهضم على ما ينبغي ، غذى غذاء كثيرا وولد دما محمودا وأفاد ظاهر البدن ليانة ونضارة . ولروفس في شرب اللبن قول قال فيه : وينبغي لشارب اللبن أن يصير شربه له على الريق وهو حار حين يحلب بحرارته التي بها يخرج من الضرع من غير أن يتقدمه غذاء غيره ، ويمتنع بعد شربه من كل ما يؤكل ويشرب إلى أن يتم هضمه حسنا ، وينحدر عن المعدة ، لأنه إن خالطه في المعدة شئ ، أي شئ كان ، استحال وفسد بسرعة . وينبغي لشاربه أن يحذر التعب وإفراط الحركة ، لان الحركة متى وافت من القوة الماشلة ( 1 ) التي في المعدة أدنى ضعف ، أزعجت اللبن وأحدرته بسرعة قبل تمام هضمه . وإن وافت القوة قوية وتعذر انحدار ( 2 ) اللبن من المعدة ، حمي بقوة الحركة واستحال ، إما إلى الدخانية وجنس المرار فيمن كان مزاج ( 3 ) معدته حارا ، أو إلى ( 4 ) الحموضة والعفونة فيمن كان مزاج معدته باردا . ولا ينبغي أيضا أن يتخلف عن المشي جملة كيلا يطفو اللبن بلطافته ويعوم في المعدة ويبعد عن موضع النضج . ولكن يتمشى قليلا برفق على أشياء وطيئة تنخفض تحت رجليه لينحدر اللبن إلى قعر المعدة الذي هو موضع الطبخ ، وتتمكن الحرارة الغريزية من هضمه على ما ينبغي . فإذا انحدر عن المعدة ، تناوله ثانية وامتثل في التدبير الفعل الأول من الحركة اليسيرة برفق . فإذا انحدر أيضا عن المعدة ، تناوله ثالثة وامتثل في التدبير الرسم الأول والثاني ، لان اللبن في ابتداء أمره يسهل البطن إسهالا نافعا بما فيه من الجوهر المائي اللطيف . فإذا ضعفت قوة فعل الجوهر المائي ، فعل بجوهره الجبني ومنع الاسهال وأخذ في تربية البدن وزيادة اللحم من ذي قبل . ذلك لان اللبن إذا انهضم انهضاما تاما كاملا ، ولد دما صحيحا محمودا لذيذا عند الطباع . والمختار من اللبن ما اجتمعت فيه خصال أربع : إحداهن : من لونه . والثانية : من رائحته . والثالثة : من قوامه . والرابعة : من طعمه . فأما ما له من لونه ، فهو أن يكون أبيض صافيا نقيا سليما من الصفرة والحمرة والكمودة . وأما رائحته ، فيجب أن تكون ذكية سليمة من العفونة والزفورة . وأما قوامه ، فيجب أن يكون معتدلا متوسطا › بين الرقة والغلظ ، إذا نقط المرء منه على ظفره أو على مرآة ، بقيت أجزاؤه مجتمعة غير سيالة ولا مياعة ، بل يكون لها قاعدة مسطوحة وأعلى محدودب . وأما طعمه ، فيجب أن يكون عذبا لذيذا سليما من المرارة والملوحة والحموضة . وأفضل الألبان في طبيعته وجوهريته ولطافته ، لبن النساء . وبعده في ذلك ، وإن كان غير قريب منه ، لبن الأتن . وأدسم الألبان وأكثرها غذاء ، لبن البقر . وبعده لبن الضأن . وأكثر الألبان جبنية ، لبن الضأن . وبعده لبن البقر . وأكثر الألبان مائية ، بين سائر الحيوانات لبن اللقاح . وبعد لبن اللقاح ، لبن الخيل والأتن . وأعدل الألبان وأكثرها توسطا بين الجواهر الثلاثة ، لبن النساء . وبعده لبن الماعز . والسبب في ذلك أن كل لبن من الألبان ينصرف إلى طبيعة الحيوان الذي هو منه ، ومزاجه . فما كان منه من حيوان أغلظ ، كان غليظا . وما كان منه من حيوان ألطف ، كان لطيفا . ولذلك ، صار لبن البقر أغلظ الألبان وأذمها ، وأكثرها غذاء وأقواها تبريدا للأبدان وأشدها تقوية للأعضاء . ولبن اللقاح أرق الألبان وأقلها دسما ( 1 ) وأيسرها غذاء ( 1 ) وأكثرها إسخانا ( 1 ) للأبدان وتفتيحا ( 1 ) للسدد ، من قبل أن النوق في طبيعتها قوية الحرارة جدا . فحرارة مزاجها تستعمل أكثر دهنية دمها في غذائها . وإذا قل ما في الدم من الدسم ، قل ذلك أيضا في اللبن ، لان اللبن إنما هو دم منطبخ طبخا ثانيا . ولذلك صار في لبن النوق ملوحة وحرافة يقوى بها على تلطيف الأثفال وتقطيع غلظها . وأما لبن البقر ، فهو بعكس ذلك وضده ، لأنه لما لم يكن في حرارة مزاج البقر من القوة ما يحتاج أن يستعمل دسم اللبن في غذائها ، صار أكثر الألبان سمنا وزبدا وأزيدها غذاء . ورقة لبن اللقاح وكثرة مائيته ، إنما صارت له لكثرة حرارته الغريزية واستعمالها أكثر دسم لبنه في غذائه . فإن قال : وكيف صار لبن الضأن أكثر جبنية من لبن البقر ، ولبن البقر أغلظ وأدسم وأكثر غذاء ؟ قلنا له : لان لبن الضأن لما كان أسخن وأقوى حرارة بالطبع ، احتاجت حرارته إلى غذاء أكثر ، وأفنت دسم اللبن في غذائها . ولذلك نقصت سمنيته ، ووقل غذاؤه ، وكثرت جبنيته . وأما لبن البقر ، فإنه لما كان أقل حرارة بالطبع ، اكتفت حرارته الغريزية بالقليل من الغذاء ، ولم يأخذ من دسم اللبن إلا اليسير . ولذلك زادت سمنيته على جبنيته وكثر غذاؤه ، من قبل أن جوهر الدسم أخص بتغذية الأبدان من جوهر الخبز ، لأنه أكثر حرارة ورطوبة ، وأقرب من طبيعة الدم وأسرع إلى الانقلاب إليه . وقد أجمع الأوائل ، ووافقهم على ذلك العيان ، بأنه لا شئ أكثر تغذية للأبدان مما كان سريع الانقلاب إلى الدم . فإن عارضنا معترض بالشحم وقال : فلم لا كان الشحم أسرع انقلابا إلى الدم ، وأكثر تغذية للأبدان من اللبن ، إذ كان أخص بالدهنية وأوحد بالدسم من سائر الأغذية ؟ . قلنا له : إن الشحم ، وإن كان أوحديا بالدهنية والدسم ، فإن ليس فيه جوهر مائي لطيف يلطفه ويسيله ( 1 ) ويعين على سرعة انقياده وانهضامه وجولانه في البدن . ولذلك غلظ وعسر انهضامه وانقياده لفعل الطباع وبعد انقلابه إلى الدم . وأما اللبن ، فلما كان فيه جوهر مائي سيال ملطف للفضول يسير حرافته ، زال عنه أكثر غلظه ولطف وسهل انهضامه وانقلابه إلى الدم وغذى غذاء حسنا . وقد يستدل على ذلك من الجبن والسمن ، فإنا نجدهما إذا فارقتهما مائية اللبن ورطوبته السيالة اللطيفة ، عسر انهضامهما ، وبعد انقلابهما إلى الدم ، وقل غذاؤهما . ولذلك صار الأفضل لمن أراد شرب اللبن ، لزيادة اللحم ، أن يشربه بجملة جواهره الثلاثة ، أعني بمائيته وزبدته وجبنيته من غير أن يزيل منها شيئا ، ويقصد من الألبان لبن البقر ، وبعده لبن الضأن والماعز . ومن أراد شرب اللبن لتسكين الحرارة وتبريد المزاج وتطرية الكبد ، فليزل ( 1 ) عنه زبده وسمنه ويشرب منه مائيته وجبنيته ، ويقصد من الألبان لبن البقر فقط . ومن أراد أن يشرب اللبن لتلطيف الفضول وتنفيثها ، فليزل ( 2 ) عنه زبده وجبنيته ويشرب منه مائيته فقط ، ويقصد