حوار مع أحد العراقيين الذين إعتقلوا ومورس عليهم التعذيب في سجون أمن الدولة السورية
تهموه بشتم بشار الأسد فضاق من العذاب مالم تنتجه هوليود ورأى مأساة إخوانه العراقيين
17 ألف عراقي وعراقية تمارس عليهم أبشع أنواع التعذيب
حملني المحتجزين أمانة نقل معاناتهم لوسائل الإعلام ومناشدة المسؤولين
غرف منفردة ضيقة والقمل منتشر في كل مكان والعراقيات يلدن في المهاجع !
طقوس خاصة يفرضها السجانين لدخول المرحاض والحمام
حاوره في عمان : روان الناهي
يسمونه بفرع فلسطين وهو أحد سجون امن الدولة في سورية ويعرف أيضا بالرفع 235، يضم من العراقيين المعتقلين خلف أسواره قرابة 17 ألف عراقي ، نساءا ورجالا صغار وكبار وحتى شيوخ غالبيتهم إعتقلوا بسبب تقارير كيدية ملفقة نسبت لهم، يتذوقون شتى أنواع العذاب، حتى النساء يتم تعذيبهن هناك من قبل الرجال ،الهدف من ذلك زرع الرهبة في نفوس العراقيين المقيمين في سوريا وخلق جو من الرهبة لدى نفوس السوريين الذي يفكرون بتغيير النظام الحاكم ، حوارنا مع أحد الإخوة الأسرى السابقين العراقيين بالسجن السري الشهير المسمى \" فرع فلسطين \" هذا السجن الذي يسام فيه أهل العراق نساءً ورجالاً، كباراً وصغاراً أشد العذاب منذ استيلاء زنادقة طبيب العيون ( بشارالأسد ) بتعاون مع الفرنسيين والبريطانيين المحتلين على بلاد الشام المباركة أعادها الله لشعبها الصابر بردا وسلاما في القريب العاجل، هذا الشعب الذي يستحق الحياة الكريمة والعيش بزهو ورقي .
أمانة المظلوم !
Hhوقد حمَّل الإخوة الأسرى هناك أخانا العراقي الذي أجرينا معه هذا الحوار( هنا في العاصمة الأردنية ) حين خروجه من الفرع وموعد ترحيله نحو بلده العراق بعد أربع سنوات من الاعتقال قسرا وظلما، أمانة ألحوا عليه إلحاحاً شديداً واستحلفوه بالله أن يبلغها للعراقيين عامة ومسؤولي الحكومة بصفة خاصة ورغم ظروف الأخ الصحية السيئة نتيجة التعذيب والأضرار المعنوية التي لحقت بعائلته فإنه لم يهدأ له بال ولم يقر له قرار حتى يوفي بوعده الذي وعد به إخوانه وعاهد ربه على الوفاء به . وها هو اليوم يوفي بوعده، كما أطلب من إخواننا في كل مكان ومن كل من يطلع على هذا الحوار أن لا يدَّخر جهداً في القيام بأي عمل يمكن أن يساعد به إخوانه الأسرى في سوريا المكلومة بحراب البعثيين الزنادقة عليهم من الله ما يستحقون وأن يسعى إلى إيصاله لمن يعنيه الأمر للمسلمين عامة وللساسة العراقيين وقادتهم خاصة .
& حمد لله على فك أسرك، أخي نريد نبذة مختصرة عنكم وعن سبب سفركم إلى سوريا ؟
- أشكرك أخي على هذه الالتفاتة المباركة الطيبة وأود قبل إجابتي على أسئلتكم أن أخبركم وأخبر كل مسلم ومسلمة أن ما سأذكره هنا هو مجرد صورة مصغرة ولا يعد إلا كنقطة ماء في محيط كبير لما يكابده ويعانيه إخوانكم العراقيين في سوريا التي يرفع نظامها المجرم في العلن شعار الممانعة والمقاومة ومشاكسة أمريكا ودويلة يهود ومشروعهما التوسعي أما في الخفاء فهذا النظام الإجرامي لا يختلف عن بقية الأنظمة العميلة, بل ربما تجاوز بعضها, خاصة بعد أحداث سبتمبر 2001 وإعلان الحرب الصليبية على الإسلام والمسلمين، فتعاونهم الإستخباراتي مع أمريكا لم يعد يخفى على أحد. وأتمنى أن أوفق في تأدية الأمانة والوفاء بالوعد الذي قطعته على نفسي وعاهدت به إخواني المحتجزين هناك الذين منهم من لم ير نور الشمس منذ سنوات عديدة وقد نخرت أجسادهم الأمراض والعلل, وهي رسالة للعراقيين عامة ولأهل الشام والمجاهدين بصفة خاصة ، فأتمنى وأسأل الله أن أوفق في نقل ولو جزء من الصورة الحقيقة.
أعود لسؤالك : أنا شاب من العراق فتحت عيني على مآسي أمتي المسلمة ومذابحها في كل مكان دون غيرها من الأمم والملل فكنت أتابع الأخبار التي تزيدني ألما وأسى وأسفا وأتجرع بها المرارة في كل يوم ولم أكن أملك سوى الدعاء، هاجرت إلى سوريا بحثا عن الأمن والاستقرار بعد الأحداث التي عصفت ببلدي، منذ ذلك الحين وأنا في بحث دائم عن طريق يوصلني أخر النهار إلى منزلي حاملا الكيس الذي يحتوي على المأكل البسيط لإفراد إسرتي، ولم أتخيل يوما أن يطرق باب منزلي من قبل مجموعة مسلحة تعتقلني فجرا دون معرفة السبب.
باختصار شديد وحتى لا أطيل في هذه التفاصيل الغير مهمة، وصلت سوريا أواخر 2005
ومن الملاحظات وللفائدة فقط , وقبل أيام من اعتقالي إستاجرت منزلا جديدا في دمشق وظل المستأجر يكثر من أسئلته وكنت أرد بعفوية متناهية، وللإفادة فهناك فرق كبير بين أصحاب العقار في العراق و سوريا، ففي سوريا هناك كثرة الأسئلة وكثرة علامات التعجب والاستفسارات والملاحظات وغيرها تحس كأنك في مجتمع مخابراتي بامتياز.
إلقاء القبض !
وفي أحد الأيام كنت مستلقيا على ظهري متأملا وبينما أنا كذلك داهمت عناصر مسلحة بالرشاشات والمسدسات شقتي بعد فتحها بمفتاح احتياطي من عند صاحب المكتب العقاري كانوا حوالي ست أشخاص ألقوني على الأرض وقيدوا يداي خلف ظهري بقوة حتى دخل القيد في اللحم ووصل العظم حاولت الاستفسار عن الوضع فكان جوابهم ضربي بأخمص الرشاش على رأسي وكامل جسمي، أخذوا الجواز ومبلغ ألف دولار كان بقي معي والهاتف وكل الملابس والأغراض الشخصية، و في باب العمارة السكنية وجدنا سيارة أخرى بها 8 أفراد أيضا مسلحين بالرشاشات سلموني لهم وانطلقوا بي بعدما أغمضوا عيني بقماش.
& إلى أين أخذوك بعد هذا ؟
- توجهوا بي مباشرة إلى سجن سري يسمى فرع فلسطين وهو عبارة عن بناية ضخمة تقع على طريق المطار مكونة من سبع طوابق كل طابق يختص بالتحقيق في قضايا معينة ( الإسلام - الأسلحة التهريب - التزوير- قضايا سياسية - مخالفات الجيش- الأجانب)، وسمي بهذا الاسم حسب ما علمت لأنه كان فرعاً أمنياً مخصص للقضايا الفلسطينية منذ عهد الهالك المجرم حافظ الأسد وقد أعيد ترميمه في سنة 2006 وهو جحيم للمسلمين و وبال على الفلسطينيين والعراقيين تحديدا .
قانون المعتقل !
هذا المعتقل العسكري له قانون خاص مع الأجانب الذين لا تسأل عنهم حكومات بلدانهم ولا تتدخل سفاراتها لتسلمهم وترحيلهم مثل أهل العراق وأفغانستان وغيرها كأهل المخيمات الفلسطينية وهم كثر وأعدادهم هائلة، فهؤلاء بعد أن يقضوا في المنفردات أو المهاجع أكثر من أربع أو خمس سنوات وفق قانون خاص بدولة الأسد يسمونه( العرفي) أي تقضي فترة تحتجز فيها دون محاسبة قضائية، وبالتالي تعقد لهم مسرحية وهي عبارة عن محاكمة عرفية داخل المبنى ويستمعون فيها لأقوال المتهم ثم يأخذونه إلى سجن من سجون سوريا يبقى فيه إلى أن يشاء الله دون وقت محدد .
تعذيب مخيف !
أول ما أدخلوني هناك بدأ التعذيب الشديد في مكاتب التحقيق بالطابق الرابع من البناية سألوني عن سبب مجيئي لسوريا فقلت لهم أنا عراقي وجئت كلاجئ من ظروف بلدي التعيسة والبحث عن الأمن والاستقرار، حتى الآن مضي 13 يوما على إعتقالي دون أن أعرف تهمتي وسبب وجودي، عذبوني بشكل لا أستطيع وصفه حتى أغمي علي عدة مرات وركزوا ضربي على أذناي حتى قلت لهم أن بي كسر سابق في رقبتي لعلهم يتركون ضرب الأذن، لكن المجرم كان يمسك برقبتي ويلويها بعنف متعمداً كسرها، وكذلك رفعوني عار من الملابس وكبلوا يدي ورجلي إلى حديدة طويلة وشرعوا في جلدي بالسياط وصعقي بالكهرباء إلى أن اعترفت لهم بما يريدون مرغما لأخلص من التعذيب حيث جعلوني ابصم على إعترافي بشتم رئيسهم بشار الأسد ، ثم بعد التحقيق أمروا بي إلى المنفردة.
ألوان العذاب المختلفة !
و هناك بدأ عذاب من نوع وألوان مختلفة، فحين ينزلونك تحت الأرض للمنفردة يعطونك رقماً عوض الاسم وهناك كل شيء ممنوع : الكلام، الجهر بالصلاة، الدعاء وحتى تلاوة القرآن والوضوء ممنوع، يمكنك فقط التيمم وأخطر شيء هناك أن يسمعوك تقرأ القرآن أو تدعو الله أو تناجيه . سيتهمونك بأنك تدعو عليهم ويخرجونك للتعذيب الشديد الفظيع والتعذيب هناك بالسياط والركل واللكم وكل الوسائل الممكنة والمتوفرة لديهم وحين يرون السوط لم يعد ينفع يعذبونك بألوان أخرى منها أن تضل واقفاً مكبل اليدين إلى الخلف ووجهك باتجاه الجدار لأكثر من 24 ساعة وحين تحاول الجلوس أو السقوط يجلدونك بالسوط وهناك شخص عراقي كبير بالسن تهمته إيواء كتب إسلامية في منزله رأيته أوقف 36 ساعة إلى أن انفجرت الدماء من قدميه.
40 يوما مقيدا !
وأيضا التكبيل للخلف داخل الزنزانة، ولكم أن تتخيلوا شخصاً يقيد لأكثر من أربعين يوماً في زنزانة انفرادية ولا يستطيع حتى حك جلده وطرد الحشرات والقمل عنه، وحين يسمعون أحدنا يتكلم مع الزنزانة المجاورة له مثلا ولم يعترفوا على المتكلم يعذبون الجميع في الممر تعذيباً شديداً، هذا والله العظيم مجرد جزء يسير مما يحدث للإخوة العراقيين رجالا ونساء هناك .
عذاب المرحاض !
أول مرة دخلت \"الانفرادية\" في اليوم الأول نادوا على رقمي للمرحاض خرجت بشكل عادي فإذا بالسجان يركلني ويقول باللهجة السورية ( على السارع يا كور) أي بسرعة يا كلب لم أكن أفهم شيئا حينها لأني جديد فبقيت على هذه الحال لأسبوع كل يوم ضرب وسب وإهانة حين الخروج للمرحاض إلى أن اكتشفت ما يجب علي فعله.
& هل ممكن تصف لنا هذا السجن ؟
- عدد الزنازين الانفرادية ويسمونها المنفردات هو 38 منفردة طولها متران وعرضها متر ونصف , وعدد المهاجع 19 مهجع طول كل واحد منها تقريباً عشرة أمتار وعرضه متر ونصف وكل مهجع يضم ما بين أربعين وخمسين سجيناً ولكم أن تتخيلوا هذا العدد من الناس في مسافة بعرض متر ونصف وطول عشرة أمتار، إنه الجحيم الدنيوي بعينه وكل هذا في مكان تحت عمق الأرض بخمس أمتار، حيث الطابق الأول فيه غرف التحقيق ومكتب المدير المجرم ويكنونه (أبو حمزة) وبه منفردات قضايا سياسية خاصة، أما الثاني والثالث لم نعرف ماذا يجري فيهما يقولون إنه للسوريين الذين يفكرون بعمل إنقلاب للخلاص من النظام أي المعارضة السورية، أما الرابع فهو المخصص للتحقيق في قضايا الإسلاميين يرأسه ضابط من أخبث من رأيت أو سمعت عنهم في حياتي وأظنه كبيرهم في هذا القسم لأنني لاحظت الحراسة المشددة على مكتبه والتبجيل الذي يكنونه له, والمعلومة الوحيدة التي عرفتها عن هذا المجرم هي أنه كان مسئولا عن تعذيب أهل السنة في المعتقلات اللبنانية ثم مساعده وله مكتب مجاور واسمه منير وهذا أيضا من كبار مجرميها بلغ به الإجرام أنه إذا رأى على الأسير قميصاً أو في قدمه حذاءًا من نوع جيد أمره بنزعه ولبسه أمامه وأرسله حاف أو عار إلى زنزانته وقد أخذ مني شخصياً حذائي وقال لي الأولى أن تمشي حافياً والاستهزاء من طبعه وعادته.
& وكيف تقضون حاجتكم وماذا عن الإستحمام ؟
- عدد المراحيض ستة وثلاث حمامات، الخروج للمرحاض من السادسة صباحاً إلى السادسة مساء، الماء فيها بارد جدا، وللمرحاض هناك قصص وآلام ومعاناة لا أستطيع وصفها خاصة للمرضى المصابين بالإسهال أو السكري أو المعدة وغيرها من الأمراض التي يحتاج صاحبها التردد على المرحاض لمرات متعددة، مدة المرحاض لا تتجاوز 30 ثانية وهذا يعود لمزاج الحارس وخبثه فما تكاد تنزع سروالك حتى تسمع شتمه وسبه وأوامره لك بالخروج فهناك دخول المرحاض يصير عندك كابوساً حقيقياً تخطط له وتستعد وتتعوذ وتدعو أن يسلمك الله من السياط والجلد وأن توفق لقضاء حاجتك وملئ قارورتك من الماء.
طقوس خاصة!
طريقة الخروج من المنفردة إلى المرحاض لها طقوسها الخاصة فعليك أن تخرج وأنت منحني على صفة الركوع و وجهك في الأرض لا تلتفت يميناً ولا شمالاً ولا تنطق ولو بكلمة أو حرف حين تسمع رقمك والأمر بانتهاء الثواني المخصصة للمرحاض عليك أن تخرج يدك من نافذة المرحاض وتعود لمنفردتك كما غادرتها، أما إذا نودي عليك ولم تسمع رقمك كأن تكون نائماً مثلا فإنك ستأخذ من السياط لمدة أسبوع كامل عند كل ذهاب وعودة وكل مجرم من المجرمين حين ينهي دوامه يوصي بك من يتسلم الدور والسوط من بعده تظل على هذه الحال على مدار الأسبوع إلى أن يرجع الدور للمجرم الأول الذي وقع المشكل معه في فترة دوامه.
أما بالنسبة للحمام فهو الآخر حسب مزاج السجان مرة في الشهرين أو الشهر ومدته أيضا بمزاجه , وفي أحسن مزاج وأحسن حال فهي لا تتعدى 5 دقائق تقضي فيها حاجتك البيولوجية وتغسل فيها جسدك الوسخ . ومفروض عليك أن تخرج للحمام من منفردتك بلباس داخلي فقط كي يفتشها المساعد، أذكر أنه في يوم من الأيام نادى المجرم على السجين ليخرج من المرحاض وكان قد دخل للتو وهو سجين جديد فرد على السجان : مهلا هل تظنني سأبيت هنا سأخرج حين أنتهي من قضاء حاجتي،. وأقسم بالله أنني رأيت السجان من شق الباب يفرك يديه فرحا وسعادة من رد السجين لأنه وجد طريقا لتعذيبه كما يشاء. وهو ما كان, فقد تفننوا في تعذيبه بل وجعلوه يبيت ليلته في المرحاض عار من الثياب.
دماء وقمل !
أما ما حدث معي شخصياً في موضوع المرحاض هذا فبعد مرور 4 أشهر على دخولي ذلك المكان كاد القمل والوسخ والعفن أن يقتلني وكنت لا أنام الليل من شدة الحك والألم حتى تورم جسدي وكلما حككت جلدي نزعت يدي والدماء تغطي أظافري فقررت في يوم من الأيام أن أستغل دوري لقضاء حاجتي وأستحم في المرحاض وليكن ما يكون، وهو ما كان دخلت وبدأت أغسل رأسي من القمل ونصف جسمي الأعلى فناداني المجرم للخروج فقلت له أنني جد متسخ وأحتاج فقط دقيقة لأغسل بعض القمل حينها جن جنونه وشرع يصرخ ويلعن ويسب, وحينها خرجت . فقال لي غسلت وسخك ؟ أجبته نعم شيئا ما فقط، فأمرني بالتمرغ عاريا في ماء معقد أسود اللون رائحته لا تطاق أبدا وشكله مثل العسل ينزل ويتسرب من أسفل سلال الأزبال المتراكمة في زاوية من زوايا المراحيض . امتنعت في البداية ورفضت الأوامر وعندها نادى أصحابه فانهالوا علي جميعا بالكرابيج( الكيبلات) وأنا عار الجسد إلى أن امتثلت وتمرغت على بطني وظهري كما أمروا, ثم نهضت حاملا قنينة الماء الذي أشربه فأفسحوا لي الطريق هاربين من رائحة جسدي وحين دخولي المنفردة غسلت أعلى جسمي بقنينة الشرب وبقيت أتكبد عناء العطش مدة 24 ساعة وطبعا هذا المجرم أخبر من يليه في الدوام وكنت أعذب عند كل خروج و رجوع من المرحاض مدة أسبوع.
& وماذا عن المهاجع ؟
المهاجع كما ذكرت لكم آنفا هي غرف جماعية طولها عشرة أمتار وتتسع فقط لعشرين شخصاً لكنهم يحشرون فيها حتى الخمسين لكثرة النزلاء وقانونهم هو منع الكلام ومنع رفع الصوت حتى بتلاوة القرآن أو الصلاة والدعاء كذلك ممنوع , وفي إحدى الليالي سمعناهم يعذبون أحد الإخوة في ثلث الليل الأخير ويقولون له من الذي كان يقوم معك الليل؟
بطانيات عفنة !
أما طعامهم هناك فهو لا يكفي يجوعونهم عمداً حتى يضطرونهم للشراء من مدخراتهم في الأمانات وهذه تعتبر فرصة للسجانين للنهب والسرقة فأنت توقع على ورقة مشترياتك ولا تعرف على ماذا توقع حتى ينفذ المال في رمشة عين وهناك بالمهاجع دعاء السجناء هو أن يأتي من عنده مبلغ محترم من المال حتى يقتاتون شيئا فأول ما يسألك عنه السجناء هو هل معك مال في الأمانات؟ أما طريقة نومهم فهي بالدور, يصطف البعض منهم على جنب واحد دون حراك أو تقلب ويقف الثلث الباقي فلما تنتهي المدة ينام من كانوا واقفين, مثل صلاة الخوف ويمكننا تسمية القياس عليه وتسميته بنوم الخوف وهو كذلك بل أشد.
أما الفراش فبطانية واحدة على الأرض دون غطاء بل بعضهم ليس معه بطانية أصلاً ومنهم من انتهى التحقيق معهم منذ عامين وأكثر ولم يحالوا على المحاكم ولا على السجون فاضطروا مرة لخوض إضراب عن الطعام لم يتجاوز 12 ساعة حتى ذاقوا كل أشكال العذاب ما اضطرهم لفك الإضراب والتوقف عنه .
أبطال التعذيب!
وهذا التعذيب تم برئاسة المجرم كبير الجلادين واسمه سليمان وهو رقم 1 في التعذيب وهذا المجرم عمره حوالي 36 سنة وطوله حوالي186 بشرته بيضاء، وبالنسبة للتنظيف هناك في \"فرع فلسطين\" فالمكلف به هم السجناء من الجنود السوريين أصحاب المخالفات ينظفون المبنى كاملا في ظرف وجيز والضرب والركل على ظهورهم والسب والشتم عدا المنفردات والمهاجع فنزلاؤها هم من يتكلفون بتنظيفها بقليل من الماء فقط لا صابون ولا أي مواد أخرى للتنظيف، وأنا أول ما أدخلوني المنفردة الشخصية وجدت فيها ثلاث بطانيات أظنها من عهد الحرب العالمية الأولى ثقيلة بالقمل والعفن والأرض كذلك معفنة والسقف تعشعش