فاضل جابر محمد الذبحاوي شيعي للموت
عدد المساهمات : 836 التميز : 12 تاريخ التسجيل : 14/11/2009 العمر : 53
| موضوع: الهاربان! الأحد سبتمبر 22, 2013 1:23 pm | |
|
الهاربان!
جلسا علي مقعد في الحديقة القريبة من شارع السّفارات.
كان الأوّل طويل القامة وضّاء الوجه ذا لحية مُهذّبة بيضاء، وكان الثاني مربوع القامة وضّاح السّحنة ذا لحية مهذّبة غرّاء.
علي المقعد القائم قبالتهما كان يجلس رجل مكوّر ذو لحية كثّة مستطيلة تكاد ترتطم بكرشه، فيما جلبابه يكاد يرتفع حتي ركبتيه.
قال الأوّل لصاحبه: بَشِّرْ؟
قال الثاني: الحمد للّه. لقد وافقوا علي لجوئي إنسانياً إلي هولندا.. وأنت؟
قال الأوّل: هذا خبر طيّب. سنكون قريبين من بعضنا، وسيمكننا أن نتزاور بين وقت وآخر، فقد حصلت أنا علي حق اللجوء إلي السّويد.
ثمّ أردف مازحاً: من الآن فصاعداً سأسميك (أخي في هولندا)!
زفر الثاني مبتئساً: ألا تري أنّنا كان يمكن أن نمكث هنا بسلام لو أننا التزمنا بأدب الصحوة ولم نفعل ما فعلنا؟
قال الأوّل متذمّراً: لقد فات أوان الندم. ونحمد اللّه علي أنّنا وجدنا من يُلجئنا، وإلاّ فلا أمل لنا بالنّجاة إذا بقينا هنا.
قال الثاني: آه لو أنّك كبحتَ حِدّتك قليلاً يا أبا عبداللّه.. هل كان من الضروري أن تقول للرّجل إنّ زهده مضحك لأنّ جلبابه قصير وسيّارته طويلة؟
هتف الأول بحدّة: اسكت يا أبا حسن.
أنت آخر من يعاتبني. أنسيت ما فعلته أنت؟
هل كان ضرورياً أن (تبتسم) ونحن خارجان من المسجد؟ لقد عكّرتَ عبوس القوم وكدت توردنا التهّلكة!
اندفع الرّجل الجالس قبالتهما إلي القول دون استئذان: ألا تستحيان أن تفعلا ذلك وأنتما إسلاميان؟
قال الرّجل الطويل: نحن لسنا إسلاميين.. نحن مسلمان.
صرخ الغريب مغضباً: أعوذ باللّه.
تساءل الرّجل الطويل: ما الذي دعاك إلي الاستعاذة باللّه؟!
قال الغريب: فعلكما الشّنيع. إنكما لم تكتفيا، ونحن في زمن الصحوة المباركة، بممارسة الابتسام أمام المسجد، أو إهانة سيّارة أخيكم في اللّه، بل لبستما لباس المشركين، وطلبتما اللّجوء إلي فسطاط الكفر، وفوق هذا كلّه يستنكر كلّ منكما أن يكون إسلامياً، ويكتفي بأن يكون مجرّد مسلم!
قال الرّجل الطويل: لباسنا هو لباس عصرنا.. ولا علاقة لهيئة الثوب بجوهر المعتقد. ثم أنّ الإسلام عقيدة تستقر في القلب، وتتبدّي مظاهرها في فعل الخير والرّْحمة. إنّه ليس بطاقة انتساب حزبيّ يشبكها المرء علي صدره بدبّوس (ياء النَّسَب).
وَلوَلَ الرّجل المكوّر بحدّة: أستغفر اللّه... هذا انحراف صريح عن سنّة السّلف رضي اللّه عنهم. توبا إلي اللّه.. توبا إلي اللّه.
التفت الرّجل الطويل وهمس في أذن صاحبه: عن أيّ سَلَف يتحدث هذا القنفذ؟! أأقول له مَن نحن؟
ردّ صاحبه هامساً: كلاّ. أرجوك. ربّما ستحيق بنا الكارثة حقّاً إذا تفوّهت بهذا. دعنا نغادر هذا المكان بأسرع ما نستطيع. كفانا ما لقيناه من عَنَت حتّي هذه اللحظة.
ودون أدني التفاته نحو الرّجل المكوّر، قام عمربن الخطّاب وعلي بن أبي طالب.. وتوجّها بخطي حثيثة نحو باب الحديقة!
| |
|
أرضعتني أمي لبن الولايه حسيني علوي للموت
عدد المساهمات : 37 التميز : 0 تاريخ التسجيل : 13/01/2010
| موضوع: رد: الهاربان! الخميس سبتمبر 26, 2013 11:58 am | |
| شكرا للموضوع الرائع بارك الله فيكم | |
|