من الألبان لبن اللقاح لمن كان مزاجه باردا ، ولبن الماعز لمن كان مزاجه محرورا . وكذلك ، إن الألبان تنقسم في لطافتها وغلظها على خمسة ضروب : لان من اللبن اللطيف جدا . ومنه ما هو دون اللطيف قليلا . ومنه الغليظ جدا . ومنه ما هو دون الغليظ . ومنه المعتدل المتوسط بين اللطافة والغلظ على الحقيقة ، لان بعده من الحاشيتين جميعا بعدا متساويا ولطافة اللبن تنتظم بمعنيين : أحدهما : من طبيعته وجوهريته ، والآخر : من فعله وتأثيره . فأما اللطيف من طبيعته وجوهره فهو المشاكل لبدن الانسان بالطبع ، مثل ألبان النساء ، وبعدها ألبان الماعز . ولذلك صارت ألبان النساء أعدل الألبان وأحمدها وأغذاها وأكثر نفعا من السمائم القاتلة وأوجاع الحجاب وقروح الرئة والكلى والمثانة ، وبخاصة إذا امتص من الضرع مصا من غير أن يحلب ، فيباشره الهواء ويزيل عنه بعض حرارته الغريزية ، فيغلظ ويتغير . وأما اللطيف من فعله وتأثيره ، فهو ما قلت جبنيته وزبديته وكثرت مائيته وحدته الملطفة للفضول ، مثل لبن اللقاح . وقد يستدل على ذلك من ملوحة طعمه ، ولذلك صار أقل الألبان غذاء وأكثرها تلطيفا للفضول ، ومن قبل ذلك صار أكثر الألبان تفتيحا لسدة الكبد والطحال وأخصها بالنفع من الاستسقاء العارض من فساد مزاج ( 3 ) الكبد والطحال الكائن من البرودة والرطوبة . وحكى بعض المتطببين ( 4 ) في كتبه أنه نافع من فساد مزاج الكبد والطحال العارض من الحرارة . وزعم أن ذلك صار فيه لفضل رطوبته ومائيته ، ولعمري لولا ما فيه من الحدة والملوحة ، لأمكن أن يكون ذلك . وقد امتحناه عدة مرار ، فلم نجد له فيما ذكر أثرا محمودا . واللبن الغليظ جدا ، فهو ما كان في طبيعته على نهاية البعد من المعتدل ، مثل لبن البقر ، لأنه أقل الألبان مائية وأكثرها زبدية وجبنية ، خلا لبن الضأن فإنه أكثر في الجبنية فقط على ما بينا . ويستدل على كثرة جبنية لبن الضأن من كثرة زهومته ، كما قال جالينوس : وفى لبن الضأن زهومة ليس في لبن البقر مثلها . ولذلك صار أميل إلى البلغم . وله قول في لبن البقر قال فيه : إن لبن البقر أقل الألبان مائية وحدة ، وأكثرها غذاء وتربية للحم ، وموافقة للمعدة ، وتقوية للأعضاء ، وتسكينا ( 3 ) للحرارة ، وبخاصة حرارة الكبد والمعدة . ومن خاصته ، إنه إذا نزع زبده وشرب ، برد المزاج وسكن لذع الأخلاط الحريفة وقوى الحرارة الغريزية وعدلها وزاد في اللحم زيادة بينة ومنع الاسهال المري ونفع من الزحير الصفراوي وقروح الأمعاء والمثانة والأرحام . وأفضل ما استعمل لهذا الشأن ، إذا نزع زبده وألقي عليه مثله ماء عذب وطبخ حتى يذهب الماء ويبقى اللبن ، لان الماء يزيل عنه أكثر حدة مائيته وحرافتها ويكسبه برودة ورطوبة يقوى بها على تسكين الحرارة وتربية اللحم . وإذا ردد الماء عليه مرارا ، وطبخ في كل مرة حتى يذهب الماء الذي ألقي عليه ، كان ما يزول عنه من الحدة أكثر ، وزاد ذلك في تبريده للأبدان وترطيبه لها . فإن لم يلق عليه ماء ولم يطبخ ، لكن ألقي فيه فخارة محماة أو قطع الحديد الفولاذ المحماة ، ورددت فيه مرات كثيرة