في رأي الامام جعفرالصادق عليه السلام أن الزمان غير موجود بذاته، ولكنه يكتسب واقعيته وأثره من شعورنا وإحساسنا، كما أن الزمان هو حد فاصل بين واقعتين أو وحدتين.
.وهو يرى أن الليل والنهار ليسا من أسباب تشخيص
الزمان ومعرفته، وإنما هما حقيقتان مستقلتان عن الزمان، يضاف إلى ذلك أن
الليل والنهار ليس لهما طول ثابت، فالليل يقصر في الصيف ويطول في الشتاء،
والنهار على عكسه، وهما يتعادلان أحياناً.
وفي رأيه (عليه
السلام) أن للمكان وجوداً تبعياً لا ذاتياً، وهو يتراءى لنا بالطول والعرض
والارتفاع، ولكن وجوده التبعي يختلف باختلاف مراحل العمر، فمن ذلك مثلاً أن
الطفل الذي يعيش في بيت صغير، يرى بخياله وأحلامه أن فضاء البيت ساحة
كبرى. ومتى بلغ هذا الطفل العشرين من عمره، رأى هذه الدار مكاناً صغيراً
جداً، وأدهشه أنه كان يراها واسعة رحيبة في طفولته. فللمكان، بناء على ذلك،
وجود تبعي لا حقيقي، وفي هذا اتفقت آراء علماء الفيزياء في القرن العشرين
مع رأي الإمام الصادق في القرن السابع الميلادي.