فاضل جابر محمد الذبحاوي شيعي للموت
عدد المساهمات : 836 التميز : 12 تاريخ التسجيل : 14/11/2009 العمر : 53
| | عصابات الاكراد مسعود وجلال الطلباني | |
آب 1996 يوم يأبى النسيان
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
من أجل إنعاش ذاكرة كاكة مسعود: ماذا حصل يوم 31 آب 1996؟ يوم تحركت جحافل الجيش العراقي لتطرد عصابات جلال المدعومة إيرانياً من أربيل بالتأكيد فإن يوم 31 آب (أغسطس) 1996 في حياة مسعود البارزاني، يوم ليس كباقي الأيام، ولا يمكن لكاكة مسعود وقيادات الحزب الديمقراطي الكردي أن ينسوه، وبنفس الوقت لا أظن أن مام جلال الطالباني يمكن أن ينسى ما حصل له ولأتباعه في ذلك اليوم المشهود؟ يوم تحركت جحافل الجيش العراقي بدروعه ودباباته ومشاته بإتجاه (محافظة أربيل) أو ما تسمى اليوم عاصمة إقليم كردستان! بناء على دعوة وإلتماس من مسعود البارزاني إلى صدام حسين لإنقاذ أربيل وتحريرها من الأيرانيين والطالباني، بعد أن أطبقت عليها قوات حزب الأتحاد الوطني بزعامة مم جلال وبدعم إيراني معلوم، ولولا تدخل الجيش العراقي، لكان كاكة مسعود وإقليمه في خبر كان!.
لا أظن أن كاكة مسعود ينسى ما حصل في ذلك اليوم المشهود حيث تمكن الجيش العراقي من تحرير اربيل باقل من 4 ساعات. وكيف دخلت قوات الجيش العراقي تحت راية (الله أكبر).. التي يستنكف اليوم مسعود من رفعها في أربيل؟
وهكذا كان الوفاء والجزاء، فالوفاء للجيش العراقي الذي تحرك بأوامر القيادة لأنقاذ أربيل وأهلها من قوات الطالباني المدعومة إيرانيا.. كان الوفاء هو (حل الجيش العراقي) بعد الغزو الاميركي للعراق وبمقترح كردي للاسف، وكان الوفاء في الأستنكاف من رفع العلم العراقي ومنع رفعه في جميع المناطق بل وصل الأمر الى تحريك الغوغاء في الشوارع لتمزيق علم (الله أكبر)، وحرقه في الشوارع.. هكذا يكون الوفاء؟؟ ولا أظنها من شيم الكورد الذين نعتبرهم رمزا وإسماً للوفاء ورد الجميل!.. كان وفاؤهم بإعدام من أنقذهم وكان الوفاء للجيش الذي حررهم وأنقذهم بحله!! وكان الوفاء للراية التي تحتها تحركت جحافل العراق هو رفض رفع العلم العراقي في مملكة جلال ومسعود.. هل هكذا هو الوفاء..
وحين دخلت دبابات الجيش العراقي الصنديد الى مدينة أربيل فرّ الأتحاديون الطالبانيون كالجرذان كما فر العملاء من أوكار العمالة ودكاكين الأنكليز والأمريكان في أربيل كالغربان وتركوا مقراتهم ووثائقهم وجئ بها إلى بغداد مع من تم القبض عليه من الخونة العملاء.
هكذا يكون الوفاء ليوم 31 آب... أن يمر بهدوء وخلسة دون أن يستذكر أحد من أخوتنا الكرد ماذا حصل لهم يوم 31 آب في أربيل؟؟ لكن ذاكرة العراقيين نافذة وقوية ولا تخرب أبدا؟ فلنستذكر ماذا حدث يوم 31/8/1996؟ يورد ما سمي بـ (قانون تحرير العراق لعام 1998) الذي اصدره الكونغرس الامريكي وفي سياق تبريرات القانون سيئ الصيت، لتحرير العراق وفي البند 5 منه (مايلي: ((بتاريخ 31 آب 1996 قام العراق بقمع العديد من معارضيه وذلك بمساعدته إحدى الفصائل الكردية في اجتياح مدينة أربيل- مقر الحكومة الإقليمية الواحدة)).