حتى تذهب مائيته الطبيعية ، قل تبريده وترطيبه ، وقوى فعله في قطع الاسهال والزحير وتقوية الأعضاء . وأما اللبن المعتدل المتوسط بين اللطافة والغلظ ، فهو الذي قد تساوت فيه الجواهر الثلاثة ، أعني جوهره المائي والجبني والسمني ، مثل لبن الماعز ، فإنه قد تكافأت فيه جواهره الثلاثة ، ولذلك صار بعد لبن النساء أعدل الألبان وأخفها على المعدة . ومن قبل ذلك صار متى طبخ حتى يذهب منه النصف ، وشرب بسكر طبرزد ، نفع من قروح الرئة والكلى والمثانة . فإن نزع زبده وألقي عليه ماء وشوي بالحجارة المحماة أو بقطع الحديد المحماة حتى يذهب الماء ويبقى اللبن ، نفع من إسهال الأغراس وقروح الأمعاء . وأكثر ما يشرب منه رطل . وينبغي للمستعمل له أن يحذر أن يتجبن في معدته ، لأنه إن تجبن لم يؤمن عليه أن يحدث ثقلا في المعدة ، وبخارا يترقى صعدا ، ويتولد عنه اختناق شديد وضيق نفس . فمتى تجبن ، فيجب أن يقطع شربه ، ويشرب من العسل أوقية ، أو أوقية ونصف مع شئ من ملح هندي . وأما اللبن الذي هو دون اللطيف ، فهو المتوسط بين اللطيف جدا والمعتدل على الحقيقة مثل < لبن > الأتن ، وبعده لبن الخيل ، فإنها متوسطة بين لبن اللقاح ولبن الماعز ، من قبل أنها أقل مائية وحدة ‹ من لبن اللقاح وأكثر في ذلك من لبن الماعز ، وإن كان بين لبن الخيل ولبن الأتن فرقانا بينا ، من قبل أن لبن الخيل أسخن وأقرب من طبيعة لبن اللقاح ، ولبن الأتن أعدل وأقرب من طبيعة لبن الماعز . ولذلك صار لبن الأتن ألذ طعما وأعذب من لبن الخيل واللقاح جميعا . ومن خاصته أنه للطافته وقلة جبنيته ، صار إذا شرب وهو حار وقت يحلب ، لم يتجبن في المعدة كما يتجبن لبن الماعز كثيرا ، وإن ألقي عليه شئ من عسل وشئ من ملح ، لم يتجبن أصلا ، حليبا كان أو غير حليب . ولذلك صار ألطف من لبن الماعز وأقرب من لبن النساء في اللطافة فقط ، لا في الاعتدال ، من قبل أن لبن الماعز أخير غذاء وأقرب من لبن النساء في الاعتدال والتوسط . ولهذا السبب صار لبن الأتن مطلقا للبطن ، ملينا لجميع الأعضاء العصبية إذا كان سبب خشونتها الحرارة واليبس . ومن قبل ذلك صار مخصوصا بتسكين البهر ( 1 ) والربو والسعال العارض من النوازل الحريفة ، ولا سيما إذا شرب من الضرع إن لم تعافه النفس . وهو مع ذلك نافع من قروح الصدر والكلى والمثانة . فقد بان ، مما قدمنا إيضاحه ، أن أعدل الألبان وألطفها مزاجا وأحمدها غذاء ، ألبان النساء ، وبعدها في اللطافة ألبان الأتن . وأما في الاعتدال وجودة الغذاء ، فألبان الماعز بعد ألبان النساء . ذلك لاعتدالها وتكافؤ الجواهر الثلاثة فيها . وأما لبن الخيل ، فلقربه من لبن اللقاح في اللطافة ، صار فيه تلطيفا في فعله ، يقوى به على تفتيح أوراد الأرحام وإدرار الطمث متى كان سبب انقطاع الطمث الحرارة واليبوسة . وهذه الخاصة لازمة له دون غيره من الألبان . وأما اللبن الذي هو غليظ قليلا ، فهو المتوسط بين الغليظ جدا وبين المعتدل على الحقيقة ، مثل ألبان الضأن المتوسط بين لبن البقر ولبن الماعز ، لأنه أقل مائية وأكثر جبنية وسمنية من لبن الماعز ، وأقل سمنية وأكثر مائية وجبنية من لبن البقر . ولذلك صار أكثر غذاء من لبن الماعز ، وأعون على حبس البطن ، وأقوى فعلا في الاسهال وقروح الرئة والكلى والمثانة ، وأظهر تأثيرا في الزحير واختلاف الدم والأغراس ، إلا أنه دون لبن البقر في كثرة الغذاء وحبس البطن كثيرا ، لما فيه من زيادة المائية على لبن البقر . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن لبن البقر أقوى الألبان على حبس البطن ، وبخاصة متى نزع زبده وشوي بالحجارة المحماة أو بقطع الحديد المحماة . ودونه في ذلك لبن النعاج . وقد يقع في الألبان اختلاف كبير من وجوه أربعة : أحدها : مزاج الحيوان الذي هو منه . والثاني : غذاء الحيوان ومرعاه . والثالث : اختلاف أوقات السنة . والرابع : طراء اللبن وقدمه . فأما اختلافه من قبل مزاج الحيوان الذي هو منه ، فيكون على ضروب ثلاثة : لأنه متى كان من حيوان أعدل مزاجا وأخصب لحما ، كان أفضل لأنه يولد دما محمودا وبخاصة متى شرب من الضرع أو حين يحلب قبل أن يغيره الهواء . ومتى كان من حيوان أردأ مزاجا وأسقم بدنا وأهزل لحما ، كان أذم وأفسد غذاء ، لأنه يولد دما مذموما فاسدا ، وبخاصة متى كان شربه بعد خروجه من الضرع بمدة أطول . وأما اختلاف اللبن من غذاء الحيوان ومرعاه ، فيكون أيضا على ضروب : وذلك أن من الحيوان ما يرعى الحشيش الغض الطري . ومنه ما يرتعي الحشيش اليابس وأغصان الأشجار الرطبة . ومنه ما يرتعي الحشيش العفص القابض ، مثل القرظ ( 1 ) والبلوط وقشور أصول شجر السماق . ومنه ما يرتعي الأدوية المسهلة ، مثل السقمونيا ( 2 ) وبعض اليتوعات ( 3 ) وأصل النبات المعروف بقثاء الحمار وما شاكل ذلك .
فما كان منه يرتعي الحشيش الغض الطري ، كان لبنه أرق وأكثر مائية وأعون على تليين البطن وأردأ للمعدة . وما كان منه يرتعي الحشيش الجل ( 4 ) وأغصان الأشجار الرطبة ، كان لبنه أعدل وأقل مائية وأبعد من تليين البطن وأوفق للمعدة . ولذلك صار لبن الماعز أوفق للمعدة من غيره من الألبان ، لان أكثر ما يرتعي الماعز الحشيش وأغصان الأشجار الرطبة . وإذ ذلك كذلك ، فمن البين أن كل لبن يرتعي حيوانه أغصان الأشجار القابضة أو أوراقها ، فإنه مقو للمعدة حابس للبطن . وكل لبن يرتعي حيوانه ورق الأشجار المسهلة ، فإنه مضر بالمعدة ، لذاع ، بعضها مطلق للبطن . ولذلك وجب أن لا يستعمل من اللبن إلا ما كان غذاء حيوانه محمودا ، كيلا يستحيل إلى الفساد بسرعة ، من قبل أن اللبن إذا كان في ذاته رديئا واستحال في المعدة إلى الفساد ، لم يفسد هو فقط ، لكن يفسد بفساده كل ما وافاه في المعدة من الأخلاط المحمودة ، ويضر بالبدن ( 5 ) إضرارا بينا قويا . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن اللبن الردئ ليس أن ما يفسد هو فقط ، لكنه يفسد معه كل كيموس حسن . وذكر أنه وقف على ذلك من صبي كان له طير ترضعه ، فماتت طيره تلك وأرضعته طير أخرى كان لبنها رديئا جدا ، من قبل أن غذاءها كان مذموما ، لأنها كانت تغتذي عشب البرية لجوع عرض لبلدتها في زمان الربيع . فامتلأ الصبي قروحا ، فاستدل على ذلك من اللبن الذي كان الصبي يشربه . إنه نظر إلى جميع من كان يغتذي بذلك العشب الذي كانت الطير تغتذي به ، قد امتلأت أبدانهم قروحا فاسدة . ولذلك صار ما يرتعي الماعز ورق القرظ والبلوط وأغصان شجر السماق ، فيصير لبنها مقويا للمعدة حابسا للبطن . وكثيرا ما يرتعي شجر السقمونيا واليتوع فيصير لبنها مضرا بالمعدة مطلقا للبطن . › وأما اختلاف اللبن على حسب أوقات السنة ، فيكون على ضروب ، من قبل أن اللبن في أول الربيع ، يكون أكثر ذلك أرق وأشبه بالماء . وفى آخر الربيع وأول الصيف ، يكون أعدل وأفضل غذاء . وفى سائر الصيف وأول الخريف يكون أثخن وأغلظ وأقل مائية . والسبب في ذلك : أن اللبن في أول الربيع يكون أكثر ذلك قريبا من وضع الحيوان جملة . وكل لبن يقرب من وضع الحيوان جملة ، فهو أرق وأكثر مائية لاجتماع الرطوبات في أبدان الحيوان في مدة زمان الحمل ، لانطباق الرحم وامتناع التحلل منه . وإذا اجتمعت الرطوبات في أبدان الحيوان في زمان الحمل ، وجب أن يكون اللبن بالقرب من وضع الحيوان جملة أكثر مائية بالطبع ، وأضر بالمعدة ، لأنه يرخيها ويفسدها ويهيج القئ والغثاء ويلين خشونتها ويزلقها ويطلق البطن . فإذا مضى أربعون يوما وتوسط الربيع ، أو صار إلى آخره ، ودخل الصيف ، فنيت تلك الرطوبات الفضلية من أبدان الحيوان واعتدل اللبن وانقاد للانفعال ، وقويت الحرارة الغريزية على هضمه في الضرع وصار محمود الغذاء مربيا للأبدان . وإذا تمادى به الزمان وصار إلى آخر الصيف وأول الخريف ، قوي حر الهواء على الأبدان ونشف بعض رطوباتها الجوهرية ، وازدادت رطوبة اللبن قلة ، وغلظ ، وزال عن الاعتدال وصار مذموما غليظا بطئ الانهضام ، حابسا للبطن لقلة مائيته وكثرة جبنيته . ولذلك صار هذا النوع من اللبن كثيرا ما يتجبن في المعدة ، ويحدث أمراضا خبيثة ، لان اللبن المتجبن في المعدة مع إضراره بها ، يولد بخارات تترقى صعدا ، ويكون سببا وكيدا للاختناق وضيق النفس والصداع . فإن زاد الزمان به تماديا ، وصار إلى الخريف وآخره ، ازدادت رطوبته الجوهرية قلة ، وصار في طبيعة اللبأ ( 1 ) . ثم لا تزال رطوبته تتحلل رويدا رويدا حتى تقارب الفناء ويغلظ ( 2 ) ويجفو عن الانمياع والسيلان وينقطع أصلا . ولهرمس في مثل هذا فصل قال فيه : إن أرطب ما يكون اللبن عند وضع الحيوان جملة ، ثم تنقص رطوبته قليلا قليلا حتى تقارب الفناء ، فيغلظ ويصير في طبع اللبأ . فإن عارضنا معترض باللبأ وقال : فلم صار اللبأ أغلظ الألبان وأقلها رطوبة ، وهو أقربها من وضع الحيوان جملة ، وقد شرطت في ابتداء كلامك أن أرطب الألبان ما كان قريبا من وضع الحيوان جملة ! . قلنا له : إن اللبأ يطول لبثه في الضرع ويقيم مدة يتهيأ معها فناء رطوبته الفضلية وأكثر رطوبته الجوهرية حتى يجاوز المقدار في الغلظ . ولو توهمنا أن اللبأ يخرج من الضرع وقتا يصير إليه أو بعده بيوم ، لما أمكن أن نجده إلا أرق الألبان وأكثرها مائية . ولكن لطول لبثه في الضرع ، يقوى فعل الحرارة الغريزية فيه باطنا ، وحرارة