وادي
السلام ارض مباركة لها سماتها وخصائصها فقد اتخذها النبي نوح مكاناً
لسفينته وفيها دفن النبيين هود وصالح وبعدهما دفن الامام علي بن ابي طالب
(ع) سنة 41 هجرية ومن هذا المنطلق اكتسبت قدسيتها ومكانتها ضمن حدود منطقة
تدعى النجف حيث تشكلت اقدم مقبرة في التاريخ..
وان اتجهت بناظريك في شمال النجف وغربها سترى ملايين القبور المشيدة وعند
دخولك هذه المقبرة الواسعة ستدرك عمق هذه المقبرة في التاريخ من خلال
المواد التي بنيت بها القبور فضلا عن تواريخ الدفن المدونة على الطابوق
والحجر. يقول السيد محمد القزويني 46 سنة ويعمل في احد مكاتب دفن الموتى
على مر التاريخ كانت النجف المكان المفضل لدفن الموتى عند فئات وشرائح
ملايين العرب والمسلمين في ارجاء المعمورة وبمرور السنوات استحوذت هذه
المقبرة الشاسعة المساحة الاغلب من مساحة مدينة النجف وتداخلت مساحة
المقبرة مع الاجزاء العمرانية والسكانية في المدينة. ويضيف توارث اعداد
كبيرة من اهالي النجف مهنا لها علاقة بدفن الموتى وشكلت هذه المهن بابا من
ابواب رزقهم مثل غسل الموتى وتكفينهم واداء مراسيم زيارتهم للاماكن
المقدسة وقراءة القران الكريم على ارواحهم عند زيارة ذويهم وبناء قبورهم
.....
ويطلق على مقبرة النجف اسم مقبرة وادي السلام . سالت السيد القزويني .....
هل يمكن احصاء عدد الموتى المدفونين في هذه المقبرة ؟ اجاب ليس هناك احصاء
دقيق لذلك لكن التقديرات تشير الى وجود مئات الملايين فانت تعرف بان مقبرة
النجف بدات باستقبال الموتى منذ اكثر من الف عام ووادي السلام ليس مقبرة
النجف وحدها ولاالعراق وحده بل لكثير من البلاد كايران والهند والباكستان
والكويت وجبل عامل وغيرها.
ندخل المقبرة ونتجول بين قبورها .... شعور خاص يتملك المرء هنا فقداسة
الارواح والصمت الرهيب الذي يحيط بالمكان يجعل أي انسان يخضع لربوبية الله
العلي القدير
.. ثمة احساس تملكني وانا وسط هذه المقابر التي تمتد حيث يمتد نظر الانسان
وهي ان عالم الاحياء في طريقه الى هنا عالم الاموات ولكن وكان الناس
ينتظمون في طابور طويل لياخذوا مكانهم في هذه القبور ان عاجلا ام اجلا
باستثناء اسبقيات القدر الذي يقدره الله على شاكلة الكوارث والزلازل
والحروب والحوادث.
... اطاطا راسي صامتا ثم التفت يمينا واذا بي اقرا على جدران احدى الغرف
التي بنيت بداخلها مقبرة ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال
والاكرام ) فينتابني خشوع ورهبة اخرج من هذا المكان وابتعد قليلا ثمة
اصوات لقارئي القرآن وثمة تجمعات لنسوة وشباب يزورون قبور ذويهم . هنا
لافرق بين غني اوفقير او ملك او مواطن بسيط تتنوع القبور بين صغير وكبير
لكن ثرى الاجساد واحد واقرا في كتب التاريخ ابيات من الشعر للشيخ علي
الشرقي يقول فيها: سل الحجر الصوان والاثر العادي خليلي كم جيل قد احتضن
الوادي فيا صيحة الاجيال فيه اذا دعت ملايين اباء ملايين اولاد ثلاثون جيلا
قد ثوت في قراره تزاحم في عرب وفرس واكراد عبرت على الوادي وسفت عجاجة
فكم من بلاد في اللاغبار وكم نادي وشكل وادي السلام مكانا عاما للنجفييين
حيث يومه العيد منهم ايام الجمع لقراءة سورة الفاتحة على ارواح الموتى
وبالعودة الى قبور الانبياء فان مرقدي النبي هود وصالح يقعان في الغرب خلف
سور المدينة في الشمال الشرقي في حرم واحد عليه قبة متوسطة وكان على هذا
المرقد صخرة حمراء قديمة طولها ذراع يد واصابع وعرضها شبر كتب بالخط
الكوفي تصريح بان هذا المرقد هو مرقد هود وصالح واول من وضع على قبريهما
صندوقا من الخشب هو العالم الرباني السيد محمد مهدي بحر العلوم ونذرت الملا
حفيرة حرم الملا يوسف بن الملا سليمان المتوفي سنة 1270 هجرية نقيب وخازن
مرقد الامام علي بن ابي طالب اذا رزقهما الله تعالى ولدا تبني على
قبريهما قبة وبنيت عليها قبة من اجر صغيرة قبل ان اخرج من المقبرة حدثني
احد الاهالي وطلب مني ان اذكر فب موضوعي الصحفي عن المقبرة بان على
المسوولين في بلدية النجف ان يهتموا بمقبرة النجف فهذا المكان يومه مئات
الالوف من الزائرين ولابد من تنظيم شوارع مقبرة النجف وتبليطها ولابد من
زراعة الورود والازهار كما هو موجود في مقابر