وبالرجوع الى تاريخ الصراع الدموي وصراع المصالح بين الحزبين الكرديين، وخاصة بعد انسحاب الادارة العراقية من محافظات الشمال عقب احداث 1991 واقامة الكيان الانفصالي لم يتغير الوضع كثيراً إذ سرعان ما دبّ الخلاف بين أكبر فصيلين سياسيين حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، استعان أحدهما بالطرف العراقي وحاول الآخر الاستعانة بأطراف خارجية. وكانت أبرز محطات الصراع بينهما على الوجه التالي: فقد اندلع قتال شرس في مايو/آيار 1994 بين الحزبين بعد تصاعد الخلافات بينهما وطلب مسعود البرزاني في أغسطس/آب 1996 من صدام تدخل الجيش العراقي فلبى طلبه ووجه ضربات شديدة لقوات الطالباني. ثم تعثر إعلان الاتفاق بين الحزبين في أكتوبر/تشرين الأول 1996 ولم ينجح كذلك وقف إطلاق النار المقرر أن يكون في شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1996 رغم الرعاية الأميركية والبريطانية والتركية للمبادر. الى أن وقع الطرفان وبوساطة أميركية في سبتمبر/أيلول 1998 اتفاقية جديدة. ثم ما لبثت أن نشبت مصادمات مسلحة بين قوات الحزبين في يوليو/تموز 2000 استمرت لعدة أيام وأدت إلى سقوط 40 قتيلاً معظمهم من مقاتلي حزب الاتحاد الكردستاني. ثم نشب قتال آخر بينهما في منتصف سبتمبر/أيلول 2000 استمر بصورة متقطعة على مدى أسبوعين في عدة مناطق، من بينها قلعة دزة ورانية. ولقي العشرات من الجانبين مصارعهم. توقف القتال يوم 4 أكتوبر/تشرين الأول 2000 عندما أعلن وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية. نعود ليوم 31/8/1996 فالذي حصل لم يكن ضربة قاصمة للطالباني والقوات الايرانية التي تدعمه فحسب، بل كذلك ضربة قاصمة لجوقة ما تسمى باحزاب المعارضة العميلة التي كانت تتخذ من اربيل مقرا ومنطلقا للقيام باعمال ارهابية وتخريبية ضد نظام الحكم العراقي، واتخذت مقار في اربيل وصلاح الدين ومناطق اخرى، حيث صالت عليها قواتنا البطلة، وقبضت على من قبضت عليه، وقتلت كثيرين ممن حاولوا الفرار، وإستولت على الآلاف من الوثائق المهمة، وأدت إلى الدلالة على كثير من العناصر الخائنة المتواطئة معهم من داخل المحافظات العراقية، وتحركت قوات الأمن بموجب تلك القوائم للقبض على العملاء خونة الوطن. وهرب كثير من العملاء ومن اعوان الطالباني باتجاه تركيا حتى ان صحيفة الغارديان البريطانية نشرت في الصفحة 4 ليوم 14/9/1996 الخبر التالي رضوخا للضغط الأمريكي وافقت الحكومة التركية على السماح لحوالي 2500 واحدا عراقيا بعبور تركيا كجزء من خطة امريكية لاخراج المستخدمين لأمريكا وعوائلهم من شمال العراق!!.
اذن فبالرغم من حظر الطيران الذي فرضته القوى الغاشمة من خلال مجلس الأمن الذليل، وما شنه المجرم كلينتون من عدوان آثم على العراق من أجل الضغط على الجيش العراقي للإنسحاب من شمال العراق، فقد سجل يوم 31 آب 1996 ملحمة ومفخرة جديدة للقوات العراقية، يوم استعادت محافظة اربيل من الزمر العابثة، وبطلب من مسعود البارزاني، الذي خاطب القيادة العراقية آنذاك برسالة إسترحام وطلب غوث موجهة إلى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الجمهورية، من أجل أن ينجده ويخلصه من التمدد الذي قام به جلال واعوانه للسيطرة على المنطقة الشمالية كلها، فسارت كتائب الحق لتكنس فلول الشيطان، فتحررت مدن دون مواجهات حقيقية، فهرب من هرب، واعتقل من هو مرتبط بأجهزة مخابرات دولية إضافة الى استرجاع بعض من تطاولوا على المال العام، ووجدوا في منطقة الحكم الذاتي (ملاذاً آمناً).. حتى ان مام جلال ظن ان القوات العراقية في طريقها الى السليمانية فهرب ومن معه تاركا السليمانية باتجاه أسياده في إيران. ولقد كتبت جريدة تايمز اللندنية ليوم 9/9/1996 خبراً عن مغادرة الأمريكان من اربيل قائلة: "انسحبت مجموعة مكونة من 7 من ضباط المخابرات المركزية الأمريكية الذين كانوا يعسكرون في ضواحي اربيل الى تركيا قبل وصول جيوش صدام بيوم واحد"، وكذلك حسب التقارير التي نشرتها جريدتي نيويورك تايمز وواشنطن بوست في 9/9، ثم نقلت انترناشينال هيرالد تربيون ليوم 9/9/1996 تصريحا رسميا لرئيس اركان الجيش الأمريكي الجنرال جون شاليكاشفيلي الذي اكد بان القاعدة الأمريكية في زاخو قد تم غلقها ايضا اذ قال:
"لقد كانت لنا وحدة عسكرية في الشمال والتي كانت تعمل بصفة لجنة التنسيق قرب الحدود التركية وقد قمنا بسحب هذه الوحدة الى تركيا كاجراء وقائي وهم الان هناك". بعد اكثر من شهر وتحديداً في يوم 10/10/1996 أصدر مسعود البارزاني قرارا بالعفو عن كل الأكراد الذين حاربوه بما في ذلك "جلال الطالباني"، لكن الأخير ردّ بأن (مسعود لايمتلك أي صفة قانونية سوى كونه رئيسا لحزب من الأحزاب الكردية الكثيرة، وليس هناك قانون عراقي او كردي يخوّله حق اصدار قرارات العفو ضد القتلة، بل على العكس ان مسعود البارزاني متهم بقتل الالوف من اعضاء الاتحاد الوطني الكردستاني، وان الديمقراطية والعدالة تستدعيان تقديمه الى المحاكمة لغرض معاقبته مثلما تتم محاكمة اي مجرم اخر). الأهم من كل هذا أن البارزاني أصدر قراراً – تقديرا لإستجابة الجيش العراقي لنداء إستغاثته أن يسحب كل إتهاماته لصدام وحزب البعث بشأن ما سميت قضية حلبجة والأنفال!!. الأمريكان من طرفهم أكدوا أنهم لايتدخلون في القتال القائم بين الحزبين الكرديين، وذلك بالرغم من استنجاد جلال الطالباني المتكرر بهم والرجاء منهم التدخل بدل ايران لايقاف قوات مسعود والجيش العراقي عند حدهما ففي دعوة نداء استغاثة وجهها الاتحاد الوطني الى الأمريكان والتي نشرت في جريدة التايمز في 9/9/1996 جاء فيها: (اننا ندعو الولايات المتحدة وحلفائها التدخل بسرعة لايقاف العدوان العراقي وانهاء هذا الهجوم ضد الشعب الكردي) وعلقت الجريدة ان جلال الطالباني قائد الاتحاد اشتكى بأن الصواريخ الأمريكية التي ضربت جنوب العراق قد فشلت في منع صدام من الهجوم على المنطقة الواحدة في الشمال) وكرر منذرا بانه سيضطر الى دعوة ايران لمساندته اذا قررت واشنطن اهمال ندائه. وحتى اليوم فإن التحالف المصلحي الهش، ماهو إلا إتفاق مصالح سرعان ما سينهار في يوم قريب، ويصدق فيهم قول الله تعالى (وتحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).
إن يوم 31 آب 1996 هو تاريخ يأبى النسيان، وإذا كانت ذاكرة العملاء مخروبة، فإن ذاكرة الشعب العراقي بكرده وعربه وتركمانه نافذة وقوية ولا ينالها النسيان ولا يمكن أن تَخْرُبْ.
| |
|