الهواء ظاهرا ، وتقل رطوبته حتى تقارب الفناء ، ويصير أغلظ الألبان وأثقلها . ولذلك صار إذا حمل على رماد حار أو طبخ في قدر داخل قدر ، فنيت رطوبته بسرعة وصار جبنيا . وإذا خلط معه لبن آخر وشوي أو سلق ، أجمد ما يخالطه من اللبن وعمل فيه أكثر من عمل الإنفحة ( 1 ) ، لان الإنفحة إذا أجمدت اللبن ، ميزت مائيته من جبنيته ، ولا يصير منه مشا ( 2 ) . وأما اختلاف اللبن على حسب قرب خروجه من الضرع أو بعده منه ، فيكون على ثلاثة ضروب ، لأنه قد تقدم من قولنا إن مدة اللبن تنقسم ثلاثة أقسام : لان منه القريب العهد بالخروج من الضرع وهو المعروف بالحليب . ومنه البعيد العهد بالخروج من الضرع وهو المعروف بالدوغ . ومنه المتوسط بين هاتين الحاشيتين وهو المعروف بالماست ، أعني الرائب . فأما الحليب القريب العهد من الخروج من الضرع ، فهو أقوى الألبان حرارة وأكثرها توسطا واعتدالا في الكيفيات الأربع ، لأنه بعد قريب ( 3 ) من طبيعة الحيوان الذي هو منه . ولذلك صار بالإضافة إلى غيره من الألبان ، أفضل وأحمد غذاء وأكثر تربية للحم إذا استعمل على ما ينبغي من خلاء المعدة من الغذاء ، ونقائها من الفضول مع اعتدال مزاج المستعمل له ، إذا لم يؤخذ منه إلا المقدار القصد ( 4 ) ، لان الاكثار منه يحدث أحد أمرين : إما أن يتجبن في المعدة ويؤلمها ويضر بها ، ويحدث بخارات تكون سببا للاختناق وضيق النفس والبهر ( 5 ) . وإما ألا يتجبن ، لكنه يستحيل إلى الحموضة ويضر بالجنبين وسائر البطن . والسبب في ذلك : اختلاف حالات المعدة وموضعها من الحرارة والبرودة ، والرطوبة واليبوسة ، لان المعدة متى كانت قوية الحرارة ملتهبة ، إما من طبعها وإما لعارض عرض لها ، أجمد اللبن فيها وتشيط ، واستحال إلى الدخانية وجنس المرار وأضر بفم المعدة ، والصدر ، ومجاري النفس ، والرأس ، إلا أن يوافي مزاج الرأس معتدلا وجرمه صحيحا قويا ، فلا يقبل من تلك البخارات شيئا ، فيسلم من أذيتها ، وتلحق الاضرار المعدة ومجاري النفس فقط ، لان كثيرا ما يكون مزاج الرأس معتدلا ، ومزاج المعدة حائدا عن الاعتدال ، إما إلى الحرارة وإما إلى البرودة ، أو يكون مزاج الرأس حائدا عن الاعتدال ، ومزاج المعدة والصدر ومجاري التنفس بخلاف ذلك وضده . ومتى كانت المعدة باردة إما من طبيعتها وإما لعارض عرض لها ، ضعفت عن طبخ اللبن وهضمه على ما يجب ، برد واستحال إلى الحموضة والعفونة ، وولد رياحا نافخة وقراقر وانزماما ، وأضر بالجنبين وسائر البطن . فمن أراد أن يزيل ذلك عن اللبن ، فليكن استعماله مطبوخا ببعض الأشياء الغليظة التي تحتاج قبل نضجها إلى نار أكثر ، مثل الحنطة والسميذ والأرز والجاورس ، ليطول فعل النار فيه خارجا ، ويزول عنه أكثر رياحه ونفخه . وإن كان من الواجب أن يتوقى الاكثار منه مع هذه الأغذية أيضا ، لأنها تكسبه لزوجة وغلظا وتعينه على توليد السدد في الكبد والطحال وأحدث الحجارة في الكلى ‹ والمثانة ، ولا سيما إذا كان معه شئ من عسل أو غيره من الحلاوة ، لان الأعضاء تستلذ حلاوته وتقبل منه أكثر من مقدار القوة على هضمه .

