فاضل جابر محمد الذبحاوي شيعي للموت
عدد المساهمات : 836 التميز : 12 تاريخ التسجيل : 14/11/2009 العمر : 53
| موضوع: ~! تعزيــة لـ روحـ♥ـي هــا هُنا !~ الأربعاء أبريل 25, 2012 8:06 pm | |
|
يقولون أنّيْ فِيْ ربِيعِ عُمْــري , ,,فَ لِمَ تساقَطَتْ أوْراقِيْ ! لِمَ روحِي تَرْقُــدُ بـِجاِنِبِِ القُبــورْ ! لِمَ تجولُ روحِي فِيْ الشّوارِعِ باحثَةً عنْ مَأْوىْ و تصولْ ! لِمَ أحْلامي لمْ " وأرىْ أّنها لنْ " تَرى النّورْ !
مَعَ كُلّ هذا مَازالوا يَقولونْ أنّي فيْ ربيعِ عمْري ! أَوَإِذا كانَ هذا رَبيعيْ ..هلْ ترونَ بعْدهُـ خريفْ !
........ عِنْدما يفْقِدُ الإِنْسانُ حاسّة الشّمّ لا يسْتطِيع تمييزَ الرّوائحِ , وعِنْدما يفقِدُ حاسّة السّمْع لا يتَمتّع بِالموسيقا ! وعِنْدما يفْقِدُ حاسّة البصَر لا يرى الأشْكالْ, أخْبرونيْ !! منْ فقدَ حاسّة تذوّقِ الحَياة !! ماذا يمْلِكـْ ؟ سَمعْ؟ بصرْ؟ شمّ؟ ما قيمَتهمْ دونَ اسْتِساغَةْ !
........ هِي الحياةُ فقدتْ معْناها فيْ ناظريّ ,, فَأصْبحْتُ وحيدةً فيْ مفترقِ طرقٍ تسحَبُني الرّيحُ العاصِفةُ معَها أينَما ذهبتْ ! حتّى يسْقطَ المَطرْ وأنا جالسَةٌ على الّرصِيفِ ,, فـ أفَكّر بالوقُوفِ لـتَجنّبه ثمّ أقولُ لنفْسي " لمَ يجبْ عليكِـ النّهوضْ ؟ ابقَيْ حيثَما أنتِ ..فحينَما ينْتهي المَطَرْ ستَجِفّينْ " حقاً ! سأجِفّ؟ أنا؟ لماذا؟ ألا يسْقطُ الورَق بعدَ أنْ يجِفّ !! أهذا يعني أنّي وصلتُ خريفيْ !! وتَسْتمرَ " أنا " في طْرح أسئِلةٍ مبْهمَةٍ لماذا !
لماذا !
لماذا !
........
ثمّ ,, حتّى تلكْ الكلمةُ, فقدتْ
معناها واصبحتْ مجرّد أصْواتٍ متراصّة لا تحْمل معْنىً ,, أسْعَفنيْ حينَها رجلْ! يمشِي فيْ الطّريقِ وبيدهِـ سيجارْ مشْتعلْ ! يرَدّد " وإنْ وقفْنا نحنُ , تسْتمرّ الحياةْ " ذهبَ وعدتُ وحيدةً فيْ الطّريقِ ,,أردّدُ ما سمعْته بلا وعْيْ ,! حتّى طلعَ الصّباح ,,ولِسانِي يتَحرّكُـ بِثُقْلْ وتَوقّفَ فجْأةً !
........ لامَسَ شئٌ دافئٌ خدّي ,,لـلْوهْلةِ الأولىْ لمْ أعْرِف ما هوَ !! منْ أيْن جاءَ الدّفءُ وكلّ شئٍ حوْلي متجمدْ ! حتّى وضعتْ يديَ على خدّي ورأَيْتُ قطراتِ مياهٍ دافئةْ تنصَبّ من عينيّ !!
........ انْتظرتُها حتّى تتجمّد ,,فلمْ يحدثْ ذلكـ , حِينها أدْركتُ أنّه مهْما بدا كلّ شئٍ حالِكاً ,,مِن الظّلمةِ ينبثقُ النّور ,, سمِعتهمْ كثيراً يقولونْ " دُموعِـكِـ غاليةْ " والآنْ عرفْت السّببْ, لولا تلْك الدّمعة التّي تزاحمتْ معْ الحزْن لتخرجَ من عينيّ ,, لمّا استفقتُ ,,, وقفتُ وعدتُ أردّد " وإنْ وقفنا نحنْ, تسْتمرّ الحياةْ "
| |
|