زيارة الفاتيكان وقضيّة اعتقال الإمام الخميني
اعتقال الإمام الخميني
كان الإمام الخميني يضع قضيّة فلسطين في جملة اهتماماته، ويحذّر الشاه من التعامل مع إسرائيل، كما وعمل على محاربة علاقته بها، رافضاًً لاعتراف الشاه بإسرائيل، معتبراً أنّ "حلفاء إسرائيل ليسوا منّا". وبعد المجزرة الّتي قامت بها السلطات بأمر من الشاه في المدرسة الفيضيّة في مدينة قمّ حيث كان الإمام الخميني يلقي كلماته وخطبه المندّدة بالشاه وأعماله، ونفّذت المجزرة أثناء اجتماعٍ للعلماء والطلبة في مجلس عزاءٍ بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام الصادق(ع)، على أثر ذلك أصدر الإمام الخميني مجموعة بياناتٍ للشعب الإيراني يدعوه فيها للكفاح ضدّ عملاء الاستعمار والصهيونيّة، عندئذ أمر الشاه باعتقال السيّد الخميني وخرجت الجماهير تطالب بالإفراج عنه فأطلق الجيش النار عليها، وكانت مجزرة 15خرداد [من الأشهر الفارسيّة] العام 1963، وسقط خلالها 15 ألف شهيد، واعتُدي على علماء الدين ووُضع آخرون في السجون. إلا أنّ الضغوط الّتي مارسها الإمام الصدر واتصالاته بكبار العلماء وطرحه لموضوع الإمام الخميني في المحافل الدوليّة كافّة، ساهمت في الإفراج عنه لاحقاً.
الإمام الصدر يزور الفاتيكان
زار الإمام الصدر روما، وأمضى فيها خمسة أيّام بضيافة الفاتيكان، حيث لقي حفاوة بالغة، وتلقّى دعوة رسميّة لحضور حفل تتويج البابا بولس السادس، ونقل الإمام الصدر إلى قداسة البابا قضيّة اعتقال الإمام الخميني في إيران، وموقف علماء الدين والحكم الإيراني، وتجاوب معه قداسة البابا.
وبذلك يعتبر الإمام الصدر أوّل عالم دين مسلم يدخل الفاتيكان، وهي سابقة تاريخيّة قدّرها المسيحيّون والمسلمون على السواء، ونشرت معالم الانفتاح عند الإمام الصدر، مع الإشارة إلى آراء ومواقف مُنتقدة لبعض المنـزعجين من هذه الزيارة.
بعدها غادر الإمام الصدر في جولة نحو سويسرا وفرنسا وبلجيكا وأسبانيا،والجزائر، فالمغرب العربي حيث احتفت به الجامعات والمؤسّسات العلميّة، وكان الإمام الصدر خلال جولته قد عمل على الاتصال بكبار الشخصيّات، وأمّهات الصحف العالميّة والفاعليّات في جنيف وهامبورغ وباريس وبون وغيرها لشرح قضيّة اعتقال الإمام الخميني. ونُقل عن الإمام الخوئي، المرجع الديني الأعلى للشيعة في العالم، قوله:« يعود الفضل الأكبر في إطلاق سراح السيّد الخميني إلى رحلة السيّد موسى ».
وفي 16/8/1963، عاد الإمام الصدر إلى بيروت جوّاً عن طريق القاهرة، بعد جولة استغرقت قرابة الشهرين، ثمّ توجّه إلى صور بسيّارة رئيس مجلس النوّاب صبري حمادة تواكبه عشرات السيّارات، وفي صور رُفعت لقدومه أقواسُ النّصر والزينات، وخرجت الجماهير إلى الشوارع لتحيّته.
منقول عن منتدى أفواج أمل,الرابط:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]