وأما اللبن البعيد العهد بالخروج من الضرع ، المعروف بالدوغ ،

فقد خرج من طبيعة اللبن الحلو جملة ، ومال إلى البرودة واليبوسة . وإذا صار اللبن مثل هذه الحال ، بعد عن قبول الاستمرار في المعدة المعتدلة المزاج ، فضلا عن المعدة الباردة . وأما المعدة الحارة المزاج ، فقد يوافقها متى أخذ منه بقدر على سبيل الدواء ولم يكثر منه ، لان الاكثار منه يغذو غذاء غليظا مذموما ، ويولد في الكلى والمثانة رملا وحصى ، لان كل طعام غليظ هذه سبيله وبخاصة إذا أخذ على غير نقاء من المعدة ، إلا أنه لا يتجبن في المعدة كما يتجبن اللبن الحلو ، لأنه قد عدم الكيفيتين القاتلتين لذلك ، أعني الحرارة والرطوبة . وإذا عدم اللبن الحرارة والرطوبة لم يقبل الانعقاد أصلا .

وأما اللبن الرائب المعروف بالماست


، فهو في فعله وانفعاله متوسط بين طبيعة اللبن الحلو وطبيعة اللبن الحامض ، لما فيه من بقايا عذوبة اللبن الحلو . فإذا نزع زبده ، كان أفضل لغذائه وقوي على تسكين الحرارة وبخاصة إذا كان من لبن البقر ، لغلبة البرد على مزاج البقر بالطبع . وأما اللبأ ، فلغلظه وعدم المائية أصلا ، صار أعسر انهضاما وأبعد من الانحدار عن المعدة ، وأكثر الألبان تولدا للدم المذموم والاخلاط الغليظة . ولذلك صار يتخم بسرعة ولا سيما إذا لم يكن معه لا عسل ولا غيره من الأشياء الحلوة التي معها جلاء وغسل ، إلا أنه إذا صار إلى المعاء ، أثقلها بغلظه وهيج القوة الدافعة إلى إحداره بسرعة ، وأسهل البطن ، وصار سببا عرضيا لزلق الأمعاء ولتوليد العلة المعروفة بالهيضة . وما عقد من اللبأ في قدر منزلة في جوف ماء حار ، كان ألطف له وأرطب . وما عقد على نار أو رماد حار ، كان أغلظ وأثقل . › في الإنفحة وأما الإنفحة ، فيابسة حريفة بطيئة الانهضام عسيرة الانحدار محرقة للدم بحرافتها وحدتها . في الجبن وأما الجبن ، فمركب من قوى ثلاثة : إحداها : قوة اللبن ، والثانية : قوة الإنفحة ، والثالثة : قوة الملح . واللبن على ما بينا وأوضحنا ، مركب من جواهر ثلاثة : جوهر الجبن ، وجوهر السمن ، وجوهر الرطوبة . ولذلك انقسم الجبن على ثلاثة أقسام : أحدها : الطري الكثير المائية . والثاني : العتيق الكثير الجبنية القليل المائية




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الرماحي
حسيني علوي للموت
الرماحي


ذكر عدد المساهمات : 493
التميز : 28
تاريخ التسجيل : 01/04/2011

اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Empty
مُساهمةموضوع: رد: اللبن فؤاده واضراره واقسامه   اللبن  فؤاده واضراره واقسامه Emptyالخميس أكتوبر 27, 2011 3:36 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اللبن فؤاده واضراره واقسامه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات غديرخم :: الطب وصحتك اليوم :: الطب والعلاج :: طب الاعشاب-
انتقل الى: